السعودية.. توطين المهن (الهندسية).!
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
* المتابعُ لما تقوم به وزارةُ الموارد البشريَّة والتَّنمية الاجتماعيَّة من جهود جادَّة، وحثيثة باتِّجاه هدف سعودة الوظائف، لا يملك إلَّا أنْ يمنح النَّظرة إلى المستقبل المزيد من التَّفاؤل بأنْ يجد أبناء الوطن المؤهَّلون الفرصة لردِّ ولو جزءًا يسيرًا ممَّا للوطنِ من فضل، وماله في أعناقهم من واجبِ الإسهام في بنائه، والمشاركة في إعلاءِ اسمه، ومكانتِهِ.
* وإنَّ فيما يتعاقب إعلانه من قِبل وزارة الموارد البشريَّة والخدمة الاجتماعيَّة من رفع نسب توطين الوظائف حسب الفئة، والتخصُّصات، لهو دليلٌ واضحٌ على ما تسعى إليه نحو تحقيق (السَّعودة) الكاملة، التي يملك أبناء الوطن أدواتِهَا، ويحقِّقُون -وبكلِّ جدارة- متطلَّباتِهَا، ومعطياتِهَا.
* وإنَّ فيما صدر -مؤخَّرًا- من خبر رفع نسب توطين المهن (الهندسيَّة)، وبنسبة 25% على المنشآت التي يعملُ بها 5 عاملين في المهن الهندسيَّة، لهو تأكيدٌ على ما ذهبت إليه في شأنِ تصوُّر ملامح المستقبل، في ظلِّ ما تقوم به الوزارةُ من جهودٍ.
* وفي شأن هذا الخبر، فإنَّنا نعيشُ -اليوم- في واقع وفرة من خرِّيجي هذا التخصُّص الصَّعب، وهذا يأخذنا إلى حيث الامتنان لقيادة هذا الوطن العظيم؛ لما توفِّر لأبنائه من بيئةٍ تعليميَّةٍ مهَّدت لما نشاهده اليوم من قُدرات، وفائض من خرِّيجي تخصُّصات كانت بالأمس في عدادِ الأمنياتِ أنْ تُشغَل بكفاءاتٍ من أبناء الوطن.* فالهندسةُ تخصُّص مواكب لدورة التَّنمية، والحاجة إليه يفرضها واقع النمو المُتسارع الذي يشهده الوطن، وكون أبناء الوطن يحملُون في هذا التخصَّص المؤهَّلات اللازمة، فهم بطبيعة الحال أحوج إلى أنْ تُتاح لهم الفرصة (فرضًا) على القطاع الخاصِّ، وبمميِّزاتٍ، وحوافزَ تتناسبُ، ومكانة هذا التخصُّص المهم، ومدى الحاجة إليه.
* وإنَّ في الأخذ بذلك تمهيدًا لتحقيق هدفٍ بعيدٍ سنصل إليه يومًا ما -بإذن الله تعالى- وذلك عندما يصقلُ الميدانُ خبرةَ أبناءِ الوطن، فيصبح من بدأ اليوم في موقع (المستمعِ)، والمنفِّذ لما يصدر من توجيهاتٍ، هو من يجلس في ذات المكان غدًا (قائدًا) لفريق كله من أبناء الوطن.
* إنَّها صورةٌ قريبةُ المنال متى ما تمَّ المضيُّ نحو المزيد من تتابع رفع نسبة (التَّوطين)، مع الأخذ في الاعتبار تهيئة كلِّ الظُّروف ليكون واقعَ القطاعِ الخاصِّ بيئةَ جذبٍ ينعم فيها أبناءُ الوطن بكلِّ مقوِّمات الأمان الوظيفيِّ، ذلك الأمان الذي متى ما تحقَّق فإنَّه سيأخذ بكلِّ جهود توطين الوظائف إلى حيث المزيد من النَّجاح، المزيد (قربًا) من الاكتفاء، وبسواعد أبناء الوطن، وعلمي وسلامتكم.
خالد مساعد الزهراني – جريدة المدينة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: أبناء الوطن
إقرأ أيضاً:
آخر ما وصلت إليه مفاوضات غزة ومستجدات المرحلة الأولى - لا ضمانات
كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح اليوم السبت 21 ديسمبر 2024، أن تفاؤل حذر يسود حالياً إزاء إمكانية الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس ، وذلك بعدما أحرز الوسطاء تقدُّماً ملحوظاً في المفاوضات الجارية.
وأضافت الصحيفة، أنه "بموجب هذا التقدم، فقد جرى تقسيم الاتفاق المتبلور إلى مرحلتين، مع ترحيل أهمّ الخلافات وأكثرها تعقيداً إلى المرحلة الثانية، ما يعني أن الاتفاق يمكن أن يتحوّل عمليّاً إلى نوع من الهدنة المؤقتة، التي تُستأنف في أعقابها عمليات القتل الإسرائيلية".
ووفقاً للمعلومات المتداولة، ففي المرحلة الأولى، يُفترض أن تطلق حماس سراح الأسرى من النساء والمرضى وكبار السن، في مقابل هدنة مؤقتة يُطلق خلالها أيضاً سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، على أن تُبقي الحركة على الجنود الإسرائيليين إلى الجولة الثانية، والتي يأمل الوسطاء أن تجري فيها مبادلة هؤلاء بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب لجيش الاحتلال من القطاع، وفقاً لما تطالب به حماس".
