بوابة الوفد:
2025-01-11@11:18:55 GMT

البعد الاجتماعي للعبادات في الإسلام

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

جاء الإسلام وكانت المجتمعات في تفكك وفى اختلاف وفى نزاع وفى صراعات وفى مشاحنات فجمع الكلمة ووحد الصف ونزع فتيل القتنة فأصبح المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضه وأصبح المؤمن مرآةَ أخيه يكف عنه ضيعته ويحوطه من وراءه قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) ولما شرع الإسلام العبادات لم تكن العبادات في حد ذاتها تقتصر على الجانب الروحي فقط بل كانت دعوة للألفة وللأخوة والمحبة والترابط فالصلاة يجتمع فيها المصلون خمس مرات في اليوم والليلة يتفقد الأنسان فيها حال أخيه إن غاب ويعرف حاله إن حضر ويقف بجواره إن احتاج ويعينه في أمره و يتعارف الناس في بيوت الله، وتنشأ بينهم صِلات المودَّة والحب واللِّقاء في الله، ويعظُم بينهم الإحساس بأُخوَّة الدين ورابطة العقيدة، وتتعمَّق في نفوسهم معاني التراحم، ومشاعر الإحساس بأنهم جسدٌ واحدٌ، وروحٌ واحدة مع اختلاف ألوانهم وألسنتهم وطبقاتهم فهم يصلون لقبلة واحدة ويؤمهم إمام واحد ويقرأون من كتاب واحد .

دعاء السفر كما ورد عن النبي شرع العيدين 

ثم بعد ذلك شرع لهم الجمعة وهو اجتماع أكبر تظهر فيه تلك الروابط أكثر وأكثر ثم شرع العيدين وأمر أن يشهده الكبير والصغير والرجال والنساء على حد سواء وكل هذا يزيد فى روابط الأخوة الأيمانية والإنسانية بين الناس ثم شرع الحج حيث يتجلى هذا المعنى أكثر وأكبر في اجتماع البشر من كل جنس ولون ومن كل بلد مع اختلاف الألوان والألسنة لكنهم فى لباس واحد وفى شعيرة واحدة يتوجهون لخالقهم بالتلبية والاستجابة ولذلك حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يغرس تلك المعاني فى نفوس الأمة في حجته حجة الوداع حيث قال صلى الله عليه وسلم: ) أَلاَ تَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ ، فَقَالَ : أَلَيْسَ بِيَوْمِ النَّحْرِ قُلْنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ، أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الحَرَامِ قُلْنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ ، وَأَمْوَالَكُمْ ، وَأَعْرَاضَكُمْ ، وَأَبْشَارَكُمْ ، عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، أَلاَ هَلْ

دعاء المظلوم

بَلَّغْتُ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ ، فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلِّغٍ يُبَلِّغُهُ لِمَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ ، قَالَ : لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا ، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ) والزكاة كفريضة لها جانب اجتماعي كبيرحيث تسموا بالإنسان عن الشح والأنانية وتجعله يشعر بالآخرين ويسهم في مد العون لهم مع جزيل الجزاء في الآخرة والزكاة بمقاديرها المختلفة من المال كفيلةٌ أن تحقق التكافل الاجتماعيَّ بين أفراد المجتمع المسلم الواحد، فتُطيب نفسَ المعطي المزكِّي، وتُطهِّر قلب الفقير المُعدم؛ فلا ينظر إلى مال غيره بحَسرة وحسدٍ وندم، ولكن ينظر إليه متمنِّيًا له المزيد؛ لأنه أعطاه من ماله، وتطهرُ نفسه من السطو والاعتداء والسرقة، كلُّ ذلك يتأتَّى نتيجة لتأدية ركن الزكاة. فالزكاة هي عماد التكافل بين المجتمعات الإسلامية، ولها المردودات الإيجابية في خَلق مجتمع مسلم نظيف يحب بعضه بعضًا، وبجانب كون الزكاة عبادة دينية واجبةً على المسلم؛ فإنها على المستوى الماليِّ تجارةٌ مع الله عز وجل، فيقول تعالى: ﴿ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ﴾ الروم: 39 والصيام مدرسة فى تربية السلوك الاجتماعي حيث يعزز شعور الإنسان تجاه الفقراء والمحتاجين فهو يجوع ويعطش ويشعر بما يشعر به هؤلاء من الفقر وشدة الحاجة ولذلك حكي أن يوسف عليه السلام سئل نراك كثير الصيام وأنت على خزائن الأرض فقال: حتى لا أنسى الفقراء من هنا كانت اعبادات فى الإسلام لها دور كبير فى الترابط المجتمعى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسلام صراعات بيوت الله

