إيلي كوهين وزير سمي على أشهر جاسوس إسرائيلي وهندس اتفاقات التطبيع
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
سياسي إسرائيلي، عمل ضابطا بالجيش وغادره برتبة رائد. عمل في مجالات الإدارة والاقتصاد والمحاسبة، ثم توجه إلى عالم السياسة فانتخب عضوا في الكنيست وتولى مناصب وزير الاقتصاد والاستخبارات والخارجية والطاقة والبنية التحتية. تسمى باسم أشهر جواسيس إسرائيل، ويوصف بأنه مهندس التطبيع مع العديد من الدول العربية ضمن ما عرفت بـ"اتفاقيات أبراهام" عام 2020.
ولد إلياهو كوهين يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول 1972 في حي فقير بمدينة حولون قرب تل أبيب، وهو وحيد والديه. كان أبوه صاحب دكان صغير لبيع الملابس وتوفي وعمره 43 عاما إثر إصابته بالسرطان، أما أمه فتعمل مراقبة حسابات في شركة خاصة.
اختصر اسمه الأول "إلياهو" ليحمل اسما مطابقا لاسم أشهر جاسوس إسرائيلي "إيلي كوهين" الذي استطاع التقرب من الدائرة الضيقة للحكم في سوريا وأعدم عام 1965 بعد اكتشافه.
الدراسة والتكوينتابع كوهين دراساته خلال عمله بالجيش مستفيدا من تشجيع الجنود على التعليم، فقد حصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال والبكالوريوس في المحاسبة من جامعة تل أبيب، وشهادة بكالوريوس ثانية في الإدارة والاقتصاد من الجامعة المفتوحة، بالإضافة لشهادة خبير محاسبي معتمد.
وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أثناء مؤتمر بالبرلمان الأوروبي في بروكسل (رويترز) التجربة العسكرية والمهنيةالتحق كوهين في مراحله العمرية الأولى بالخدمة العسكرية الإلزامية، على الرغم من شيوع التخلف عن أدائها لأبناء الحي الذي كان يسكنه لأسباب تتعلق بالإعفاء لظروف الفقر أو الانتماء لطائفة دينية خاصة.
وتابع تكويناته العسكرية حتى أصبح ضابطا في سلاح الجو الإسرائيلي، وتحديدا في وحدة صواريخ الدفاع ضد الطائرات. وتدرج في الجيش حتى وصل إلى رتبة رائد، إلا أنه تقدم بطلب التسريح من الخدمة العسكرية في عمر الـ28.
بعد مغادرته الجيش عمل في العديد من الشركات، ومن بين المناصب التي تقلدها منصب المدير العام لشركة التأمين، ونائب الرئيس التنفيذي لشركة تطوير الأراضي الإسرائيلية المحدودة، ومحاسب معتمد لشركة "بي دي أوه إسرائيل" كما عمل محاضرا في كلية الإدارة بجامعة تل أبيب.
التجربة السياسيةدخل كوهين عالم السياسة من بوابة حزب كولانو الذي أسسه موشيه كحلون عام 2014 بعد انشقاقه عن حزب الليكود، فكان الثامن على قائمة الحزب بانتخابات 2015 وحصل على عضوية الكنيست لأول مرة ضمن 10 مقاعد فاز بها كولانو.
وفي هذه الفترة تقلد كوهين أول منصب له في تشكيلة الحكومة، وهو وزير الاقتصاد والصناعة ابتداء من يناير/كانون الثاني 2017. وأعيد انتخابه بالكنيست للمرة الثانية عام 2019، وكان الثاني حينها على قائمة حزب كولانو، الأمر الذي عكس قوة مركزه بالحزب وتسارع حضوره السياسي في المشهد العام.
ولكن الحزب لم يحصل في هذه الانتخابات إلا على 4 مقاعد، وهو ما جعل زعيمه "كحلون" يستسلم لتوقيع صفقة بالعودة إلى حزب الليكود تحت زعامة بنيامين نتنياهو رغم تصريحات سابقة شدد فيها على رفضه المشاركة في حكومة يواجه رئيسها لائحة اتهامات ومن المحتمل أن تتم محاكمته.
