كيف تكون مجهولا أكثر على الإنترنت؟
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
الحفاظ على الخصوصية والتخفي على الإنترنت أمر صعب للغاية، إلا أن هناك بعض القواعد الأساسية التي يمكن اتباعها للتقليل بشكل كبير من المعلومات التي يعرفها الإنترنت عنك.وفي تقريره الذي نشره موقع “وايرد” قال الكاتب “مات بيرجس”: إن الجميع على شبكة الإنترنت يرغب في التعرف عليك، حيث تطلب مواقع الويب باستمرار عنوان بريدك الإلكتروني أو تحاول وضع ملفات تعريف الارتباط للتتبع على أجهزتك، وتقوم مجموعة غامضة من المعلنين وشركات التكنولوجيا بتتبع مواقع الويب التي تزورها، وتتنبأ باهتماماتك وما قد ترغب في شرائه؛ حيث يمكن لمحركات البحث والمتصفحات والتطبيقات تسجيل كل بحث أو تمرير تقوم به.
حيث تستخدم الهواتف وبطاقات التعريف والمتصفحات وشبكات الاتصال اللاسلكي والمزيد من المعرّفات التي يمكن ربطها بنشاطك، ولكن هناك خطوات يمكنك اتخاذها لإخفاء هويتك أثناء التصفح اليومي.وأرجع الكاتب السبب لاستمرار تتبعك عبر الإنترنت إلى صناعة الإعلان وشركات التكنولوجيا التي تعتمد بشكل كبير على الإعلانات لكسب المال مثل غوغل وميتا. ويمكن لأجهزة التتبع وملفات تعريف الارتباط غير المرئية المضمّنة في مواقع الويب والتطبيقات متابعتك عبر الويب.وينصح الكاتب بالبدء بمتصفح الويب الخاص بك، فمن الناحية المثالية؛ تريد حظر أدوات التتبع غير المرئية والإعلانات التي تحتوي على تقنية تتبع مضمنة، حيث يمكن للمعلنين أيضا تتبعك باستخدام بصمات الأصابع، وهي طريقة خادعة لتحديد الملفات حيث يتم استخدام إعدادات متصفحك وجهازك (مثل اللغة وحجم الشاشة والعديد من التفاصيل الأخرى) لتمييزك.وإذا كنت تريد معرفة كيفية تتبع متصفحك الحالي لك، فيمكن لأداة تغطية المسارات المتتبعة لك التابعة لمؤسسة التخوم الإلكترونية؛ إجراء اختبار في الوقت الفعلي على نظامك.
وأوضح الكاتب أنه للحصول على أقصى قدر من عدم الكشف عن هويته، فإن متصفح تور هو الأفضل، ويمكن تنزيله بنفس الطريقة مثل أي متصفح آخر، فهو يقوم بتشفير حركة المرور الخاصة بك عن طريق إرسالها عبر عدد من الخوادم وينشر أيضا تدابير مكافحة الرقابة ومكافحة بصمات الأصابع وغيرها من تدابير الخصوصية.ومع ذلك، وبسبب وسائل الحماية المتقدمة التي يوفرها، يمكن أن يكون متصفح تور في بعض الأحيان أبطأ من المتصفحات الأخرى. وتوفر العديد من المتصفحات التي تركز على الخصوصية، مثل فايرفوكس ومتصفح مولفاد وبريف،
حماية معززة ضد أدوات التتبع وتوفر المزيد من إعدادات الخصوصية القابلة للتخصيص.وإذا كنت لا ترغب في تبديل المتصفحات؛ فهناك بعض ملحقات المتصفح التي يمكنها حظر أدوات التتبع داخل كروم، فسيقوم كل من ملحق غوستري وبرايفسي بادجر الخاص بمؤسسة “التخوم الإلكترونية” بحظر أدوات التتبع، مع عدم حظر الأخير للإعلانات إلا إذا كانوا يتتبعونك على وجه التحديد.وعلى صفحة وول مارت الرئيسية،
