هجوم البرج 22 مفترق طرق تصعيد أو خفضه
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
هجوم "البرج 22" مفترق طرق تصعيد أو خفضه
تزامن هجوم "البرج 22" مع اجتماعات باريس ليُذكّر إدارة بايدن بأن طريق الوحيد خفض التصعيد وتفكيك الازمة يمر عبر وقف إطلاق النار في غزة.
باغت هجوم البرج 22 إدارة بايدن الذي وجه مدير وكالة المخابرات لبحث سبل الوصول لوقف إطلاق النار أو هدنة لتبادل الأسرى في غزة قبيل الهجوم بأيام.
اشتعال البحر الاحمر وبحر العرب بهجمات على سفن أمريكية وبريطانية، واستهداف قطع عسكرية بحرية أمريكية، مضاعفا الضغوط على إدارة بايدن التي تواجه عاما انتخابيا صعبا.
اقتنع بايدن بأن الطريق لتفكيك الازمة في الاقليم وخفض التصعيد في المنطقة لا يمر عبر الصين التي رفضت الضغط على إيران للضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم في البحر الأحمر.
وقف إطلاق النار سبيل وحيد لتفكيك الأزمة ونقل الإقليم من السيولة الأمنية للاستقرار السياسي؛ أمر يتوقع أن تتجه له أمريكا، خلافاً لتوقعات ترى واشنطن على موعد مع تصعيد ومواجهة إقليمية.
* * *
نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين تأكيدهم مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة نحو 34، في هجوم على موقع للقوات الأمريكية في البرج 22 على حدود الأردن وسوريا.
الهجوم الذي صُنف أمريكيا بالاول من نوعه على (البرج 22)، يُعد الأعنف من نوعه منذ انطلاق الهجمات على القواعد الأمريكية في 17 من أكتوبر 2023، والتي كانت حصيلتها وقوع 158 هجوما بحسب شبكة (CNN)، في حين أعلنت جماعة تطلق على نفسها (المقاومة الاسلامية في العراق) أن عدد الهجمات التي اطلقتها بلغت 178 هجوما على القوات الأمريكية منذ أكتوبر 2023، لتضاف إلى ما يزيد عن 40 هجوما على السفن التجارية والقطع البحرية الأمريكية في البحر الاحمر وبحر العرب منذ أعلن الحوثيون شن هجماتهم في 14 نوفمبر 2023.
الهجوم باغت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي وجه مدير وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) للبحث في السبل الممكنة للوصول إلى وقف لإطلاق النار أو هدنة لتبادل الاسرى في قطاع غزة قبيل هجوم "البرج 22" بأيام؛ أملا في الوصول إلى خفض التصعيد بالمنطقة، خاصة بعد أن اشتعل البحر الاحمر وبحر العرب بهجمات تركزت مؤخرا على السفن التي تحمل العلم الأمريكي والبريطاني، إلى جانب استهداف القطع العسكرية البحرية الأمريكية، مضاعفا الضغوط على ادارة بايدن التي تواجه عاما انتخابيا صعبا.
تكليف بايدن لمدير (CIA) وليام بيرنز بالبحث عن سبل لوقف إطلاق النار؛ جاء بعد اقتناع بايدن بأن الطريق لتفكيك الازمة في الاقليم وخفض التصعيد في المنطقة لا يمر عبر الصين التي رفضت الضغط على إيران للضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم في البحر الأحمر، وهو ما كشفته صحيفة بوليتكيو الأمريكية يوم أمس.
كما أنها لا تمر عبر الدوحة في قطر؛ بالضغوط التي مارسها نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال للضغط على قطر، ومطالبتها بالضغط على حركة حماس، للوصول إلى هدنة تسمح له بإعادة التموضع مؤقتا في مواجهة الداخل الإسرائيلي المضطرب، والادارة الأمريكية التي يلاحقها عنصر الوقت والحملات الانتخابية الصاخبة التي بلغت ذروتها في استعراض تكساس الحدودي للاستقلال.
