أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن بلاده عاشت يوما صعبا في الشرق الأوسط الليلة الماضية بسبب تعرض قواتها لهجوم على الحدود الأردنية السورية أسفر  عن مقتل 3 جنود وإصابة 25 آخرين، متعهدا بالرد، في وقت يواجه فيه ضغوطا من الحزب الجمهوري ودعوات إلى ضرب أهداف داخل إيران، قبل أشهر من انتخابات رئاسية أمريكية.

وخلال تجمع انتخابي في ولاية كارولينا الجنوبية، قال بايدن لصحفيين: "مررنا بيوم صعب في الشرق الأوسط الليلة الماضية.

. فقدنا 3 أرواح شجاعة (جراء الهجوم) وسوف نرد".

وقبل ساعات، أعلن بايدن في بيان أن "جماعات مسلحة تنشط في سوريا والعراق مدعومة إيرانيا" شنت هجوما بطائرة بدون طيار على قوات في القاعدة الأمريكية شمال شرقي الأردن قرب الحدود مع سوريا.

كما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، في بيان، مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة 25 آخرين في هجوم بطائرة مسيرة في الأردن بالقرب من الحدود مع سوريا.

وهذا الهجوم هو الأول من نوعه الذي يؤدي إلى مقتل جنود أمريكيين منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدعم أمريكي.

وبينما قال المتحدث باسم الحكومة الأردنية مهند المبيضين إن "الهجوم استهدف قاعدة التنف في سوريا"، ولم يقع داخل حدود المملكة، نقلت وسائل إعلام أمريكية، بينها قناة "الحرة" وشبكة "سي إن إن" عن مصادر أمريكية لم تسمها قولها إن الهجوم وقع في قاعدة "البرج 22" في الأردن بالقرب من قاعدة التنف.

اقرأ أيضاً

إيران تنفي ضلوعها في الهجوم على القاعدة الأمريكية قرب حدود الأردن

نفي إيراني

وأعلنت جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق"، عبر بيان في تليجرام، أنها مقاتليها "هاجموا بواسطة الطائرات المسيّرة، أربع قواعد للأعداء، ثلاث منها في سوريا وهي الشدادي والركبان والتنف، والرابعة داخل أراضينا الفلسطينية المحتلة، وهي منشأة زفولون البحرية".

وتضامنا مع غزة، سبق وأن شنت جماعات موالية لإيران، بينها "حزب الله" في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في الجارتين العراق وسوريا، هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية، وهو ما ردت عليه تل أبيب وواشنطن بهجمات دموية خلّفت قتلى بينهم قادة في بعض هذه الجماعات.

وقال مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني إن "إيران ليس لها علاقة بهذه الهجمات"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" (رسمية).

وأضاف إيرواني أن الصراع يدور بين جيش الولايات المتحدة و"جماعات المقاومة في المنطقة".

اقرأ أيضاً

إيران تنفي ضلوعها في الهجوم على القاعدة الأمريكية قرب حدود الأردن

ضغوط جمهورية

واستغل معارضون جمهوريون لبايدن، المنتمي للحزب الديمقراطي، مقتل الجنود الأمريكيين للضغط عليه، معتبرين الهجوم دليلا على فشله في مواجهة إيران.

ويشكل الصراع في الشرق الأوسط تحديا لبايدن في عام انتخابي يأمل أن ينتهي في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بفوزه بفترة رئاسية ثانية، بينما يسعى العديد من السياسيين الجمهوريين، وبينهم الرئيس السابق دونالد ترامب (2017-2021)، إلى استغلال الهجوم  لتسجيل نقاط سياسية.

ووصف ترامب، الذي يتقدم في الانتخابات التمهيدية في سباقه نحو البيت الأبيض ضد بايدن، الوضع بأنه "نتيجة لضعف واستسلام بايدن".

وأثار العنف المتزايد في أجزاء متعددة من الشرق الأوسط مخاوف من نشوب نزاع إقليمي أوسع يشمل إيران بشكل مباشر، وهو السيناريو الأسوأ الذي تسعى واشنطن بشدة إلى تجنبه.

وقال السناتور الجمهوري توم كوتون في بيان إن "الرد الوحيد على هذه الهجمات يجب أن يكون انتقاما عسكريا مدمرا ضد القوات الإرهابية الإيرانية، وأي شيء أقل من ذلك سيؤكد أن بايدن جبان".

واعتبر زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أن "سكوت بايدن جرأ أعداء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".

ومهاجما بايدن، قال السيناتور ليندسي غراهام إن "سياسة الردع التي اتبعتها الإدارة فشلت فشلا ذريعا، ولابد من شن ضربات على أهداف داخل إيران".

وتابع: "يمكن لإدارة بايدن القضاء على جميع وكلاء إيران مثلما تشاء، لكن ذلك لن يردع إيران. عندما تقول إدارة بايدن ولا تفعل، فإن الإيرانيين يفعلون.. خطاب إدارة بايدن يلقى آذانا صماء في إيران".

وشدد رئيس مجلس النواب، الجمهوري مايك جونسوان، على أنه "يجب على أمريكا أن ترسل رسالة واضحة وضوح الشمس إلى جميع أنحاء العالم مفادها بأنه لن يتم التسامح مع الهجمات على قواتنا".

