مزارعو فرنسا يهددون بمحاصرة باريس
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
#سواليف
يواصل #المزارعون في #فرنسا تظاهراتهم احتجاجا على القوانين الأوروبية في قطاع الفلاحة و #ظروف_العمل السيئة، وعدم استجابة الإجراءات الحكومية الجديدة لمطالبهِم بشكل كامل.
هذا وأعلنت نقابة اتحاد المزارعين عزمها فرض #حصار كامل على العاصمة #باريس وضواحيها لمنع توريد البضائع والسلع للمدينة.
يأتي هذا التحرك المستمر منذ أيام مع تصاعد مشاعر الغضب في الأرياف الفرنسية، حيث يحتج المزارعون على ارتفاع #تكاليف_الإنتاج والالتزامات البيئية المتزايدة.
وهناك مزارع فرنسي ينتحر كل يوم في فرنسا بنسبة تبلغ 43% مقارنة مع باقي القطاعات. وقد شكلت هذه الأرقام المخيفة كما تصفها النقابات، صدمة لدى الفرنسيين بعد أن أقدم نحو 200 مزارع على الانتحار في فترة زمنية وجيزة.
وتعقد الموقف الضغوط الاقتصادية الكبيرة التي يرزح تحتها المزارع، والتي تتزايد مع تراجع مؤشرات الاقتصاد الفرنسي، لا سيما وأن المزارع يعمل ثمانين ساعة أسبوعيًا براتب لا يتجاوز 300 يورو.
ويقول المزارع كرييستسان باجار: “لدينا مشكلة في الحصول على راتب جيد، لقد فعلوا كل شيء من أجل إحباطنا حتى إنهم جلبوا المواشي من الخارج للمضاربة على لحومنا و مواشينا. إنه النفاق بعينه”.
“تهشيم صورة الريف الفرنسي”
ويقول مختصون إن الأرقام الحقيقية لانتحار المزارعين تتخطى ما نشرته الحكومة، وتصل بحسبهم إلى 600 حالة انتحار.
وهؤلاء بحسب الجمعيات المحلية، يقدمون حياتهم من أجل إطعامنا وتوفير الغذاء للسكان رغم التغييرات المناخية الخطيرة التي يواجهونها.
من جهته، يقول المزارع لوك شاتلان: “في الماضي كان المزارع يعمل لإطعام الفرنسيين اليوم لم يعد باستطاعتنا إعالة أنفسنا، مع كل هذا الضغط الذي يمارس علينا وهذه القواعد والقوانين المفروضة علينا. إننا متعبون”.
مزارعو فرنسا
يسعى مزارعو فرنسا يوم غد الإثنين لإغلاق مداخل الطرق السريعة المؤدية إلى باريس- رويترز
وترتفع معدلات الانتحار في فرنسا بنسب أعلى كثيرًا من باقي دول الاتحاد الأوروبي. وتشير الأرقام إلى 17 حالة انتحار لكل مئة ألف من السكان في فرنسا، مقابل معدل وسطي يُقدر بنحو 12 حالة لكل مئة ألف نسمة من دول الاتحاد الأوروبي.
والحال هذه، ليس أمام المزارعين طريقة للاعتراض على هذا الواقع الصعب سوى بالتظاهر أمام المراكز الحكومية وقطع الطرقات السيًارة.
ولم تجد الحكومات المتعاقبة حلولًا جذرية لمشكلاتهم، من أجل ذلك يتوجه كثيرون نحو الانتحار، وهو الأمر الذي يساهم في تهشيم الصور المرسومة في الأذهان عن الريف الفرنسي والحياة المثالية فيه.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف المزارعون فرنسا ظروف العمل حصار باريس تكاليف الإنتاج
إقرأ أيضاً:
هل فرنسا ضعيفة أمام إسرائيل؟ ميديا بارت: باريس تدين لكن لا تعاقب
قال موقع ميديا بارت إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستغل مباراة كرة القدم بين بلده وإسرائيل لإعادة تمثيل الصداقة بين الجانبين، مشيرا إلى أن اللهجة قد ترتفع على فترات منتظمة بين باريس وتل أبيب، لكن الدبلوماسية الفرنسية لا تزال حذرة حتى الآن.
وأشار الموقع -في تقرير بقلم إلياس رمضاني- إلى أن الإعلان عن رغبة ماكرون في حضور المباراة، وسيلة لإرسال "رسالة أخوية وتضامن مع إسرائيل" بعد أعمال الشغب التي أعقبت المباراة في أمستردام الهولندية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من أين أتت عبارة "كل الطرق تؤدي إلى روما"؟list 2 of 2غارديان: الشعر عند الغزّي ليس ترفا بل رواية يكتبها تحت القصفend of listومثل ماكرون، أعلن رئيس الوزراء ميشال بارنييه ورئيسة منطقة "إيل دو فرانس" فاليري بيكريس والرئيس السابق نيكولا ساركوزي عن رغبتهم في الذهاب إلى المباراة، وقالت بيكريس إنها "منزعجة من الصور القادمة من أمستردام"، مؤكدة أنه "لا يمكن تخويف الجمهورية".
