RT Arabic:
2024-06-26@19:52:55 GMT

الصومال. فوضى فوق الأرض وثروات ترقد تحت تحتها بسلام

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

الصومال. فوضى فوق الأرض وثروات ترقد تحت تحتها بسلام

توصف الصومال منذ عقود بأنها أفقر دولة في العالم، وهي تشهد حالة مزمنة من عدم الاستقرار والفوضى منذ سقوط نظام الجنرال محمد سياد بري وهروبه من مقديشو في 27 يناير عام 1991.

إقرأ المزيد هكذا تضيع الأوطان.. "أذكى" صفقة من نوعها في التاريخ

هذا الجنرال كان حاول عامي 1877 – 1978 ضم إقليم أوغادين ذي الأغلبية الصومالية، ودخل في حرب مع إثيوبيا إلا أن سياساته فجرت تناقضات قبلية استغلتها أديس أبابا وانتهت بسيطرة المتمردين بدعم عسكري إثيوبي على مقديشو وإسقاط نظام سياد بري.

بعدها أعلن إقليم أرض الصومال الواقع في شمال البلاد استقلاله من طرف واحد، فيما تشكلت دولة الأمر الواقع الثانية بونتلاند  (أرض البنط) في شمال شرق البلاد، وعم الصراع مقديشو وأصبحت العاصمة والمناطق المحيطة بها ساحات قتال، فظهر اتحاد المحاكم الإسلامية ثم جماعة الشباب ولم يتوقف التناحر والتقاتل، بعد أن تقطعت أوصال الدولة ودخلت البلاد في حالة من الفشل  المزمن لا تزال متواصلة منذ 33 عاما.

مصير الصومال القاسي، جعل الملايين من سكانه يعيشون منذ سنوات طويلة على معونات الأمم المتحدة ولا ينتهي الصراع الدامي هناك حتى يبدأ من جديد.

تدخل في هذا البلد الجيش الإثيوبي أكثر من مرة، ومست مضاعفات أزمات هذا البلد المتلاحقة كينيا، فأرسلت قواتها إلى هناك، كما أرسلت الولايات المتحدة قوات كبيرة في إحدى المناسبات، إلا الجميع خرج وبقيت البلاد بين طرفي المجاعة والموت.

هذه الحالة من الفوضى والانقسام وضعف السلطة المركزية وفرت حاضنة لجماعات متطرفة على الأرض، كما انتشر نشاط القراصنة على سواحل الصومال مهددا الملاحة في مساحة واسعة من خليج عدن بالمحيط الهندي حتى أن 60 سفينة تعرضت لهجمات القراصنة الصوماليين في عام 2008.

وكأن كل تلك المصائب لا تكفي لأكثر من 17 مليون نسمة يعيشون في الصومال، فظهرت تقارير عن نفايات سامة تلقى في جنح الظلام على سواحل الصومال الممتدة لمسافة 3300 كيلو متر.

هذا التهديد تعزز في عام 2004 بعد اكتشاف عقب موجات تسونامي، حاويات وبراميل معدنية متآكلة بها مواد مشعة ونفايات صناعية سامة في عدة مواقع بجنوب ووسط الصومال.

في الأماكن التي عثر عليها على الحاويات السامة توفى بطريقة مفاجئة عدد من الصيادين المحليين، كما اشتكى سكان آخرون في عدة مناطق صومالية من وفيات مفاجأة مماثلة وإصابة البعض بطفح جلدي، وبتسجيل حوادث لنفوق أسماك.

هذه الفضيحة الخطيرة التي تتهم فيها شركات أوروبية لم تواجه بإجراءات مناسبة، في حين أن تقارير ذكرت أن حوالي 35 مليون طن من النفايات السامة تم إلقاؤها على السواحل الصومالية، وهي تشمل نفايات طبية وصناعية وكيميائية وحتى نووية.

برنامج الأمم المتحدة للبيئة كان ذكر أن بعض الحاويات كانت تحتوي على ما يبدو على "نفايات مشعة"، وأن سكان المناطق المتضررة يعانون من "نزيف في الفم ونزيف في البطن واضطرابات جلدية غير عادية وصعوبات في التنفس".