أثناء استخدام كروم على سبيل المثال، قام برايفسي بادجر بحظر أربعة أجهزة تتبّع كانت قيد الاستخدام، بينما حدد غوستري خمسة.وخارج نطاق الويب؛ يمكن لأجهزة التتبع المضمنة في تطبيقات الهاتف المحمول الخاصة بك جمع البيانات حول نشاطك. وعلى نظام أندرويد؛ يجب عليك إيقاف تشغيل الإعلانات المخصصة من خلال مركز إعلاناتي في غوغل، ما عليك سوى تبديل الإعداد إلى إيقاف التشغيل.وقم أيضا بحذف معرّف الإعلان الخاص بجهازك من خلال الانتقال إلى الإعدادات والخصوصية والإعلانات والنقر على خيار حذف معرف الإعلان. وهناك أيضا تطبيقات الأندرويد التي ستحظر أدوات التتبع عبر التطبيقات، مثل تطبيق متصفح دك دك جو أو تركر كونترول الذي طورته جامعة أكسفورد. وإذا كنت تستخدم آي أو إس؛ فانتقل إلى الإعدادات والخصوصية والأمان والتتبع،
وقم بإيقاف تشغيل السماح للتطبيقات بطلب التتبع لمنع التطبيقات من تتبعك عبر التطبيقات ومواقع الويب.وأشار الكاتب إلى أن شبكة “في بي إن” قد تكون مفيدة بالنسبة لبعض الأشخاص لإيقاف مزود خدمة الإنترنت الخاص بهم من معرفة حركة مرور الويب الخاصة بهم، ومع ذلك، يمكن للشبكات الافتراضية الخاصة “في بي إن” رؤية نشاطك عبر الإنترنت، وفي بعض الحالات الاحتفاظ بسجلات له، والعديد منها يمثل مشكلة. ولدينا شبكة في بي إن الخاصة بشركة مولفاد، وهي مفتوحة المصدر وتقبل الدفع نقدا عبر البريد إلى مكاتبها في السويد.وقال الكاتب إنه من المرجح أن يجمع كل تطبيق وموقع ويب وخدمة تستخدمها بعض البيانات عنك، ولكن بعضها يجمع أكثر من البعض الآخر، ولهذا فإن اختيار الخدمات التي لا تجمع معلومات عنك عمدا أو التي تستخدم التشفير الكامل، والذي يمنع الشركات من رؤية محتويات اتصالاتك أو عمليات نقل البيانات؛ يمكن أن يساعد في الحد من تعرضك للويب.
وبشكل عام تجنب شركات التكنولوجيا الكبرى.وبالنسبة لتطبيقات المراسلة؛ يجمع سيغنال القليل جدا من المعلومات عمن يستخدمه ويُشفره افتراضيا، مما يعني أنه لا يمكنه رؤية محتويات الرسائل التي ترسلها. وبالنسبة للبحث، فإن “دك دك جو” ومحرك البحث “برايف” و”كاجي” و”ستارت بيغ” و”موجيك” هي اختيارات كاتب التقرير من بين محركات البحث الأكثر ملاءمة للخصوصية.أما بالنسبة للبريد الإلكتروني؛ فتوفر بروتون وتوتا (المعروفة سابقا باسم توتانوتا) خيارات تشفير مجانية من طرف إلى طرف. ويستخدم أونيونشير شبكة تور للسماح لك بمشاركة الملفات بشكل مجهول، ويوفر بروتون درايف تخزينا مشيرا للملفات عبر الإنترنت، وتسمح إعدادات حماية البيانات المتقدمة من آبل بتشفير تخزين آي كلاود من طرف إلى طرف بمجرد تمكينه.وإذا كنت تستخدم حاسوبا محمولا أو هاتفا للعمل،