اقرأ أيضاً

الضربات تزداد خطورة.. هل تقترب أمريكا وإيران من حافة الحرب؟

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

زيارة السيسي إلى قطر والكويت: دبلوماسية تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط

في توقيت بالغ الدقة، تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولتي قطر والكويت لتؤكد مجددًا أن القيادة السياسية المصرية تُجيد قراءة المتغيرات وتوظيفها ببراعة لصالح الدولة. لم تعد القاهرة مجرد طرف في معادلات المنطقة، بل أصبحت بوصلة يُعاد وفقها ترتيب الحسابات.

قبل سنوات، كانت قطر رأس حربة في مشروع تقسيم الشرق الأوسط عبر تمويل جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية. سارت حينها في فلك يخدم أجندات الفوضى الخلاقة، وسخّرت أدواتها الإعلامية لضرب استقرار الدول. لكن المعادلة تغيرت، وبفضل القيادة السياسية المصرية، نجحت القاهرة في تفكيك ذلك المشروع، وإعادة ضبط العلاقة مع قطر. اليوم، لم تعد الدوحة في موقع الخصومة، بل أصبحت شريكًا استراتيجيًا وأداة فاعلة ضمن مساعي إنهاء الحرب في غزة، في تنسيق مصري- قطري يعكس نضجًا سياسيًا يُحسب للطرفين.

أما الكويت، التي مرت علاقتها بمصر بمرحلة من البرود، فقد عادت إلى موقعها الطبيعي كداعم استراتيجي، بعدما تيقنت أن القاهرة هي الضامن الحقيقي للاستقرار. الزيارة الأخيرة فتحت أبواب التعاون، وجددت الثقة المتبادلة، وأعادت العلاقات إلى عمقها التاريخي.

ولا يمكن إغفال الأثر الكبير لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، التي شكلت نقطة تحول في نظرة القوى الكبرى إلى مصر. ما شهدته تلك الزيارة من استقبال استثنائي وحوار سياسي عميق، قدّم صورة واضحة عن دولة باتت تتعامل بندية واحترام مع العالم. لقد أعادت هذه الزيارة ترتيب الكثير من الحسابات، وجعلت عواصم عدة تهرول إلى القاهرة لكسب هذا الحليف القوي، الذي يثبت يومًا بعد يوم أنه لا ينكسر ولا يساوم.

الملف الفلسطيني كان حاضرًا بقوة، لا سيما في ظل التصعيد الإسرائيلي في غزة. زيارة السيسي إلى قطر جاءت في إطار مبادرة مصرية حقيقية لوقف إطلاق النار وإنهاء الكارثة الإنسانية. التحول القطري في هذا الملف لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة لجهد مصري طويل أعاد توجيه بوصلة السياسات القطرية لتصبح جزءًا من الحل. مصر، بعلاقاتها التاريخية مع السلطة الفلسطينية والفصائل، تستثمر هذا الرصيد لتقود مسار التسوية في ظل صمت دولي وعجز أممي.

الجانب الاقتصادي حظي كذلك باهتمام كبير، إذ أعلنت قطر والكويت عزمهما ضخ استثمارات بمليارات الدولارات في السوق المصري، في قطاعات حيوية كالبنية التحتية، والطاقة، والسياحة، والعقارات. تلك الاستثمارات تمثل شهادة ثقة في الاقتصاد المصري، وفرصة لتعزيز النمو وخلق فرص عمل، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابًا.

ما تحقق خلال هذه الجولة الدبلوماسية يؤكد براعة مصر في إدارة التوازنات السياسية والاقتصادية، ويُظهر قدرتها على التأثير الإقليمي الهادئ دون ضجيج. الرئيس السيسي لا يطرق الأبواب طلبًا للدعم، بل يفرض احترامه بسياسات رشيدة ومواقف ثابتة تستند إلى رؤية وطنية وشعبية صلبة.

بهذا النهج، انتقلت مصر من موقع الدفاع إلى موقع التأثير وصناعة القرار. دبلوماسية هادئة، لكنها تُغيّر موازين القوى، وتصنع واقعًا جديدًا عنوانه: مصر أولًا.. .والعرب أقوياء بوحدتهم.

مقالات مشابهة

  • غارات عنيفة على اليمن.. وحاملة طائرات أمريكية جديدة تصل إلى الشرق الأوسط
  • خلال 2025.. ارتفاع صادرات كوريا الجنوبية إلى الشرق الأوسط بنسبة 3.5%
  • بايدن يخرج عن صمته ويُشن هجومًا لاذعًا ضد ترامب .. ماذا قال؟
  • منتخب سوريا لكرة السلة للسيدات يخسر أمام منتخب إيران في افتتاح مشاركته ببطولة غرب آسيا
  • شركة "Seesaw" تستحوذ على "المفكرون الصغار" الأردنية الناشئة
  • زيارة السيسي إلى قطر والكويت: دبلوماسية تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط
  • تركيا في الشرق الأوسط الجديد: لاعب أم صانع قواعد؟
  • طهران تؤكد: جولة التفاوض المقبلة مع واشنطن خارج الشرق الأوسط
  • تطور غير مسبوق في دبلوماسية الشرق الأوسط… السعودية تستعد لتسديد ديون سوريا
  • الجنرال بترايوس رئيساً لمجلس إدارة "كيه كيه آر الشرق الأوسط"