كيف تهز مشاكل بوينغ توازن القوى بقطاع الطيران؟
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
تسببت التحديات التي تواجهها شركة "بوينغ" إثر الحادثة الأخيرة التي وقعت في طائرة تعمل لصالح خطوط ألاسكا إيرلاينز موجات من الصدمة لقطاع صناعة الطيران.
وأدى تحطم باب في جسم الطائرة أثناء رحلة ركاب تجارية إلى إضافة طبقة أخرى من التعقيد لأزمة بوينغ المستمرة في طرازات 737 ماكس، مما أدى إلى تكثيف التدقيق على عمليات التصنيع في الشركة، وأثار تساؤلات حول قدرتها على التنافس مع منافستها اللدود إيرباص.
يلقي تقرير في صحيفة "فايننشال تايمز" الضوء على واقع صناعة الطيران المدني، ففي حين كانت شركة إيرباص تحلق مع نجاح سلسلة طائراتها A320، تجد شركة بوينغ نفسها غارقة في سلسلة من النكسات.
واجهت طائرة إيرباص A380، التي كانت ذات يوم رمزا للعظمة والطموح وفقا لوصف الشركة، فشلا تجاريا، مما أدى إلى إغلاق مركز جان لوك لاغاردير في تولوز في عام 2021. ومع ذلك، فقد أعادت هذه المنشأة تصميم عملياتها الآن، مما أسهم في زيادة كفاءتها والتغلب على معيقات التصنيع، وبالتالي زيادة الطلبات على السلسلة A320.
وتضيف الصحيفة أنه في تناقض صارخ، شابت سلسلة طائرات بوينغ 737 ماكس حوادث عديدة، حيث أودت حوادث تحطم طائرة 737 ماكس 8 في عامي 2018 و2019 بحياة 346 شخصا، مما أدى إلى توقفها عن الطيران لمدة 20 شهرا، وقد تحول الاهتمام الآن إلى ماكس 9 بعد الحادثة الأخيرة، مما أدى إلى مزيد من التحقيقات في عمليات التصنيع وسلسلة التوريد لشركة بوينغ.
ومع موافقة إدارة الطيران الفدرالية "إف إيه إيه" (FAA) على بعض طائرات ماكس 9 لاستئناف الرحلات الجوية، استمرت مشاكل بوينغ.
وقد فشلت تعهدات قيادة بوينغ، ومنها تعهدات الرئيس التنفيذي ديف كالهون، بتعزيز الجودة والعمليات الهندسية، مما دفع إدارة الطيران الفدرالية إلى تجميد خطط بوينغ لزيادة إنتاج أسطول ماكس.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن نتائج الربع الرابع لشركة بوينغ في 31 يناير/كانون الثاني الجاري بقلق شديد، في وقت عينت الشركة أميرالا بحريا متقاعدا لمراجعة أنظمة إدارة الجودة لديها.
التوازن غير المستقر بين بوينغ وإيرباصتشير الصحيفة إلى أن الاحتكار الثنائي القديم لصناعة الطيران بين شركتي بوينغ وإيرباص، يقف عند مفترق طرق. وبينما هيمنت شركة إيرباص على عمليات تسليم الطائرات على مدى السنوات الخمس الماضية، دفعت أخطاء شركة بوينغ بعض خبراء الصناعة إلى التفكير فيما إذا كان هناك تحول جذري يحدث في ميزان القوى.
ومع حصول إيرباص على حصة سوقية تبلغ 62% في قطاع الطائرات ضيقة الهيكل، فمن المتوقع أن تتوقف صحة قطاع الطيران على القدرة التنافسية لكل من بوينغ وإيرباص.
ويؤكد مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة "ريان إير" على الحاجة إلى منافسة قوية ليس فقط للطلبات، ولكن أيضا للتقدم التكنولوجي، ويقول "من المهم للغاية أن يكون لدينا بوينغ قوية وأن يكون لدينا إيرباص قوية"، وفقا لما نقلته عنه الصحيفة.
