شبكة اخبار العراق:
2024-11-08@00:43:05 GMT

العرب والفصل بين “حماس” وغزة!

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

العرب والفصل بين “حماس” وغزة!

آخر تحديث: 29 يناير 2024 - 9:36 صبقلم: خيرالله خيرالله  منذ نهاية الحرب العالميّة الثانية، ليس هناك مأزق في حجم ذلك الذي تمرّ به المنطقة العربية ومحيطها وما يمرّ به العالم في ضوء حرب غزّة. منذ اليوم الأوّل لتلك الحرب، التي بدأت بهجوم شنته “حماس” مستهدفة مستوطنات إسرائيليّة واقعة في منطقة تسمّى غلاف غزّة، والولايات المتحدة تسعى إلى الحؤول دون توسيع الحرب.

توسّعت تلك الحرب، على الرغم من الجهود الأميركيّة، خصوصا في ظلّ إصرار إسرائيل على الانتقام من غزّة بعدما اكتشفت أنّ لا خيار آخر أمامها ما دامت عاجزة عن القضاء على “حماس”.تدفع إسرائيل عمليا ثمن رهانها على “حماس” من أجل دفن خيار الدولتين. ستدفع “حماس” ثمن تمكينها إسرائيل من تدمير غزّة وتهجير أهلها. أي غزّة تريد “حماس” في حال خروجها من تحت الأرض والعودة إلى حكمها بالحديد والنار كما فعلت بين منتصف 2007 و7 تشرين الأوّل – أكتوبر 2023؟ في الواقع، لم يعد من وجود لغزّة التي عرفناها، كي تقيم “حماس” إمارة إسلاميّة مجدّدا. شنت إسرائيل حربا تدميرية على غزّة استهدفت تحويلها إلى أرض طاردة لأهلها. يكفي حجم الدمار الذي تعرّض له القطاع وحجم القنابل التي ألقيت، وهي أربعة أضعاف ما ألقي على هيروشيما، للتأكد من ذلك ومن أن إسرائيل تريد جعل غزة مكانا غير قابل للحياة البشرية. عاجلا أم آجلا سيكتشف العالم حجم الأضرار التي خلفتها إسرائيل عن طريق ما تمتلكه من أسلحة دمار بغية التخلّص من غزّة وما يعتبره المسؤولون فيه “صداعا دائما” للدولة العبريّة. القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية مهم في جانب منه خصوصا ما ورد فيه عن الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل، لكن المفيد أيضا النظر إليه ككل والاستفادة من عبر نتجت عن الحرب يظلّ ما هو أخطر من ذلك كلّه أنّ لا وجود لقوّة، بما في ذلك قوة تمتلك نفوذا معنويا، تتحدّث عن ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزّة. يؤكد ذلك القرار الذي صدر عن محكمة العدل الدوليّة في لاهاي، وهو قرار راعى إسرائيل إلى حد كبير. تعكس ذلك قراءة كاملة لنص القرار الذي أصدرته المحكمة. صحيح أنّ القرار وقف ضد إسرائيل في شأن ما صدر على لسان كبار مسؤوليها و”ما تتخذه حكومتها من إجراءات ضد تمكين الفلسطينيين من الوصول إلى الطعام والطبابة والأمان والسلامة”،  لكنّ الصحيح أيضا أنّه اعتبر أنّ حركة “حماس” تسبّبت بهذه الحرب، من خلال هجومها في السابع من تشرين الأوّل – أكتوبر الماضي على غلاف غزة “وما نتج عنه من دمار ورعب وقتل وأسر” لإسرائيليين. هذا هو الموقف الأميركي الرسمي الأساسي الذي تتمسّك به الإدارة منذ اندلاع حرب غزّة. كان ذلك واضحا في مستهل القرار الذي أصدرته المحكمة، إذ إنّها في سياق ما سمّته وضع إطار للقضية المعروضة أمامها، بدأت بالحديث عن هذا الهجوم الحمساوي الذي لم يكن يمتلك أيّ أفق سياسي يصبّ في خدمة المحافظة على غزّة وأهلها قبل أي شيء آخر. من هذا المنطلق، فإنّ محكمة العدل الدوليّة تقاطعت مع إسرائيل، إلى حد ما، باعتبار أنّ الحرب على قطاع غزّة “حرب دفاعية”. في منطق القوانين الدولية، لا تمتلك المحكمة أيّ حق في التصدي لأيّ دولة في حال شنّت “حرب الضرورة” بعد تعرّضها لهجوم. الثابت أن أكثريّة عربيّة ستهلّل لقرار المحكمة الدوليّة ولمبادرة جنوب أفريقيا، التي تمتلك علاقة عميقة بالنظام الإيراني منذ سنوات طويلة، إلى رفع قضيّة أمام المحكمة الدولية. مثل هذا القرار الصادر عن المحكمة الدوليّة لا يُغني عن ضرورة بلورة مبادرة عربيّة تتخذ بالأكثرية وتستهدف إنقاذ ما يمكن إنقاذه من غزّة من جهة والتصالح مع المنطق من جهة أخرى. مثل هذا التصالح مع المنطق يفرض وقف مأساة غزّة بأي ثمن كان. لا يجوز استمرار حرب على شعب بكامله بذريعة أنّ إسرائيل تستغلّ فعل “حماس” لتصفية القضيّة الفلسطينية، وهي قضيّة غير قابلة للتصفية. في هذا السياق تبدو الحاجة، أكثر من أي وقت، إلى موقف عربي مساند لغزّة ويفصل بينها وبين “حماس”، خصوصا أنّه ظهرت إشارات إلى وجود غزاويين غير راضين عن ممارسات الحركة. قبل أيّام قليلة، تظاهر فلسطينيون، وإن بحياء وخفر، في خان يونس معترضين على استمرار الحرب. هاجم هؤلاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لكنّهم لم يوفروا “حماس” وممارساتها وعدم استيعابها المسبق للنتائج  الكارثيّة التي ستترتّب على “طوفان الأقصى”. ليس في استطاعة الجانب الفلسطيني المتمثل في السلطة الوطنيّة وبـ“حماس” نفسها القيام بأي مراجعة نقديّة حقيقيّة في الوقت الحاضر نظرا إلى أنّ مثل هذه المراجعة لا تستجيب لرغبة الجمهور الفلسطيني الواسع الذي لم يستوعب بعد خطورة ما حلّ بغزّة. كذلك، لم يستوعب هذا الجمهور الذي لا يتشكّل من الفلسطينيين فحسب، بل يضمّ عربا كثيرين أيضا، كيف تستغلّ إيران حرب غزّة  في خدمة مشروعها التوسّعي في المنطقة. كان القرار الصادر عن محكمة العدل الدوليّة مهمّا في جانب منه، خصوصا ما ورد فيه عن “الإبادة الجماعيّة” التي تمارسها إسرائيل. لكنّ المفيد أيضا النظر إليه ككل والاستفادة من عبر نتجت عن حرب غزّة. في طليعة هذه العبر أن الحروب التي تفتعلها “الجمهوريّة الإسلاميّة” في المنطقة لا تخدم فلسطين ولا غزّة. ففي ضوء المخاطر التي يشكلها الحوثيون، الذين ليسوا سوى أداة إيرانيّة، على الملاحة في البحر الأحمر، يخشى أن ينصب تركيز العالم على أمور أخرى بدل بقاء هذا التركيز على مأساة القطاع وأهله الذين راحوا في نهاية المطاف ضحيّة رهان اليمين على إفشال المشروع الوطني الفلسطيني القائم على قيام “دولة فلسطينيّة قابلة للحياة”.هل من مبادرة عربيّة تركّز على وقف إطلاق النار فورا من جهة وعلى ضمان أن تكون الدولة الفلسطينيّة، في حال قيامها يوما، دولة مسالمة وليست مشروعا شبيها بمشروع “طوفان الأقصى” من جهة أخرى؟

