تُعتبر العمرة من العبادات التي يتقرّب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، بقصد الكعبة المشرّفة من أجل أداء المناسك لتكفّير الذنوب، قال الله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ)،وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (العمرةُ إلى العمرةِ كفَّارَةٌ لمَا بينَهمَا، والحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلا الجنَّةُ).
يُعتبر القيام بأداء العمرة نيابة عن الميت فضل عظيم في الإسلام، وهناك بعض الأحاديث التي تتحدث عن فضل أداء العمرة عن الميت:
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حجَّ ولم يُحرم أو عمر فليعمر لميته" (متفق عليه). هذا الحديث يشير إلى أنه يُفضل على الإنسان القيام بالعمرة نيابةً عن شخص ميت.عن عبد الله بن بريدة بن أبي موسى، عن أبيه عن جده: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لما قضى الله عز وجل أمر إبراهيم عليه السلام بالأضحية، ذبحها عن نفسه فصفاها، وأخذ بنصف الثياب في العمرة" (صحيح الجامع). يُظهر هذا الحديث أن النبي إبراهيم عليه السلام أدي العمرة نيابةً عن نفسه.عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "أتى النبي صلى الله عليه وسلم زهراء، فوضع غلاماً فسمَّاه إبراهيم، فأتاه بعدما انقضت حوته فلبسه حجرين أحمرين وجاء به" (متفق عليه). يُظهر هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بأداء العمرة نيابةً عن ابنه الرضيع إبراهيم.الدعاء في العمرة عن الميتاللهم لبيك عمرة عن فلان، مع أن النية تكفي، وإن لم تكن عمرته الأولى فإنه يحرم من الميقات الخاص ببلده ويقول: اللهم لبيك عمرة عن فلان.
أدعية العمرة للمتوفياللهم ارحم عبدك الذي كان لأوامرك ملتزمًا، ولنواهيك تاركًا، ولكتابك تاليًا.اللهم إني أسألك أن تجازه بالإحسان إحسانًا، وارحمه يا الله برحمتك الواسعة وأسألك أن تتجاوز عن سيئاته يا أرحم الراحمين.اللهم ارحم أمتك فهي بحاجة لرحمتك، واسألك أت توسع قبرها وأن تنفس عن كربتها إنك أنت الرحيم يا الله.يا رب اجعل ذريته سترًا بينه وبين نار جهنم اللهم آمين.يا رب أسألك أن تجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار.اللهم إني أسألك أن تظله يوم لا ظل إلا ظلك واكتبه عند من الصديقين والشهداء والصالحين والأبرار.اللهم ارفع درجته واغفر خطيئته وثقل موازينه وارفع درجته.اللهم يا رحمن استقبله عندك خال من الخطايا والذنوب، ولا تخزه يوم يبعثون، ويوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من التي الله بقلب سليم.اللهم بيض وجه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، وأسألك يا الله أن تيمن كتابه.يا رب استقبله عند خال من الخطايا والذنوب، وأسألك أن تكون راض عنه غير غضبان.اللهم في هذا المكان المبارك ارحمه وأره منزلته في جناتك العلا يا الله.يا رب اسألك أن ترحم عبدك الذي يشهد لك بالوحدانية ويشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك.اللهم ارحمه في قبره وارحمه يوم القيامة، واجعله يا الله في مستقر رحمتك يا أرحم الراحمين.اللهم يا رب يا قريب يا مجيب الدعوات ويا باسط اليدين بالعطايا، أسألك أن تعطه عطاء لا ينفذ بعدها أبدًا، عطاءً عظيمًا من رب عظيم، اللهم اعطه عطاءً يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك.ما هو ثواب من اعتمر عن غيره؟فإن ثواب من اعتمر عن غيره أو حج عنه، مأجور على كل حال إن شاء الله سبحانه وتعالى.
هل يجوز تكرار العمرة عن الميت؟نعم، تكرار العمرة عن الميت، لكن على أن يقوم كل واحد منكما بأداء مناسك عمرة مستقلة عن الآخر وينوي بها العمرة عن الميت.
هل تجوز العمرة عن شخصين في نفس الوقت؟نعم، تجوز العمرة عن شخصين في نفس الوقت، لكن كل واحد له عمرة خاصة، كل واحد له عمرة وإحرام خاص، تحرم بالعمرة لأبيك، أو أمك، ثم تكرر لأبيك أو لأمك.
