سيناريوهات الرد الأميركي على هجوم البرج22
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
بعد تعهده بالرد على الهجوم الذي أودى بثلاثة جنود أميركيين، يجد الرئيس الأميركي، جو بايدن، نفسه أمام سيناريوهات عدة، عليه أن يختار أفضلها للرد على الهجمات التي تطال القوات الأميركية في المنطقة، بشكل يردع إيران ووكلائها ويخفف من حدة الانتقادات التي تطال البيت الأبيض من داخل الكونغرس.
وتعهد بايدن الأحد بالرد بعد هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة في الأردن حمّل مسؤوليته لفصائل مدعومة من إيران، في ظل تزايد الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة.
وقال بايدن أثناء قيامه بزيارة إلى ولاية ساوث كارولاينا "كان يومنا صعبا الليلة الماضية في الشرق الأوسط. فقدنا ثلاثة أرواح شجاعة"، قبل أن يتعهد بأن الولايات المتحدة "سترد".
وأعلن الجيش الأميركي، الأحد، مقتل ثلاثة من جنوده وإصابة نحو 25 آخرين بهجوم لمسيرة استهدف قاعدة تضم قوات أميركية في الأردن، وبينما قال البيت البيض إنه لا يزال يجمع معلومات عن الهجوم، كشفت التقارير الأولية بعض تفاصيل ما حدث.
وذكرت شبكة "سي أن أن" وصحيفة "وول ستريت جورنال" أن الموقع المستهدف هو "البرج 22"، وهو موقع عسكري صغير في الأردن، بالقرب من حدود البلاد مع سوريا.
خيارات على الطاولةولم تكشف واشنطن خياراتها المتاحة للرد على الهجوم قرب الحدود مع سوريا، فيما يرى محللون أن هناك عددا من السيناريوهات المحتملة للتعامل مع هذه التهديدات.
وهذه المرة الأولى التي يقتل فيها عسكريون أميركيون بنيران معادية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
ويأتي ذلك في وقت يواجه فيه بايدن انتقادات داخل الكونغرس بسبب ضرباته الأخيرة ضد المتمردين الحوثيين في اليمن وجماعات الميليشيات الأخرى في الشرق الأوسط.
ويجادل مشرعون بأن الرئيس يفتقر إلى السلطة لتنفيذ الضربات من جانب واحد، بينما على العكس من ذلك، يقول صقور السياسة الخارجية إنه لا يذهب بعيدا بما فيه الكفاية، وفق ما نقل موقع "أكسيوس"
لكن هذا النقاش داخل الكونغرس لا يحتمل أن يمنع الرد الأميركي على الهجوم الذي أودى بالجنود الثلاثة، ويرى ريتشارد وايتز، المحلل السياسي والعسكري بمعهد هدسون، أن هناك خيارات سهلة وأخرى صعبة أمام الرئيس الأميركي للرد على الهجوم الأخير.
يقول وايتز في حديث لموقع "الحرة" إن الخيار الأسهل والأقرب هو مهاجمة أهداف إيرانية في سوريا، وهو ما قامت به القوات الأميركية من قبل دون رد فعل من النظام السوري.
السيناريو الأصعب، بالنسبة لوايتز، هو مهاجمة أهداف إيرانية في العراق في ظل محادثات سحب القوات، بحسب المحلل الذي يضيف أن تنفيذ ضربات في العراق ستكون الخطوة الأكثر جرأة، "ولا أعرف إن كان بايدن سيذهب في هذا الاتجاه في وقت هناك مطالب داخل الكونغرس للقيام بذلك".
ويقول المحلل إن هناك سيناريو آخر وهو مهاجمة إيران مباشرة، لكنه استعبد أن يقدم الرئيس الأميركي على خطوة كهذه. وأوضح "سأكون متفاجئا إن قام بايدن بذلك، لانه أتيحت له الفرصة للقيام بذلك في السابق لكنه امتنع".
ويتابع وايتز أن هناك أعضاء جمهوريين في الكونغرس يطالبون بهذا الخيار "أسهل بالنسبة لهم لأنهم ليسوا في السلطة" يقول، في إشارة إلى صعوبة هذا الخيار.
واستُهدفت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بأكثر من 150 هجوما منذ منتصف أكتوبر، وفق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ونفذت واشنطن ضربات انتقامية في كلا البلدين.
خيارات تستبعد الحرب المباشرةيؤكد دافيد رمضان، النائب الجمهوري السابق عن ولاية فرجينيا، أن واشنطن سترد بكل تأكيد، وربما "برد أكثر قوة مما يتوقع كثيرون".
ويستدرك رمضان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج مايسن "أنه مع ذلك فخيارات الرد ستكون ضمن حدود عدم الرغبة في خوض حرب مباشرة مع إيران وتجنب نزاع إقليمي في الشرق الأوسط.
من بين السيناريوهات المحتملة، بحسب رمضان، هو توجيه ضربة تستهدف البنية التحتية العسكرية الإيرانية"
سيناريو آخر يقول رمضان هو اتخاذ إجراءات غير مباشرة من خلال وكلاء إقليميين.
ومنذ أكثر من شهرين، يشنّ المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن هجمات في البحر الأحمر تستهدف سفنا يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك دعما للفلسطينيين في غزة، بحسب قولهم.