فمن الجدير أيضا أن تضع في اعتبارك أن صاحب العمل يمكنه على الأرجح رؤية أكثر -إن لم يكن كل- الأشياء التي تفعلها على تلك الأجهزة. وإذا كنت تبحث عن وظيفة جديدة أو تقوم بمهام شخصية؛ فمن المرجح أنك تريد القيام بها على الأجهزة الشخصية.ويقول الكاتب إنه لتصبح مجهول الهوية عبر الإنترنت فإن ذلك يرتبط بشكل كبير بعقليتك. ببساطة؛ كلما قلّت مشاركتك للمعلومات عن نفسك عبر الإنترنت، قل التعرف عليك، وهذا يعني توخي الحذر بشأن ما تنشره على وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم مشاركة المعلومات التي يمكن أن تحدد هويتك أو موقعك أو الآخرين من حولك.وهناك أيضا خطوات يمكنك اتخاذها لمحاولة حذف نفسك من الإنترنت، منها إلغاء الاشتراك من وسطاء البيانات الذين يشترون ويبيعون معلومات عنك، وتحديث مواقع الويب القديمة وإزالة المعلومات من عمليات بحث غوغل،
وحذف منشورات وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي القديمة التي لم تعد تستخدمها.ويمكن أن تتطلب هذه الخطوات الكثير من العمل، خاصة إذا كنت تتعمق في حسابات وسائل التواصل الاجتماعي القديمة، ولكن القيام بها ولو بشكل قليل في كل مرة يمكن أن يساعدك.واقترح الكاتب استخدام حسابات لمرة واحدة أو هويات مقنّعة لأغراض معينة من حياتك، وإذا كنت تحتاج إلى حساب مراسلة غير مرتبط برقم هاتفك الحالي؛ فقد يكون من المفيد التفكير في هاتف منفصل وبطاقة هوية يمكنك استخدامها لهذا الغرض المحدد.وذكر الكاتب أنه أصبح من الأسهل أيضا في السنوات الأخيرة إخفاء عنوان بريدك الإلكتروني من مواقع الويب والخدمات التي قمت بالتسجيل فيها؛ حيث تحافظ أداة إخفاء بريدك الإلكتروني من آبل على خصوصية عنوان بريدك الإلكتروني الرئيسي وتقوم بإنشاء عنوان بريد إلكتروني عشوائي عند التسجيل في خدمة جديدة.وإذا كنت تدفع مقابل اشتراك آي كلاود بلس، فيمكن للأداة إنشاء عناوين بريد إلكتروني عند الطلب في تطبيق الإعدادات.
وبالمثل، يمكن لأداة فايرفوكس ريلي التي تتمتع بقدر محدود من الاستخدام المجاني، إنشاء عناوين بريد إلكتروني لك والتي تُوجه إلى صندوق الوارد الرئيسي الخاص بك.وشدد الكاتب على أنه من الصعب للغاية أن تكون مجهول الهوية تماما عبر الإنترنت، وسيعتمد مستوى عدم الكشف عن هويتك الذي تحتاجه على سبب محاولتك عدم الكشف عن هويتك. وبالإضافة إلى ما ذكرناه هنا (ومدى جنون العظمة الذي تعاني منه)، هناك المزيد من الخطوات المتقدمة التي يمكنك اتخاذها.وقد يكون من المفيد التفكير في نظام تشغيلٍ لهاتفك أو الحاسوب الخاص بك أن يركز على الخصوصية وعدم الكشف عن هويتك. ويتضمن نظام التشغيل الملحقات التي تحتاج إلى تثبيتها وتشغيلها من وحدة ناقل البيانات في كل مرة تستخدمه،
تور وأونيون شير والعديد من الأدوات الأخرى التي يمكنك استخدامها على جهاز الحاسوب الخاص بك. وبالنسبة لأجهزة الأندوريد، يعد غرافين أو إس نظام تشغيل مفتوح المصدر يزيل عناصر الأندوريد المرتبطة بـ”غوغل” ويركز على الخصوصية.واختتم الكاتب بالقول: هناك أيضا عدد من الإجراءات الأمنية الصارمة التي يمكنك اتخاذها إذا كنت تريد تعزيز حياتك الرقمية بشكل أكبر دون الخوض في كل ما هو مطلوب لتكون مجهول الهوية عبر الإنترنت.
