تأمل الأوساط السياسية اللبنانية أن يدفع انطلاق تحرك سفراء اللجنة «الخماسية» (الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، وقطر) لدى لبنان بلقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري غداً ، بناء لموعد طلبه السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو، إلى إنهاء فترة «السماح القسري» التي لا تزال تشكل عقبة أمام إخراج انتخاب رئيس للجمهورية من التأزّم.



وكتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": يأتي هذا التحرك في غياب التواصل بين الكتل النيابية المنتمية إلى «محور الممانعة» والمنتمية إلى قوى المعارضة التي تقاطعت سابقاً مع «اللقاء الديمقراطي» النيابي و«التيار الوطني الحر» على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور في وجه رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية المدعوم من «الثنائي الشيعي» الذي يتمسك بترشيحه، ولا يبدي استعداداً على الأقل في المدى المنظور للانخراط في البحث عن مرشح ثالث، تجاوباً مع ما خلص إليه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في زيارته الأخيرة لبيروت.
ولم يُعرف ما إذا كانت قوى المعارضة، ومعها «اللقاء الديمقراطي» (برئاسة النائب تيمور جنبلاط) و«التيار الوطني» (برئاسة النائب جبران باسيل)، صامدة أمام تقاطعها على ترشيح أزعور، أم أنها تتوخى من التمسك بترشيحه فتح الباب لصالح التوافق على ترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث، رغم أن غالبية النواب المنتمين إلى حزب «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني» أكدوا، على هامش مشاركتهم في الجلسات التشريعية التي خُصصت لإقرار قانون الموازنة للعام الحالي، أنهم يتمسكون بترشيحه.

لكن تمسك المعارضة و«التيار الوطني» بترشيحهما لأزعور، الذي أبلغ نواباً التقاهم أثناء وجوده في بيروت لتمضيته عطلة الأعياد، بأنه ماضٍ في خوضه المعركة الرئاسية، اصطدم بتمايز الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عنهما بإعلانه عدم ممانعته انتخاب فرنجية أو غيره، مشترطاً أن يحظى التوافق على انتخابه بتأييد كتلة نيابية وازنة، في إشارة إلى واحدة من اثنتين: كتلة «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية)، أو تكتل «لبنان القوي» (التيار الوطني).

فجنبلاط الأب ليس في وارد السير بانتخاب رئيس لا يحظى بتأييد إحدى هاتين الكتلتين، كونه ينأى عن إقحام «اللقاء الديمقراطي» في اشتباك مع المسيحيين، وهذا ما أبلغه إلى فرنجية عندما أولم على شرفه في دارته في كليمنصو، وبالتالي ليس دقيقاً القول إنه استدار لصالح فرنجية.

فبدء سفراء اللجنة «الخماسية» بجولة على رؤساء الكتل النيابية، يأتي في سياق حث النواب على ضرورة التوافق لصالح ترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث، من دون تبنيهم لأي مرشح، حرصاً منهم على عدم التدخل ترشُّحاً في انتخاب الرئيس الذي يعود القرار فيه للنواب.
ويأتي تحرك سفراء «الخماسية»، كما علمت «الشرق الأوسط»، في سياق إعادة تحريك الملف الرئاسي للتأكد من مدى استعداد الكتل النيابية للتفاهم على رئيس توافقي تتوافر فيه المواصفات التي يفترض أن يتمتع بها، وكان سبق لـ«الخماسية» أن حددتها، ولجس نبضهم لمعرفة ما إذا كانت لديهم مقاربة جديدة لإخراج انتخاب الرئيس من التأزم غير تلك التي أبلغوها للودريان في لقاءاته بهم، ليكون في وسع «الخماسية» في اجتماعها على مستوى ممثلي الدول الخمس أن يبنوا على الشيء مقتضاه، بدلاً من العودة إلى المربع الأول؛ أي إلى نقطة الصفر.

كما أن ما يهم السفراء الخمسة في جولتهم أن يحيطوا الكتل النيابية علماً أن لا مجال للرهان على وجود تباين بداخل «الخماسية» يمكنهم التأسيس عليه لتبرير تمسكهم بخياراتهم التي تطيل أمد الشغور الرئاسي، في إشارة إلى أن قطر على تناغم مع الدول الأعضاء في اللجنة، وهذا ما أكده سفيرها لدى لبنان سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني لقيادة تيار «المردة»، كما علمت «الشرق الأوسط» من مصدر نيابي وثيق الصلة بفرنجية.
وبالنسبة إلى ما يتردد حول احتمال ضم إيران إلى اللجنة «الخماسية» لما تتمتع به من نفوذ سياسي في لبنان من خلال محور الممانعة الذي يشكل «حزب الله» قوته الضاربة، أكد مصدر رفيع في «الخماسية» أن ضمها إلى اللجنة ليس مطروحاً، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن فرنسا وقطر تتقاسمان الأدوار في تواصلهما مع طهران و«حزب الله» ولم تنقطعا عن تشاورهما مع الأخير لإقناعه بعدم ربطه انتخاب الرئيس بالحرب في غزة وامتدادها إلى جنوب لبنان؛ لأن مثل هذا الترابط يؤدي إلى ترحيل انتخابه لأمد طويل.