الأدهى أن أنباء تحدثت في عام 2009 أن بعض المليشيات الصومالية تعاملت لفترة طويلة مع "ندرانجيتا"، وهي إحدى اقوى المافيات الإيطالية وتتمركز في إقليم كالابريا الواقع جنوب غربي إيطاليا، وسمحت لها باستخدام الصومال كمكب للنفايات السامة مقابل الحصول على أسلحة.

قراصنة البحر الصوماليون استغلوا هذه القضية، وبرروا هجماتهم البحرية على السفن المدنية بإغراق السفن الأجنبية لسواحل بلادهم بالنفايات السامة.

الصومال الذي تجمعت به جميع الشرور، وتتهدد المجاعة سكانه منذ عقود، ليس ببلاد فقيرة كما يوصف، فارضه تزخر وفق تقارير، باحتياطيات كبيرة غير مستغلة من العديد من الموارد الطبيعية مثل خام الحديد واليورانيوم والنحاس والقصدير والبوكسيت والجبس والملح والغاز الطبيعي، وحتى النفط. 

مجموعة "رينج ريسورال أويل"، ومقرها سيدني بأستراليا، كانت قدرت أن مقاطعة بونتلاند بشمال الصومال وحدها، قادرة على إنتاج ما بين 5 إلى 10 ملايين برميل من النفط. لكن بالمحصلة كل ذلك لا يظهر له أي أثر، فيما تتواصل دوامة العنف والفوضى ويتأرجح 17 مليون صومالي بين الموت جوعا أو بأسلحة المتقاتلين.

 المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف حركة الشباب

إقرأ أيضاً:

أمانة الأحساء تنقل أكثر من 291 ألف طن مُخلّفات إنشائية للمردم البيئي الهندسي

نقلت أمانة الأحساء خلال الربع الثاني من العام الجاري 291757 طن مُخلّفات إنشائية، و167209 أطنان نفايات منزلية إلى مردم الأحساء البيئي الهندسي.

فيما نفذت أعمال فرز وإعادة تدوير 16338 طن نفايات صلبة في محطة فرز وإعادة تدوير المُخلّفات، وتضمن ذلك 13512 طن مواد عضوية، و 2106 أطنان ورق وكرتون، و371 طن بلاستيك، و348 طن معادن.

ويأتي تعزيز جهود الأمانة في مسارات وأعمال النظافة العامة ضمن أهداف منظومة الخدمات البلدية، وتنظيم الخِدمات المتعلقة بالنفايات، وتعزيز المسؤولية المجتمعية بين الأفراد للوصول إلى التنمية المستدامة، وتشجيع خطط الاستثمار فيها، وتجويد إدارة النفايات تحقيقاً لعوامل المحافظة على البيئة في المجتمع.

مقالات مشابهة

  •  الشرقية ترفع 60 ألف طن نفايات خلال أسبوع 
  • عودة الفوج الثاني من بعثة حجاج الجمعيات الأهلية بمحافظة البحيرة.. صور
  • بالفيديو.. مختص: بيئة العمل السامة طاردة للكفاءات.. وسوق العمل أصبح فيه منافسة كبيرة
  • أمانة الأحساء تنقل أكثر من 291 ألف طن مُخلّفات إنشائية للمردم البيئي الهندسي
  • الصين تحقق إنجازاً تاريخياً بجمع عينات من الجانب البعيد للقمر
  • تعليق مرصد الأزهر على طلب الصومال من بعثة حفظ السلام الإفريقية بإبطاء انسحابها من البلاد
  • باحثان من أميركية الشارقة يطوران أجهزة استشعار خاصة للكشف عن المركبات السامة
  • اضطرابات النوم عند الاطفال.. طرق عديدة لمساعدة طفلك على النوم بسلام
  • ترك وظيفته.. ثلاثيني يحاول إنهاء حياته بحبة الغلال السامة في أكتوبر
  • باحثان من “أمريكية الشارقة” يطوران أجهزة استشعار خاصة للكشف عن المركبات السامة