الاستحقاق الداهم والمثير للمخاوف المتزايدة منذ نحو أربعة اشهر استمرّ ويعود مثقلا بمزيد من المخاوف حيال انزلاق لبنان الى حرب تنصب أفخاخها بصورة مكشوفة إسرائيل وتحشد لها التهديدات مقترنة بالحشود العسكرية.
كما ان التطورات الإقليمية المتلاحقة في المنطقة تشكل عاملا إضافيا من عوامل ازدياد القلق لبنانيا لا سيما في ظل التداعيات المتوقعة للهجوم الذي استهدف امس قاعدة في شمال شرق الأردن وادى الى مقتل ثلاثة جنود اميركيين واصابة 34 آخرين بجروح وما يمكن ان يستتبعه ويستدرجه من تداعيات خطيرة في المنطقة من شأنها ان تنعكس على الجبهة الجنوبية.



وسط هذه الأجواء الملبدة تناول البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الوضع القائم في الجنوب في عظته امس فقال بعدما أعرب عن اسفه " أن نرى شعبنا في لبنان في حالة الذلّ والفقر والتقهقر الإجتماعيّ إقتصاديًّا وماليًّا وترقيًّا".." يعرب لنا أهالي القرى الحدوديّة في الجنوب عن وجعهم لتخلّي الدولة عنهم وعن واجباتها ومسؤوليّاتها تجاههم. فهم بكبارهم وصغارهم يعيشون وطأة الحرب المفروضة عليهم والمرفوضة منهم إذ يعتبرون ان لا شأن للبنان واللبنانيّين بها. ويكتبون إلينا: "نعيش ضغوط الحرب النفسيّة وتسحق أعصابنا أهوال الغارا ت اليوميّة وأصوات القذائف المدويّة. وأطفالنا محرومون من وسائل الترفيه ولا يتلقون تعليما مدرسيًا منتظمًا إلا عن بُعْد بسبب الإقفال القسري لمدارسنا الذي فرضته الحرب الحالّية.
ويتابعون:"بإمكانكم أن تتصّوروا مدى الفشل والفوضى والإخفاق والقلق الذي يترتّب على هذا الواقع المرير، وتداعياته على المستقبل التعليميّ والنفسيّ لأولدنا...ويضيفون: اسمحوا لي اقولها بالفم الملآن - ليس تخليًّا عن القضايا الوطنيّة ولا العربية ، بل انطلقًا من صدقي مع ذاتي - أرفض أن أكون وأفراد أسرتي رهائن ودروعا بشريّة وكبش محرقة لسياسات لبنانية فاشلة، ولثقافة الموت التي لم تجّر على بلادنا سوى الإنتصارات الوهميّة والهزائم المخزية. إنّنا نسمعهم وقلبنا ينزف دمًا. ونعمل كلّ ما بوسعنا لمساعدتهم بشتى الوسائل بالتعاون مع ذوي الإرادات الحسنة" .

وكتبت" النهار": لان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وضع يده مجددا على جرح الأهالي الجنوبيين النازف بسبب استجرار الخراب والدمار والشلل الى المناطق الحدودية، وتحدث باسمهم مباشرة ونقل ما يصله منهم من شكاوى مباشرة، اشعل هواة التخوين المعروفي الاتجاهات والارتباطات والتمويل والتوجيه مجددا هوايتهم و"ثقافتهم" مستهدفينه بالمشين والمقذع من التعبير السوقي عبر مواقع التواصل الاجتماعي في حين ان أحدا لا يجرؤ على وضع الأصبع على فداحة الخسائر البشرية وجسامة الدمار اللاحق بعشرات البلدات والقرى في المنطقة الحدودية والاهم على معاناة ما بات يقرب من مئة الف نازح جنوبي من منازلهم.
وأفيد ان عددا من المحامين في حزب "حركة التغيير" سيقدمون اليوم بشكاوى جزائية امام النيابة العامة التمييزية في بيروت ضد كل من تناول البطريرك الماروني بالإساءات.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مخلفات الاحتلال.. مصائد موت تفتك بالعائدين إلى منازلهم المدمرة في غزة

غزة- "فجأة وقع انفجار كبير، طرت في الهواء، ووجدت نفسي بعد ذلك في المستشفى"، بهذا يلخص الشاب العشريني طلال السميري الحادثة التي أصيب بها بجروح في أنحاء جسده وفقد وعيه، جراء انفجار ذخائر من مخلفات قوات الاحتلال الإسرائيلي.

