نجحت شركة M42، بالتعاون مع هيئة البيئة – أبوظبي وبناءً على سلسلة من البحوث التي أجراها مركز خليفة للتقانات الحيوية والهندسة الوراثية، في إنشاء التسلسل الجيني لشجرة الغاف وتحليله، وهي الشجرة الوطنية لدولة الإمارات الشهيرة بقدرتها على النمو في البيئات القاحلة.

ويهدف مشروع M42 الجيني إلى فهم السمات الجينية التي تمكِّن الكائنات الحية من النمو والازدهار في أكثر البيئات الطبيعية قساوة.

ويعدُّ هذا المشروع إنجازاً مهماً يسهم في دعم جهود تجاوز تأثيرات التغيُّر المناخي في البشرية.

وتلعب شجرة الغاف، المعروفة علمياً باسم الغاف الرمادي، دوراً مهماً في استقرار رمال الصحراء ومنع تضرُّرها، وتوفِّر ملاذاً آمناً للعديد من الكائنات الحية الصحراوية. وتعيش شجرة الغاف 120 عاماً في المتوسط. وكانت تُستخدَم لإطعام الماشية، ويُستفاد من خصائصها الطبية. وأعلن عن شجرة الغاف في عام 2008 شجرةً وطنيةً لدولة الإمارات العربية المتحدة، لأهميتها التراثية والثقافية.

واستخدم فريق M42 الذي يضمُّ خبراءَ في علم البيئة، بقيادة الدكتور وائل الأمين، المدير الطبي في الشركة، منصات متقدِّمة من شركة «أكسفورد نانوبور تيكنولوجيز» لوضع التسلسل الجيني الكامل عالي الجودة لشجرة الغاف. وأثبتت الدراسة الجودة العالية للبيانات المستخلصة منها، مع معدل تخطيط جيني تجاوز 99% وتغطية جينية أكثر بـ 240 مرة من مرجع الجينوم الموجود.

وأتاحت هذه المنهجية التعرُّف على الملايين من المتغيرات الجينية في الشجرة، ما وفَّر معلومات قيِّمة عن وظائف الجينات وأنماط التعبير الجيني والصفات الوراثية الفريدة. وتمهِّد هذه النتائج الطريق نحو مساعٍ أكفأ للحفاظ على الطبيعة، إلى جانب تطوير فصائل أكثر مرونة وقدرة على التكيُّف مع الظروف البيئية المتنوعة.

ويدعم هذا العمل الجهود المبذولة لإنشاء دليل موثوق للمتغيرات الجينية التي تقدم معلومات قيّمة عن وظائف الجينات وأنماط التعبير الجيني والسمات الوراثية الفريدة. وتقدم التقنية التي استخدمتها M42 معلومات المثيلة لتسلسل الحمض النووي. وتمهد نتائج الدراسة الطريق نحو تعزيز جهود الحفاظ على البيئة، وفهم الخصائص الحيوية المقاومة للجفاف، وتطوير أشجار أكثر قدرة على التكيف مع الظروف البيئية المتنوعة، إضافة إلى بناء القدرات لحلول الجينوم الزراعية في المنطقة وخارجها.

وقال الدكتور فهد المرزوقي، نائب الرئيس التنفيذي للعمليات للمجموعة في M42: «ترتبط صحة البشر بشكل وثيق بسلامة البيئة المحيطة بنا، وهو أمر لم يعد يخفى على أحد في العالم. وفي ضوء العلاقة الوثيقة بين الصحة والتكنولوجيا والاستدامة، تلتزم M42 بمعالجة التحديات الصحية على المستويين المحلي والعالمي، بالاعتماد على أحدث حلول التقنيات الصحية. وتأتي مبادرتنا لوضع التسلسل الجيني لشجرة الغاف، بهدف تحسين فهمنا للسمات الجينية لهذه الشجرة الفريدة التي منحتها قدرة استثنائية على التكيُّف والعيش حتى في أصعب الظروف البيئية، ومكَّنتها من التحوُّل لأيقونة طبيعية تحمي وتزيِّن الإرث الطبيعي الوطني في دولة الإمارات. وتنطوي هذه الدراسة أيضاً على أهمية إضافية، في الوقت الذي يبذل فيه العالم جهوداً حثيثة للتصدي لتداعيات ارتفاع درجات الحرارة العالمية الناجمة عن التغيُّر المناخي».