وردت الولايات المتحدة وبريطانيا بسلسلتين من الضربات المشتركة ضد الحوثيين، كما نفذت القوات الأميركية غارات أحادية ضد الحوثيين الذين أعلنوا مذاك أن المصالح الأميركية والبريطانية صارت أهدافا مشروعة.
وأثار العنف المتزايد في أجزاء متعددة من الشرق الأوسط مخاوف من نشوب نزاع إقليمي أوسع يشمل إيران بشكل مباشر - وهو السيناريو الأسوأ الذي تسعى واشنطن بشدة إلى تجنبه، بحسب تأكيدات المسؤولين الأميركيين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القوات الأمیرکیة داخل الکونغرس الشرق الأوسط على الهجوم
إقرأ أيضاً:
معلومات عن صاروخ فرط صوتي أطلقته روسيا على أوكرانيا
أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، بإطلاق صاروخ روسي جديد فرط صوتي على أوكرانيا. وهذا السلاح غير المعروف حتى الآن استخدمته روسيا للمرة الأولى ضد أوكرانيا.
في ما يلي ما نعرفه عن هذا الصاروخ التجريبي الذي أطلق عليه اسم "أوريشنيك".
- آلاف الكيلومترات
حتى استخدامه أمس الخميس، لم يكن وجود هذا السلاح الجديد معروفا. ووصفه بوتين بأنه صاروخ بالستي "متوسط المدى" يمكنه بالتالي بلوغ أهداف يتراوح مداها بين 3000 و5500 كيلومتر.
وبحسب الرئيس الروسي، فإن إطلاق الصاروخ كان بمثابة تجربة في الظروف القتالية ما يعني أن هذا السلاح لا يزال قيد التطوير. ولم يعط أي إشارة إلى عدد الأنظمة الموجودة، لكنه هدد بإعادة استخدامه.
قال مصدر رفيع في هيئة الأركان الأوكرانية أن روسيا لا تملك سوى "بضع وحدات" من هذا الصاروخ.
تبلغ المسافة بين منطقة أستراخان الروسية التي أطلق منها صاروخ "أوريشنيك"، أمس الخميس بحسب كييف، ومصنع تصنيع الأقمار الاصطناعية "بيفدينماش" الذي أصابه الصاروخ في دنيبرو (وسط شرق أوكرانيا)، تقريبا ألف كلم.
ورغم أنه لا يدخل ضمن فئة الصواريخ العابرة للقارات (التي يزيد مداها عن 5500 كيلومتر)، فإن الصاروخ "أوريشنيك" يمكنه إذا أطلق من الشرق الأقصى الروسي نظريا أن يضرب أهدافا على الساحل الغربي للولايات المتحدة.
وقال بافيل بودفيغ الباحث في معهد الأمم المتحدة لأبحاث نزع السلاح (Unidir) في جنيف، في مقابلة صحافية، إن "أوريشنيك يمكنه (أيضا) أن يهدد أوروبا بأكملها تقريبا".
- 3 كلم في الثانية
أوضحت سابرينا سينغ نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للصحافة أمس الخميس، أن "أوريشنيك" "يعتمد على النموذج الروسي للصاروخ البالستي العابر للقارات "RS-26 Roubej" (المشتق نفسه من "RS-24 Iars").
وقال الخبير العسكري إيان ماتفييف، على تطبيق "تلغرام"، إن "هذا النظام مكلف كثيرا ولا يتم إنتاجه بكميات كبيرة"، مؤكدا أن الصاروخ يمكن أن يحمل شحنة متفجرة بزنة "عدة أطنان".
في عام 2018، تم تجميد برنامج التسليح RS-26 Roubej، الذي يعود أول اختبار ناجح له إلى عام 2012، بحسب وكالة "تاس"الروسية للأنباء، "بالتزامن" مع تطوير الجيل الجديد من أنظمة الجيل الجديد Avangard التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ويفترض أنها قادرة على الوصول إلى هدف في أي مكان في العالم تقريبا.
بحسب بوتين، فإن الصاروخ "أوريشنيك"، الذي تم إطلاقه الخميس "في تكوينه غير النووي الذي تفوق سرعته سرعة الصوت"، يمكن أن تصل سرعته إلى 10 ماخ، "أو 2,5 إلى 3 كيلومترات في الثانية" (حوالي 12350 كلم في الساعة).
وأضاف "لا توجد أي طريقة اليوم للتصدي لمثل هذه الأسلحة".
- عدة رؤوس
أخيرا، سيتم تجهيز "أوريشنيك" أيضا بشحنات قابلة للمناورة في الهواء، مما يزيد من صعوبة اعتراضه.
وشدد بوتين على أن "أنظمة الدفاع الجوي المتوفرة حاليا في العالم وأنظمة الدفاع الصاروخي التي نصبها الأميركيون في أوروبا لا تعترض هذه الصواريخ. هذا مستبعد".
وأظهر مقطع فيديو لإطلاق الصاروخ، نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، ست ومضات قوية متتالية تسقط من السماء وقت الهجوم، في إشارة بحسب الخبراء إلى أن الصاروخ يحمل ست شحنات على الأقل.
يقوم هذا على تجهيز صاروخ بعدة رؤوس حربية، نووية أو تقليدية، يتبع كل منها مسارا مستقلا عند دخوله الغلاف الجوي.