برلماني تركي لـعربي21: يجب فتح معبر رفح وقرار العدل الدولية منقوص
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
شدد النائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية، أووز أوتشنجو، على أهمية قرار محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بقضية "الإبادة الجماعية" ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي إلا أنه اعتبره "منقوصا"، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة وقف إطلاق النار وفتح معبر رفح الحدودي لدخول المساعدات الإنسانية.
وقال أوتشنجو، في حديث خاص مع "عربي21" على هامش مؤتمر أقامه "مجلس مسلمي أوروبا" في مدينة إسطنبول التركية، إن "الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هي مأساة كبيرة وإبادة جماعية عظيمة".
وأضاف أن "محكمة العدل الدولية في لاهيا اتخذت قرارا مهما للغاية، لكنه للأسف قرار منقوص"، مشددا على ضرورة وقف الأعمال القتالية بشكل فوري وإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة.
وفي 26 كانون الثاني / يناير الجاري، اتخذت محكمة العدل الدولية قرارا مؤقتا، بناء على الدعوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا بشأن انتهاكات دولة الاحتلال لاتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، في قطاع غزة.
وبحسب نص القرار، فإن دولة الاحتلال ملزمة باتخاذ جميع التدابير لمنع وقوع إبادة جماعية في القطاع، وهو قرار حظي بدعم 15 من أصل 17 قاضيا، وتم بثه بشكل مباشر من الموقع الرسمي للمحكمة.
وشدد البرلماني التركي خلال حديثه لـ"عربي21"، على أن عدم رفض "العدل الدولية" النظر في قضية الإبادة الجماعية يعتبر "حدثا مهما للغاية"، حسب تعبيره.
ولفت إلى أن دولة الاحتلال لا تعترف بالقانون الدولي، موضحا أن عدم تقييد "إسرائيل بقرارات المحكمة أمر متوقع منذ البداية".
وحول سؤال وجهته "عربي21" بشأن موافقة البرلمان التركي على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أوضح أوتشنجو أن الموافقة التركية جاءت بعد تعهد ستوكهولم بمكافحة نشاط الجماعة الإرهابية وتعزيز حماية القيم الإسلامية، فضلا عن رفع جميع أشكال الحظر التي فرضتها السويد على تركيا.
والثلاثاء، صادق البرلمان التركي، على طلب انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو"، في خطوة أنهت تأخيرا استمر أكثر من عام في المصادقة على انضمام الدولة الإسكندنافية إلى التحالف العسكري الغربي.
ولفت البرلماني التركي إلى أن عملية انضمام السويد أصبحت بعد موافقة البرلمان التركي في أيدي المجر، قائلا: "إذا وافق البرلمان المجري، فإن السويد سوف تصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي، وستكون جزءا من ميثاق الدفاع".
تاليا نص اللقاء كاملا:
كيف تقيم الأوضاع في غزة بعد أكثر من مئة يوم من العدوان؟
للأسف، إن ما نشاهد في قطاع غزة هو مأساة لم تقل لها الإنسانية "كفى" حتى الآن. يتم استهداف المواطنين، ويتم استهداف البنية التحتية المدنية. ويتم معاقبة الشعب بشكل كامل. ولا أحد يقول توقفوا عن ذلك.
هناك صوت عالٍ في تركيا، يتمثل برئيسنا رجب طيب أردوغان، ا يقول (لدولة الاحتلال) لقد ارتكبت جريمة ويجب تسجيل هذه الجريمة في المحاكم ويجب إدانة من ارتكب هذه الجريمة.
إن غزة الآن عبارة عن امتحان لنا جميعا. ونحن بحاجة إلى بذل جهد أكبر لاجتياز هذا الامتحان. ونحن بحاجة إلى تكثيف جهودنا لإعلان وقف إطلاق النار على الفور. وعلينا أن نؤكد بقوة على ضرورة فتح معبر الرفاه الحدودي، وعلى الإنسانية جمعاء أن تبذل جهدا حقيقيا لوقف الحرب وإحلال السلام.
ما تعليقك على قرار محكمة العدل الدولية بشأن قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي؟
طبعا الحرب في غزة هي مأساة كبيرة وإبادة جماعية عظيمة، وقد اتخذت المحكمة الدولية قرارا مهما للغاية بشأن الإبادة الجماعية، لكنه للأسف قرار غير كامل، حيث يجب أن تتوقف الحرب وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
إن "إسرائيل" لا تعترف بالقانون الدولي. ولذلك توقعنا بالفعل أنها لن تعترف بقرارات هذه المحكمة. إلا أن عدم رفض المحكمة لقضية الإبادة الجماعية يعتبر حدثا مهما للغاية. وبعد هذا القرار، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أصيب بالجنون الآن. إنه يتحدث عن الدفاع عن النفس لكنه يعاقب الملايين من الناس للدفاع عن نفسه فقط. يتم ارتكاب وحشية غير مسبوقة. وهو يفعل ذلك فيما ينظر في عيون البشرية جمعاء.
في ملف منفصل، كيف ترى مصادقة البرلمان التركي على عضوية السويد في "الناتو" بعد تأخير استمر أكثر من 20 شهرا؟
كما تعلمون، إن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي. وحلف شمال الأطلسي هو تحالف دفاعي، وتعتبر بلادنا أحد أقوى وأهم العناصر العسكرية في حلف شمال الأطلسي.
