بتنقلك في الشوارع اللبنانية، أمام المقاهي والجامعات خصوصًا، صورة مستجدة ستلفت نظرك، غزت مجتمعاتنا، وتغلغلت بين جيل الشباب.. إنّه عصر "الفايب" و"الأيكوس".. آخر نوع من التدخين، قرّر اللبنانيون اعتماده كخيارٍ بديل عن الدخان أو النرجيلة. في الواقع، معتقدات عديدة خاطئة، يرسمها مدخنو "الفايب" و"الأيكوس" حول هذه الظاهرة، إذ يعتقدون بأنّ هذه العادة هي أفضل من التدخين، ومن شأنها أن تساعد المدخنين على تلافي أضرار الدخان، إلا أنّ واقع الحال مُغاير بشكل كامل لهذه المعتقدات.

"لبنان 24" تواصل مع مختصّ بالأمراض الصدرية والإلتهابات، حيث أكّد بأن "الفايب" و"الأيكوس" لا تقل ضررًا عن الدخان المتعارف عليه. إذ إن المواد المكوّنة منها من شأنها أن تؤثّر على الدماغ بشكلٍ أساسي، خاصةً وأن الدماغ يتوقف عن النمو عند سن الـ 25، وبالتالي مشهدية تهافت الشباب بأعمار تقلّ عن 18 سنة تطرح إشكالية مستقبلية تتلخصّ بأزمة صحية قد يشهدها جيل الشباب في لبنان، إذ إنّ السجائر الإلكترونية من شأنها أن تسبب آثارًا جانبية أهمها مشاكل بالتنفس، أو أمراض السرطان التي تظهر عادة بعد 20 سنة تقريبًا من التدخين. ويؤكّد المختص أن هذا النوع من السجائر يحتوي على موادٍ سائلة تتضمن النيكوتين والمواد الكيميائية الضارة التي يمكن أن تعرض الجسم لتسمم النيكوتين العرضي، أضف إلى استنشاق البروبيلين جلايكول والجلسرين الذي يساعد في تكوين البخار، والذي يدخل مباشرة إلى رئتي المدخن.

ومن هنا يشدّد المختص لـ"لبنان 24" على ضرورة منع أي مراهق يقل عمره عن 25 سنة من اللجوء إلى التدخين، إذ إن دماغه سيتأثر بشكلٍ مباشر، ما قد يؤدي مع مرور الوقت إلى تقلّص حجم الدماغ، وهذا يعني مشاكل صحية خطيرة، عدا عن عملية الإدمان السريعة لتنشق بخار هذه السجائر، الذي يُضعف وظيفة بطانة القلب، وبالتالي عجز الأوعية الدموية على الانفتاح بدرجة كافية لتزويد القلب والأنسجة الأخرى بالدم الكافي. بالتوازي، فإن البيئة كان لها حصة الأسد من هذه الظاهرة، إذ يحذّر خبراء البيئة من أزمة مقبلة يدور محورها حول المواد التي تصنّع منها "الفايب" "والأيكوس"، إذ إنّها غير قابلة للتدوير أبدًا، خاصةً لناحية المواد المستخدمة مثل الالمنيوم والليثيوم والفولاذ المقاوم للصدأ. من هنا، يؤكّد خبير البيئة بسام أيوب خلال حديث مع "لبنان 24" أن السجائر الإلكترونية التي تتعرض لأعطال، أو التي تنتهي صلاحية بطارياتها يصعب التخلص منها، خاصة مادة "التيفنول" داخلها، التي تعتبر من أكبر أعداء البيئة. أضف إلى مادة الليثيوم التي تُصنّع منها البطاريات، إذ إنّها تشكّل خطر اندلاع حرائق عند تعرّضها للتلف أو لحرارة مرتفعة. ولفت أيوب إلى أن رمي هذه السجائر في لبنان يتم على الطريق، وفي المستوعبات، ومع النفايات، إذ لا يقدّر أحد حجم الضرر الذي قد تسببه، خاصة عندما يتم خلط هذه السجائر مع المواد الصلبة التي تتعرض للتلف، والتي من شأنها أن تشكّل خطرًا جسيمًا وخطيرًا، لا يستهان به أبدًا. وإلى حدّ الآن لا توجد دراسات رسمية تظهر أعداد مدخني السجائر الإلكترونية في لبنان، إلا أنّه يمكن لأي شخص رصد التغير الكبير في أماكن عرض الدخان في المحال التجارية، إذ بات يخصّص للسجائر الإلكترونية زاوية خاصة بها، علمًا أن أسعارها متفاوتة حسب النوعية، وهذا ما حذّر منه أيوب، إذ أكّد لـ"لبنان 24" أن السجائر الإلكترونية ذات الأسعار المنخفضة جدًا لا تراعي غالبا أي معيار صحي أو بيئي، لا بل إن بطاريتها عرضة للإنفجار في وجه المدخن في اي وقت.

