صناعات العراق يهلكها الإهمال والسنين.. القوانين الداعمة حاضرة و 5 أخطاء وراء الخسارة
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
وصف النائب ياسر الحسيني، اليوم الاثنين (29 كانون الثاني 2024)، الصناعة في العراق بأنها وصلت الى مرحلة الموت السريري بسبب خمسة أخطاء "كارثية".
وقال الحسيني لـ"بغداد اليوم" إن "شركات وزارة الصناعة بكل عناوينها ذات جدوى اقتصادية ورابحة لكن بسبب الاجراءات المتبعة من قبل الحكومات المتعاقبة دفعت الكثير منها الى ان تتحول الى خاسرة".
وبيّن، أن "خسارة شركات وزارة الصناعة تأتي لأسباب عدة، ابرزها دمج الشركات واناطة مهام ادارتها لغير مختصين من اصحاب الخبرة ناهيك عن ملفات كبيرة تتعلق بالفساد وهدر المال يضاف لها خسارة الكفاءات والخبرات الفنية".
واضاف، أن "من الامور التي يجب تسليط الاضواء عليها هي منح الشركات 30 مليار دينار بين اعوام 2011-2013 من اجل تحديث خطوط الانتاج لكن للاسف لم تعمل ايا منها حتى الان وتقادمت الالات بل ذهبت الوزارة الى ابرام عقود مشاركة لم تحقق اي فوائد بل العكس استثمرت من قبل البعض في الاستفادة من الاعفاءات الكمركية والعقود مع الشركات الحكومية لمصالح المستثمرين ".
واشار الى ان" اعادة احياء المصانع ستوفر ستمتص بما لا يقبل الشك عن 15% من البطالة في العراق"، لافتا الى ان "وضع الصناعة هو انها دخلت مرحلة الموت السريري رغم وجود الموارد البشرية والمواد الخام".
الحسيني قال أيضا، إن "المشكلة الرئيسية هي سوء الادارة وتنظيم وليس تسويق في ظل وجود قوانين داعمة للانتاج الوطني"، مؤكدا، انه "لا يمكن الصمت عما يحدث للصناعة العراقية وهي تحتاج الى قرارات وطنية شجاعة في تغير بوصلة مصيرها والدفع صوب بناء اقتصاد وطني تشكل الصناعة جزء مهم من تمويل خزينة البلاد".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
الوساطة بين طهران وواشنطن.. ما أوراق بغداد؟
بغداد- في خضم التوترات المتصاعدة بمنطقة الشرق الأوسط خاصة بعد تبادل الضربات الصاروخية بين إيران وإسرائيل، بدأ الحديث بشكل متزايد عن العراق كبلد وسيط قد يلعب دورا حاسما في تهدئة الأوضاع، بعد دعوات تخفيف التصعيد وضبط النفس وحديث عن وصول وفد أميركي إلى بغداد لمتابعة جهود التهدئة مع طهران.
ورجحت الخبيرة في العلاقات الدولية نداء الكعبي أن تكون زيارة الوفد الأميركي محاولة للضغط على الحكومة العراقية لنزع سلاح المقاومة والحد من العمليات العسكرية ضد إسرائيل، لتكون البوابة للضغط على تل أبيب لإيقاف عملياتها ضد لبنان وغزة.
وقالت للجزيرة نت إن بغداد لم تلعب دور الوساطة الدبلوماسية للمرة الأولى بين واشنطن وطهران، بل أدته بشكل كبير في الحكومة السابقة برئاسة مصطفى الكاظمي مما أدى إلى تأجيل العقوبات التي كان من المفترض تشديدها على طهران، مضيفة أن العراق قد يستعيد دوره هذا خاصة أن الساحة السياسية في المنطقة مهيأة لذلك.
دور جديدزار الكاظمي الولايات المتحدة في 18 أغسطس/آب 2020، والتقى الرئيس الأميركي حينها دونالد ترامب بالبيت الأبيض، إضافة لعقد جولة جديدة من الحوار الإستراتيجي بين واشنطن وبغداد. جاء ذلك بعد أسابيع من زيارة مهمة أداها لطهران التقى خلالها المرشد الأعلى علي خامنئي، مما حظي باهتمام كبير في العاصمة الأميركية.
وأوضحت الخبيرة الكعبي أن هناك اختلافا قد يحصل في السياسة الأميركية تجاه طهران مما قد يفتح الباب أمام دور جديد لبغداد في الوساطة بين الدولتين.
وأكدت قدرة بغداد على لعب دور كبير في الوساطة خاصة بعد تغيرات السياسة الأميركية تحت قيادة ترامب التي تميل أكثر نحو الاقتصاد والاستثمارات، مرجحة أن تلعب واشنطن ورقة الاقتصاد مع بغداد وطهران ودول الخليج وأن تكون هذه الوساطة حافزا للتهدئة وإنهاء الصراع في الشرق الأوسط.
ويُنظر إلى العراق بأنه بلد يتمتع بعلاقات وثيقة مع كل من إيران والولايات المتحدة، مما يجعله مرشحا مثاليا للعب دور الوسيط.
أهمية بالغةمن جانبه، أكد رئيس المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية علي صاحب أن العراق يحظى بأهمية بالغة في المشهد الإقليمي، حيث يوجد في موقع وسطي بين واشنطن وحلفائها من جهة، وإيران وحلفائها من جهة أخرى، مما يجعل منه لاعبا أساسيا في محاولات رأب الصدع بين القوتين الكبيرتين خاصة بعد الأحداث المتسارعة في المنطقة.
وقال للجزيرة نت إن الزيارة الأخيرة لمستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي إلى إيران حملت في طياتها مقدمات مهمة للحوار والمفاوضات المقبلة بين واشنطن وطهران، مؤكدا أن العراق قد يكون الوسيط الأمثل لحل الخلافات القائمة، مضيفا أن الملفات التي سيحملها الوفد الأميركي القادم إلى بغداد ستكون حاسمة في تحديد مسار العلاقات الإقليمية.
وزار الأعرجي إيران في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي ولم يُعلَن عن تفاصيل الزيارة بشكل واضح.
وأشار صاحب إلى أن تصريحات ترامب، التي أعلن فيها عن سعيه لإنهاء الاقتتال في العالم، تتوافق مع الرؤية الإيرانية المعلنة بعدم الرغبة في التصعيد والتي عبر عنها الرئيس مسعود بزشكيان، مؤكدا أن هذه "الظروف الإيجابية، إلى جانب الجهود العراقية الحثيثة، تفتح آفاقا جديدة للتوصل إلى حلول سلمية للأزمات الإقليمية".
وشدد على أن العراق، "الذي عانى طويلا من ويلات الإرهاب والتطرف"، يسعى جاهدا للحفاظ على استقراره وأمنه، مؤكدا أن الدخول في صراعات إقليمية جديدة من شأنه أن يعيد البلاد إلى مربع الصفر.