الخبر الجزائرية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: بریدک الإلکترونی عبر الإنترنت على الخصوصیة عدم الکشف عن مواقع الویب التی یمکن الخاص بک وإذا کنت یمکن أن
إقرأ أيضاً:
سعد الدين حسن .. الكاتب الذي حادثه الوزير على تليفون المقهى
داخل قرية لا يتأتى اسمها على مسمع الكثير من أبناء الوطن ، كان يسكن كاتبنا رحمه الله ، منزلا صغيرا تخيره بعيدا عن العمار متوسطا جسرا يمر على شريط القطار وارضا زراعية على يساره ،مع اختين لم يتزوجا وكأنهما صاحبوا جميعا الوحدة والعزلة ،وكنت أنا الشاهد على هذا اللقاء الذي مر عليه عقدان ونصف من الزمن ، إذ ذهبت قاصدا تلك القرية "شبشير الحصة " محاولا البحث عنه بسبب تغيبه عن حضور جلسات نادي الأدب بقصر ثقافة طنطا .وقد سولت لي نفسي أني بمجرد السؤال عن اسم كاتبنا سيدلني أول شخص ألتقيه،لكن الواقع كان مناقضا لما ظننت وتوهمت ،فلم يكن أحدا من أهل القرية يعرفه أو يسمع عنه ،دلني بعض الأهالي على شخص يعمل في صحيفة ورقية تهتم بحوادث المحافظة ،قالوا أن هذا هو الكاتب الأشهر في بلدتنا ...ولم نسمع عن كاتب اسمه سعد الدين حسن .
كانت نهاية التسعينيات ومطلع الألفية هي الرواج الفعلي للثقافة داخل الأقاليم التي تبعد عن العاصمة ،فكانت نوادي الأدب هي المقصد الأهم لكل من يبحث عن ري لموهبة الكتابة الإبداعية بمختلف مجالاتها ،شعرية أو نثرية ،حيث كانت هذه الفترة هي الأكثر خصوبة للقصة القصيرة وكتابات أجيال جديدة تعبر عن هموم قضايا لم يكن يحملها كتاب الستينيات أو السبعينيات أو الثمانيينيات ،لم تكن أجهزة الجوال قد ظهرت بعد ولم يكن هناك ثمة عوالم افتراضية لنشر الإبداع الشبابي ،فكانت نوافذ الإبداع التي تفتح لمن هم في مثل حالتي هي نوادي الأدب بقصور الثقافة داخل المحافظات في ربوع الوطن .وحيث كان مقعده مبتعدا أيضا عن الجموع التي تستقبل المنصة والصدارة وجالسا في ركن يجاوره شاب قد أتى لأول مرة ،كان يجلس كاتبنا راهب القصة المصرية القصيرة سعد الدين حسن ،متواضع في جلسته ،مقل في حديثه ،يتدافع الجميع للإدلاء بأرائهم بينما هو يظل صامتا لأن تنتهي الندوة ثم يرحل منصرفا في صمت ،وعقب الندوة تجد الجالسين على المنصة يتدافعون لمصافحته فكانت هذه هي النبضة الأولى بداخلي للتساؤل عن هذا الرجل ،من هذا الرجل .....؟ فكان الجواب من الشاعر طارق بركة :"ده الأستاذ الكبير سعد الدين حسن ،وكان صديق نجيب محفوظ ،وتربطه صلة كبيرة بالوزير فاروق حسني " ..وربما لأمر بساطة مظهر الكاتب ظننت أن الشاعر طارق بركة بالغ في الأمر ونسيت أن بعض الظن إثم .
ودفعني تواضع الرجل للتقرب منه لمحاولة فهمه وايجاد اسباب ترفعه وابتعاده عن الوسط ،مقلا لا زال في حديثه يأتي اسبوع ثم يتغيب عدة أشهر ،لأواصل البحث عنه لعلي أرضى شغف فضولي واكتشافه ،ثم كان اللقاء فطلب مني ان نلتقي صبيحة اليوم الثاني بمقهى بسيط في شارع البورصة بمدينة طنطا ..