وبُعيد إتمام صفقة الاندماج اختار نتنياهو كوهين لمنصب وزير الاستخبارات وعضوية المجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن بالحكومة (الكابينت) في مايو/أيار 2020، ثم انتخب مجددا لعضوية الكنيست عام 2022 لأول مرة ضمن قائمة حزب الليكود، وباتت تربطه علاقة قوية بنتنياهو.
وأواخر ديسمبر/كانون الأول 2022 أعلن نتنياهو عن تعيين كوهين وزيرا للخارجية، فظل في المنصب عاما كاملا، ليتم تعيينه مع مطلع 2024 وزيرا للطاقة والبنية التحتية.
وخلال فترة عضويته بالكنيست تقلد كوهين العديد من المسؤوليات الهامة، من بينها رئاسة لجنة الإصلاحات، وعضوية لجنتي المالية وميزانية الدفاع.
ملف الاستخبارات والدبلوماسيةمن بين عدة حقائب وزارية تقلدها كوهين برز اسمه على الصعيد الدولي خلال فترة توليه منصب "وزير الاستخبارات" بفعل دوره في ملف التطبيع مع العرب ضمن ما عرفت بـ"اتفاقيات أبراهام" الموقعة عام 2020 مع عدة دول عربية برعاية إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
فخلال توليه منصب وزير الاستخبارات ربط علاقات سرية وقاد عملية تفاوض مع عدة زعماء ومسؤولين عرب، مما أفضى إلى إعلان كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان توقيع اتفاقيات سلام مع تل أبيب تضمنت أهدافها المعلنة تعليق إعلان إسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، ودعم سلام الشرق الأوسط، وتدشين مرحلة جديدة للسلام بين العرب وإسرائيل، والتعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي، والتعاون التقني والبحث العلمي وأبحاث الفضاء.
وتوّج التقارب الجديد بعقد قمة النقب الأولى أواخر مارس/آذار 2022 التي حضرها وزراء خارجية الإمارات والبحرين ومصر والمغرب.
ويعتبر كوهين أن هذه الاتفاقيات "تمثل الخطوة الأكثر أهمية في المنطقة خلال السنوات الـ25 الماضية" بالإضافة لفخره بكونه أول مسؤول إسرائيلي يزور السودان، فقد استقبله رئيس المجلس الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان في يناير/كانون الثاني 2021 بوصفه وزيرا للاستخبارات، ثم استقبله مجددا مطلع فبراير/شباط 2023، وهو حينها وزير للخارجية، وأعلن على هامش اللقاء عن تطبيع العلاقات رسميا مع الخرطوم.
طوفان الأقصى يعطل المسارأعلن كوهين يوم 25 يونيو/حزيران 2023 عن إحراز تقدم نحو توقيع اتفاق سلام مع دول عربية أخرى قبل مارس/آذار 2024، وهو ما تعززت المؤشرات المؤيدة له الأشهر اللاحقة.
ففي يوليو/تموز من العام نفسه عقد كوهين لقاء سريا في كينيا مع زعيم دولة إسلامية وقادة دول أفارقة تمهيدا للتطبيع مع إسرائيل دون الكشف عن هوية هذه الدول، وفي أغسطس/آب الموالي كشف عن لقاء جمعه في العاصمة الإيطالية بوزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش.
غير أن عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد الاحتلال فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ثم الحرب التي أعقبتها، شكلت عرقلة أمام هذا المسار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تل أبیب
إقرأ أيضاً:
محلل إسرائيلي: إستراتيجية إسرائيل ضد حزب الله يمكن أن تغير موقف الحوثيين وتمنع هجماتهم
تجد إسرائيل صعوبة في تحديد سياسة تؤدي إلى وقف الهجمات التي ينفذها الحوثيون في اليمن ضدها بالصواريخ الباليستية والمسيرات رغم هجمات مضادة شنتها ضدهم.
