قال زويليفليل مانديلا -حفيد الزعيم الراحل نيلسون مانديلا– إن الفريق القانوني الخاص بدولة جنوب أفريقيا سيتابع القضية التي رفعها أمام محكمة العدل الدولية، لكنه ينتظر التقرير الذي ستقدمه إسرائيل في غضون شهر، من أجل اكتشاف الخيارات المتاحة أمامه، وسنستكشف سبلا أخرى مثل المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضاف مانديلا الحفيد -في حوار خاص مع الجزيرة نت، وكان مرتديا "الكوفية الفلسطينية"- أن "الحرب على قطاع غزة مثال واضح على الإمبريالية الغربية ونفاقها"، حتى "أنهم لم يفرضوا عقوبات على دولة الفصل العنصري إسرائيل، ولم يصدروا مذكرة اعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزرائه مجرمي الحرب".

كما أشار إلى العلاقة التاريخية القوية التي جمعت بين مانديلا الجد والقضية الفلسطينية، الذي وثق علاقاته مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، عندما قال إن "حريتنا غير كاملة من دون حرية الشعب الفلسطيني".

ونصح زويليفيل -النائب عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في برلمان جنوب أفريقيا- المقاومة الفلسطينية "بأن يتحدوا ويتحدثوا بصوت واحد، وأن يكونوا قادرين على تنسيق جهودهم من أجل الدفاع عن أراضيهم التي ولدوا فيها وأراضي أجدادهم، ومقاومة الاحتلال، ومقاومة العدوان، ومقاومة الاستعمار الاستيطاني".

وإلى تفاصيل الحوار..

كيف ترى قرار محكمة العدل الدولية بشأن جرائم إسرائيل في غزة وفلسطين عامة؟

إننا نرحب بحكم محكمة العدل الدولية الذي صدر أخيرا، ونريد أن نشيد بحكومتنا في جنوب أفريقيا بقيادة الرئيس سيريل رامافوزا، وكذلك وزيرا الخارجية ناليدي باندور والعدل رونالد لامولا، وفريقنا القانوني الذي قام بعمل متميز من خلال تقديم هذه القضية إلى المحكمة لمحاسبة دولة الفصل العنصري إسرائيل على إبادتها الجماعية، والتطهير العرقي، وكذلك جرائم الحرب.

هذه لحظة تاريخية حقيقية لمحاسبة دولة الفصل العنصري على جرائمها ضد الفلسطينيين في غزة وفي جميع أنحاء فلسطين المحتلة.

فريقنا القانوني سينتظر التقرير الذي ستقدمه دولة الفصل العنصري إسرائيل، وبالتالي سيتمكن من استكشاف الخيارات المختلفة التي قد تكون متاحة

هل هذا القرار سيوقف العدوان على غزة؟

هذه هي البداية التي نحتاج إلى التأكد من الالتزام بها. وكما سمعتم من حكم المحكمة، فمن المتوقع أن تقدم دولة إسرائيل الصهيونية التي تفرض الفصل العنصري تقريرًا إلى المحكمة خلال شهر حول ما تمكنت من تنفيذه لضمان حماية المدنيين، وضمان توفير المساعدات للفلسطينيين في غزة تحديدا.

لذلك نحن جميعًا في انتظار التقرير الذي ستقدمه دولة الفصل العنصري إسرائيل إلى المحكمة، وأعتقد أن فريقنا القانوني يتطلع أيضًا إلى التقدم بالخطوة التالية بعد تلقينا هذا التقرير.

ينظر العديد من أحرار العالم إلى جنوب أفريقيا بكثير من الاحترام لدفاعها عن عدالة القضية الفلسطينية، فهل ستستمرون في الدفاع عن هذه القضية؟

ينبع التزامنا بالدفاع عن القضية الفلسطينية من أيامنا الأكثر ظلاما في الكفاح من أجل التحرر. لقد كان جدي (نيلسون مانديلا) يقول إنه استلهم كفاحه من أجل التحرر من النضال الفلسطيني، وذلك عندما كان محتجزا مدى الحياة في جزيرة روبين.

وعندما أُفرج عنه، اتخذ على عاتقه مباشرة زيارة المؤتمر الوطني الأفريقي في زامبيا، وهناك التقى لأول مرة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وقدم له التزاما دائما بالصداقة والأخوة.

إذا استثمرنا الاحتجاجات التي شهدناها الآن في جميع المدن حول العالم، وعملنا بجهد واحد فإننا سنسقط الدولة العنصرية بإسرائيل في النهاية

وفي عام 1997، قال مانديلا (الجد) "إن حريتنا غير كاملة من دون حرية الشعب الفلسطيني". وبالنسبة لنا، فإن هذا التزام حقيقي، ونحن الجيل الذي سيكمل التزام مانديلا.

لقد التزمنا دائما بأن ندافع عن القضية الفلسطينية، والأمر الآن يتعلق بالتزام الحكومة في جنوب أفريقيا التي تمكنت من رفع هذه الدعوى أمام محكمة العدل الدولية، وسنستكشف سبلا أخرى مثل المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما أن فريقنا القانوني سينتظر التقرير الذي ستقدمه دولة الفصل العنصري في إسرائيل، وبالتالي سيتمكن من استكشاف الخيارات المختلفة التي قد تكون متاحة.

