قُتل ثلاثة من عناصر الجيش الأميركي الأحد 28-1-2024 وأصيب 34 آخرون على الأقل في هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة في الأردن حمّل الرئيس جو بايدن مسؤوليّته إلى فصائل مدعومة من إيران، متوعّدًا بالردّ.

وهذه المرّة الأولى التي يُقتل فيها عسكريّون أميركيّون بنيران مُعادية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزّة.

ويُفاقم الهجوم التوتّرات في المنطقة ويغذّي المخاوف من توسّع نطاق الحرب إلى نزاع يشمل إيران في شكل مباشر.

وقال بايدن في بيان "بينما ما زلنا نجمع وقائع هذا الهجوم، نعلم أنّ جماعات مسلّحة متطرّفة مدعومة من إيران تنشط في سوريا والعراق هي من نفّذته".

ونفت إيران الاثنين ضلوعها في الهجوم. ونقلت وكالة "إرنا" الرسميّة عن المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الإيرانيّة ناصر كنعاني قوله إنّ "هذه الاتّهامات غرضها سياسي ويهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة"، وذلك تعقيبا منه على بيان لوزير الخارجيّة البريطاني ديفيد كامرون دعا فيه طهران إلى "وقف التصعيد".

وقالت حركة حماس على لسان القيادي سامي أبو زهري إنّ مقتل الجنود يُظهر أنّ دعم واشنطن لإسرائيل قد يضعها على خلاف مع العالم الإسلامي بكامله إذا استمرّت الحرب في غزّة وقد يؤدّي ذلك إلى "تفجير كلّ الأوضاع في المنطقة".

"سنحاسب جميع المسؤولين"

وتابع بايدن "سنواصل التزامنا محاربة الإرهاب. لا يُساوِرَنّكُم شكّ في أنّنا سنحاسب جميع المسؤولين في الوقت المناسب والطريقة التي نختارها".

وأعلن البيت الأبيض أنّ بايدن بحث في التطوّرات الأحد مع نائبته كامالا هاريس ووزيري الخارجيّة والدفاع ورئيس السي آي إيه.

وأعلنت القيادة العسكريّة المركزيّة الأميركيّة أن عدد جرحى الهجوم الذي وقع قرب الحدود السوريّة بلغ 34 عسكريًّا أميركيًّا أجلي ثمانية منهم خارج الأردن، وقالت إنّ هويات القتلى ستُحجَب إلى حين إخطار عائلاتهم.

وقالت القيادة المركزيّة الأميركيّة في بيان إنّ نحو 350 عسكريًّا من سلاحَي البرّ والجوّ الأميركيَّيْن ينتشرون في القاعدة، وينفّذون عددًا من مهمّات الدعم الأساسيّة، بما في ذلك دعم قوّات التحالف ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة.

وقال أبو زهري إنّ الهجوم "رسالة للإدارة الأميركيّة بأنّه ما لم يتوقّف قتل الأبرياء في غزة فإنّ عليها أن تكون في مواجهة الأمّة جمعاء". وأضاف "استمرار العدوان الأميركي الصهيوني على غزّة كفيل بتفجير كلّ الأوضاع في المنطقة". 

وأعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن شعوره بالـ"غضب والحزن العميق" لمقتل وإصابة جنود أميركيّين.

ويشكّل الصراع في الشرق الأوسط تحدّيًا لبايدن في عام انتخابيّ، حيث يسعى العديد من السياسيّين الجمهوريّين إلى استغلال هجمات كهذه لتسجيل نقاط سياسيّة، بمن فيهم الرئيس السابق دونالد ترامب الذي وصف الوضع بأنّه "نتيجة لضعف جو بايدن واستسلامه".

من جهته، أكّد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنيّة مهنّد مبيضين في بيان الأحد أنّ الهجوم على القوّات الأميركيّة استهدف "موقعًا متقدّمًا على الحدود مع سوريا يضمّ قوّات أميركيّة تتعاون مع الأردن في مواجهة الإرهاب".

ونقل البيان الحكومي عن مبيضين قوله إنّ "الأردن يدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف موقعًا متقدّمًا على الحدود مع سوريا، وأدّى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيّين، وجرح آخرين من القوّات الأميركيّة التي تتعاون مع الأردن في مواجهة خطر الإرهاب وتأمين الحدود".

وأضاف أنّ "الهجوم الإرهابي لم يؤدِّ إلى أيّ إصابات في صفوف القوّات المسلّحة" الأردنيّة.

وأكّدت مصر في بيان الأحد إدانتها الشديدة لأيّ "أعمال إرهابيّة" تُهدّد أمن الأردن واستقراره.

بدورها، أعربت البحرين عن إدانتها الشديدة للهجوم، مؤكّدةً تضامنها الراسخ مع الأردن وتأييده ودعمه في جهوده المستمرّة ضدّ الإرهاب.

ودانت بريطانيا الهجوم، ودعا وزير خارجيّتها ديفيد كامرون إيران إلى "وقف التصعيد في المنطقة".

وعلى حسابها في تلغرام، تبنّت "المقاومة الإسلاميّة في العراق" التي تضمّ فصائل عدّة موالية لإيران "هجماتٍ شُنّت فجر الأحد بمسيّرات" على ثلاث قواعد، بينها التنف والركبان.