فبعد تجنب مهاجمة اليمن طوال بضعة أشهر في بداية الحرب، نفذت إسرائيل ضربتها الأولى على مواقع يمنية في يوليو/تموز الماضي، ثم أتبعتها بهجومين إضافيين وتخطط لهجوم رابع.
وفي الأشهر الماضية ركز الحوثيون في هجماتهم الصاروخية وبالطائرات من دون طيار على منطقة وسط إسرائيل وبخاصة تل أبيب.
وتتسبب هذه الهجمات، وبخاصة تلك التي تشن في ساعات الليل، بإرباك واسع لملايين الإسرائيليين الذين يضطرون إلى الهرولة إلى الملاجئ والغرف الآمنة.
ويشير المحلل العسكري في موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي رون بن يشاي إلى أن "الحوثيين لا يُردعون رغم الأضرار الاقتصادية" نتيجة الهجمات الإسرائيلية.
وأضاف "فقط الضربة الحاسمة لقيادة الحوثيين وأسلحتهم، على غرار إستراتيجية إسرائيل ضد حزب الله، يمكن أن تغير موقفهم".
ولكن المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوسي يهوشع أشار إلى عدم ارتداع الحوثيين بالهجمات الإسرائيلية.
وقال "لم تؤدّ الضربات الجوية في اليمن إلا إلى تشجيع الحوثيين على مواصلة الهجوم".
وأضاف يهوشع "يواصل الحوثيون ترسيخ أنفسهم كمصدر إزعاج كبير بعد وقف إطلاق النار في لبنان وتفكيك معظم قدرات حماس في غزة".
وتابع "في الواقع، أدى الجمع بين الصواريخ والطائرات من دون طيار في هذه الجبهة (اليمن) إلى خلق واقع يتجلى في تفعيل أجهزة الإنذار ليلا ونهارا".
ومستندا إلى التقديرات العسكرية في إسرائيل، أشار يهوشع إلى أن الهجوم الثالث الذي نفذته إسرائيل على مواقع في اليمن يوم 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي "لم يفضِ إلى ردع الحوثيين".
وقال "أدى الهجوم في الواقع إلى زيادة شهية الحوثيين لمواصلة إطلاق الصواريخ".
وأضاف "وفي مجال الطائرات من دون طيار، أضافوا حتى طريق تسلل إلى الطريق الذي كانوا يشغلونه من قبل، عبر البحر المتوسط ومن هناك إلى الساحل، إلى طريق يعبر سيناء إلى قطاع غزة ومن هناك إلى النقب الغربي" جنوبي إسرائيل.
ولذلك لفت يهوشع إلى أنه "في هذه الأثناء، لا تزال إسرائيل تناقش إذا كانت ستهاجم إيران كما يقترح رئيس الموساد ديفيد برنيع، أو في اليمن كما يعتقد الجيش".
وقال "طرح برنيع اقتراحه في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) على أساس أن ذلك من شأنه ردع الحوثيين وممارسة ضغوط من طهران على فرعهم في اليمن".
واستدرك يهوشع قائلا "لكن مسؤولا كبيرا في الجيش الإسرائيلي يدّعي من ناحية أخرى أن تأثير الإيرانيين على الحوثيين ليس هو نفسه تأثيرهم على حزب الله، وأنهم نوع من الطفل المستقل والمضطرب، فالهجوم لن يحقق هدف ردع الحوثيين، وسيجدد جبهة مباشرة ضد إيران".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال الثلاثاء "لن نقبل استمرار الحوثيين في إطلاق النار على دولة إسرائيل، وسنرد على رؤساء الحوثيين في صنعاء وفي كل مكان في اليمن".
نقص المعلومات
وقال يهوشع إن "التحديات في هذا القطاع معروفة جيدا، وعلى رأسها نقص المعلومات الاستخبارية، ليس لأن شعبة الاستخبارات والموساد لم يستثمروا في هذا التهديد، بل كانت لديهم مهام أكثر إلحاحا مثل لبنان وسوريا وإيران وغزة".