وإلى أن ينهي السفراء الخمسة جولتهم تمهيداً للقاء «الخماسية» المرتقب على مستوى ممثلي الدول الأعضاء، فإن كفة الخيار الرئاسي الثالث تبقى هي الراجحة، رغم أن فرنجية ماضٍ في خوضه المعركة ولا يبدي أي استعداد لعزوفه عن الترشح، ما يعني أن المنافسة ستدور بينه وبين قائد الجيش العماد جوزف عون.
ويبقى السؤال: هل تتمكن «الخماسية» من فتح ثغرة في الأفق المسدود الذي لا يزال يعطل انتخاب الرئيس، أو أن تمديد الشغور الرئاسي سيبقى قائماً إلى ما بعد جلاء الموقف بصورة نهائية على الجبهة الغزاوية، إلا إذا بادرت طهران للتدخل لدى حليفها «حزب الله» طلباً لتنعيم موقفه بما يؤدي إلى فك الارتباط بين مسار الاستحقاق الرئاسي وبين المسار الآخر الممتد من غزة إلى جنوب لبنان، بغياب الضمانات الدولية لكبح جماح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ومنعه من توسعة الحرب نحو الجبهة الشمالية، مع أن لبنان بوضعه الراهن لا يتحمل تسديد فاتورة التكلفة المترتبة على توسعتها في ظل ارتفاع منسوب الانقسام الداخلي باتهام المعارضة لـ«حزب الله» بالإمساك بقرار السلم والحرب، بخلاف اندفاع حكومة تصريف الأعمال للتخفيف من أثقاله السياسية لدى المجتمع الدولي؟

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التیار الوطنی الکتل النیابیة انتخاب الرئیس حزب الله

إقرأ أيضاً:

«ذئاب روما» يعود بـ «صيد الخماسية»!

روما (أ ف ب)

أخبار ذات صلة نابولي يرتقي إلى صدارة «الكالشيو» يوريتش مدرباً لساوثهامبتون


عاد روما إلى سكة الانتصارات بإكرامه وفادة ضيفه بارما بخماسية نظيفة بمذاق أرجنتيني، بينها ثنائية لصانع الألعاب باولو ديبالا، على الملعب الأولمبي في العاصمة في المرحلة السابعة عشرة من الدوري الإيطالي لكرة القدم.
وحسم روما نتيجة المباراة في شوطها الأول وبهدفين مبكرين حملا توقيع ديبالا في الدقيقة الثامنة من ركلة جزاء اقتنصها بنفسه، إثر عرقلته داخل المنطقة من المدافع المجري بوتوند بالوج، والدولي البلجيكي أليكسيس سالميكرز بتسديدة بيمناه، من تمريرة من المدافع الإسباني أنخيلينو (13).
وعزز ديبالا تقدم روما مطلع الشوط الثاني بتسجيله الهدف الشخصي الثاني والثالث لفريقه بمتابعته بيسراه من مسافة قريبة كرة من الأوكراني أرتيم دوفبيك (51)، قبل أن يضيف الأرجنتيني الآخر لياندرو باريديس الهدف الرابع من ركلة جزاء اقتنصها سالميكرز بعرقلته من المدافع الروماني فالنتين ميخايلا (74).
وختم دوفبيك المهرجان بتسجيله الهدف الخامس، بعد تلقيه كرة من ديبالا أمام المرمى المشرع أمامه فتابعها بركبته اليسرى (83).
واستعاد رجال المدرب كلاوديو رانييري توازنهم عقب الخسارة القاتلة أمام مضيفه كومو الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء بهدفين في الدقيقتين الثالثة والسابعة من الوقت بدل الضائع الأخيرة في المرحلة الماضية.
وهو الفوز الثاني لروما خمس مباريات حتى الآن في الدوري بقيادة رانييري الذي استلم المهمة خلفاً للكرواتي إيفان يوريتش «المقال» من منصبه بسبب النتائج المخيبة.
كما هو الفوز الثاني توالياً والرابع لنادي العاصمة في مبارياته الثماني بإشراف رانييري في مختلف المسابقات، بعد تغلبه على ليتشي 4-1 في المرحلة الخامسة عشرة وسمبدوريا من الدرجة الثانية بالنتيجة ذاتها في ثمن نهائي مسابقة الكأس المحلية وسبورتينج براغا البرتغالي 3-0 في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليج»، مقابل تعادل مع توتنهام الإنجليزي 2-2 في المسابقة القارية وثلاث هزائم أمام نابولي 0-1 وأتالانتا 0-2 وكومو.
ورفع روما رصيده الى 19 نقطة وصعد إلى المركز الحادي عشر مقابل 15 نقطة لبارما الذي مني بخسارته الثالثة توالياً والثامنة هذا الموسم فبقي في المركز الخامس عشر.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى الاستقلال
  • نعمة افرام: هناك خوف على الكيان في لبنان بحال فشلنا في انتخاب رئيس للجمهورية
  • الخازن زار دريان: لتكون جلسة 9 كانون الثاني محطة جدية لانتخاب رئيس
  • سكاف: التفاهم المسبق يسهل عملية انتخاب الرئيس
  • التيار يشهر الفيتو في وجه ثلاثة مرشحين
  • الخليل هنأ بالأعياد: عسى أن تحمل بركتها حلولاً للأزمات وأولها انتخاب رئيس
  • «ذئاب روما» يعود بـ «صيد الخماسية»!
  • التيار في زحلة: ارتفاع علم لبنان فوق المراكز الفلسطينية في شرق البلدة بارقة أمل
  • إهتمام فرنسيّ بانتخاب رئيس في 9 ك2 وبري يبدي تفاؤلاً.. بدء نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات
  • شمعون يدعو لتأجيل انتخاب الرئيس إلى حين انقضاء مهلة الـ 60 يوماً