تحريض قد يدمر البلاد.. ردود فعل تتوالى داخل إسرائيل على مؤتمر استيطان غزة
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
توالت ردود الفعل داخل إسرائيل، على مؤتمر "العودة إلى قطاع غزة"، الذي شارك فيه آلاف الإسرائيليين ومن بينهم وزراء من اليمين المتطرف وحلفاء لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، للمطالبة بإعادة بناء المستوطنات في قطاع غزة.
وقال زعيم المعارضة، يائير لبيد، إن "الحكومة الأسوأ في تاريخ إسرائيل تبلغ مستوى أكثر انحطاطا، مع عقد مؤتمر من هذا القبيل، الذي يضرّ بإسرائيل على الساحة الدولية"، وذلك عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا).
وتابع: "هذا ضرر لصفقة (إطلاق سراح الرهائن) محتملة، ويعرّض جنود الجيش الإسرائيلي للخطر، إنه عدم مسؤولية فظيعة. نتنياهو غير كفء، وهذه الحكومة غير كفؤة".
أما رئيسة حزب العمل، ميراف ميخائيلي، فقالت: "لقد جلب نتانياهو أتباع كهانا من الهامش المنبوذ لقيادة دولة إسرائيل. إن التحريض الذي أدى إلى اغتيال (إسحق) رابين يهدد الآن بتدمير دولة إسرائيل".
من جانبه، أوضح نتنياهو في مؤتمر صحفي، الأحد، أن موقفه لم يتغير من مسألة الاستيطان في غزة، مؤكدا أن مثل هذه القرارات تتخذ في المجلس الوزاري المصغر، وأنه "يحق لكل وزير إبداء رأيه".
وشارك الآلاف في مؤتمر الأحد، من بينهم 15 عضو كنيست و12 وزيرا في الحكومة.
وقال وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، خلال كلمته في المؤتمر: "إذا كنا لا نريد 7 أكتوبر آخر، علينا أن.. نسيطر على المنطقة"، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل وأشعل فتيل حرب دخلت الآن شهرها الرابع.
وأضاف أن على إسرائيل أن "تشجع الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من غزة، مكررا تصريحات سابقة استدعت انتقادات حادة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وحمل العديد من المشاركين أسلحة، بينما كان باعة خارج مركز المؤتمرات يبيعون قمصانا كتب عليها "غزة جزء من أرض إسرائيل"، بحسب وكالة "فرانس برس".
وهتف الحضور: "اتفاقات أوسلو ماتت، شعب إسرائيل حي"، في إشارة إلى الاتفاقيات الإسرائيلية الفلسطينية التاريخية في التسعينيات التي منحت الفلسطينيين حكما ذاتيا محدودا.
وقالت زعيمة المستوطنين، دانييلا فايس، إن مؤتمر الأحد يهدف إلى الضغط على الحكومة "للعودة إلى قطاع غزة وإقامة مجتمعات على الفور".
وزعمت أن "العرب لن يبقوا في غزة"، مضيفة "ولا حماس، ولا أنصار حماس. وأولئك الذين لا يدعمون حماس لا يريدون البقاء على أي حال".
فيما قال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش: "علينا أن نقرر عند هذه النقطة المفصلية - هل نهرب مرة أخرى من الإرهاب ونسمح لبؤرة القتل بالنمو مرة أخرى وتنمو خارج السياج، أم نستوطن الأرض ونسيطر عليها ونقاتل الإرهاب لتحقيق الأمن لدولة إسرائيل بأكملها.. دون استيطان، لا يوجد أمن".
فيما قال وزير السياحة المنتمي لحزب الليكود، حاييم كاتس: "اليوم، بعد ثمانية عشر عاماً، لدينا الفرصة لأن ننتصب ونبني ونجدد ونوسع أرض إسرائيل. معًا بالعقيدة والإيمان سنفعل ذلك. لأنها بالنسبة لنا لعبة نهائية، لا توجد إعادة ولا يوجد فرصة ثانية".
