هدم مبان وزراعة ألغام.. تفاصيل عن المنطقة العازلة التي تقيمها إسرائيل في غزة
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
يعمل الجيش الإسرائيلي على إنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة، حيث يهدم المباني القريبة من الحدود، على الرغم من تأكيد العديد من الدول، أبرزها الولايات المتحدة، رفضها أي تقليص طويل المدى لمساحة أراضي القطاع، حسب صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
وكان قد جرى اختراق حدود إسرائيل في نقاط متعددة من قبل مسلحي حماس، عندما شنوا هجمات غير مسبوقة في السابع من أكتوبر، أدت إلى مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، بحسب السلطات الإسرائيلية.
يذكر أن إسرائيل ردت على هجمات حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، بقصف مكثف وعمليات عسكرية برية داخل القطاع الفلسطيني، مما أدى إلى مقتل أكثر من 26 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
"أكسيوس": بايدن أخبر نتانياهو أنه لا يمكن أن تستمر الحرب لمدة عام حث الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لتقليص العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وضغط من أجل إنهائها قبل إكمالها عامها الأول، حسبما ذكر موقع "أكسيوس" نقلا عن مسؤولين أميركيين اثنين لم يكشف عن هويتهما.وخلال مجريات الحرب، أكد العديد من المسؤولين الإسرائيليين أنه سيتم فرض منطقة عازلة على طول حدود الأراضي في القطاع الفلسطيني، لمنع تكرار هجمات السابع من أكتوبر.
وقال مصدر إسرائيلي مطلع، إن الهدف هو "الحفاظ على هذه المنطقة خالية تماما من أي إرهابيين أو بنية تحتية أو قاذفات صواريخ أو قذائف هاون"، وفق الصحيفة البريطانية.
وهذا الموضوع هو أحد مجالات الخلاف العديدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي قالت مرارا إنها ستعارض أي تحركات تؤدي إلى تقليص حجم أراضي قطاع غزة.
وأكد المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، ذلك الموقف، الثلاثاء، عندما قال: "لا نريد أن نرى تقليصا لمساحة غزة بأي شكل من الأشكال".
واشنطن ترد على تقارير "نقل السلاح" إلى إسرائيل أكد البيت الأبيض الأحد أنه ليس هناك تغيير في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل بعد أن ذكر تقرير لشبكة أن بي سي نيوز، أن واشنطن تراجع عمليات نقل السلاح إلى الدولة العبرية.ومع ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إنه في حين أن الولايات المتحدة "واضحة بشأن عدم التعدي على أراضي (قطاع غزة)"، فقد يكون هناك مجال لـ"ترتيبات انتقالية".
ولفرض المنطقة العازلة، قامت القوات الإسرائيلية بتدمير المباني على طول الحدود مع قطاع غزة، والذي نزح 1.9 مليون نسمة من سكانه، البالغ عددهم الإجمالي 2.3 مليون شخص، إلى جنوبي القطاع.
ورفض مسؤولون إسرائيليون التعليق على مدى مساحة المنطقة العازلة، لكن الرئيس السابق للمخابرات العسكرية، عاموس يادلين، قال في وقت سابق من يناير الجاري، إنه يتوقع أن تفرض بلاده "محيطًا يتراوح بين 500 متر إلى كيلومتر واحد داخل غزة"، بمجرد انتهاء القتال.
وأضاف في تصريحات إعلامية: "ستكون (المنطقة العازلة) بمثابة حاجز، ولن يتواجد فيها شيء سوى الألغام، وذلك للتأكد من أن هجمات السابع من أكتوبر لن تتكرر مرة أخرى".
والإثنين الماضي، قُتل 21 جنديًا إسرائيليا عندما انفجرت الألغام التي زرعوها في مبنيين على بعد 600 متر من الحدود، بقذائف صاروخية أطلقها مسلحو حماس، مما أدى إلى انهيار المبنيين.
ووفقاً لتقرير صادر عن القناة "12" الإسرائيلية، فقد "هدمت إسرائيل حوالي 1100 مبنى من أصل 2800 كانت موجودة في المنطقة التي تنوي إسرائيل جعلها منطقة عازلة".
ورفض الجيش الإسرائيلي تأكيد أو نفي هذه الأرقام، لكن المتحدث باسم الجيش، ريتشارد هيشت، قال إن قوات بلاده "تعمل في المنطقة من أجل منع أنشطة حماس التي تهدد مواطني إسرائيل".
وتابع: "كجزء من هذا، يقوم الجيش الإسرائيلي بتحديد وتدمير البنى التحتية الإرهابية" الموجودة في تلك المنطقة.
واعتبر أن هذا "جزء من الإجراءات الحتمية اللازمة لتنفيذ خطة دفاعية، من شأنها توفير أمن أفضل في جنوب إسرائيل".
واحتفظت إسرائيل بمنطقة عازلة داخل غزة بعد انسحابها من القطاع عام 2005، لكن على مر السنين تآكلت هذه المنطقة العازلة، ويرجع ذلك جزئيا إلى مفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس لتخفيف الحصار على قطاع غزة، وفق "فاينانشال تايمز".
وفي الأسابيع الأولى من الحرب، قال مسؤولون إسرائيليون كبار إنه سيتم إعادة فرض المنطقة العازلة، إذ أعلن وزير الخارجية آنذاك، إيلي كوهين، أن مساحة أراضي قطاع غزة "ستنخفض".
وفي نفس السياق، أوضح آفي ديختر، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، والذي يشغل في الوقت الحالي منصب وزير الزراعة، أن إسرائيل ستفرض "هامشاً" من الأمان حول قطاع غزة.
وأضاف في تصريحات أدلى بها خلال أكتوبر الماضي: "بفضل ذلك الهامش، لن يتمكن أحد من الاقتراب من الحدود الإسرائيلية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المنطقة العازلة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
التحديات الأمنية تعترض طريق التنمية: هل يمكن تجاوز ألغام الشمال؟
28 يناير، 2025
بغداد/المسلة: تشهد المنطقة تحولات جيوسياسية كبيرة في أعقاب التغيرات التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، مما أدى إلى إعادة ترتيب التحالفات والعلاقات بين الدول الإقليمية.
ومن أبرز هذه التطورات مشروع “طريق التنمية” الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين العراق وتركيا ودول أخرى في المنطقة.
ويُعتبر مشروع “طريق التنمية” أحد المشاريع الحيوية التي تسعى تركيا والعراق إلى تنفيذها بالتعاون مع دول مثل الإمارات وقطر، و يهدف إلى ربط ميناء الفاو العراقي بطرق تجارية رئيسية تمر عبر بغداد وسوريا لتصل إلى تركيا ومنها إلى أوروبا.
وسيقلل هذا المسار الجديد من التكاليف ويختصر الوقت، مما يعزز التجارة الإقليمية والدولية.
و على الرغم من الفوائد الاقتصادية الكبيرة، يواجه المشروع تحديات أمنية وسياسية، خاصة في المناطق الشمالية من العراق وسوريا، حيث توجد جماعات مسلحة مثل تنظيم حزب العمال الكردستاني (PKK). بالإضافة إلى ذلك، فإن الخلافات بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان العراق تشكل عقبة أخرى أمام تنفيذ المشروع بسلاسة.
وتسعى تركيا إلى إعادة ترتيب علاقاتها مع دول المنطقة، خاصة بعد التغيرات الجيوسياسية التي أعقبت الأزمة السورية. زيارة وزير الخارجية التركي إلى بغداد تعكس هذه الجهود، حيث تمت مناقشة ملفات مهمة مثل إعادة تنظيم العلاقات بين العراق وسوريا، وتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي.
وتشير التقارير إلى أن تركيا تعمل على تشكيل تحالف ثلاثي يضم أنقرة وبغداد ودمشق. هذا التحالف يمكن أن يشمل مجالات التعاون الأمني والاقتصادي والتنموي، مما يعزز الاستقرار في المنطقة. ومع ذلك، فإن وجود تنظيم حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا والعراق، بالإضافة إلى الوجود الأمريكي في المنطقة، يشكل عقبات رئيسية أمام تحقيق هذا التحالف.
وتشير المعلومات إلى أن دولًا مثل الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل تتابع هذا التقارب بحذر شديد. هذه الدول قد ترى في هذا التحالف الجديد تهديدًا لمصالحها الإستراتيجية في المنطقة، خاصة إذا أدى إلى تعزيز نفوذ تركيا والعراق وسوريا.
إذا نجح تشكيل هذا التحالف، فقد يكون له تأثير إيجابي على دول أخرى في المنطقة مثل لبنان والأردن ودول الخليج العربي. يمكن أن يسهم هذا التحالف في تعزيز الاستقرار الإقليمي وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والأمني.
ومنذ اندلاع الثورة السورية، سعت تركيا إلى القضاء على وجود تنظيم حزب العمال الكردستاني (PKK) داخل سوريا. و تشير التقارير إلى أن تركيا أجرت استعدادات عسكرية مكثفة وتنتظر الفرصة المناسبة لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق.
وأكمل الجيش التركي جميع الاستعدادات العسكرية، ولا ينتظر سوى القرار السياسي للبدء في العملية. وتنفذ تركيا بالفعل عمليات محدودة في مناطق مثل منبج وعين العرب (كوباني)، لكن العملية الكبرى متوقفة على قرار الرئيس أردوغان.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts