يواجه الرئيس جو بايدن ضغوطًا متزايدة لمواجهة إيران مباشرة، بعد أن قتل وكلاؤها 3 جنود أمريكيين، وأصاب العشرات، في غارة بطائرة بدون طيار على قاعدة عسكرية قرب الحدود السورية الأردنية، مما يهدد على وجه التحديد بالصراع الإقليمي الأوسع الذي قال إنه يريد تجنبه.

وأعلن الجيش الأمريكي، الأحد، مقتل 3 من جنوده وإصابة نحو 34 آخرين، بهجوم لمسيرة استهدف قاعدة تضم قوات أمريكية في الأردن (البرج 22).

ونقلت وكالة "بلومبرج"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عن شخص مطلع على الموقف الأمريكي (طلب عدم الكشف عن هويته أثناء مناقشة المناقشات الخاصة)، إنه من الواضح أن ضربة تقتل أمريكيين ستؤدي إلى رد فعل أقوى مما فعلته الولايات المتحدة حتى الآن في الأسابيع التي تلت هجوم مسلحي "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وأشعل حريقًا جديدًا في الشرق الأوسط.

ووفق المصدر، فإن أحد الاحتمالات هو العمل السري الذي من شأنه أن يجعل الولايات المتحدة تضرب إيران دون أن تدعي الفضل في ذلك، ولكنها ترسل رسالة واضحة.

ويمكن لإدارة بايدن أيضًا أن تستهدف المسؤولين الإيرانيين بشكل مباشر، كما فعل الرئيس السابق دونالد ترامب عندما أمر بقتل الجنرال قاسم سليماني في بغداد عام 2020.

اقرأ أيضاً

بايدن يواجه ضغوطا بعد هجوم الأردن: مررنا بيوم صعب وسنرد

وبغض النظر عن النتيجة، فإن الهجوم يعرض على بايدن قرارا سيكون من أكثر القرارات أهمية في رئاسته، فهو يريد معاقبة منفذي الهجوم وردع إيران عن أفعالها في المنطقة، لكن القيام بذلك قد يضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع القيادة في طهران، التي اكتسبت جرأة بالفعل في المنطقة منذ هجوم "حماس"، وشنت هجمات في العراق وباكستان.

ويجب عليه أيضًا، وفق المصدر، أن يزن احتمال حدوث المزيد من الاضطرابات الاقتصادية في الوقت الذي تتعامل فيه الولايات المتحدة مع المسلحين الحوثيين (وكيل إيراني آخر) الذي أدى إلى اضطراب الشحن العالمي، وأثار مخاوف من حدوث اضطرابات اقتصادية جديدة من خلال استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، الذي يمثل 12% من التجارة العالمية.

من جانبه، يقول المسؤول السابق في المخابرات الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط جوناثان بانيكوف جوناثان بانيكوف: "سيتعين على إدارة بايدن أن تسير على خط دقيق للغاية في محاولة الرد بقوة كافية لاستعادة قدر من الردع حتى لا يحدث هذا مرة أخرى، مع عدم القيام برد يؤدي إلى تصعيد الصراع".

ويضيف: "لكن التحدي الأوسع هو كيفية التعامل مع التهديد الإيراني".

وتعهد بايدن بالفعل بالانتقام بعد أن قال إن المسلحين المدعومين من إيران، قتلوا أفراد الخدمة وأصابوا عشرات آخرين في هجوم بطائرة بدون طيار بالقرب من الحدود السورية.

اقرأ أيضاً

إيران تنفي ضلوعها في الهجوم على القاعدة الأمريكية قرب حدود الأردن

وبعد عشرات الضربات على القوات الأمريكية في سوريا والعراق، كان الهجوم بمثابة أول حالة وفاة أمريكية، منذ أن دخلت إسرائيل و"حماس" في الحرب، وكثف وكلاء إيران هجماتهم.

وقال بايدن في بيان: "سنحاسب كل المسؤولين في الوقت وبالطريقة التي نختارها".

ويخاطر مثل هذا التصعيد أيضًا بإحباط الجهود الأمريكية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وغزة يمكن أن يساعد في وقف هذا الصراع.

وتوجه مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز إلى باريس لإجراء محادثات تهدف إلى وقف العنف لمدة شهرين على الأقل، مقابل إطلاق "حماس" سراح معظم الأسرى المتبقين، الذين احتجزتهم في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول ضد إسرائيل.

وليس لهذه المحادثات أي ضمانة للنجاح، نظرا للحاجة إلى إقناع ليس فقط "حماس"، بل أيضا إسرائيل التي قاومت الضغوط لتخفيف حملتها العسكرية على الرغم من تزايد القلق الأمريكي بشأن الخسائر في صفوف المدنيين والإدانة الدولية المتزايدة.

وفي بيان صدر الأحد، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إنه لا تزال هناك "فجوات كبيرة"، لكنه وصف المحادثات بأنها مثمرة.

اقرأ أيضاً

هجوم البرج 22 مفترق طرق تصعيد أو خفضه

وكان الضغط يتصاعد بالفعل في الوطن على بايدن لاتخاذ إجراء مباشر ضد إيران، حيث ألقى الجمهوريون في الكونجرس باللوم على الرئيس، فيما وصفوه بـ"الردود الخجولة" على تصرفات وكلاء إيران حتى الآن.

ويجادل مشرعون بأن بايدن يفتقر إلى السلطة لتنفيذ الضربات من جانب واحد، بينما على العكس من ذلك، يقول صقور السياسة الخارجية إنه لا يذهب بعيدا بما فيه الكفاية.

وقال السيناتور روجر ويكر، أكبر عضو جمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، في بيان: "ردود إدارة بايدن حتى الآن لم تؤد إلا إلى مزيد من الهجمات".

