موقع النيلين:
2025-02-22@11:10:16 GMT

هل قرصنة البحر الأحمر مفيدة للقضية؟

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT


عدد من الأسئلة واجب محاولة الإجابة عنها، وتتكون من جملة الاستفهامات، منها؛ هل ما يفعله الحوثي في تعطيل الملاحة البحرية في باب المندب والبحر الأحمر وحتى بحر العرب، والخلل بالتجارة العالمية، والمضاد لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار نصاً وروحاً، هل هو نافع للقضية الفلسطينية، وهل يساعد في إعادة الحق الفلسطيني، أو يقلل من معاناة أهل غزة، وهم في ظروف عصيبة، أم هو استجداء لعواطف مؤقتة نضج عنها كثير من العرب منذ زمن طويل؟ وهي مزايدة انكوت بنيرانها شعوبنا العربية في أكثر من زمان ومكان في عصرنا الذي نعيش!

إذا كانت القرصنة لا تقوم باعتراض لا ناقلات البضائع الكبيرة القادمة من الصين، ولا الناقلات القادمة من الهند كما أعلن أكثر من مرة، وهما من أهم الدول المصدرة للبضائع إلى إسرائيل من الشرق، فيعني ذلك أن معظم حاجيات إسرائيل من الشرق تمر بسلام! أما البضائع القادمة من أوروبا إلى إسرائيل، فهي تصل للموانئ المتعددة لإسرائيل في شرق البحر الأبيض بسلاسة ويسر!

من المتضرر إذاً من هكذا فعل؟ أول المتضررين هي مصر، لأن الشركات الناقلة توخياً للحذر غيرت مسار سفنها الكبيرة إلى طريق رأس الرجاء الصالح البعيد عن مغامرات الحوثي، مما يعني حرمان مرفق قناة السويس، كما تقول بعض الدراسات، بحوالي 40 % من دخلها، وهذا ضرر بالغ على الاقتصاد المصري، وعلى الشعب المصري الذي قدم التضحيات الجسام للقضية ولا يزال يفعل، أما المتضرر الثاني فهو السودان والذي ليس له موانئ بحرية إلا على البحر الأحمر، ودول أخرى عديدة لها موانئ فقط على البحر الأحمر أيضاً تتضرر، وهي دول إما مسلمة وإما صديقة للعرب، أما دول الخليج التي تصدر النفط والغاز، فإن الضرر على اقتصادها شبه معدوم، لأنها أولاً يمكن أن ترسل سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وفروق الشحن يدفعها المستهلك الأوروبي، ولأن واردات دول الخليج معظمها من الشرق، فإنها تستقبل تلك الحمولات في موانئها المطلة على الخليج أو بحر العرب، أي أن الضرر هنا محدود.

ما تفعله القرصنة على وجه الدقة أنها ترفع أثمان السلع الواردة من الشرق إلى أوروبا، وبالتالي تهيئ إلى تضخم في تلك الأسواق، التي ما كادت تخرج منه، وكذلك ترفع نسبة البطالة في تلك البلدان، كل ذلك يسبب ضرراً لتلك المجتمعات، والتي كان لجمهورها موقف مناصر للقضية، ولكن عندما يمس ذلك الجمهور الضرر الاقتصادي، سوف يتغير موقفه من التعاطف إلى عداء، فالنتيجة النهائية هي تقليل التأييد للقضية، وتكثيف التأييد للأعمال الإسرائيلية، وقد أخذت بعض وسائل الإعلام الغربية تشير إلى ذلك بكل وضوح.

موقف الولايات المتحدة وبريطانيا في إرسال طائرات حربية لضرب بعض الأهداف في الأراضي التي تنطلق منها أعمال الحوثي العدائية، هو موقف مبدئي لحماية التجارة العالمية، وما تسببه أعمال الحوثي من اضطراب في مسارات تلك التجارة العالمية، والمتضرر منها كل العالم، وليس بعض الدول فقط.

الحقيقة الثابتة أن كل هذه المظاهر (العنترية) هي في الحقيقة تعود على الشعب اليمني بالكوارث، وتهيئ لشن حصار على موانئ الحوثي، يعني بالضرورة زيادة الفقر وزيادة انتشار الأمراض لدى اليمنيين المنكوبين بحكم الحوثي، حيث يمنع عنهم المساعدات الدولية التي تقدم لهم من غذاء ودواء وحاجيات إنسانية ضرورية.

الفعل الذي نراه أمامنا لا يخدم القضية الفلسطينية، بل على العكس يضرها، إلا أنه يتغذى على عواطف لم تعد مقبولة عقلاً، ولا مبررة أخلاقاً. فمساعدة الفلسطينيين ليس باستعداء العالم ضدهم!

محمد الرميحي – جريدة البيان

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: البحر الأحمر من الشرق

إقرأ أيضاً:

افتتاح معرض أهلاً رمضان في البحر الأحمر

افتتح اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر،في إطار جهود محافظة البحر الأحمر لدعم المواطنين خلال احتفالات العيد القومي،  شادر "أهلاً رمضان" بمدينة رأس غارب، والذي يهدف إلى توفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مخفضة، في ظل جهود الدولة لتخفيف الأعباء المعيشية عن الأسر.

ويضم الشادر مجموعة متنوعة من السلع الغذائية، بما في ذلك الأرز، والسكر، والزيوت، والبقوليات، والخضروات، واللحوم، بأسعار تقل عن مثيلاتها في الأسواق، وذلك لضمان وصول المنتجات الأساسية لجميع المواطنين بأسعار مناسبة.

أكد المحافظ أن تنظيم هذه المنافذ يأتي في إطار توجيهات الدولة لدعم الفئات الأكثر احتياجًا، وضمان توافر السلع الأساسية بأسعار عادلة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك.

وأشار إلى أن المحافظة تعمل على التنسيق مع الجهات المعنية لضمان استمرار توفير السلع الأساسية بأسعار مخفضة في مختلف مدن البحر الأحمر، لتلبية احتياجات المواطنين والحد من تأثيرات ارتفاع الأسعار.

وتأتي هذه المبادرة كجزء من الجهود التي يتم تنفيذها بمناسبة العيد القومي، والتي تركز على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتقديم الدعم الاقتصادي للأسر.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل هدنة غير معلنة بين الولايات المتحدة والحوثيين
  • من جديد.. البحرية الامريكية تصف القتال في البحر الأحمر بالأصعب 
  • موسم «السمك الناشف» ينطلق فى البحر الأحمر.. الوجبة الشعبية
  • البحرية الامريكية :القتال في البحر الاحمر صعب لم نشهده منذ الحرب العاليمة الثانية
  • روسيا تتجه إلى إنشاء قاعدة بحرية لها على ساحل البحر الأحمر
  • إغلاق ميناء الغردقة البحري لسوء الأحوال الجوية
  • تداول 62 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر
  • السيسي يشيد بدعم إسبانيا التاريخي للقضية الفلسطينية
  • افتتاح معرض أهلاً رمضان في البحر الأحمر
  • مصر: أزمة البحر الأحمر لم تخلق بديلاً مستدامًا لقناة السويس