3 أمور تكشف هشاشة الاحتلال الإسرائيلي.. أهمها فقدان الدعم الغربي
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
لم يكن وصف سياسيي الاحتلال الإسرائيلي للحرب التي تعيشها الآن إسرائيل بحرب وجودية بدرب من التهويل والمبالغة، فقد خرج بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال يقول: «نحن في حرب وجودية لا بد من خوضها حتى النصر»، بحسبما ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية».
وفي ظل مجموعة من الركائز التي قامت عليها دولة الاحتلال إلا أن هجمات الفصائل الفلسطينية جاءت مزلزلة الكيان المحتل الذي يعاني وأسهمت في ظهور هشهشة حكومة «نتنياهو»، بحسبما كشف الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، خلال حديثه مع «الوطن»، متطرقا للحديث عن 3 جوانب مرتبطة بالأمر.
ومنذ ظهور الكيان الصهيوني، كانت عقيدته الأولى هي التفوق العسكري والتقني والتي عرفت بعد ذلك بقوة الردع الإسرائيلية، محاولا جيش الاحتلال الترويج لنفسه على أنه جيش لا يقهر وأجهزته الاستخباراتية تعلم الغيب قبل وقوعه ولكن في السنوات الأخيرة تلاشت قوي الردع خصوصا أمام الفصائل الفلسطينية التي فرضت نفسها عليها حتى وصل الفشل العسكري الإسرائيلي ذروته في السابع من أكتوبر الماضي.
وفسر «الرقب» تلاشي قوة الردع بأن دولة الاحتلال المجهزة بأحدث الأسلحة والمعدات تعجز عن تحقيق أي انتصار أمام الفصائل الفلسطينية في غزة، التي تمتلك أسلحة بدائية ولا تقارن بإمكانيات جيش الاحتلال ولم تحقق حتى الأن أي هدف من أهدافها المعلنة، سواء كان تحرير الأسرى، أو القضاء على قيادات الفصائل الفلسطينية، أو السيطرة على قطاع غزة وإزالة مصادر التهديد.
يتبع تلاشي قوة الردع أمام الفصائل أمر آخر يعد دليلا على هشاشة الكيان الصهيوني وهي تراجع الهجرة إلى دولتها؛ فقد قامت إسرائيل على الهجرة، هجرة اليهود من شتى بقاع الأرض، ولكن السابع من أكتوبر بدأت كل المفاهيم المتعلقة بدولة الأمن والاستقرار تتلاشى فوجد المستوطن الإسرائيلي أن أحلام الأمن تلاشت، كما واجهت إسرائيل مشكلة هي الأخطر في تاريخها وهي الهجرة العكسية، بحسبما أشارت إليه صحف إسرائيلية.
وعلق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، على ما يتعلق بالهجرة بأن منذ أحداث السابع من أكتوبر هاجر ما يقرب 900 ألف إسرائيلي بلا عودة، متابعا: «معظم المستوطنيين داخل إسرائيل مزدوجي الجنسية لن يتوانوا عن مغادرة إسرائيل حين الشعور بعدم الاستقرار والأمان التي تفقده دولة الاحتلال حاليا».
وأشار «الرقب»، إلى أن عددا كبيرا من الإسرائيليين باتوا عالقين فيها ولا يجدون طريق الهجرة بسبب غلق المطارات وصعوبة الهجرة حاليا، مردفا أن إذا توالت ضربات الفصائل الفلسطينية ستشهد إسرائيل أعدادا غير مسبوقة من الهجرة العكسية.
نقطة أخرى تحدث عنها «الرقب» وهي تراجع الدعم الغربي غير المحدود للكيان الصهيوني، قائلا إن إسرائيل هي وليدة الغرب وبدأ المناداة بتأسيسها على الأراضي الفلسطينية قبل وعد بلفور بـ118 عاما، وكان أول من نادى بتأسيس وطن قومي لليهود كان الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت عام 1799.
وأضاف «الرقب» إن الدعم الغربي راسخ لإسرائيل، حيث تخدم مصالح العديد من الدول ولكن بعد السابع من أكتوبر بدأ عدد من الشعوب الغربية وخصوصا في الولايات المتحدة بالمطالبة بوقف الدعم الأمريكي حتى إن الشعوب الغربية بدأت تضغط على حكوماتها تحييدها عن دعم إسرائيل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دولة الاحتلال الإسرائيلي الاحتلال الكيان الصهيوني إسرائيل الفصائل الفلسطینیة السابع من أکتوبر أمام الفصائل الدعم الغربی
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يقرّ بـ«فشل استخباراتي كارثي» في 7 أكتوبر 2023
نشر الجيش الإسرائيلي، الخميس، نتائج التحقيق في أحداث السابع من أكتوبر 2023، وأبرزَ فيها إخفاقات استراتيجية واستخبارية كبيرة أتاحت لحركة “حماس” شنّ أكبر هجوم على الدولة العبرية في تاريخها.