إقرأ أيضاً:

الإفتاء: أكدت السنة النبوية حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتزين

قالت دار الإفتاء المصرية إن الله تعالى خلق الإنسان مفضلًا على غيره من جنس الحيوان؛ قال تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: 4]، وأباح له الزينة بضوابطها الشرعية؛ فقال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 32].

حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم للتزين 

وجاء في السنة النبوية المطهرة حبِّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتزين، ولما سأله رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ» أخرجه مسلم.

كما بيَّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن من الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وكان عليها النبيون عليهم السلام خصالًا ينبغي أن يأخذ الناس بها؛ فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ -أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ- الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ» متفق عليه، وأخرج البخاري نحوه عن ابن عمر رضي الله عنهما.

وأخرج مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ» قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ.

قال العلامة الخَطَّابي في "معالم السنن" (1 /31، ط. المطبعة العلمية، حلب): [قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ»، فَسَّر أكثر العلماء الفطرة في هذا الحديث بالسنة، وتأويله: أن هذه الخصال من سنن الأنبياء الذين أُمرنا أن نقتدي بهم؛ لقوله سبحانه: ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ﴾ [الأنعام: 90].

وأول مَن أُمِرَ بها إبراهيم صلوات الله عليه؛ وذلك قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ [البقرة: 124]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: أمره بعشر خصالٍ ثم عددهن، فلما فعلهن قال: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾، أي: ليُقتدى بك ويُستن بسنتك، وقد أمرت هذه الأمة بمتابعته خصوصًا، وبيان ذلك في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا﴾ [النحل: 123]، ويقال: إنها كانت عليه فرضًا وهن لنا سنة] اهـ.

وقال العلامة المُناوي في "فيض القدير" (4/ 316، ط. المكتبة التجارية): [تنبيه: يتعلق بهذه الخصال مصالحُ دينيةٌ ودنيويةٌ تدرك بالتتبع، منها: تحسين الهيئة، وتنظيف البدن جملةً وتفصيلًا، والاحتياط للطهر، والإحسان إلى المخالط بكفِّ ما يتأذَّى بريحه، ومخالفة شأن الكفار من نحو مجوس ويهود ونصارى، وامتثال أمر الشارع، والمحافظة على ما أشار إليه بقوله سبحانه: ﴿فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾، فكأنه قال: حسَّنتُ صوركم فلا تشوِّهوها بما يقبِّحها، والمحافظة عليها محافظة على المروءة والتآلف؛ لأن الإنسان إذا كان حسن الهيئة انبسطت إليه النفوس فقُبل قوله، وحُمد رأيه، وعكسه عكسه] اهـ. 

مقالات مشابهة

  • الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
  • دعاء يونس عليه السلام .. كلمات من القرآن تفرج الهموم
  • 13 رجب.. ذكرى  مولد “يعسوب الدين ” الإمام علي بن أبي طالب  عليه السلام
  • كيف أحصل على 1000 حسنة؟.. ردد 3 كلمات في دقيقة واحدة
  • الإفتاء: أكدت السنة النبوية حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتزين
  • مجموعة (لمسة وفاء) تزور بدر العباسي للإطمئنان عليه
  • قمة المليار متابع تجمع كافة منصات التواصل الاجتماعي في مكان واحد
  • حكم صلاة تارك الزكاة.. الإفتاء توضح
  • لأول مرة على مستوى العالم.. قمة المليار متابع تجمع منصات التواصل الاجتماعي كافة في مكان واحد
  • قمة المليار متابع تجمع منصات التواصل الاجتماعي في مكان واحد