مقهى بسيط ، يتعاملون مع الكاتب كونه شخصا وافدا من عالم آخر ، اقتربت من منضدته وكانت الساعة لم تقر بالعاشرة بعد من صباح هذا اليوم ،كان بيده كتاب الفتوحات المكية وقد تلصصت على الكتاب من عنوانه الذي كان باديا جليا . سحبت مقعدا وفي يدي عملي الأدبي الذي سيعرض على الكاتب ، وإذ بصاحب المقهي يأتي مسرعا لكاتبنا ويتحدث بلهجة متعثرة :"يا أستاذ تلفون لسعادتك بيوقولوا مكتب وزير الثقافة ..." قام كاتبنا في فتور ، متوجها لموضع الهاتف ليرد ، وإذ بصاحب المقهي يسألني هو مين الأستاذ :"فأجابته انه كاتب كبير زي يوسف ادريس ونجيب محفوظ لكنه متواضع بزيادة "..عاد كاتبنا ،فسألته ،هل الأمور خير :فأجاب مافيش كان فيه ميعاد بس اعتذرت عنه ..فسألته ميعاد مهم ؟...قالي وزير الثقافة فاروق حسني ..فكانت اجابته كفيلة بصمتي .
بضعة أشهر مرت على رحيل الكاتب سعد الدين حسن رحمه الله ،الكاتب الذي دون الوزير فاروق حسني في خانة المهنة لديه "كاتب قصة قصيرة " وكان يعتز ويخلص لهذا الفن الأدبي لم يحد عنه ولم يتخطاه أو يتعداه لكتابة الرواية إلا محاولة واحدة من اصدارات اتحاد الكتاب بل كانت كتابته أشبه بقصاصات متوسطة الحجم تحمل لغة شاعرية ،الامر الذي دفع الأستاذ الدكتور أسامة البحيري رئيس قسم اللغة العربية بآداب طنطا لأن يبادر ويشجع باحثا لعمل أطروحة للماجستير تتولى وتكشف عن ابداع سعد الدين حسن .
الندوة التي أقامها فرع اتحاد الكتاب بالغربية لتأبين سعد الدين حسن ،جمعت رفاقه الذين كانوا بصحبته ،الكاتب محمد حمزة العزوني ،الذي تحدث عن كاتبنا الراحل موضحا أنه كان مكتفيا بوظيفة كاتب القصة القصيرة ، ورغم محاولات الوزير فاروق حسني في توظيفه بأكثر من إصدار ينتمي لوزارة الثقافة ليكفل قوت يومه ، كان سعد رحمه الله يتحجج ولا يستمر إلا شهرين ثم يعتذر ، عائدا إلى بيته غير مخالط لأحد ولا يتحدث مع أحد .
بينما أوضح الشاعر طارق بركة أن سعدا كان مقربا له متداخلا معه في مشكلاته الروحية والحياتية ،فهو الدرويش سعد الدين حسن وهو الزاهد سعد الدين حسن الذي كانت كرامته وكبريائه فوق رأسه ، لدرجة أنه طلب من الشاعر أن يشيع إشاعة أن سعد الدين حسن قد ورث إرثا ماليا كبيرا حتى لا يعرض أحد مساعدة مادية عليه تخدش من كرامته أو تنال من اعتزازه بنفسه ، فلم يكن سعد يتاجر بصدافته لوزير الثقافة السابق بل كان يتأخر عن المنصة ويقدم غيره ، كان متيما بكتابات كبار المتصوفة وربما كان واحدا منهم دون أن نعلم .
وهو بتعبير الناقد صبري قنديل حالة الكاتب الذي يمسك بعين القاريء لا يتركها حتى ينتهي مما يكتب سعد الدين حسن ، فعلي الرغم من صداقته وعلاقته الطيبة بالكاتب الراحل يحيي الطاهر عبد الله إلا أن سعد الدين حسن كان ينتمي لمدرسة القصة التلغرافية وموسيقى الفظ التي تظن لوهلة أنك امام قصيدة نثر لا قصة قصيرة من عذوبة ما يكتب سعد الدين حسن .