وأكد الجيش الإسرائيلي، في ملخص عن التقرير لوسائل الإعلام، أن قواته “أخفقت في حماية المواطنين الإسرائيليين. جرى التفوّق على فرقة غزة (الإسرائيلية)، في الساعات الأولى من الحرب، مع سيطرة الإرهابيين (على الأرض)، وارتكابهم مجازر في المجتمعات وعلى الطرق في المنطقة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال مسؤول عسكري، للصحافيين: “السابع من أكتوبر كان عبارة عن إخفاق تام”، والجيش “أخفق في تنفيذ مهمة حماية المدنيين الإسرائيليين”، مضيفاً: “كثير من المدنيين قُتلوا في ذلك اليوم، وهم يسألون أنفسهم وبصوت مرتفع: أين كان الجيش الإسرائيلي؟”.
وقال المسؤول أيضاً: “لم نتصوّر حتى أن سيناريو كهذا كان ممكناً”، مشيراً إلى أن عناصر فصائل فلسطينية تتقدمها حركة “حماس”، باغتوا إسرائيل؛ ليس فحسب من حيث حجم الهجوم، بل أيضاً بـ”وحشيته”.
وخلص التحقيق إلى أن الحركة شنّت هجوم السابع من أكتوبر 2023 على ثلاث دفعات، وأن أكثر من خمسة آلاف شخص عبَروا إلى جنوب الدولة العبرية من قطاع غزة.
وأفاد ملخص التقرير بأن “الدفعة الأولى… ضمّت أكثر من ألف من إرهابيي (وحدة) النخبة (في حماس) الذين تسلّلوا تحت ستار من النيران الكثيفة”، مشيراً إلى أن الدفعة الثانية ضمّت ألفيْ مسلّح، في حين تخلّل الثالثة دخول مئات المسلَّحين يرافقهم آلاف المدنيين”. وأضاف: “في المجموع، تسلّل قرابة خمسة آلاف إرهابي إلى الأراضي الإسرائيلية خلال الهجوم”.
وأشار التقرير كذلك إلى البطء الشديد والفوضى التي سادت في التعامل مع الهجوم، الذي قال إنه بدأ صباحاً، لكنّ التصدي له بدأ في ساعات الظهيرة، معتبراً أنه “فشل في صد الهجوم عند بدايته”.
وأقرّ مسؤول عسكري إسرائيلي بأن الجيش كان يتمتع بثقة مفرطة، وأساء تقدير قدرات “حماس”، قبل أن تشنّ هجومها. وأكد المسؤول أنه لم يكن في حوزة الجيش “فهم شامل لقدرات العدو العسكرية”، وأنه كان يُبدي ثقة مفرطة حيال معلوماته عن الحركة.
وخلص التقرير إلى ضرورة زيادة عدد القوات والموارد والعتاد بسبب الحاجة لزيادة الانتشار العسكري على الحدود.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن التقرير قوله “إن إسرائيل لا يمكن أن تسمح بظهور تهديدات قرب حدودها، مشدداً على أولوية إزالة هذه التهديدات”.
وأكد التقرير الحاجة لزيادة القوات البرية والجوية وعمليات جمع المعلومات الاستخبارية، موضحاً أن تحقيق الجيش وضَع الأسس لمفهوم أمني معدل يجري تنفيذه بالفعل في سوريا ولبنان؛ حيث تمركزت قوات إسرائيلية على طول الحدود.
وأشار إلى أن الجيش كانت لديه معلومات عن مخطط “حماس” لشن هجوم واسع النطاق منذ عام 2018، وأن يحيى السنوار فكر، أول مرة في 2016، في تنفيذ عملية على غرار هجوم السابع من أكتوبر.
وذكر التقرير أن التحقيق، الذي أجراه الجيش الإسرائيلي، قال إنه رصد مؤشرات على شن هجوم محتمل، لكنها لم تكن قوية بما يكفي لتغيير اعتقاد الجيش بأن “حماس” لن تشن هجوماً واسعاً.
وتجنَّب التقرير انتقاد القيادة المدنية في إسرائيل؛ ومنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وركز فقط على الجيش.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن تحقيقات الجيش كشفت أن نتنياهو أصدر تعليماته، قبل 3 أشهر من الهجوم، بالتركيز على إيران و”حزب الله” والضفة الغربية، مع تهدئة التوتر بشأن قطاع غزة.
وقال موقع “واي نت” الإخباري إن وزير الدفاع يسرائيل كاتس أمر الجيش بإرسال تحقيقاته في هجوم 7 أكتوبر “على الفور” إلى رئيس الوزراء.