وتساعد مبادرة شركة M42 هذه في الحفاظ على شجرة الغاف وحمايتها، لأنها تحمل أهمية تاريخية وتراثية كبيرة لدولة الإمارات ما يرسِّخ مكانة الشركة في ريادة جهود الابتكار والبحث العلمي القائمة على التكنولوجيا، وتندرج في إطار التزامها الجاد بمعالجة التحديات التي تعترض مساري الاستدامة والصحة على مستوى العالم. وسيتم نشر نتائج هذه الدراسة في إحدى المجلات العلمية المرموقة.

وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي: «تسعدنا الشراكة مع M42 لتنفيذ هذا المشروع الطموح لتحليل جينوم شجرة الغاف وتحديد تسلسله، ما ينسجم مع رسالتنا المتمثلة بمراقبة الفصائل النباتية في إمارة أبوظبي والحفاظ عليها. ويتمحور هدفنا الرئيسي في الهيئة حول تكوين أفضل فهم ممكن لشجرة الغاف عبر إجراء البحوث العلمية لتطوير سياسات وأطر عمل تدعم جهود الحفاظ على البيئة، وتضمن استدامة الفصائل الحيوية لأجيال المستقبل والحفاظ على الإرث الطبيعي في دولة الإمارات العربية المتحدة».

ويمكن استخدام تقنية التسلسل الجيني لشركة M42 في أيِّ مكان في العالم لأغراض دراسة الفصائل النباتية والحيوانية والحفاظ عليها.

يُشار إلى أن الإعلان عن هذا الإنجاز جاء على هامش فعاليات معرض ومؤتمر «آراب هيلث» 2024، المنعقد في دبي من 29 يناير إلى 1 فبراير 2024. وتشارك M42 في الحدث بوصفها شريكة الصحة العالمي، التي تواصل جهودها لاستشراف مستقبل الصحة المستدامة. وتكشف الشركة عبر منصتها الواقعة في القاعة 6 في المعرض والمؤتمر عن تقنياتها الصحية المتقدمة وإمكاناتها العالية.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التسلسل الجینی شجرة الغاف

إقرأ أيضاً:

تدشين العقار الجيني لمرضى التليف الكيسي لأول مرة في مصر

شهد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، حفل تدشين العقار الجيني لمرضى التليف الكيسي (TRIKAFTA ) لأول مرة بجمهورية مصر العربية. 

كما شهدوا توقيع بروتوكول تعاون بين كليتي طب جامعة عين شمس وجامعة الزقازيق، بالإضافة إلى عدد من الافتتاحات الكبرى بالمدينة الطبية بجامعة عين شمس. 

جاء ذلك بحضور الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، والدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، والدكتور هشام ستيت، رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، والدكتور أحمد عناني عميد كلية الطب جامعة الزقازيق مستشار وزير التعليم العالي للسياسات الصحية ، والدكتور علي الأنور، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة عين شمس والدكتور طارق يوسف، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة عين شم

‎توجه الدكتور خالد عبد الغفار بالشكر والتقدير إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه المستمر لتطوير المنظومة الصحية، مؤكدًا التزامه بتذليل العقبات والتحديات لتحقيق رؤية مصر التنموية وتوفير حياة كريمة للمواطنين. 

وأشاد بإطلاق عقار "ترايكافتا"، الذي يمثل خطوة استباقية للتخفيف عن مرضى التليف الكيسي، وبتطوير مستشفيات جامعة عين شمس، خاصة وحدة المحضن المجاني التي تقدم خدماتها لآلاف الأطفال سنويًا.

