سواليف:
2024-11-24@06:03:13 GMT

ثمن الحرب لن يدفعه الفلسطينيون فقط

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

#ثمن_الحرب لن يدفعه #الفلسطينيون فقط – #ماهر_أبوطير

من السذاجة السياسية قراءة حرب غزة باعتبارها مجرد حرب ضد تنظيمات فلسطينية، واذا كانت هذه هي الذريعة المعلنة، فإن دوافع الحرب متعددة في حزمة إسرائيلية واحدة.

حزمة الدوافع تتشارك فيها الولايات المتحدة، وتحظى بدعم غربي، وتهاون عربي، وليس أدل على تعدد الدوافع من دخول الحرب شهرها الرابع، ولو كانت حربا ضد تنظيم لما احتاجت إلى كل هذا الوقت، دون أن ننكر أن إسرائيل استدرجها القضاء والقدر إلى مقتلها هذه المرة.

أول هذه الدوافع إعادة رسم الديموغرافيا الفلسطينية في غزة ذاتها، عبر حشر الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة، وتهجيرهم كليا أو جزئيا نحو مصر، وإقامة جدار عازل شمال القطاع يستولي على ربع أرض القطاع الصغير أصلا، بما يعنيه ذلك من هدم البيوت وتجريف الأرض، ومصادرتها، وتشريد أصحاب هذه المناطق، وتخريب مجمل الحياة في كل القطاع عبر تحويله إلى منطقة منكوبة لا حياة فيها ولا أي مرافق لإدامة هذه الحياة.

مقالات ذات صلة الحكم الشرعي في التطبيع 2024/01/27

الدافع الثاني يرتبط بترتيبات الضفة الغربية ومدينة القدس، وهذا يعني أن إسرائيل في دوافعها الإستراتيجية تريد الوصول إلى الديموغرافيا الفلسطينية في الضفة الغربية بهدف استرداد الضفة للمشروع الإسرائيلي بما يعنيه ذلك من شطب فعلي لاتفاقية أوسلو التي لا يتمسك بها إلا كبار موظفي سلطة أوسلو، وإحداث “إزاحة سكانية” ناعمة نحو الأردن، أو تهجير قسري في سيناريو آخر، بهدف التطابق مع هدف إعادة التشكيل السكاني الذي نراه في قطاع غزة بما يعد نكبة جديدة تضاف إلى نكبة 1948، وتجدد نتائج نكبة 1967.

إسرائيل التي تتوهم أنها ستنجح في ملف التخلص من الديموغرافيا الفلسطينية ستصل بالضرورة الى ملفين بالمحصلة أولهما القدس، والحرم القدسي وما يعنيه المسجد الأقصى هنا، وملف الفلسطينيين في فلسطين عام 1948 لتأكيد يهودية الدولة حيث لم يعد مستبعدا اليوم إي إجراءات ضد هذه الكتلة من سحب الجنسية الإسرائيلية وغير ذلك من مخططات.

يدخل المشروع الإسرائيلي مرحلة مختلفة، حتى لا نتشاغل فقط بالعمليات اليومية والجرائم التي تتنزل على الفلسطينيين، وهذا يعني أننا أمام حرب إسرائيلية تريد إعادة تشكيل الخريطة الفلسطينية بما يعنيه ذلك من ارتداد على كل الإقليم، ومن المؤكد هنا أن إعادة التشكيل لها كلفتها الإقليمية التي تتعامل معها إسرائيل والولايات المتحدة في لبنان، سورية، إيران، اليمن، البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وما يعنيه ذلك على أمن الملاحة والنفط وتأثر اقتصادات الاحتلال، ثم كل اقتصادات المنطقة في العقبة وقناة السويس، وصولا الى التوقعات الأخطر حول ما قد يقع في الخليج العربي ومضيق هرمز، ومنطقة سيناء التي تستهدفها إسرائيل من خلال مخططات محور فيلادلفيا، وتوقع إمكانات التهجير القسري إليها.

هذا يعني أن دافع الحرب الثالث يرتبط بكل الإقليم ودوله وشكله وموازين القوة فيه، ومن سيسود في الإقليم خلال الفترة المقبلة، سواء عبر سيناريوهات الحرب المتعددة الجبهات، أو سيناريوهات التسويات السياسية، وهذا يقول إن إسرائيل والمعسكر الغربي يريدان تحقيق عدة أهداف في المنطقة من خلال بوابة قطاع غزة، إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

غرق إسرائيل في غزة هو عنصر الحماية الوحيد لكل فلسطين ولكل المنطقة العربية، ولعمليات إعادة التشكيل التي لا يرفضها البعض على ما يبدو وهي عمليات إعادة تشكيل ألمح إليها رئيس حكومة الاحتلال بدايات الحرب حين قال إن هذه الحرب ستعيد صياغة الشرق الأوسط.

يقال هذا الكلام حتى لا يواصل البعض ممارسة الكبائر السياسية، أي الظن أن هذه الحرب ضد تنظيمات فقط. نحن أمام الحرب الأخطر، ضد المنطقة. أدرك ذلك البعض أو لم يدركوا.

هذه الحرب وما بعدها يعد الأخطر على كل المنطقة، والذين يظنون أنها حرب الفلسطينيين لوحدهم، سيدفعون الثمن أيضاً إذا واصلوا ذات القناعة البائسة.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ثمن الحرب الفلسطينيون یعنیه ذلک ذلک من

إقرأ أيضاً:

الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين

يمانيون../ اعتبر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، اليوم السبت، أن حرب الإبادة الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من عامين والهجمات في الشرق الأوسط “رسالة تخويف” إلى دول الجنوب.

وقال بيترو في تصريحات صحفية لقناة الجزيرة: إن كولومبيا مستعدة لاعتقال رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير جيشه المُقال يوآف غالانت تنفيذا لأمر المحكمة الجنائية الدولية.

وأضاف: إن “هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين”.. مشيرا إلى أن “ما يحدث بفلسطين والمنطقة ليس مجرد حرب بل رسالة تخويف من دول الشمال إلى الجنوب بأكمله”.

وتابع: إن “الدول التي تحلم بالسيطرة على العالم تزيد التوترات والحروب حفاظا على سيادتها وتحكمها”.. موضحا أن “الدول الكبرى تضرب بعرض الحائط القانون الدولي وحقوق الإنسان والحضارة الإنسانية”.”.

ويشير مصطلح “الجنوب العالمي” إلى بلدان مختلفة حول العالم تنتشر في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية ولا تقع جميعها في نصف الكرة الجنوبي، لكنها كانت توصف أحياناً بأنها نامية أو أقل نمواً أو متخلفة، وذلك لأنها بشكل عام، أكثر فقراً، ولديها مستويات أعلى من عدم المساواة في الدخل وتعاني من انخفاض متوسط العمر المتوقع وظروف معيشية أقسى من البلدان الموجودة في “الشمال العالمي” أي الدول الأكثر ثراء التي تقع غالباً في أميركا الشمالية وأوروبا.

وحول تضامن بلاده مع الشعب الفلسطيني، قال بيترو: “عانينا من الوحشية والقتل ولذا فإننا نشعر أكثر بمعنى الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني”.. لافتاً إلى تأثر شعبه “بهول مشاهد الإبادة التي يراها في غزة وتجعله يسترجع ذكريات قاسية”.

مقالات مشابهة

  • عادل حمودة يوضح إسهامات الشيخ زايد في دعم القضايا العربية
  • أوكرانيا تخسر أكثر من 40% من الأراضي التي استولت عليها في كورسك
  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين
  • كورسك.. روسيا استعادت 60% من الأراضي التي احتلتها أوكرانيا
  • على المستوى الداخلي.. حزب الله يحدّد معالم اليوم التالي للحرب!
  • زيباري:تهديدات إسرائيل للعراق بسبب أفعال الحشد الشعبي الخارجة عن القانون
  • وسط استعدادات الجيش.. العراق يتخذ خطوات داخلية وخارجية بشأن تهديدات إسرائيل
  • الفلسطينيون يرحبون بأوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق مسؤولين إسرائيليين  
  • إلى التي تجسد كرامة هذه المنطقة... هكذا عايد ماكرون السيدة فيروز في عيدها
  • الكتابة في زمن الحرب: التنمية المستدامة لقرية ما بعد الحرب