قال الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بالإسكندرية، إن هناك مصطلحات تتوارثها الأجيال منذ عهد المصريين القدماء، يردها البعض للإشارة إلى معاني مقصودة، معلقًا: «ففي أيام البرد القارسة استخدمنا كلمات تشير للمعنى وغيرها من المصطلحات المختلفة لتعبر عن معاني أخرى».

«10 كوالح، 10 طوالح، و10 موالح»، تلك كلمات تردد بين المصريين منذ عهد الدولة المصرية القديمة، ولا زالت حيّة ضمن المورثات الشعبية والثقافية حتى يومنا الحالي، وعن هوية المصطلح يتحدث حسين عبد البصير، خبير أثري، عبر سطور التقرير التالية.

وأضاف «عبد البصير» في تصريحات لـ«الوطن» أن المصريين لم يكن لديهم وسائل وتطبيقات للكشف عن حالة الطقس أو برامج للتنبؤ بحالته في الفصول المختلفة على مدار العام، مشيرًا إلى إطلاق مصطلح «أربعينية الشتاء»، بتقسيم الليالي ي منخفضة الحرارة إلى 40 ليلة بدءًا من 25 ديسمبر، مقسمين إياها إلى 20 ليلة بيضاء وأخرى سوداء.

وتابع قائلاً: «الليالي ي البيض يغلب عليها موجات من الصقيع وقلة الغيوم، وتتساقط خلالها الأمطار بغزارة، وتزداد العواصف والندى والشبورة، ومعظم أيامها برودة قارسة، وتقسم أيامها إلى 10 ليال كوالح بدءًا من 25 ديسمبر حتى 3 يناير، و10 ليال طوالح من 4 يناير حتى 13 يناير».

الليالي الكوالح.. البؤس من شدة البرد:

أما الليالي السود فمقسمة إلى 10 ليال موالح من 14 يناير إلى 23 يناير، والصوالح من 24 يناير إلى 2 فبراير، وتسمى «10 ليال كوالح»، والكالح هو شديد العبوس من شدة البرد والصقيع، وسميت الليالي السود بهذا الاسم من شدة البرد والتفاف الناس حول مواقد النيران.

الليالي الموالح.. كثرة الطهي واعتدال الطقس:

وقسمت منذ عهد الدولة المصرية القديمة إلى 10 ليال موالح، وهي التي تعرف فيها كثرة الطهي لإضافة الملح إلى الطعام خلال طهيه، وسميت بالموالح أي تميز طعمها وتصبح مقبولة، ثم تتبعها 10 ليال أخرى تسمى الصوالح أي بدء تحسن وتصلح الطقس تدريجيًا، والتي تبدأ من 24 يناير إلى 2 فبراير.

موت العنزات في الليالي العزازة:

وتابع عبد البصير قائلاً: «كنا نتفاءل بالليالي ي رغم اسمها المظلم، وكان يتبع الأربعينية 10 ليالٍ تعرف بالعزازة، وكانت أيام متقلبة جويًا وغير مستقر طقسها، فتارة دافئة وآخرى باردة، ويتبعها 3 ليالٍ تعرف بقرة العنز، وتعرف بهذا الاسم نظراً لتضرر وموت العنزات وقتئذ، وتنتهي في 14 فبراير».

الليالي السود.. يبدأ فيها إنبات النبات:

وقال: «تبدأ أيام الحسومات من 10 إلى 17 مارس، وهي الفترة التي يبدأ فيها الغبار والأتربة، والتي تتميز بارتفاع سرعة وهبوب الرياح، وفي الليالي السود يبدأ تلقيح الأشجار والنباتات والزهور قبل بدء الربيع، وفيها تثبت جذور الزروع ويبدأ الإنبات»، معلقاً: «في الليالي السود تبدأ ليال العود، ولذا أحب المصريون الليالي السود».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدولة المصرية القديمة الفراعنة عبد البصیر

إقرأ أيضاً:

لقطة قديمة من القصيم.. من منكم يعرف وش يسوي؟

لقطة قديمة من القصيم.. من منكم يعرف وش يسوي؟

مقالات مشابهة

  • “المصل واللقاح”: “التركيبة الشيطانية” للبرد جهل علمي وسبب للوفاة
  • أعراض شرى البرد أخطر أنواع الحساسية في الشتاء.. احذر المياه الساخنة
  • العين يبدأ رحلة «تصحيح المسار» قارياً ومحلياً مع جارديم
  • أحمد بن سعيد: مشاركة طيران الإمارات في معرض البحرين تجسد عمق الشراكة الاستراتيجية
  • لقطة قديمة من القصيم.. من منكم يعرف وش يسوي؟
  • في رثاء المطر..نعي للذكريات والحنين: صرخة لأرواح غزة
  • تأهيل موظفين في جمرك المنطقة الحرة عدن حول مصطلحات العمل الجمركي
  • رجال خسرت بسببهم كامالا هاريس الرئاسة
  • قبل الشتاء.. احذروا «حقنة البرد» وهذه الفئات الأكثر تضررًا
  • عاجل - انتخابات أمريكا 2024.. استطلاع: 86% من السود في جورجيا اختاروا هاريس