واستُهدفت القوات الأميركيّة وقوّات التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلاميّة المنتشرة في العراق وسوريا بأكثر من 150 هجومًا منذ منتصف تشرين الأوّل/أكتوبر، وفق وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون)، ونفّذت واشنطن ضربات انتقاميّة في كلا البلدين.

وأعلنت "المقاومة الإسلاميّة في العراق" مسؤوليّتها عن كثير من الهجمات على القوّات الأميركيّة، وهي عبارة عن تحالف من فصائل مسلّحة مرتبطة بإيران تُعارض الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها بغزّة.

اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس عندما نفذت الحركة الفلسطينية هجوما غير مسبوق في 7 تشرين الأول/أكتوبر أسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

أزمة إقليمية مستفحلة

وعقب الهجوم، سارعت الولايات المتحدة إلى تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل التي تنفذ هجوما عسكريا لا هوادة فيه أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 26422 شخصًا في غزة، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع الذي تحكمه حماس.

وقد أثار عدد القتلى والدمار غضبا واسعا في الشرق الأوسط وأطلق موجة هجمات على المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة تنفذها فصائل مدعومة من إيران في لبنان والعراق وسوريا واليمن.

واقتصر العنف على الحدود الإسرائيلية اللبنانية حتى الآن على تبادل قصف بنسق شبه يومي بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، لكن القوات الأميركية حاضرة بشكل مباشر في العراق وسوريا، وكذلك في اليمن.

منذ أكثر من شهرين، يشنّ انصار الله الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن هجمات في البحر الأحمر تستهدف سفنا يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك دعما للفلسطينيين في غزة.

وردت الولايات المتحدة وبريطانيا بسلسلتين من الضربات المشتركة ضد الحوثيين، كما نفذت القوات الأميركية غارات أحادية ضد الحوثيين الذين أعلنوا مذاك أن المصالح الأميركية والبريطانية صارت أهدافا مشروعة.

وأثار العنف المتزايد في أجزاء متعددة من الشرق الأوسط مخاوف من نشوب نزاع إقليمي أوسع يشمل إيران بشكل مباشر، وهو السيناريو الأسوأ الذي تسعى واشنطن بشدة إلى تجنبه.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: ات الأمیرکی ة فی المنطقة الإسلامی ة فی العراق من إیران أمیرکی ة

إقرأ أيضاً:

بكين تقدّم احتجاجاً إلى كابول بشأن مقتل عامل مناجم صيني

أعلنت الصين، اليوم الخميس، أنّها قدّمت "احتجاجاً رسمياً" لدى حكومة طالبان في أفغانستان، بشأن مقتل عامل مناجم صيني في هجوم أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عنه.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، إنّ "الجانب الصيني قدّم احتجاجاص رسمياً عاجلاً إلى الجانب الأفغاني، مطالباً بإجراء تحقيق شامل ومعاقبة الجناة". وأضافت "تشعر الصين بصدمة كبيرة بسبب الهجوم، وتدينه بشدة وتعرب عن تعازيها للضحايا".

#FMsays China was shocked to learn that a Chinese mine worker was killed in an attack in Afghanistan and had urgently lodged solemn representations with Afghanistan, asking the country to thoroughly investigate the incident and seriously punish the perpetrators, FM spokeswoman… pic.twitter.com/CMnISo5tHw

— China Daily (@ChinaDaily) January 23, 2025

وكان المواطن الصيني مسافراً مساء أول أمس الثلاثاء، في مقاطعة طخار (شمال) على الحدود مع طاجيكستان، عندما قُتل بأيدي "مسلحين مجهولين"، وفق ما أفاد الناطق باسم شرطة الولاية محمد أكبر حقاني.

وأوضح أنه كان مسافراً "لسبب غير معروف"، ومن دون إبلاغ مسؤولي الأمن الذين يرافقون عادة المواطنين الصينيين في رحلاتهم إلى البلاد.

وأعلن فرع تنظيم داعش الإرهابي، مسؤوليته عن الهجوم في وقت لاحق أمس الأربعاء، وفقاً لموقع مراقبة المواقع الإرهابية "سايت".

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: ثلاثة قتلى وعدد من المصابين جراء هجوم بمسيرة
  • إيران تصادق على إعدام منفذ الهجوم على سفارة أذربيجان
  • بكين تقدّم احتجاجاً إلى كابول بشأن مقتل عامل مناجم صيني
  • مقتل وإصابة 26 جراء هجوم روسي على زابوريجيا
  • إيران تتريث بتطبيق قواعد اللباس الإسلامي الصارمة على النساء
  • مقتل شخصين إثر عملية طعن في ألمانيا
  • حادث طعن جديد في ألمانيا.. قتيلان أحدهما طفل في هجوم بمتنزه
  • ألمانيا: مقتل شخصين في هجوم بسكين.. والشرطة تعلن جنسية المشتبه به
  • ألمانيا: مقتل شخصين بعد هجوم بسكين في أشافنبورغ
  • مقتل وإصابة 9 عسكريين بانفجار شمالي بغداد