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: محکمة العدل الدولی الدولی ة من جهة

إقرأ أيضاً:

مصر تدين تطورا إسرائيليا “خطيرا” يستهدف تصفية القضية الفلسطينية

مصر – أدانت مصر بأشد العبارات قرار انسحاب إسرائيل من الاتفاق المنظم لعمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” وتوقف عملها بشكل رسمي.

وأكدت مصر في بيان لوزارة الخارجية، الاثنين، أن “هذا القرار المرفوض يعد فصلا جديدا من الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة والممنهجة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ويشكل تطورا خطيرا تستهدف إسرائيل منه تصفية القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين، بما في ذلك حق العودة”.

وأكدت مصر أن القرار “يعد استخفافا مرفوضا بالأمم المتحدة وأجهزتها والمجتمع الدولي”.

وشددت القاهرة على دعمها لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، داعية إلى ضرورة التزام المجتمع الدولي بدعم الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حق العودة الذي لا يسقط بالتقادم، وتكفله حقوق الإنسان ويكفله القانون الدولي.

وحذرت مصر من “التداعيات الوخيمة لهذا القرار غير المشروع” على المدنيين الفلسطينيين العزل، وما قد يترتب عليه من انهيار كامل للعمل الإنساني وللخدمات الحيوية التي تقدمها الوكالة لهم، وحمّلت مصر الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية الكاملة لتبعات هذا القرار.

وجددت مصر التشديد، بحسب البيان، على أن دور وكالة الأونروا لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله، وأن على مجلس الأمن الاضطلاع بدوره لحفظ السلم والأمن الدوليين، خاصة مع “التقاعس الدولي المؤسف تجاه ما يشهده الشعب الفلسطيني الشقيق، من معاناة يومية جراء الحرب الغاشمة التي تشنها إسرائيل”.

وطالبت مصر المجتمع الدولي بضرورة التصدي لتلك الانتهاكات الإسرائيلية، التي تسعى إلى تقييد الخدمات التي تخفف من معاناة المدنيين الفلسطينيين.

وفي وقت سابق اليوم، أبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأمم المتحدة، بإلغاء اتفاقية عام 1967 بين إسرائيل ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا UNRA، وذلك بعد أن وافق الكنيست الأسبوع الماضي على قانون يقضي بإنهاء أنشطة الأونروا في إسرائيل.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • ما لا يعرفه العرب عن صهر ترامب العربي الذي تزوج نجله بإبنة ترامب تيفاني ؟
  • مخيم جباليا “هيروشيما” غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • ترامب بعد فوزه.. محادثات مع قادة العالم حول الحرب في أوكرانيا وغزة ودعم إسرائيل وتهديدات إيران
  • ما بعد “قازان”: ما الذي يحتاجه “بريكس” ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟
  • بعد فوز ترامب وقبل مغادرة بايدن، ما الذي تعنيه مرحلة “البطة العرجاء”؟
  • حماس بعد إعلان فوز ترامب: على واشنطن “وقف الدعم الأعمى” لإسرائيل
  • مظاهرات حاشدة في إسرائيل بعد قرار إقالة وزير الدفاع
  • ما علاقة الفلسطينيين بعداء إسرائيل لهذه الدولة الأوروبية؟
  • إعلان تشكيل تحالف جديد في مجلس محافظة بغداد تحت مسمى “القرار”
  • مصر تدين تطورا إسرائيليا “خطيرا” يستهدف تصفية القضية الفلسطينية