‎أكد دكتور خالد عبد الغفار  أن تطوير القطاع الصحي يبدأ بالاستثمار في العنصر البشري، مشيدًا بجهود جامعة عين شمس في تدريب الكوادر الطبية عبر برامج متطورة تركز على رفع الكفاءة وتعزيز المهارات،مضيفًا أن تحسين بيئة العمل للكوادر الطبية، ماديًا ومعنويًا، يمثل عنصرًا أساسيًا في تقديم خدمات صحية عالية الجودة، لافتا إلى أن دور التنمية البشرية في القطاع الصحي لا يقتصر على التعليم الأكاديمي فقط، بل يتعدى ذلك ليشمل خلق بيئة عمل تحفّز الإبداع والابتكار، وتدعم الصحة النفسية والجسدية للعاملين.
 

‎وفي سياق متصل، أشار الوزير إلى أن المدينة الطبية بجامعة عين شمس، التي تضم 9 مستشفيات و6 مراكز متخصصة، تعد نموذجًا يحتذى به في دمج التعليم الطبي بالخدمة الصحية، مؤكدًا أن هذا الإنجاز يُعد خطوة هامة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، داعيًا إلى تعاون أوسع بين الدولة والمجتمع المدني لتوسيع نطاق الخدمات الصحية وتعزيز التوعية بحقوق المرضى.
 

‎كما جدد دعوته لجميع العاملين في القطاع الطبي إلى استثمار هذه الإمكانيات الجديدة لتقديم أفضل ما لديهم، والعمل على تطوير مهاراتهم ومعارفهم بما يواكب التطورات العالمية، كما دعا كافة المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية إلى التعاون مع الجامعات والمستشفيات، لضمان تكامل الجهود وتحقيق أفضل النتائج في قطاع التعليم الطبي والتدريب المستمر.

وزير التعليم العالي يشيد بجهود باحثين جامعة عين شمس 

وثمّن الدكتور أيمن عاشور التعاون الوثيق بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة والسكان في الارتقاء بالمنظومة الصحية بمصر، موجهًا الشكر إلى دكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان؛ حيث قام بتسليم ٢٨٠٠ جرعة من  عقار ترايكافتا لوزارة التعليم العالي في ديسمبر الماضي، لافتًا أن هذا  الحدث يمثل محطة هامة في مسيرة البحث العلمي في مصر، ويعكس الالتزام المشترك ببناء مجتمع قائم على المعرفة والابتكار.

وأشاد " عاشور" بجهود الباحثين من جامعة عين شمس في اكتشاف عقار ترايكافتا لعلاج مرضى التليف الكيسي وتخفيف آلامهم، وجعلهم مواطنين أصحاء منتجين قادرين على خدمة أنفسهم ووطنهم، مشيرًا إلى الدور البارز للباحثين المصريين في دراسة الطفرات الجينية المرتبطة بمرض التليف الكيسي لدى المرضى المصريين، وهو ما ساعد على فهم طبيعة المرض بمصر، وثمّن ما قدمه الباحثون المصريون من إنتاج علمي تم تسجيله في قواعد البيانات الدولية، حيث تم نشر أبحاث مهمة عن هذا الداء الوراثي في مجلات علمية مرموقة من قبل باحثين مصريين،  ونجحت أبحاثهم في اكتشاف الطفرات الجينية السائدة بين مرضى التليف الكيسي بمصر . 

وأكد الدكتور أيمن عاشور أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تواصل جهودها لتحفيز البحث العلمي في كافة التخصصات، من خلال تعزيز التعاون بين الجامعات، والمراكز البحثية، والصناعة، وتوفير التمويل اللازم للبحوث ذات الأولوية الوطنية، فضلَا عن تطوير البنية التحتية البحثية، وتوفير أحدث التقنيات اللازمة لتسريع عملية الاكتشاف والابتكار.

وأشاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي بجهود جامعة عين شمس في تطوير مستشفياتها الجامعية وما يتم إنجازه من مشروعات طبية رائدة في إطار المدينة الطبية المتكاملة التي تضم تسع مستشفيات، وستة مراكز تخصصية، مثمنًا دعم القيادة السياسية وإسهامات المؤسسات الوطنية ودور المجتمع المدني في تحسين جودة الرعاية الصحية بالمستشفيات الجامعية المصرية. 

