"أسماؤكم ستدخل التاريخ".. تفاصيل اكتشاف فريد من نوعه في مصر
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
رشح اكتشاف مثير تم على يد فريق مصري متخصص من جامعة "المنصورة"، مصر لتصبح متحفا مفتوحا للمتحجرات الحيوانية القديمة، علاوة على كونها متحفا هائلا للحضارة المصرية العظيمة والمتنوعة.
إقرأ المزيدالبداية كانت في عام 2013، حين عثر فريق متخصص برئاسة هشام سلام، رئيس مركز علم الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة على نوع جديد من الديناصورات ينتمي إلى فصيلة " تيتانوصوريات" بالصحراء الغربية في مصر، أطلق عليه بالمناسبة اسم "المنصوراصور شاهيناي".
عكف المتخصصون المصريون بعناية على دراسة البقايا المتحجرة لهذا الديناصور، ولم يتم الإعلان عنه إلا في 29 يناير عام 2018 ، حين قام رئيس فريق الاكتشاف الدكتور هشام سلام إلى جانب أربعة خبراء مصريين وخمسة أمريكيين بنشر مقالة بهذا الشأن في مجلة "الطبيعة البيئية والتطور".
رئيس الفريق العلمي المصري الدكتور هشام سلام قال في رواية للحادثة إنه كان متجها صحبة مجموعة من طلاب الدكتوراه والماجستير لإلقاء محاضرة في إحدى الجامعات المحلية حين عثر وأفراد المجموعة على طريق صحراوي على نتوءات جيولوجية مناسبة، لم تتم ملاحظتها من قبل. وفي صباح اليوم التالي، عاد الفريق لمسح الموقع الواسع الممتد لعدة كيلومترات، ولم يمض وقت طويل حتى اتصل به أحد الطلاب هاتفيا ليبلغه بضرورة حضوره لرؤية عدد من العظام المتحجرة التي عثر عليها.
حين ألقى نظرة على بعض العظام المتحجرة المكتشفة، خاطب الدكتور هشام سلام مجموعة الباحثين قائلا: "إذا ظهر الأمر كما أتوقع، فأسماؤكم ستدخل التاريخ".
عاش هذا الديناصور الضخم وهو بحجم حافلة في إفريقيا منذ حوالي 80 مليون عام، في الفترة الأخيرة من عصر الديناصورات قبل أن تنقرض إثر اصطدام نيزك عملاق بما يعرف الآن بشبه جزيرة يوكاتان في أمريكا الوسطى.
الاكتشاف الفريد عبارة عن عدة أجزاء من الجمجمة وعظم العضد والأضلاع والفقرات والكتف. ويقول خبراء إن الهيكل العظمي المتحجر المكتشف يعد من بين البقايا النادرة للديناصورات الطباشيرية المتأخرة التي عاشت في إفريقيا، وهو الأكثر اكتمالا.
خلال الحقبتين التاريخيتين، الترياسية والجوراسية، جرت عملية انضمت فيها جميع القارات معا، ولكن في العصر الطباشيري، بدأت القارات في الانفصال.
وحتى الآن لا يزال من غير المعروف الطريقة التي كانت ترتبط بها إفريقيا بالقارات الأخرى، إلا أن العلماء يأملون في أن يساعد هذا الاكتشاف في تسليط الضوء على هذا الأمر.
تحليل العظام كان أظهر أن "المنصوراصور" يرتبط بشكل وثيق بالديناصورات التي عاشت في أوروبا وآسيا أكثر من ارتباطه بديناصورات إفريقيا أو أمريكا الجنوبية.
هذا النوع الجديد من الديناصورات من عائلة "تيتانوصور"، يعد أكبر الحيوانات البرية التي عاشت على الأرض، ويصل وزن بعض أنواعها التي عاشت في أمريكا الجنوبية منذ حوالي 100 مليون سنة، إلى 70 طنا، وطولها إلى 37 مترا.
الجدير بالذكر أن هذا الاكتشاف لم يكن الوحيد، فقد عثر في الماضي على بقايا ديناصورات في مختلف مناطق مصر، إلا أن العدد الأكبر يتركز في الصحراء الغربية وفي محيط بحيرة موريس، وبمنطقة الفيوم التي تتميز ظروفها المناخية بقدرتها على حفظ بقايا الحيوانات المختلفة بما في ذلك الديناصورات.