لكن فايننشال تايمز تؤكد أن المخاطر كبيرة، ونضال شركة بوينغ يمتد إلى ما هو أبعد من أزمتها الفردية، فهو ينتشر عبر سلسلة التوريد في مجال الطيران، ويؤثر على عملاء شركات الطيران، مشيرة إلى أن الحاجة الملحة لشركة بوينغ لاستعادة ما فقدته أصبحت واضحة، حيث تفوقت شركة إيرباص في مبيعاتها على بوينغ بنسبة اثنين إلى واحد في سوق الطائرات ذات الهيكل الضيق.
منافسون جدد في الأفقأدى ظهور شركة الطائرات التجارية الصينية (كوماك) إلى تقديم بطاقة بدل في لعبة قوة الطيران وفقا للصحيفة. وتهدف شركة الطيران الصينية المدعومة من الدولة إلى تحدي الاحتكار الثنائي بين بوينغ وإيرباص، مع قيام طائرتها "سي 919" (C919) برحلتها الافتتاحية في عام 2023.
وفي حين أن هذا يمثل علامة فارقة مهمة لطموحات الصين، لكن الشكوك لا تزال قائمة بشأن قدرة كوماك على أن تكون منافسا حقيقيا.
لكن اعتماد كوماك على الموردين الغربيين للحصول على المكونات الحيوية، إلى جانب الحاجة إلى الموافقات التنظيمية الأجنبية، يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الوافدون الجدد وفقا لخبراء تحدثت إليهم الصحيفة.
وعلى الرغم من تطلعات الصين للمطالبة بحصة كبيرة في سوق الطيران العالمي، فإن مسار كوماك لا يزال غير مؤكد.
وتحوم شركات أخرى في المضمار، مثل شركة إمبراير البرازيلية، التي من الممكن أن تتوسع وهي الرائدة في مجال الطائرات الإقليمية، في سوق الطيران المدني.
ومع ذلك، فإن مسار شركة بومباردييه، بطلة الصناعة الكندية السابقة، تؤكد على المخاطر المرتبطة بتحدي الاحتكار الثنائي بين بوينغ وإيرباص.
معضلة الابتكار في بوينغتقدر الصحيفة أن شركة بوينغ تقف على مفترق طرق، وتواجه تدقيقا متزايدا وضرورة السير في طريق التعافي. يقترح خبراء الصناعة أن خلاص بوينغ يكمن في تطوير طائرة جديدة ذات ممر واحد. ومع ذلك، فإن هذا الاقتراح يثير تحديات كبيرة، منها تمويل مثل هذا التطوير ومعالجة الطلبات الحالية لطائرات ماكس المتعثرة.
وتؤكد فايننشال تايمز أن تطور مشهد الطيران يعتمد على قدرة بوينغ على التعافي، فيما يؤكد مراقبو الصناعة على المدى الطويل أن شركة بوينغ يجب أن تستجيب بسرعة لتظل قوة وازنة، بإمكانها تحقيق التوازن بين عمالقة الصناعة، بوينغ وإيرباص، وهو ما سيشكل مسار صناعة الطيران لسنوات قادمة.
وبينما تفكر شركة بوينغ في خطوتها التالية، تتردد أصداء الدعوة إلى الابتكار والمنافسة في جميع أنحاء الصناعة. وفي حين أن الاحتكار الثنائي لا يزال سليما في الوقت الراهن، فإن التحولات الضخمة الناجمة عن مشاكل بوينغ وظهور المنافسين المحتملين تؤكد الطبيعة الديناميكية لديناميات قوة الطيران العالمية.