كما أن خفض التصعيد لا يمر عبر الهجمات على المدنيين في قطاع غزة للوصول إلى اتفاق للهدنة بحسب مزاعم نتنياهو، والتي قال فيها إن هجمات جيش الاحتلال في القطاع هي التي أطلقت مفاوضات باريس لإطلاق سراح الاسرى، في تناقض صارخ مع الطلب المباشر من بايدن لمدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) وليام بيرنز للتحرك بحثاً عن وسيلة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما أفضى لعقد لقاء في باريس، الذي انطلقت أعماله اليوم بحضور وزير الخارجية القطري الأمير عبد الرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات المصري عباس كامل، ومدير الوساد دافيد برنياع، ومدير الشاباك رونين بار، إلى جانب مدير (CIA) وليام بيرنز.
ختاماً.. الهجوم على "البرج 22" جاء بالتزامن مع اجتماعات باريس لتذكير الإدارة الأمريكية مجددا بأن الطريق الوحيد لخفض التصعيد وتفكيك الازمات إقليميا ومحاصرتها؛ لا يمر إلا عبر وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فهي الوسيلة الوحيدة لتفكيك الأزمة والانتقال بالاقليم من حالة السيولة الأمنية العالية إلى حالة الاستقرار والتماسك السياسي؛ أمر يتوقع أن تندفع نحوه الادارة الأمريكية، خلافاً للتوقعات التي ترى أن واشنطن على موعد مع مواجهة إقليمية أوسع، وتصعيد اكبر يقودها ويقود المنطقة إلى المجهول.
*حازم عياد كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: البرج 22 الأردن أمريكا غزة التصعيد وقف إطلاق النار مواجهة إقليمية البحر الأحمر بحر العرب وقف إطلاق النار فی قطاع غزة یمر عبر البرج 22 لا یمر
إقرأ أيضاً:
طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن
أحمد الهادي
في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، يُبرز الموقف اليمني بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ــ حفظه الله ــ نموذجاً فريداً في الثبات على المبادئ القرآنية والإيمانية، ودعماً جهاديًا إيمانيًا غير مشروط للشعب الفلسطيني، مع تحدٍّ واضح للطغيان الأمريكي والإسرائيلي. هذا التقرير يستعرض أبرز محطات هذا الموقف في تطوراته الأخيرة، مع التركيز على تصريحات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والإنجازات العسكرية الأخيرة التي كشف عنها السيد القائد.
الموقف اليمني: إيمانٌ قرآني ورفضٌ للتبعية:
يؤكد السيد القائد أن الموقف اليمني ليس وليد اللحظة، بل هو “موقفٌ أصيل، إيماني، قرآني”، مبنيٌّ على واجبات الجهاد في سبيل الله ونصرة المظلوم. ويُشدد على أن هذا الموقف “ليس وكالةً عن أحد، ولا نيابةً عن أحد، ولا عمالةً لأحد، هذا موقف بالأصالة، وهو الموقف الذي يجب أن يتبناه كلّ المسلمين أجمع”، بل هو التزامٌ ذاتي ينطلق من الانتماء للإسلام وقيمه. وفي هذا السياق، يصرح السيد قائلاً:
“نحن كشعبٍ يمني ينتمي للإسلام، ندرك واجباتنا الإسلامية، الجهادية، القرآنية، وأن موقع وموطن الظروف التي توجب الجهاد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والطغيان الأمريكي والإسرائيلي، هي أكثر من أيِّ مقامٍ آخر، من أيِّ معركةٍ أخرى، من أيِّ ظروفٍ أخرى”.
تطوُّر القدرات العسكرية: إفشال العدوان الأمريكي:
كشف السيد القائد عن تطور نوعي في الأداء العسكري اليمني، خاصة في مجال الدفاع الجوي والعمليات الاستراتيجية. ففي التصدي للعدوان الأمريكي المتواصل على بلدنا، نفذت القوات المسلحة اليمنية عمليات اعتراض ناجحة ضد طائرات العدوّ، بما فيها طائرات الشبح المتطورة.