بعد حرب روسيا على أوكرانيا، تقدمت الدول التي لها حدود مع روسيا، بالإضافة إلى دول الشمال، فنلندا والسويد، بطلب للحصول على العضوية في حلف شمال الأطلسي. تركيا كانت مترددة بشأن عملية تقييم العضوية في الناتو. وتم حل هذه الترددات من قبل كل من فنلندا والسويد. ونتيجة لذلك، قامت السويد بتعديل الدستور السويدي وتغيير اللوائح القانونية، والتزمت بالعمل بشكل أكثر فعالية في الحرب ضد الإرهاب، ووعد بأنها ستتصرف بحساسية أكبر في أنشطة مثل حماية القيم الإسلامية ومنع حرق القرآن. وتم اتخاذ قرارات المحكمة بهذا الشأن.
والأهم من ذلك، أنه تم رفع جميع أشكال الحظر التي فرضتها السويد على تركيا. إن العملية التالية أصبحت الآن في أيدي المجر. وإذا صادق البرلمان في المجر على انضمام السويد، فإنها سوف تصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي، وستكون جزءا من ميثاق الدفاع.
ما هي سبل التعاون مع السويد في المستقبل بعد إزالة العراقيل بينكم وبينها؟
السويد بلد متقدم في مجال التكنولوجيا، وبلد قوي جدا فيما يتعلق بالصناعات الدفاعية، ولذلك نعتقد أن فرص التعاون الجاد ستنشأ من هنا. لكن قبل كل شيء، نحن بلد يؤمن بضرورة إحلال السلام. نحن نعمل على تحسين قدراتنا الدفاعية من أجل زيادة الردع، وذلك في سبيل إحلال السلام وليس الحرب.
ونعتقد أيضا أن الإنسانية لا تحتاج إلى المزيد من الحروب، بل إلى المزيد من السلام في الوقت الحالي. وفي الفترة المقبلة سوف يكون واجب بلادنا الدائم هو الوساطة، تماما كما فعلت بين روسيا وأوكرانيا. وإحلال السلام سوف يعني تنمية التعاون والتقاسم المتساوي للرخاء على الأرض.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية الاحتلال غزة السويد تركيا تركيا فلسطين السويد غزة الاحتلال سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محکمة العدل الدولیة فی حلف شمال الأطلسی الإبادة الجماعیة البرلمان الترکی دولة الاحتلال مهما للغایة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ترحيب عربي بقرار أممي يدعو العدل الدولية لبحث قضية أونروا
رحبت دول عربية، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يدعو محكمة العدل الدولية إلى إصدار فتوى قانونية بشأن حظر إسرائيل لأنشطة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
جاء ذلك في بيانات صادرة الجمعة، عن قطر والسعودية والإمارات، وجامعة الدول العربية.
ورحبت وزارة الخارجية القطرية بالقرار، مشيرة إلى أن "اعتماده بغالبية 137 صوتا، يعكس رفضا دوليا واسعا لقرارات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحظر أنشطة الأونروا".
وحذرت قطر من أن تعطيل أنشطة أونروا سيؤدي إلى "نتائج إنسانية وسياسية خطيرة، لا سيما حرمان ملايين الفلسطينيين من الخدمات الضرورية في غزة والضفة الغربية والدول المجاورة، فضلا عن تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة".
كما رحبت المملكة العربية السعودية في بيان لوزارة الخارجية بالقرار، معتبرة أنه يعكس إجماعا دوليا على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، وثمنت الرياض المواقف الإيجابية للدول التي دعمت القرار.
كذلك أعربت الإمارات عن تأييدها للقرار الأممي، وفق بيان لبعثتها لدى الأمم المتحدة.
وأكد البيان أن الإمارات شاركت في رعاية القرار وصوّتت لصالحه، مشددة على أهمية الامتثال للقانون الدولي في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة.
إعلانمن جهته، أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بالتصويت الذي وصفه بـ"الكبير" لصالح القرار، معتبرا أنه يعكس رأيا عاما دوليا رافضا لمحاولات إسرائيل "إنهاء دور الأونروا".
وقال أبو الغيط إن "القرار يعكس على نحو خاص القلق الشديد من انهيار عمليات الاستجابة الإنسانية في غزة بصورة كلية في حال إنهاء دور الأونروا في القطاع كما ترغب إسرائيل".
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت -الخميس- قرارا بشأن أونروا يؤكد "الدعم الكامل لولاية الوكالة في جميع ميادين عملها، أي الأردن وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة".
وشجب قرار الجمعية العامة، التشريع الذي اعتمده الكنيست الإسرائيلي في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024 بالحظر، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى "التقيد بالتزاماتها الدولية واحترام امتيازات وحصانات الوكالة".
وتزعم إسرائيل أن موظفين من أونروا يدعمون حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهو ما نفته الوكالة التي أكدت الأمم المتحدة التزامها الحياد.
يُذكر أن تنفيذ التشريع الإسرائيلي سيعني توقف عمل أونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يعني مزيدا من التعميق لعملية تجويع الفلسطينيين وتدهور أوضاعهم المأساوية الراهنة.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة أسفرت عن أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت أطفالا ومسنين.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
إعلان