وأضاف: "حان الوقت للتحرك بسرعة وحسم، ليشاهده العالم أجمع".

وفي كلتا الحالتين، يرى المحللون أن الولايات المتحدة على أعتاب الانجرار إلى مزيد من الصراع الإقليمي.

واستُهدفت القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي المناهض لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المنتشرة في العراق وسوريا بأكثر من 150 هجوما منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول، وفق وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون).

ونفذت واشنطن ضربات انتقامية في كلا البلدين.

اقرأ أيضاً

معلومات أولية عن هجوم "البرج 22" بالأردن ومقتل جنود أمريكيون للمرة الأولى

ويرى الجمهوريون مثل ويكر أن إيران اكتسبت المزيد من الجرأة.

أما الخيار الأخير، وفق "بلومبرج"، والذي يبدو أقل احتمالا في هذه المرحلة، هو أن الولايات المتحدة قد تفكر في سحب قواتها من الأردن وسوريا والعراق، حيث كانت تتمركز كجزء من الجهود المبذولة لهزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" في السنوات الأخيرة.

ومع تراجع هذا التهديد، جادل بعض النقاد بأن الولايات المتحدة كانت فقط تعرض جنودها للتهديدات دون سبب وجيه.

يقول زميل أولويات الدفاع وضابط مشاة البحرية الأمريكي السابق جيل بارندولار: "الأردن شريك أمني منذ فترة طويلة، ولكن علينا أن نسأل أنفسنا ما إذا كان وجود القوات الأمريكية في العراق وسوريا يستحق ذلك".

وقد يُنظر إلى القيام بذلك على أنه هدية لإيران، التي تتمتع بنفوذ واسع على الحكومة العراقية والقوات المسلحة في سوريا.

أما دينيس روس، الذي شغل منصب مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط في عهد بيل كلينتون، فيعتقد أن "الولايات المتحدة تحتاج إلى التفكير أكثر فيما نفعله، حتى يفهم الإيرانيون أن هناك خطرًا هنا، وهي ليست مخاطرة يريدون القيام بها".

ويضيف: "إذا كانت طبيعة ردنا هي نفسها التي كانت حتى الآن، فإن الرسالة هي أن بإمكانهم الاستمرار في القيام بذلك ولن يكلفهم ذلك أي شيء".

اقرأ أيضاً

جماعة عراقية تتبنى الاستهداف القاتل لقوات أمريكية على حدود الأردن وسوريا

المصدر | بلومبرج - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قوات أمريكية البرج 22 الأردن بايدن خيارات أمريكية إيران الولایات المتحدة اقرأ أیضا حتى الآن البرج 22

إقرأ أيضاً:

الإمارات تنفي مشاركتها في محادثات أمريكية بشأن هجوم بري ضد الحوثيين

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

نفت الإمارات، الأربعاء، ما أوردته تقارير إعلامية عن مشاركتها في محادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية حول خطة لهجوم برّي محتمل ضد جماعة الحوثي في اليمن.

جاء ذلك على لسان لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، التي وصفت تلك التقارير بأنها “مزاعم غريبة ولا أساس لها من الصحة”، في تصريح خاص لوكالة رويترز.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد ذكرت في تقرير لها يوم الاثنين الماضي، أن أبوظبي تدفع أمريكا لتنفيذ هجوم بري ضد مناطق الحوثيين في اليمن، في ظل تحفظ سعودي من المشاركة فيه.

وقالت الصحيفة، إن “الإمارات طرحت فكرة اجتياح مناطق سيطرة الحوثيين برّيًا على الأمريكيين في الأسابيع الأخيرة، بحسب مسؤولين أمريكيين ويمنيين”.

وأضافت أن “أمريكا منفتحة على دعم حملة برية ضد الحوثيين في اليمن، وأن قرارًا نهائيًا بهذا الشأن لم يُتخذ بعد”.

وأكدت الصحيفة، أن” السعوديين أبلغوا اليمنيين والأمريكيين أنهم لن ينضموا أو يساهموا في أي عمل بري في اليمن، خشية الأضرار التي قد تُسببها الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة نتيجة ذلك”.

وأشارت إلى “أن المناقشات حول عملية برية تأتي في الوقت الذي تدرس فيه أمريكا خيارات لتقليص هجومها الجوي في اليمن”.

ومنذ 15 مارس الماضي، استهدفت الولايات المتحدة الأميركية مواقع في اليمن بمئات الغارات، مما أدى لمقتل 123 مدنيا وإصابة 247 آخرين على الأقل، غالبيتهم أطفال ونساء، حسب بيانات لجماعة الحوثيين.

 

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تكشف عن حجم قنابل الاحتلال التي لم تنفجر في غزة
  • ترامب أوقف هجومًا إسرائيليًا على إيران
  • الإمارات تنفي مشاركتها في محادثات أمريكية بشأن هجوم بري ضد الحوثيين
  • مجلة أمريكية تحذر: “تصعيد كبير” مُقبل بين الولايات المتحدة والصين
  • عقوبات أمريكية جديدة ضد إيران | تفاصيل
  • بايدن يخرج عن صمته ويُشن هجومًا لاذعًا ضد ترامب .. ماذا قال؟
  • خامنئي: لا يجب ربط شؤون إيران الوطنية بمحادثاتها مع الولايات المتحدة
  • الصين تلعب ورقة العناصر السبعة النادرة للرد على حرب ترامب التجارية
  • الصين تلعب ورقة العناصر السبع النادرة للرد على حرب ترامب التجارية
  • إيران تكشف مكان انعقاد الجولة الثانية من المفاوضات مع أمريكا