وتابعت "لكن إسرائيل تتعامل، من جهتها، مع الصفقة باعتبارها فرصة لتحصيل مكاسب واستعادة عدد من الأسرى، في مقابل هدنة مؤقتة، يُصار في أعقابها إلى استئناف الحرب التي لا يريد الائتلاف الحكومي إنهاءها، ربطاً بجدول أعمال خاص بمكوناته من اليمين الفاشي".
وقالت الصحيفة، إنه "مع ذلك، فإن النتائج التي توصّل إليها المفاوضون، ستحظى، وفقاً لما يُتداول، بقبول ظاهر من الجانبَين، على أن تُبقي إسرائيل بموجبها على وجودها العسكري في قطاع غزة ، مع إعادة تموضع وانسحابات جزئية طوال مدة تنفيذ المرحلة الأولى، وهو ما يراه الوسطاء تراجعاً إسرائيلياً معتدّاً به. على أن إعادة الانتشار تلك قد يُستفاد منها لإنعاش الجنود الإسرائيليين المنهكين، فيما لا أحد يمكنه أن يضمن التزام إسرائيل بالمرحلة الثانية؛ إذ إن أكثر المتفائلين في تل أبيب يتحدّثون عن نبضة أولى من التسوية لا تلحقها نبضة ثانية، لا بل إن خبراء ومعلّقين يرون أن المرحلة الأولى نفسها ما زالت محلّ أخذ ورد، وأن هناك احتمالاً معتدّاً به لأن لا تدخل حيّز التنفيذ، في ظلّ استمرار الحكومة الإسرائيلية في تحديث مطالبها وشروطها بشكل متواصل، في ما يمثل اجتراراً لإستراتيجية جرى اتباعها سابقاً لإفشال صفقات كانت في متناول اليد".
وأشارت إلى أن "ذلك يعني أن الحديث عن تقدُّم المفاوضات لا يعني أن الاتفاق بات ناجزاً، رغم كل التفاؤل الذي يُبثّ من جانب الوسطاء وإسرائيل؛ والحذر هنا لا يتعلّق بالجزأين فقط، بل بالجزء الأول الذي جرى تجريده من البنود الخلافية الصعبة".
في المقابل، لا تتفق استطلاعات الرأي لدى جمهور إسرائيل مع إستراتيجية الحكومة؛ إذ بحسب آخر استطلاع للرأي، اعتبر 74% من الإسرائيليين أن هناك ضرورة للتوصّل إلى اتفاق شامل يعيد جميع الأسرى، حتى وإنْ كان الثمن وقف الحرب في غزة.
واللافت في هذا الاستطلاع، أن مطلب استعادة الأسرى مقابل إنهاء الحرب، يحظى بموافقة 84% من ناخبي المعارضة، والأهم بتأييد 57% من جمهور الائتلاف، فيما لا تتجاوز نسبة مَن يؤيّدون صفقة جزئية، الـ10%.
لكن ذلك لا يعني على أيّ حال أن الائتلاف سيجاري جمهوره، وخصوصاً أنه وفقاً لاستطلاعات الرأي المتكرّرة، تراجع ناخبو الشرائح الوسطية عن تأييد أحزاب الائتلاف، وتحديداً الليكود، في اتجاه أحزاب المعارضة، التي باستطاعتها الآن، في حال إجراء الانتخابات، الفوز بغالبية في الكنيست ، من دون أحزاب فلسطينيي عام 1948، في حين تقهقر الليكود وأقرانه والأحزاب الحريدية والصهيونية الدينية إلى ما دون عتبة الغالبية اللازمة للفوز بولاية جديدة.
ويُضاف إلى ما تقدّم، أن عدداً من أحزاب الصهيونية الدينية، وفي المقدّمة منها حزب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قد لا تحظى بأيّ مقعد في "الكنيست" المقبل، فيما رئيس الحكومة السابق نفتالي بينت، قد يدخل الندوة النيابية وينافس على الشريحة الناخبة نفسها، حاملاً تجربة سابقة في الائتلاف مع أحزاب الوسط والمعارضين، وأيضاً مع أحزاب تمثّل فلسطينيي الداخل.
وفي ما يتعلّق برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، الذي يَمثل عدّة مرات في الأسبوع أمام المحكمة على خلفية اتهامه بقضايا رشى وفساد واحتيال، فهو لا يجد في إنهاء الحرب في غزة ما يفيد محاكمته، بل إن استمرار الحرب يُعدّ جزءاً لا يتجزّأ من إستراتيجيته الدفاعية، كونه يدرك أن وقوفه في قفص الاتهام بصفته رئيساً سابقاً للحكومة أو لحكومة مستقيلة، يغري القضاة الذين يعدّهم أعداء ومتربصين به، لإدانته، في حين أن بقاءه رئيساً فعليّاً للحكومة، في ظلّ استمرار الحرب، من شأنه أن يبطّئ توثّب القضاء لإدانته.
وأضافت الصحيفة "وتشير المعطيات إلى أرجحية معتدّ بها لأن تنجح المفاوضات في التوصّل إلى اتفاق على الجزء الأول من صفقةٍ لتبادل الأسرى، تفيد الأطراف كافة بلا استثناء، ومن بينهم نتنياهو وائتلافه، كونها ستخفّف ضغوط الجمهور عليه وتنزع عنه - وإنْ مؤقتاً وفي ظلّ محاكمته - صفة التطرّف وإرادة استمرار الحرب على خلفية مصالح سياسية وشخصية. أما المرحلة الثانية من الصفقة، والتي رُحِّلت إليها كل الخلافات الصعبة والمستحيلة، فتكتنفها شكوك كبيرة جداً".
المصدر : وكالة سوا - صحيفة الأخبار اللبنانية