وثمن وزير التعليم العالي التعاون بين كلية الطب جامعة عين شمس وكلية الطب جامعة الزقازيق في مجال زراعة الكبد من متبرعين أحياء، كأحد مخرجات التحالفات الإقليمية بين الجامعات المصرية، بما يساهم في الارتقاء بالمنظومة الصحية وجودة الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمواطن المصري.

وأكد الدكتور محمد ضياء زين العابدين، أن افتتاح مشروعات جديدة بالمدينة الطبية لجامعة عين شمس بعد تطويرها، يأتي تنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية؛ لتحقيق نقلة نوعية في قطاع الصحة وتعزيز الاستثمار في صحة المواطنين كحجر أساس للتنمية الشاملة، مشيرًا إلى أن المدينة الطبية بجامعة عين شمس تشهد عدد من الافتتاحات بتكلفة إجمالية بلغت 405 مليون جنيه، تشمل افتتاح المحضن المجاني بمستشفى النساء والتوليد بتكلفة 138 مليون جنيه، وطوارئ الأطفال ومركز نقل الدم والكيماوي بتكلفة 187 مليون جنيه، ووحدة القولون والمستقيم والشرج (قسم 6 جراحة)، بتكلفة 40 مليون جنيه، بالإضافة إلى تطوير  قسم 3 عظام بتكلفة 40 مليون جنيه.

وأكد أن توقيع بروتوكول تعاون بين كلية الطب جامعة عين شمس وكلية الطب جامعة الزقازيق في مجال زراعة الكبد من متبرعين أحياء، يمثل أملاً كبيرًا لكثير من المرضى، ويعد تأكيدًا على دور الجامعات ليس فقط في التعليم والبحث العلمي، ولكن أيضًا في خدمة المجتمع، وتقديم حلول مبتكرة للتحديات الصحية، حيث يمتد نطاق التعاون بين الجانبين إلى مجالات التدريب؛ بهدف تخريج جيل جديد من جراحي الكبد في مصر.

وحول تدشين عقار الترايكافتا لعلاج مرضى التليف الكيسي، أوضح رئيس جامعة عين شمس أن هذا العقار يعد  من العلاجات الجزيئية المتقدمة التي تعمل على الجين، إذ يساعد في تحسين التنفس وزيادة القدرة على امتصاص الطعام وتقليل تكرار التهابات الرئة، مما يُحسن نوعية الحياة ويطيل أعمار المصابين بهذا المرض.

جاء ذلك بحضور الدكتور محمود المتيني رائد زراعة الكبد في مصر وأستاذ جراحة الكبد ورئيس جامعة عين شمس السابق، ومحمد الأتربي الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي المصري، وعصام الوكيل رئيس مجلس إدارة بنك مصر، والدكتور هشام عكاشة الرئيس التنفيذي لبنك مصر ونخبة من مديري المستشفيات ورؤساء الأقسام، ولفيف من القيادات بجامعة الزقازيق.

مقالات مشابهة

  • لمناقشة مشروعات برج العرب الجديدة..رئيس شركة الإسكندرية لتوزيع الكهرباء يستقبل وفد هيئة المجتمعات العمرانية
  • الداخلة تُزهر..مشروع لإنتاج 350 ألف شجرة سنويًا وتعزيز الحزام الأخضر
  • محافظ أسوان يستقبل رئيس شركة غاز مصر لاستكمال مشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة
  • وزيرة البيئة: مشروع ملاذ آمن للحياة البرية يصون التنوع البيولوجي
  • بلدية أبوظبي تزرع أشجار الغاف بمحيط عدد من المساجد
  • تدشين العقار الجيني لمرضى التليف الكيسي لأول مرة في مصر
  • بلدية أبوظبي تزرع أشجار الغاف بمحيط المساجد
  • تتعاون ثنائي لتزويد محطات خدمة أبوظبي بالطاقة الشمسية
  • محمد بن راشد مهنئاً ترامب: نتطلع لاستكمال مسيرة العلاقات التاريخية
  • محمد بن راشد مهنئاً ترامب: نتطلع لاستكمال مسيرة العلاقات التاريخية بين الإمارات والولايات المتحدة