عالميًا، يُعتبر لبنان نقطة ببحر انتشار هذه الظاهرة، إذ إنّ دولاً عظمى كبريطانيا يُرمى فيها أسبوعيًا ما يفوق المليون ونصف المليون سيجارة إلكترونية، تحمل 10 أطنان من الليثيوم، أي ما يعادل الكمية الموجودة في بطارية 1200 سيارة كهربائية، وهذا ما استدعى تدخّلا سريعا من المسؤولين لتشريع قوانين تحدّ من استخدام المواد التي تُصنّع منها السجائر الإلكترونية، وذلك تحت ضغط الإلتزام بالمعايير البيئية. المصدر: خاص لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: السجائر الإلکترونیة لبنان 24

إقرأ أيضاً:

في الجنوب..الجيش اللبناني: الجيش الإسرائيلي خطف جندياً بعد إطلاق النار عليه

قالت قيادة الجيش اللبناني في بيان، اليوم الاثنين، إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار أمس الأحد على جندي لبناني، وخطفه.

وقال بيان قيادة الجيش اللبناني اليوم الإثنين: "في9 مارس (آذار) الجاري، وبعدما فقد الاتصال مع أحد عسكريي الجيش، ونتيجة المتابعة والتحقق، تبين أن عناصر من القوات الإسرائيلية المعادية أطلقت النار عليه أثناء وجوده باللباس المدني في أطراف بلدة كفرشوبا عند الحدود الجنوبية، ما أدى إلى إصابته بجروح، ثم نقلته إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة".
حزب الله يحاول استعادة مكانته في لبنان بتشكيل عسكري سري - موقع 24نقلت صحيفة "لو فيغارو"، عن عدد من المحللين السياسيين الفرنسيين، قولهم إن إعادة تنظيم قوات حزب الله اللبناني، الذي كان يدعي أنه قادر على حشد نحو مائة ألف مقاتل، جارية بالفعل لكن دون أي رؤية حقيقية حول آليات إعادة التشكيل. وأضاف البيان "يأتي هذا الاعتداء ضمن سلسلة الاعتداءات المتكررة والمتزايدة من جانب العدو الإسرائيلي على المواطنين، وآخرها إطلاق النار على أحد العسكريين في 9 مارس (آذار) الجاري في بلدة كفركلا-مرجعيون ما أدى إلى استشهاده، بالتزامن مع استمرار انتهاكات العدو لسيادة لبنان وأمنه".
يذكر أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، تقرر في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أن تنسحب إسرائيل بعد ستين يوماً من الأراضي اللبنانية، ومددت مهلة تنفيذ الاتفاق حتى 18 فبراير (شباط) الجاري. ولم تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق. ولا تزال قواتها في عدد من النقاط في جنوب لبنان.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يزعم اغتيال مسؤول الدفاع الجوي في حزب الله اللبناني
  • تحرك مجتمعي للحد من ظاهرة إطلاق الرصاص في المناسبات بالمخا
  • مع قرب الإنتخابات…الوزير بنسعيد يخصص 36 مليار لمشروع للألعاب الإلكترونية بقلعته الإنتخابية بالرباط
  • في الجنوب..الجيش اللبناني: الجيش الإسرائيلي خطف جندياً بعد إطلاق النار عليه
  • لينا آل عبدالسلام: بطولة "العز الإسلامي" للألعاب الإلكترونية تجربة فريدة من نوعها للشباب
  • “الداخلية” تواصل جهودها التوعوية بين الطلاب للتعريف بمخاطر المواد المخدرة
  • للتوعية بمخاطر المخدرات.. الداخلية تعقد لقاءات مع طلبة المدارس والجامعات
  • متى: كنا ننتظر من قاسم الاعتذار من الشعب اللبناني
  • الداخلية تعقد لقاءات مع طلاب المدارس والجامعات للتعريف بمخاطر تعاطى المخدرات
  • قوات الاحتلال تأسر جندياً في الجيش اللبناني