وفي هذا الصدد، يوضح السيد القائد: “نفذنا 4 عمليات إطلاق لصواريخ قدس على طائرات التنصت والتزود بالوقود وطائرات حربية أمريكية في البحر الأحمر، كما نفذنا أكثر من 11 عملية اعتراض وتصد لطيران العدوّ الأمريكي بما فيها طائرات الشبح، وتم إفشال عدد من العمليات”.
كما أكّد السيد القائد أن العمليات العسكرية منذ 15 رمضان الماضي تُبين حجم الإسناد وفاعلية الموقف وقوة العمليات، حيثُ شملت 33 عملية ضد حاملة الطائرات الأمريكية والقطع البحرية المرافقة لها، باستخدام 122 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، ما أدى إلى تحييد بشكل شبه كامل دور حاملة الطائرات في البحر الأحمر، وإجبار العدوّ على استقدام حاملة طائرات أخرى، وهو ما يعتبر اعترافاً بفشله.
وأشار السيد القائد إلى أن من “نتائج عملياتنا ضد حاملة الطائرات ترومان لجوء العدوّ الأمريكي إلى استخدام طائرات الشبح، ولجوء الأمريكي للاعتماد على قاعدة في المحيط الهندي تبعد قرابة 4 آلاف كم سببه الفشل وضعف الفاعلية لعملياته، موضحاً أن “ما تقوم به حاملة الطائرات ترومان أصبح عملاً دفاعياً بالدرجة الأولى، وبالكاد تدافع عن نفسها أمام عملياتنا، وأن عملياتنا ضد حاملة الطائرات وضعها في حالة دفاع دون أن تتمكن من تأمين الملاحة الإسرائيلية”.
ولفت إلى أن استقدام حاملة طائرات أخرى هو فشل يؤكد أن ترومان لم يكن لها دور مؤثر لتحقيق الأهداف الأمريكية، مؤكداً أن الموقف اليمني فعال ومؤثر وقوي، ولهذا لجأ العدوّ الأمريكي إلى استقدام المزيد من إمكاناته وقدراته.
استهداف العمق الفلسطيني المحتل: رسائل قوية بمفاعيل استراتيجية:
لم تتوقف عمليات القوات المسلحة اليمنية عند مواجهة العدوان الأمريكي المباشر، بل امتدت لاستهداف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيثُ نفذت 26 عملية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعدد 30 ما بين صاروخ باليستي وفرط صوتي وطائرة مسيّرة. ويؤكد السيد القائد أن حجم عملياتنا وزخمها يُثبت أن “القدرات ــ بحمد الله ــ لا تزال معافاة وقوية جداً ولم تتأثر بالعدوان الأمريكي”.
وأكّد السيد القائد أن القدرات العسكرية اليمنية تتنامى وأن المعنيين يزدادون في هذه المجالات ابتكاراً وإتقاناً على المستوى التقني والتصنيع التكتيك العملياتي، لافتاً إلى أن “الأدلة الواضحة في زخم العمليات وفاعليتها وتنوعها وقوتها وما تحققه من نتائج في اعترافات واضحة للأمريكيين والإسرائيليين أنفسهم”.
ووجه السيد القائد رسالة هامة للأمريكيين قائلاً: “ما نقوله لكم إن عدوانكم على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”.
كما أكّد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله- أن جبهة اليمن المساندة لغزة هي جبهة قوية وملهمة وتمثل حافزاً ونموذجاً مهماً للآخرين.
وأشار إلى أن العدوان الأمريكي المساند للعدو الإسرائيلي يهدف للتأثير على الموقف اليمني بكل الوسائل، وفي مقدمتها العدوان الأمريكي المتواصل على اليمن.