ولكن أود أن أشدد على أن الأمر ليس فقط في أيدي فريقنا القانوني في جنوب أفريقيا أو حتى حكومتنا؛ لأننا كأفراد في المجتمع الدولي بحاجة إلى أن نكون فاعلين أكثر من أجل ضمان محاسبة أولئك الذين يرتكبون الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية؛ ولذا يجب أن نستمر في ممارسة الضغط على حكوماتنا للتصرف وفقًا لذلك وضمان محاسبة نتنياهو ومجرمي الحروب في حكومته.

لقد رأيت موقف الغرب من الحرب الروسية الأوكرانية، ورأيت موقفه أيضا من العدوان على غزة، فكيف ترى المقارنة بين الموقفين؟

هذا مثال واضح وحقيقي لنفاق الإمبريالية الغربية على أعلى مستوى. لقد رأيت كيف كانوا قادرين على فرض عقوبات على روسيا على الفور، وكذلك إصدار مذكرة اعتقال ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ولكن في موضوع عدوان إسرائيل على غزة لم يتصرفوا بالطريقة نفسها، وهذا ببساطة يرجع إلى الخطاب الذي كانوا يروجون له طوال تاريخ العنصرية البيضاء، ولهذا السبب نحن في أفريقيا -وفي جنوب أفريقيا خاصة- لم نتمكن من محاربة 350 سنة من الاستعمار، جنبا إلى جنب مع 60 سنة من نظام الفصل العنصري الوحشي.

إن ما يحدث يظهر حقا النفاق الذي تمارسه كل من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة. وهذا لا يمثل مفاجأة لنا؛ لأنهم لم يفرضوا عقوبات على الدولة العنصرية في إسرائيل، ولم يصدروا حتى مذكرة اعتقال ضد نتنياهو ووزرائه مجرمي الحرب.

الزعيم نيلسون مانديلا: إن حريتنا غير كاملة من دون حرية الشعب الفلسطيني

في تجربتك الشخصية، عايشت نظام الفصل العنصري ببلدك في القرن الماضي، ولكننا الآن نراه واقعا في فلسطين. فما نصيحتك للمقاومة في الأراضي المحتلة؟

يمكننا حقًا التعاطف كجنوب أفريقيين مع ما يعيشه أهل غزة اليوم بسبب الماضي الذي عشناه في بلدنا. ولذا، قلنا بشكل مستمر للمقاومة الفلسطينية تحديدا إنهم يجب أن يتحدوا ويتحدثوا بصوت واحد، وأن يكونوا قادرين على تنسيق جهودهم من أجل الدفاع عن أراضيهم التي ولدوا فيها وأراضي أجدادهم، وعليهم أن يقاوموا الاحتلال، والعدوان، والاستعمار الاستيطاني، كما فعلنا في جنوب أفريقيا.

ولذا، نقول من واقع تجربتنا الخاصة إن الكفاح من أجل التحرر يُخاض على العديد من الجبهات، وليس فقط عبر المقاومة المسلحة، ولكننا بحاجة للتأكد من أن المجتمع المدني داخل غزة -وكذلك في كل الأراضي المحتلة- سيستمر في الاحتجاج والتظاهر وعبر المسيرات.

إن وجود 6 ملايين فلسطيني في الشتات سيشاركون بفاعلية، وسيكونون سفراء لكفاحهم الخاص من أجل التحرر، لأننا فعلنا الأمر ذاته هنا في جنوب أفريقيا، وأصبح العديد من فنانينا في الخارج -مثل ميريام ماكيبا وهيو ماسيكيلا- سفراء لكفاحنا من أجل تحرير شعبنا.

والأهم من ذلك هو استثمار الاحتجاجات التي شهدناها الآن في جميع المدن حول العالم، وإذا كنا قادرين على تنسيق جهودنا، والعمل بجهد واحد فإننا سنسقط الدولة العنصرية بإسرائيل في النهاية.

بالإضافة إلى أنه يمكن أن نعزل دولة الفصل العنصري إسرائيل كما عزلنا جنوب أفريقيا العنصرية، ومن خلال المقاطعة والتخلي عن الاستثمارات، وكذلك فرض العقوبات؛ سنكون قادرين على تحقيق النصر، وسنرى فلسطين حرة.

على المستوى الشخصي والعمل الحزبي، ما الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية؟

يمكنني التحدث عن حملتنا الدولية التي ستبدأ قريبًا؛ ففي 11 فبراير/شباط تم الإفراج عن الزعيم مانديلا بعد قضاء 27 عامًا في السجن، ولدى العديد من البلدان حول العالم تماثيل للرئيس مانديلا، ونحن ندعو المجتمع الدولي في هذا اليوم لزيارتها ووضع كوفية أو علم فلسطين على تماثيله.