شروط العمرة عن الميتمن شروط العمرة عن الميت أن يكون الشخص الذي يريد الحج أو العمرة عن غيره قد أدّى عمرة الإسلام أو الحج عن نفسه أولاً، لا يجوز أن يحجّ أو يعتمر عن الميّت من لم يحجّ أو يعتمر عن نفسه أولاً.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: العمرة صلى الله علیه وسلم عن نفسه
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: الزهد امتلاك القدرة على ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الشهوات
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الزهد في حقيقته ليس تخليًا عن الدنيا أو انسحابًا منها، بل هو زهد القلوب، لا زهد الجوارح، مشيرًا إلى أن الإنسان قد يُحرم من متاع الدنيا، ولكنه يحمل قلبًا قانعًا راضيًا، فيما قد يُمنح آخر الدنيا بأسرها، لكنه يظل نهِمًا لا يشبع، متسائلًا عن المزيد دون ضابط بين المشروع وغير المشروع.
جاء ذلك خلال لقاءه الرمضاني اليومي مع الإعلامي حمدي رزق، في برنامج "اسأل المفتي"، الذي يُذاع على فضائية "صدى البلد"، حيث تناول مفهوم الزهد من منظور إسلامي متكامل، مبينًا أن هذه الفضيلة العظيمة تعد بابًا لمحبة الله ومحبة الناس، مستشهدًا بالحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن عملٍ إن فعله أحبه الله، وآخر إن فعله أحبه الناس، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس".
وأوضح المفتي أن جوهر الزهد يتمثل في القناعة والرضا بما قسمه الله للإنسان، وليس في رفض العمل أو السعي نحو تحقيق النجاح.
وأكد أن الإسلام لا يعارض التملك المشروع للمال أو السعي في التجارة والعمل، لكنه يحث على أن يكون المال في اليد لا في القلب، مشيرًا إلى أن الصحابة الكرام – مثل سيدنا عبد الرحمن بن عوف – كانوا من كبار الأثرياء، لكنهم لم يجعلوا الدنيا تتحكم في قلوبهم، بل سخّروا أموالهم لخدمة دينهم وأوطانهم، وضربوا أروع الأمثلة في العطاء والإيثار.
وتابع بأن بعض الناس قد يسيئون فهم الزهد، فيظنون أنه يدعو إلى التخلي عن العمل والمنافسة والسعي في الدنيا، وهو تصور خاطئ يتعارض مع ما جاءت به الشريعة الإسلامية، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن زاهدًا عن العمل، بل كان قدوة في بذل الجهد والسعي، كما أن الصحابة الكرام كانوا أصحاب أعمال وتجارات ناجحة، لكنهم حافظوا على زهد القلوب، فلم يتعلقوا بالدنيا تعلّقًا مفرطًا.
وأشار المفتي إلى أن القناعة هي ثمرة من ثمار الزهد، ومن لم يكن قانعًا بما رزقه الله، فإنه سيظل أسيرًا لطمعه، ولن يشعر بالرضا أو السعادة، مستشهدًا بالآية الكريمة: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾، والتي توازن بين العمل للدنيا والآخرة، بحيث لا ينشغل الإنسان بأحدهما على حساب الآخر.
وشدد المفتي على أن الزهد لا يعني الانعزال عن الحياة أو رفض النجاح والطموح، وإنما يعني امتلاك القدرة على ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الشهوات والرغبات المفرطة، لافتًا الانتباه إلى أن الإنسان الزاهد حقًّا هو من يكون طموحًا ويسعى للأفضل، لكنه في الوقت ذاته لا يجعل الدنيا تتحكم في قلبه أو تفسد عليه دينه وأخلاقه، مؤكدًا أن تحقيق هذا التوازن هو جوهر التعاليم الإسلامية التي تحث على العمل والجد مع الرضا والقناعة.
وفي ختام الحلقة، أجاب مفتي الجمهورية، على أسئلة المشاهدين حيث أوضح أن الصيام يمثل مدرسة عظيمة للزهد، حيث يعلم الإنسان كيف يترفع عن شهوات الدنيا ويزهد فيما لا ينفعه، مشيرًا إلى أن هناك علاقة وثيقة بين الصوم والزهد، فكلاهما عبادة قلبية تقوم على الامتناع عن المحظورات والتقرب إلى الله.