جرائم العدوان الأمريكي بالأرقام: إحصائية تكشف التصعيد والفشل الأمريكي:
قدم السيد القائد إحصائية حول جرائم العدوّ الأمريكي على بلادنا خلال هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن العدوّ الأمريكي نفذ هذا الأسبوع أكثر من 220 غارة بواسطة طائرات الشبح والطائرات الحربية F18 وأنواع أخرى، وأنه كثف من عدوانه على بلدنا، ونفذ خلال شهر أكثر من 900 غارة وقصف بحري.
أما إجمالي عملياتنا خلال هذا الشهر، فقد بلغت 78 وتم تنفيذها بـ171 صاروخا باليستيا ومجنحاً وفرط صوتي وطائرة مسيّرة.
استهداف المدنيين وفشل العدوان: البحر الأحمر مقفل بوجه العدو:
وأوضح السيد القائد أن العدوّ يستهدف الكثير من الأعيان المدنية، وأن عدوانه فاشل ولن يتمكن أبداً من إيقاف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني، وأن العدوان الأمريكي لم يتمكن من تأمين السفن الإسرائيلية، وأن البحرين الأحمر والعربي لا يزالان مقفلين تماماً في وجه العدوّ الإسرائيلي.
وقال: إن “الاستمرار في منع السفن الإسرائيلية دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي”، موضحاً أنه “لا نتيجة للعدوان الأمريكي في تحقيق أهدافه لإسناد العدوّ الإسرائيلي وحمايته وتمكينه من الملاحة من جديد”.
عمليات نوعية في عمق كيان العدوّ: “هدية عيد” للمجرمين:
وبخصوص عمليات قواتنا المسلحة خلال هذا الأسبوع في عمق كيان العدوّ، أشار السيد القائد إلى أنها تمت بالقصف الصاروخي وبالمسيّرات باتجاه يافا المحتلة وعسقلان، وكذلك بالصواريخ الفرط صوتية، وذو الفقار، وأنها تزامنت مع “عيد الفصح اليهودي” وهي هدية العيد لأولئك المجرمين.
ولفت إلى أن العملية الأخيرة في يافا المحتلة وأسدود دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي في إيقاف عملياتنا أو الحد من قدراتنا، وأن القوات المسلحة اليمنية تواصل التصدي للعدو الأمريكي والاستهداف المستمر لحاملة الطائرات والاشتباك معها.
إسقاط الطائرة الـ19: دليل فاعلية الرد اليمني:
وأكّد السيد القائد أن إسقاط الطائرة التاسعة عشرة من طراز إم كيو9 إنجاز مهم؛ لأنَّ العدوّ الأمريكي يعتمد عليها بشكل كبير، وهذا يدل على فاعلية قواتنا المسلحة وتصديها للعدوان بفاعلية وتأثير كبير.
رسالة إلى الأمريكيين: عدوانكم يزيدنا قوة:
وجّه السيد القائد رسالةً واضحةً للعدو الأمريكي، مفادها أن العدوان لن يُثني العزيمة اليمنية، بل سيكون دافعاً لتعزيز القدرات، قائلاً: “ما نقوله لكم إن عدوانكم على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”.
جبهةٌ تُلهم العالم:
اليمن، برغم الحصار والعدوان، أصبح نموذجاً يُحتذى في الصمود والالتزام بالمبادئ. كما يؤكد السيد القائد:
“كُلّ العالم يرى اليمنيين في الموقف الصحيح وفي قضية حق يجمع عليها كُلّ الضمير الإنساني في مساندة الشعب الفلسطيني، وأن موقف اليمن المساند للشعب الفلسطيني في الاتجاه الصحيح الذي يعترف به كُلّ العالم وينسجم مع كُلّ شيء”.
هذا الموقف لن يتراجع، وسيظل “فعالاً ومؤثراً وقوياً”، لأن قوته مستمدة من الإيمان بالله، والثقة بنصره.