وقد اعتمد وزير الداخلية برونو روتايو اللهجة العسكرية نفسها، وأعلن نشر قوة شرطة كبيرة لتأمين اللقاء الكروي.
واعتبر الموقع أن الإبقاء على اللقاء في هذا التاريخ وفي هذا المكان لم يكن في الوارد قبل شهرين، إلا أن ماكرون شخصيا قرر خوض المباراة كما كان من المخطط لها ومن ثم حضورها، في إشارة يأمل أن تصل إلى الجالية اليهودية "التي تأثرت إلى حد كبير بغيابه عن المسيرة ضد معاداة السامية يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2023″، بحسب الموقع.
إهانة ولا عقوباتوبعيدا عن مباراة كرة قدم قليلة الأهمية رياضيا -يوضح ميديا بارت- تظهر هذه التحركات مماطلة السلطة التنفيذية الفرنسية في تعاملها مع قضايا الشرق الأوسط، وترددها بين التطلعات المتعددة والمتناقضة، في لحظة كان على فرنسا أن تدير فيها 3 أزمات مختلفة: اعتقال السلطات الإسرائيلية اثنين من دركها في القدس، وزيارة كانت مرتقبة لوزير إسرائيلي يميني متطرف هو وزير المالية بتسلئيل سموتريتش (ألغيت لاحقا)، وتنظيم هذه المباراة بعد أيام قليلة من أحداث أمستردام.
وكان من الممكن أن يضفي الحدثان الأولان الشرعية على رد فعل قوي من جانب باريس، أو حتى على حدوث أزمة دبلوماسية بين البلدين، ولكن الأولوية أعطيت للثالث، باسم العاطفة المشروعة التي أثارتها صور العنف في هولندا، يوضح ميديا بارت.
وخيم الصمت على قصر الإليزيه -كما يقول الموقع- بعد اعتقال الشرطة الإسرائيلية في القدس اثنين من رجال درك القنصلية الفرنسية في عملية متعمدة، عندما دخل ضباط شرطة إسرائيليون القنصلية الفرنسية في أثناء زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، رغم رفض الخارجية الفرنسية ذلك.
ورغم رفض السفير الإسرائيلي لدى باريس تقديم الاعتذار، فإن الأزمة الدبلوماسية التي توقعها البعض لن تحدث في نهاية المطاف، وسوف تتخلى فرنسا عن إثارة كثير من الضجيج بشأن هذه الواقعة، وبالفعل اكتفى الطرفان بأن يكتب الوزيران لبعضهما من أجل إغلاق الموضوع، وأكدت الدبلوماسية الفرنسية -في بيان صحفي- أنه "سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأعمال".
وتعزز هذه الحادثة -حسب الموقع- الشعور بوجود شكل من أشكال اللامبالاة من جانب إسرائيل تجاه باريس التي لا يبدو أن احتجاجاتها تهز حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك لأن باريس بعد كل أزمة تهتم على الفور بإطفاء النار وتسترجع رباط الصداقة مع إسرائيل.
ماذا بعد الكلمات؟وتقدمت ماتيلد بانو رئيسة مجموعة حزب فرنسا الأبية في الجمعية الوطنية بسؤال لرئيس الوزراء "كيف تجرؤ على الترحيب بأحد أقسى وجوه الإبادة الجماعية في غزة؟"، ليرد بتجديد إدانة تصريحات سموتريتش، مؤكدا أنه لن يكون هناك "أي شكل من أشكال الاتصال الحكومي معه"، وفي النهاية تم إلغاء الحفل الذي كان مزمعا تنظيمه في باريس.
وتقول النائبة صابرينا الصباحي ممازحة إن "الإدانة جيدة، نحن ندين المجازر، ندين المجاعة، حسنا، لكن ماذا بعد ذلك؟ وراء الكلمات لا يوجد شيء ملموس، وعدم القيام بأي شيء يعني إعطاء نتنياهو شيكا على بياض".
إلا أن الحكومة ذكّرت بالعقوبات المتخذة ضد 28 مستوطنا متطرفا في الضفة الغربية، وبالكلمات القوية لرئيس الدولة وتحرك الدبلوماسية الفرنسية في الهيئات الدولية.
وأشار الموقع إلى أن فرنسا، إدراكا منها لخسارة النفوذ الفرنسي في المنطقة، تنتظر القوى العظمى لتغيير الوضع، ولعل انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة قد يحل الصراع إذا نجح في إقناع إسرائيل بوقف المذبحة، مقابل الحصول على التطبيع الذي انتظره طويلا مع دول عربية.
غير أن موقف الانتظار والترقب الذي تتبناه فرنسا، في وقت تتواصل فيه التفجيرات القاتلة في غزة ولبنان، يشكل خطرا أخلاقيا وقانونيا.
وترى فرح صافي، أستاذة القانون ونائبة رئيس جمعية الحقوقيين من أجل احترام القانون الدولي، أن "فرنسا لا تحترم التزامات القانون الدولي الإنساني"، لا سيما اتفاقيات جنيف التي "تتطلب منها استخدام كل الوسائل المتاحة لوضع حد للجرائم".