إن أكبر تمثال للرئيس مانديلا موجود في جنوب أفريقيا في مبنى الاتحاد، كما أن أكبر تمثال له خارج جنوب أفريقيا موجود بفلسطين في رام الله. ولذلك أقول إنه من مبنى الاتحاد إلى رام الله وفي جميع أنحاء العالم حيث يكون تمثال الرئيس مانديلا، فلنجعل علم فلسطين مرفوعا حول تماثيل الرئيس مانديلا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دولة الفصل العنصری إسرائیل محکمة العدل الدولیة القضیة الفلسطینیة فی جنوب أفریقیا قادرین على إسرائیل فی الدفاع عن العدید من فی جمیع

إقرأ أيضاً:

بعد تهديدات ترامب بإرسال قواته لقطاع غزة.. ما هي أبرز التفويضات التي أقرها الكونجرس؟

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسال قوات أمريكية إلى قطاع غزة الكثير من التساؤلات حول قانونية إرسال القوات الأمريكية خارج البلاد.

 وبحسب الدستور الأمريكي فإن أي إعلان رسمي بشنّ حرب من صلاحيات الكونجرس الأميركي، لكن القانون يعطي الرئيس حق شن ضربات عسكرية أو إرسال قوات أميركية إلى الخارج لأسباب متعلقة بالأمن القومي الأمريكي، ويلزمه بإبلاغ الكونجرس خلال فترة 48 ساعة من شن أي ضربة، كما أنه يمنع بقاء أي قوات أمريكية في أرض المعركة أكثر من 60 يوماً من دون إقرار تفويض.

ونرصد في السطور التالية أبرز التفويضات التي أقرّها الكونجرس للرؤساء الأمريكيين .

فقد منح الكونجرس الرؤساء الأميركيين أكثر من تفويض للتصدي لأي تهديد يحدق بالولايات المتحدة، وهذة هي أبرز التفويضات التي أقرها الكونجرس

تفويضات الكونجرس

ويشير "أكسيوس" إلى تواريخ مثيرة تتعلق بتفويضات الحروب الأمريكية السابقة، فقد صدر تفويض بالحرب في طرابلس (ليبيا) عام 1802 وتم إلغائه فقط بعد 154 عاماً، وتحديدًا في العام 1956.

كما صدر تفويض أمريكي للحرب في الجزائر عام 1815، بينما لم يتم إلغاؤه إلا في العام 1956 أيضاً، أي بعد 141 عاماً.

وكذلك التفويض بالحرب في فرنسا عام 1798، وتفويض بالحرب ضد القراصنة عام 1819، وتفويض بالحرب في الشرق الأوسط عام 1957، هذا بالإضافة إلى تفويضين لحربي العراق عامي 2002 و1991.
 

وكان ترامب قد أدلى، الثلاثاء، بتصريحات مثيرة للجدل، أشار فيها إلى رغبته في "الاستيلاء على قطاع غزة وتطويره" بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، مؤكدًا أنه لا يستبعد نشر قوات أميركية لدعم إعادة الإعمار.


وفي حديثه للصحفيين، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ترامب: "لدينا في غزة وضع خطير، خاصة مع وجود الذخائر غير المنفجرة والأنفاق"، مشددًا على ضرورة نقل سكان غزة إلى مناطق أخرى.

وأضاف: "لا أعتقد أن سكان غزة يجب أن يعودوا إلى القطاع"، معتبرًا أن إعادة التوطين هي الحل الأمثل لضمان حياة آمنة للفلسطينيين.

موقف ترامب من الاستيطان الإسرائيلي في غزة
على الرغم من تصريحاته حول السيطرة على غزة، أكد “ترامب” أنه لا يدعم استيطان إسرائيل في القطاع، مشيرًا إلى أنه يفضل إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى حيث يمكنهم العيش دون خوف من العنف.

وكشف الرئيس الأمريكي أن فريقه يجري مناقشات مع كل من الأردن ومصر ودول أخرى في المنطقة بشأن إمكانية إعادة توطين الفلسطينيين، معربًا عن رغبته في إيجاد اتفاق يتيح للفلسطينيين العيش في "منازل لطيفة حيث يمكنهم أن يكونوا سعداء دون التعرض لإطلاق النار أو القتل".

مقالات مشابهة

  • رئيس جنوب أفريقيا: مستمرون في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني
  • الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها
  • «أسوشيتد برس»: كيف يعكس تعهد «الرئيس الأمريكى» بمعاقبة جنوب أفريقيا انتقادات «ماسك» لوطنه؟
  • جنوب أفريقيا: لن نخضع للترهيب الأمريكي
  • رئيس جنوب أفريقيا: الحكومة ستبدأ موجة ثانية من الإصلاحات خلال العام المقبل
  • بعد تهديدات ترامب بإرسال قواته لقطاع غزة.. ما هي أبرز التفويضات التي أقرها الكونجرس؟
  • اتحاد غرف الإمارات يناقش دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة مع جنوب أفريقيا
  • روبيو يهاجم جنوب أفريقيا ويعلن مقاطعته لاجتماعات مجموعة العشرين
  • “فورين بوليسي”: جنوب أفريقيا تتحدى ترامب
  • والد إيلون ماسك يعلق على إشعال ابنه أزمة مع جنوب أفريقيا