عالم الحفريات الألماني إرنست سترومر، كان اكتشف في عام 1911 في الصحراء الغربية المصرية، أربعة أنواع من الديناصورات بما في ذلك، نوعا مفترسا يعرف باسم "سبينوصور" ويعود تاريخها جميعا إلى العصر الطباشيري، إلا أن قصف الحلفاء لمتحف ميونيخ خلال الحرب العالمية الثانية قضى على هذه الاكتشاف.
RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف ديناصورات هشام سلام التی عاشت
إقرأ أيضاً:
نهايات الطُغاة عبر التاريخ
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
تقول الروايات التاريخية المنقولة، إن الطُغاة في نهاياتهم يُعلون من البطش والقتل والخراب والدمار، وهذا ما يقوم به الكيان الصهيوني اليوم على الأرض العربية في اليمن وفلسطين ولبنان؛ فالطاغية دائمًا مسكون بهاجس الفناء والزوال، لهذا يستبق نهايته بسلاسل لا تنتهي من القتل والدمار، مُعتقدًا بأنَّ ذلك يقيه من الفناء ويمده بعوامل القوة والخلود، بينما في الحقيقة تُعد من مظاهر الزوال والفناء للطغاة.
أورد الحق تبارك وتعالى في كتابه العظيم، الكثير من الآيات التي تتحدث عن نهايات الطُغاة والظلمة والمجرمين، وكيف أمهلهم الله ولم يُهملهم، وما زال الحق يتربص ويُلاحق الطغاة والمجرمين إلى يوم البعث العظيم ليعاقبهم في الدنيا قبل الآخرة، ويبرهن لعباده بأن مشيئته هي الفصل بين البشر، وأن الله حاضر وموجود في كل تفاصيل الحياة، وحين تنتهي قوة الأرض تتدخل قوة السماء ليقول الله كلمته الفصل وينتصر للمظلوم وينصر من نصره وتمسك بحبله المتين.
سمعنا وقرأنا ورأينا جند الله عبر التاريخ، وكيف سخرها الله لتنتصر للمظلومين، من زلازل وأعاصير ورياح وأمطار وحشرات... إلخ.
لسنا هنا في محل الترويج للتسليم والإذعان للقدر دون عمل؛ بل في موقع التذكير بأنَّ الله موجود وحاضر في كل تفاصيل حياتنا، وأنه لا يُحب المعتدين ولا الظالمين ولا المجرمين؛ بل عدو لهم، وعداؤه بالإمهال إلى حين.
السيرة النبوية الشريفة والتاريخ الإنساني مليئان بالقصص والعِبَر، لمآلات الصالحين ونهايات الطغاة والمجرمين في الدنيا قبل الآخرة، ليتيقن النَّاس من وجود الله معهم ويشتد ويقوى إيمانهم به وبنصرته.
في تاريخنا اليوم، نرى يوميات غطرسة العدو الصهيوني وعربدته في بلاد العرب وإيغاله في استباحة الدم العربي، بدعم ومباركة من رعاته وداعميه الإقليميين والدوليين، ومن خلال استعراضنا لوقائع التاريخ الحديثة منها والقديمة، فإنَّ ما يقوم به الكيان الصهيوني ورعاته اليوم من جرائم ليس سوى سلسلة متواصلة من جرائم الطغاة والظلمة والمجرمين عبر التاريخ، لهذا فيقينُنَا كبير بأن نهايات الصهاينة وزوالهم مع من يقف خلفهم ستكون على خطى أسلافهم في التاريخ، وسينالهم عقابهم بما اقترفوه من ذنوب وكبائر في الحياة الدنيا قبل الآخرة وما ذلك على الله بعسير.
قبل اللقاء.. تقول رواية من الخيال بأن الحق والباطل كانا يسيران معًا، ولطول الطريق ومشقته اتفقا أن يتناوبا على حمل بعضهما؛ فاليوم الحق راكب على ظهر الباطل، والباطل يسير على قدميه.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصر