قال الأستاذ الجامعي جان بيير فيليو في عموده بصحيفة لوموند إن اليمين الإنجيلي يقدم دعمه الثابت للولايات المتحدة لتدمير غزة، باسم الحرب على ما يسميه قوى "الشر" في القطاع الفلسطيني.

وأوضح الكاتب في عموده أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألقى بنفسه بتهور في الفخ الذي نصبته له حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهو يأمل أن تسمح له الكارثة الحالية إذا استمرت، ولو على حساب إسرائيل، بتجنب المساءلة أمام النظام القضائي في بلاده.

أما الرئيس الأميركي جو بايدن، فقد اندفع بنفس العمى -كما يرى بيير فيليو- إلى فخ مماثل بمنحه دعما غير مشروط للحملة الإسرائيلية. وبعيدا عن العمل من أجل مصالحه الخاصة، لعب في أيدي ألد أعدائه، وهم هؤلاء الصهاينة المسيحيون المتشددون الذين سيطروا على الحزب الجمهوري ويستعدون بحماس لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهم يعتقدون أن حربا شاملة لا بد أن تُشن على "الشر المطلق" الذي يمثله "الإرهاب الفلسطيني".

مسيحي إنجيلي من المملكة المتحدة يلوح بعلم إسرائيلي وآخر بريطاني خلال موكب احتفالا بعيد العرش اليهودي (الفرنسية) متحدث متعصب

واستعرض الكاتب تاريخ مايك جونسون، أحد أكثر الشخصيات تطرفا في الصهيونية المسيحية في الكونغرس، وقال إنه إنجيلي متحمس ومقتنع بأن "عودة" الشعب اليهودي إلى "أرضه" إسرائيل تساهم في تحقيق النبوءات، حتى لو كان ذلك يعني أن ثلثي اليهود يُذبحون خلال هذه "المحن"، أما الثلث الباقي فينجو باهتدائه إلى المسيح.

وعندما انتخب جونسون رئيسا لمجلس النواب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانت أول بادرة له هي تمرير قرار الدعم غير المشروط لإسرائيل "التي تدافع عن نفسها ضد الحرب الهمجية التي تشنها حماس"، ورفض التصويت لصالح حزمة المساعدات لأوكرانيا التي أعدها البيت الأبيض.

وخصص جونسون حوالي 15 مليار دولار كمساعدة فورية للهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة، واتهم صحيفة نيويورك تايمز بتقديم "منصة" لحماس، واقترح "إقالة" أي موظف في الإدارة الفدرالية يُظهر تضامنا مع غزة.

مسيحيون يحضرون حفلا موسيقيا تأييدا لترامب (الفرنسية)

تعبئة عامة

وأشار الكاتب أيضا إلى فرانكلين غراهام، الواعظ الذي ورث عن والده بيلي غراهام، إمبراطورية "تبشيرية تلفزيونية" حقيقية، وقد استقبله نتنياهو، في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وطلب من جميع أتباعه أن يصلوا من أجله، لأنه يقود "إسرائيل، شعب الله" في "حرب الخير هذه ضد الشر".

ومن جانبها زعمت ميشيل باشمان، الملهمة السابقة لحزب الشاي في الكونغرس، والآن هي عميدة جامعة ريجنت، معقل الإنجيليين في فرجينيا، أن سكان غزة "يتكونون بشكل أساسي من مرتزقة صناعتهم الإرهاب"، وتقول: "حان الوقت لإنهاء غزة. إن مليوني شخص الذين يعيشون هناك ليسوا سوى قتلة ماكرين، تجب إزالتهم من هذه الأرض. ويجب تحويل هذه الأرض إلى حديقة وطنية".

أما مايك بنس الإنجيلي جدا، نائب الرئيس ترامب السابق، فلم يتردد خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، في التوقيع باسمه على قذيفة معدة لإطلاقها على أهداف عربية في لبنان.

ونبه الكاتب إلى أن الصهاينة المسيحيين الذين عارضوا بشدة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، ما زالوا أيضا معادين لأدنى "تقسيم لأرض إسرائيل" لكي تتحقق النبوءات، وهو عمل إيماني بالنسبة لهم، ويجب أن تظل هذه الأرض بكاملها تحت سلطة إسرائيل، وفق ما يعتقدون.

وخلص الخبير بيير فيليو إلى أن الصهاينة المسيحيين، بعد أن ربطوا خلاصهم الفردي والجماعي بسحق القومية الفلسطينية، سيبذلون قصارى جهدهم لتخريب أي حل دبلوماسي للصراع في الشرق الأوسط، معتمدين على الخلافات التي أثارتها حرب غزة داخل الحزب الديمقراطي نفسه، وهو ما يزيد من إضعاف الرئيس الأميركي في مواجهة "عودة ترامب العظيمة".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

السفير الأميركي القادم في إسرائيل: ضم الضفة وارد بالحسبان

قال السفير الأميركي القادم في إسرائيل مايك هاكابي، اليوم الأربعاء 13 نوفمبر 2024، إن إمكانية أن توافق إدارة الرئيس دونالد ترامب على أن تقدم حكومة بنيامين نتنياهو على ضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية واردة بالحسبان.

وردت تصريحات السفير الأميركي القادم في إسرائيل، ردا على سؤال إذاعة الجيش الإسرائيلي عن إمكانية ضم الضفة الغربية.

وأضاف هاكابي: "بالطبع، لكن لا أحدد السياسات بل أنفذ سياسة الرئيس ترامب، الذي أثبت بالفعل خلال فترة ولايته الأولى أنه لا يوجد رئيس أميركي أكثر دعما لترسيخ فهم السيادة الإسرائيلية، فمن نقل السفارة إلى القدس ، والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، حيث لم يفعل أحد أكثر من الرئيس ترامب، وأتوقع أن يستمر ذلك".

وعاد مخطط ضم الضفة الغربية إلى الواجهة من جديد وذلك بعد فوز ترامب بالرئاسة الأميركية، وانعكس ذلك من خلال تصريحات لمسؤولين إسرائيليين بضرورة ضم الضفة إلى السيادة الإسرائيلية، كان أبرزها لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وقال سموتريتش، في تصريحات إنه "حان الوقت في حقبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة، لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ولقد كنا على مسافة خطوة من فرض السيادة على المستوطنات في بالضفة خلال ولايته السابقة".

وتناغم ذلك مع تصريحات نتنياهو، خلال محادثات في الأيام الأخيرة، بأنه يجب إعادة إمكانية طرح مخطط الضم لمناطق واسعة في الضفة الغربية إلى إسرائيل عندما يدخل الرئيس الأميركي المنتخب، ترامب، إلى البيت الأبيض، حسبما نقلت عنه الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، الثلاثاء.

وأعلن ترامب، الثلاثاء اختيار الحاكم السابق لولاية أركنسو مايك هاكابي، سفيرا لواشنطن لدى إسرائيل. وقال ترامب في بيان إن هاكابي "يعشق إسرائيل وشعب إسرائيل، وشعب إسرائيل يبادله العشق. سيعمل مايك بلا هوادة من أجل عودة السلام إلى الشرق الأوسط".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • نائب فرنسي يتهم المشجعين الإسرائيليين ودعوة بأمستردام لمحاكمتهم
  • مسؤول فرنسي يهاجم بعنف ماكرون وساركوزي وهولاند لحضورهم مباراة إسرائيل – فرنسا (فيديو)
  • مسؤول فرنسي يهاجم بعنف ماكرون وساركوزي وهولاند لحضورهم مباراة إسرائيل - فرنسا
  • المهرة .. حملة إلكترونية تذكّر بجريمة “الأنفاق” التي ارتكبتها القوات السعودية بحق المعتصمين
  • بايدن يرد بسخرية على سؤال صحفي بشأن إتمام صفقة الرهائن.. ماذا قال؟
  • باحث في العلاقات الدولية لـ«الأسبوع»: «مايك هاكابي» ينفذ الأجندة الأمريكية التي تخدم إسرائيل
  • عرض فرنسي لإبراهيم عادل.. وبيراميدز يحدد موقفه من رحيل اللاعب
  • الجامعة العربية تدعو كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية لتحمل مسؤولياتها إزاء الحرب التي يشنها الإحتلال على المسيرة التعليمية بفلسطين
  • هل يتغير الكونجرس في عهد ترامب؟ رئيس «النواب الأمريكي» يدلي بتصريحات مثيرة
  • السفير الأميركي القادم في إسرائيل: ضم الضفة وارد بالحسبان