أنهك النزوح السميري (28 عاما)، وعندما دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ودولة الاحتلال حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، قرر العودة إلى منزله في شرق منطقة القرارة شمال شرقي مدينة خان يونس، التي كانت مسرحا لعمليات جيش الاحتلال إبان العملية العسكرية البرية الواسعة واجتياح المدينة في الفترة ما بين ديسمبر/كانون الأول وأبريل/نيسان الماضيين.

ولخطورة هذه المنطقة القريبة من السياج الأمني الإسرائيلي المحيط بقطاع غزة من الناحية الشرقية، اضطر طلال وأسرته للنزوح مع بداية اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعايشوا ويلات التنقل الجبري من مكان إلى آخر.

الشاب طلال السميري أصيب بجروح وحروق في أنحاء جسده جراء انفجار عبوة من مخلفات الاحتلال (الجزيرة) قنابل موقوتة

كان السميري يعلم أن منزله مدمر، ولكنه سارع عائدا إلى المنطقة التي شهدت ولادته ونشأته، يقوده الشوق والحنين إليها. وقال للجزيرة نت "دمروا منزلنا منذ بداية الحرب، ولكنني ذهبت لإقامة مأوى لأسرتي والعودة للعيش في المنطقة التي نعرفها وتعرفنا".

وإلى جانب بقايا منزله المدمر عمل الرجل بجد على إقامة غرفتين من الصفيح والخشب والقماش، لتهيئة المكان لعودة أسرته، وبينما هو منهمك في ذلك شاهد جرافة تابعة للبلدية تعمل على مقربة منه. وقال "ذهبت لأطلب من سائق الجرافة أن يزيل الركام ويفتح الشارع لنتمكن من السير ونقل أمتعتنا، وقبل أن أتحدث معه وقع انفجار كبير".

أصيب طلال بشظايا في ساعده وبطنه ووجهه، وفقد وعيه، ولمّا استيقظ وجد نفسه على سرير يتلقى العلاج في مجمع ناصر الطبي غرب مدينة خان يونس.

إعلان

مر نحو أسبوعين على هذه الحادثة، ولا يزال طلال وعدد آخر من الجرحى الذين أصيبوا معه يتلقون العلاج في المستشفى، وبعضهم في حالة صحية صعبة استدعت دخولهم قسم العناية الفائقة، وبينهم أطفال أصيبوا بحالات بتر في الأطراف وإعاقات دائمة.

عشرات آلاف الفلسطينيين عادوا إلى مناطقهم المنكوبة بدون تأمينها من مخلفات الاحتلال (الأوروبية) فقد عينه

أحد هؤلاء الأطفال هو سعيد عبد الغفور (15 عاما)، الذي كان على مقربة من الجرافة يتابعها مع أطفال وفتية آخرين وهي تعمل على تسوية الأراضي وتهيئتها من أجل التسهيل على سكان المنطقة للعودة إليها.

فقد هذا الطفل عينه، وأصيب بحروق شديدة في الوجه وأنحاء متفرقة من جسده، ولا يزال يتلقى العلاج في قسم الجراحة بمجمع ناصر الطبي.

لا يعلم عبد الغفور ما الذي حدث بالضبط، لكن هذه الحادثة ستترك أثرها عليه لبقية حياته وقد فقد عينه اليمنى. وقال للجزيرة نت "كنت قرب الجرافة وهي تعمل على تسوية الشوارع والأراضي وإزالة الركام والأنقاض، وفجأة وقع الانفجار".

لم يحتمل هذا الطفل الحديث طويلا عن الحدث، واستكمل والده عبد الحي الحديث، وذكر للجزيرة نت قائلا "يبدو أن عبوة ناسفة تفجرت بعد أن داستها الجرافة وأصابت عددا كبيرا من الموجودين بالقرب منها بما فيهم ابني، وموظف بلدية فقد كلتا عينيه".

كان عبد الحي وأسرته نازحين عن المنطقة منذ بداية اندلاع الحرب، وتشجع للعودة إليها وهو يشاهد العودة الكبيرة للنازحين إلى مناطقهم في شمال القطاع بعد اتفاق وقف إطلاق النار. ويقول إنه أقام خيمة في المنطقة لينتقل إليها مع أسرته، بعدما دمرت قوات الاحتلال منزله وغالبية المنازل المحيطة في المنطقة.

مصائد موت

وتشير تقديرات رسمية إلى أن جيش الاحتلال شنّ خلال حربه على القطاع نحو نصف مليون غارة، استخدم فيها حوالي 92 ألف طن من المتفجرات، نحو 18% من الصواريخ والقذائف لم تتفجر، وهي بمثابة "مصائد موت" تتربص بالمواطنين، خاصة الأطفال.

إعلان

ويقول مدير عام الإمداد والتجهيز في جهاز الدفاع المدني محمد المغير للجزيرة نت إن 150 مواطنا، 70% منهم أطفال، استشهدوا، وأصيب أكثر من 300 آخرين، جراء انفجار أجسام من مخلفات الاحتلال منذ اندلاع الحرب.

ويصنف رئيس أقسام الأطفال ومدير مبنى التحرير بمجمع ناصر الطبي الدكتور أحمد الفرا، هذه المخلفات إلى صنفين:

الأول هي القذائف غير المتفجرة، وتشكل عبئا كبيرا لخطورتها البالغة، حيث إنها تكون غالبا مخفية ومدفونة في الرمال أو بين ركام وأنقاض المنازل والمباني المدمرة، وهي عرضة للانفجار في أي لحظة، وإيقاع ضحايا، كحادثة منطقة القرارة التي أوقعت 16 مواطنا بين شهيد وجريح. والصنف الثاني من هذه المخلفات بحسب حديث الفرا للجزيرة نت، يتمثل في المنازل والمباني المدمرة أو التي استهدف جزء منها بصواريخ وقذائف الاحتلال، وهي غير صالحة للسكن والاستخدام، ليس فقط خشية الانهيار، ولكن جراء "اليورانيوم المستنفد" الصادر عن الانفجار، ويختلط بالبيئة والمكان المستهدف، وهي مواد مشعة خطرة جدا ومسرطنة.

وبحسب الفرا، فإن مخاطر هذه المخلفات بشقيها ستشكل عقبة كبيرة أمام عمليات إعادة الإعمار، وتزداد خطورتها على الأطفال خاصة مع عودة المواطنين لمناطقهم ومحاولتهم إجراء إصلاحات في منازلهم المدمرة للإقامة في بقاياها أو على مقربة منها.

وتتهم السلطات المحلية، التي تديرها حماس في غزة، دولة الاحتلال بعرقلة دخول الآليات الثقيلة والمعدات اللازمة للتعامل مع الركام الهائل والآثار الكارثية التي خلفتها الحرب، وعرقلة تنفيذ البروتوكول الإنساني المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • فادي مكي الوزير الشيعي الخامس الذي فك عقدة حكومة لبنان
  • الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني عقدت في المقرّ المركزي في المدور
  • نقل 8 اصابات الى مستشفيات الهرمل جراء القصف على المنطقة الحدودية الشمالية
  • تعليقا على ما يحصل في المنطقة الحدودية.. بيان صادر عن أهالي بلدة حورتعلا
  • مخلفات الاحتلال.. مصائد موت تفتك بالعائدين إلى منازلهم المدمرة في غزة
  • ما الذي كشفه غالانت عن خطة هجوم البيجر وتداعيات الحرب في غزة؟
  • تترات رمضان 2025| أحمد شيبة يحكي الاحداث الغنائية لـ "فهد البطل"
  • الراعي: لبنان يدخل اليوم حياة جديدة مدعومة من المجتمع الدولي
  • أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟
  • الراعي يأمل ولادة الحكومة اليوم او غدا