وأضاف "المشكلة الثانية هي المسافة مما يجعل الهجمات معقدة ومكلفة".
وفي حديث لإذاعة "103 إف إم" الإسرائيلية، يقول الجنرال المتقاعد غادي شامني، وهو قائد سابق لفرقة غزة، إن الحوثيين يفهمون أن الليل له تأثير كبير على السكان وأن الحاجة إلى الاستيقاظ أمر مرهق"، في إشارة إلى إطلاق الصواريخ في ساعات الليل.
وأضاف "إنهم يقاتلون لفترة طويلة جدا، إنهم يعرفون كيف يقاتلون واعتادوا المعاناة، فإذا قصفت بنيتهم التحتية المدنية لن توقف هذا الأمر. ولهذا السبب يجب تسخير النظام بأكمله، النظام الدولي، في هذا الجهد".
واعتبر شامني أن "أحد الأخطاء الكبيرة في الأشهر القليلة الماضية هو أن دولة إسرائيل لم تشن هجوما أكثر خطورة على إيران ولم تضرب المنشآت النووية عندما كان من الممكن القيام بذلك. وحتى اليوم، هذا ممكن، ولكن في حينها كان هناك مزيد من الشرعية".
وأضاف "نحن في وضع يصعب علينا فيه الوقوف ومهاجمة إيران. هناك إدارة جديدة ستدخل الولايات المتحدة خلال شهر، وفي تقديري لن يذهب ترامب في هذا الاتجاه، بل سيذهب في الاتجاه المعاكس، اتجاه العقوبات والضغوط".
وتابع "هذا يمكن أن يحرج الأميركيين، ولا نريد إدخال الإدارة الجديدة في شيء لا تريد الدخول فيه، لذلك في رأيي ضاعت نافذة الفرصة".
وأشار شامني إلى أنه "يجب تسخير الأميركيين الذين يقودون هذه القصة في هذا الجهد. إسرائيل تقاتل وتنجح في القيام بأشياء مذهلة في ساحة المعركة، لكن لا داعي للخلط، ففي النهاية إسرائيل ليست بمفردها، ونحن بحاجة إلى تسخير دول المنطقة، إذ لا يمكننا ولا ينبغي لنا أن نفعل كل شيء بمفردنا".
الضرب فجرا
يذكر أن الحوثيين أطلقوا صاروخا على إسرائيل الأربعاء عند الساعة 04:26 فجرا، بينما أطلقوا صاروخا الثلاثاء الساعة 01:30 بعد منتصف الليل.
وظهر الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن، قبالة شواطئ تل أبيب.
وفي الساعة 03:45 فجرا من يوم السبت سقط رأس صاروخ أُطلق من اليمن على مدرسة في رمات غان، قرب تل أبيب، فأحدث دمارا كبيرا، بينما أُعلن ظهر الجمعة اعتراض مسيّرة أُطلقت من اليمن.
ومع كل هجوم من الحوثيين، وتنفيذا لتعليمات الجيش الإسرائيلي، يهرع ملايين الإسرائيليين إلى الغرف الآمنة أو الملاجئ في تل أبيب وغيرها.
ورغم إعلان الجيش اعتراض صاروخين، فإن تأثير إطلاق صفارات الإنذار على الإسرائيليين يبدو كبيرا، مع حدوث إصابات بشرية وأضرار مادية.
والثلاثاء، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية إصابة 20 إسرائيليا، بينهم إصابة خطرة، أثناء الهرولة إلى الملاجئ، في حين أفادت الأربعاء بإصابة 9 في حادث مماثل.
وعادة ما يكون لإطلاق صفارات الإنذار في مناطق وسط إسرائيل أثره الملموس، باعتبار أنها تبعد نسبيا عن الحدود مع لبنان في الشمال ومع غزة في الجنوب.
و"تضامنا مع غزة"، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات، إضافة إلى شن هجمات على أهداف داخل إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت الإبادة الإسرائيلية في غزة عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.