وتختم الصحيفة بقولها إن مستقبل الطيران العالمي يقف عند منعطف حرج، وسواء تمكنت بوينغ من استعادة مكانتها، أو في حال ظهر منافسون جدد، فإن مستقبل الصناعة يتجه نحو إعادة التشكيل، والأمر الوحيد المؤكد، أن السماء ليست صافية كما بدت من قبل، والاضطرابات التي تواجهها بوينغ يتردد صداها عبر نسيج قطاع الطيران العالمي بأكمله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مما أدى إلى شرکة بوینغ
إقرأ أيضاً:
مستخدمو Google Pixel بيشتكوا.. مشاكل بالجملة بعد تحديث شهر مارس
تتعرض هواتف جوجل، وبالأخص سلسلة Pixel، لمشكلات متتالية بعد إطلاق التحديث الأمني الشهري لشهر مارس 2025، وذلك وفقًا لما أفاد به المستخدمون على المنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي.
مشاكل في سطوع الشاشةانتشرت تقارير على منتدى r/GooglePixel، حيث أفاد مستخدمو Pixel 8 Pro بأن الشاشة تتعرض لانخفاض مفاجئ في السطوع خلال مشاهدة الفيديوهات على تطبيقات مثل Netflix وPrime Video.
وأوضح بعض المستخدمين أن الشاشة تومض وينخفض السطوع كل حوالي 10 ثوانٍ، وهو ما يعيق تجربة المشاهدة ويزعج المستخدمين.
وقد اقترح أحدهم- كحل مؤقت- تخفيض معدل التحديث من 120Hz إلى 60Hz عبر إعدادات العرض، مما يقلل من وميض الشاشة إلى حد ما.
بالإضافة إلى مشاكل الشاشة، تحدث بعض المستخدمين عن خلل في الصوت عند تفعيل خاصية معادلة الصوت (EQ)، حيث يصبح مستوى الصوت في الأغاني أعلى من مستوى الصوت في الفيديوهات، مما يؤدي إلى عدم توازن في جودة الصوت بين التطبيقات المختلفة مثل Spotify وNetflix.
تشكل هذه المشكلة تحديًا إضافيًا للمستخدمين الذين يعتمدون على الصوت للتجربة الترفيهية الكاملة.
مشكلة في الاهتزازاتلم تقتصر المشكلات على الشاشة والصوت فحسب، بل لاحظ مستخدمو هواتف Pixel أيضًا تغيرات في نظام الاهتزازات (الهابتكس)، فقد أبلغ بعضهم عن اهتزازات قوية بشكل غير معتاد، بينما ذكر آخرون أن الاهتزازات أصبحت ضعيفة وغير كافية.
فيما أكدت جوجل في بيان لها أن فريق Pixel يدرس هذه التقارير حاليًا، وأنه يمكن للمستخدمين تعديل إعدادات الاهتزاز عبر، Settings > Sound & vibration > Vibration & haptics، كمحاولة مؤقتة لتخفيف المشكلة حتى يصدر حل رسمي في التحديث القادم.
خلفية التحديث والآفاق المستقبليةجاء التحديث الأمني لشهر مارس 2025 بعد إطلاق مجموعة من الميزات الجديدة التي تضمنت تحسينات في الكشف عن المكالمات والرسائل الاحتيالية، وإلغاء خاصية "Loss of Pulse" على ساعة Pixel Watch 3.
ورغم هذه الإضافات، فإن ظهور هذه المشكلات يجعل المستخدمين يتساءلون عن مدى توافق التحديث مع أداء الأجهزة، خاصةً مع انتشار الشكاوى على مختلف طرازات Pixel من السلسلة 7 حتى Pixel 9.
نصائح للمستخدمينومن أبرز النصائح المقدمة من الخبراء، يجب على المستخدم تعديل معدل التحديث، في حال حدوث وميض في الشاشة، يُنصح بتخفيض معدل التحديث إلى 60Hz عبر الإعدادات، تعديل إعدادات الاهتزاز لضبط مستوى الاهتزاز، يمكن للمستخدمين زيارة الإعدادات وتعديل خيارات الصوت والاهتزاز، متابعة التحديثات الرسمية، حيث يجب على المستخدمين متابعة التحديثات القادمة من جوجل التي يتوقع أن تعالج هذه المشكلات في أسرع وقت.