وأشار المفتي إلى أن الصيام إمساك عن أمور محددة، وكذلك الزهد الذي لا يقتصر على ترك المباحات، بل يشمل أيضًا الزهد في المحرمات، مشددًا على أن هذه العبادات القلبية تظهر آثارها في علاقة الإنسان بربه وبالناس من حوله، بل وبالكون كله. واستشهد فضيلته بقول الله تعالى: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
وأوضح أن التقوى تمثل حاجزًا يمنع الإنسان من الوقوع في المعاصي، كما أنها في الوقت نفسه دافع للارتقاء الروحي والسعي لمرضاة الله، وهو ما يتحقق عبر التخلق بالزهد والابتعاد عن التعلق بالدنيا والانشغال بما في أيدي الناس.
وفي سياق متصل، تطرق مفتي الجمهورية إلى الحديث عن فضل العمرة، موضحًا أنها شعيرة إلهية تعكس امتثال العبد لأمر الله سبحانه وتعالى، كما أنها تجسيد لعظمة هذا الدين الذي شرع العبادات المختلفة لتهذيب النفس وتزكيتها.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن العمرة من الأسباب التي تؤدي إلى مغفرة الذنوب، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر". وأكد أن العمرة تمنح المسلم فرصة للتقرب إلى الله وتنقية النفس من الذنوب، ليبدأ حياة جديدة قائمة على الطاعة والسلوك الحسن.
كما أشار إلى ارتباط العمرة بشهر رمضان، لافتًا النظر إلى الحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه أن أداء العمرة في رمضان يعادل أجر حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن هذه الفضيلة لا تعني أنها تغني عن فريضة الحج، وإنما تبرز عظم أجر العمرة في هذا الشهر الكريم، حيث يجتمع فيها الصيام والقيام وأداء الشعائر المقدسة، مما يحقق للعبد رفعة ومكانة عظيمة عند الله.
وحول حكم تكرار العمرة في السفر الواحد، أوضح المفتي أن هذه المسألة خلافية بين العلماء، مشيرًا إلى أنه لا حرج في ذلك، لكن بشرط ألا يكون التكرار على حساب أولويات أخرى تتعلق بفقه الواقع ومقتضيات الحياة.
وبيّن أن الإنسان يمكن أن يؤدي عبادة تتعلق بذاته، وأخرى تنفع غيره، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه"، موضحًا أن من أراد أن يكثر من العمرات يمكنه كذلك أن ينوع في أعماله الخيرية، كمد يد العون للمحتاجين، مما يحقق التكامل في العمل الصالح.
وأضاف أن بعض العلماء قالوا: "من حج مرة فقد أدى فرض الله، ومن حج مرتين فقد وفّى دين ربه، ومن حج ثلاثًا فقد منع الله جسده عن النار"، مشيرًا إلى إمكانية القياس على ذلك في العمرة، بحيث تكون وسيلة للخير والإحسان إلى الآخرين.
وفيما يتعلق بجواز أداء العمرة بالتقسيط أو الاستدانة، أوضح مفتي الجمهورية أن الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ورفع الحرج، مشددًا على أن الأصل أن يؤدي الإنسان العبادات وفق استطاعته، مستشهدًا بقول الله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).
وأكد أنه لا حرج في التقسيط إذا كان الشخص قادرًا على السداد دون أن يوقع نفسه في ضائقة مالية، لكن الأولى أن يرتب أولوياته وفق ظروفه وإمكاناته، بحيث لا يتحول الأمر إلى مشقة أو عبء مالي ثقيل.
وفي ختام اللقاء، أجاب المفتي عن سؤال حول صيام الأيام الستة من شوال قبل قضاء ما فات من رمضان، موضحًا أن الأولى هو البدء بالقضاء لأن "قضاء الله أحق بالوفاء"، إذ إن الإنسان لا يملك أمر حياته ولا يعلم إن كان سيتمكن من أداء القضاء لاحقًا أم لا.
وبيّن أن الحديث الشريف الذي يقول: "من صام رمضان وأتبعه بست من شوال كان كمن صام الدهر" لا يشترط التتابع المباشر، فيجوز صيامها متفرقة، لكنه شدد على أن إبراء الذمة من الفرض أولى، ومن ثم يمكن لمن أراد أن يصوم الستة بعد قضاء ما عليه أن يفعل ذلك دون حرج.