واحتلت إسرائيل قطاع غزة في حرب عام 1967، التي شهدت أيضا السيطرة على الضفة الغربية والقدس الشرقية.
ويعيش الآن أكثر من 400 ألف إسرائيلي في مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، التي تعتبر غير شرعية بموجب القانون الدولي، إلى جانب نحو 3 ملايين فلسطيني.
وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من قطاع غزة عام 2005.
ويعيش في المنطقة التي تسيطر عليها حماس حوالى 2,4 مليون فلسطيني، نزحت الغالبية العظمى منهم إلى جنوبي قطاع غزة بسبب الهجوم الجوي والبري والبحري الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
تحريض طائفي مفتعل
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
سؤال يراودني منذ سنوات: لماذا انفردت بعض البلدان العربية (اقول: بعضها وليست كلها) في تأجيج العداء ضد ايران وضد القومية الفارسية ؟. .
لدينا عشرات البلدان الإسلامية غير العربية ليست لديها نعرات قومية ضد الفرس، وليست لديها مواقف سياسية معادية لإيران. خذ على سبيل: أفغانستان، ألبانيا، أذربيجان، باكستان، بنغلاديش، بنين، بروناي، بوركينا فاسو، جيبوتي، تشاد، إندونيسيا، ماليزيا، ساحل العاج، الجابون، غامبيا، غينيا، غينيا بيساو، غيانا، الكاميرون، كازاخستان، قيرغيزستان، تركيا، جزر المالديف، زنجبار، وغيرها. فعندما تذهب إلى تلك البلدان لن تجد من يحدثك عن المد الفارسي، ولا عن المشروع الإيراني. لكنك عندما تذهب إلى الأردن تكتشف انه صار حديث المقاهي والمجالس. .
تجدر الاشارة ان الملك حسين بن طلال كان أول من طرح فكرة التحذير من الهلال الشيعي ومن الزحف الفارسي، وجاء من بعده نجله (عبد الله) الذي قاد بنفسه حملات التصدي للصواريخ الإيرانية التي لم تكن تستهدف الأردن، ثم ان الأردن نفسها هي التي كانت ترسل الانتحاريين لتفجير انفسهم في أسواق العراق، وهي التي كانت تقيم لهم مجالس العزاء بعد فناءهم في العراق، وهي التي ما انفكت تسأل العراقيين في مطارها: هل انتم شيعة أم سنة ؟. والغريب بالأمر ان الاحزاب الشيعية في العراق هي التي تسعى ليل نهار لدعم الإقتصاد الأردني، فهي التي أعفت منتجاتهم الصناعية والزراعية من الرسوم الجمركية والضريبية، وهي التي اصرت على تنفيذ مشروع ترحيل نفط البصرة إلى الأردن. .
لا ريب انها معضلة سياسية غامضة. يتعذر التعرف على مجاهيلها المبهمة. نشعر بوجود اسرار سوداء مدفونة خلف معبر (طريبيل). .
ونتساءل أيضا: لماذا لم نسمع بهذه الحملات العدوانية في زمن الشاه ؟. ولماذا تصاعدت وتيرتها بالتزامن مع الصراع بين ايران والمعسكر الغربي الذي تقوده امريكا ؟. وكيف اشترك السلفيون في هذه الحملات الموجهة ضد الفرس على الرغم من ان 90% من أئمتهم ينتمون إلى القومية الفارسية ؟. ثم ان ديننا لا يفرق بين عربي ورومي وفارسي وياباني، فلماذا ارتفعت نبرة العداء الفارسي الآن حتى وصلنا إلى اليوم الذي شاهدنا فيه الدولة اللبنانية تغلق أجواءها بوجه الطائرات المدنية القادمة من طهران وعلى متنها مسافرين من لبنان. .
كلمة اخيرة: ليس العجب من الذين ناموا 300 سنة ثم استيقظوا. بل العجب من الذين ناموا أكثر من 1400 سنة ولم يستيقظوا بعد. .