سواليف:
2025-03-10@07:06:25 GMT

ثمن الحرب لن يدفعه الفلسطينيون فقط

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

#ثمن_الحرب لن يدفعه #الفلسطينيون فقط – #ماهر_أبوطير

من السذاجة السياسية قراءة حرب غزة باعتبارها مجرد حرب ضد تنظيمات فلسطينية، واذا كانت هذه هي الذريعة المعلنة، فإن دوافع الحرب متعددة في حزمة إسرائيلية واحدة.

حزمة الدوافع تتشارك فيها الولايات المتحدة، وتحظى بدعم غربي، وتهاون عربي، وليس أدل على تعدد الدوافع من دخول الحرب شهرها الرابع، ولو كانت حربا ضد تنظيم لما احتاجت إلى كل هذا الوقت، دون أن ننكر أن إسرائيل استدرجها القضاء والقدر إلى مقتلها هذه المرة.

أول هذه الدوافع إعادة رسم الديموغرافيا الفلسطينية في غزة ذاتها، عبر حشر الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة، وتهجيرهم كليا أو جزئيا نحو مصر، وإقامة جدار عازل شمال القطاع يستولي على ربع أرض القطاع الصغير أصلا، بما يعنيه ذلك من هدم البيوت وتجريف الأرض، ومصادرتها، وتشريد أصحاب هذه المناطق، وتخريب مجمل الحياة في كل القطاع عبر تحويله إلى منطقة منكوبة لا حياة فيها ولا أي مرافق لإدامة هذه الحياة.

مقالات ذات صلة الحكم الشرعي في التطبيع 2024/01/27

الدافع الثاني يرتبط بترتيبات الضفة الغربية ومدينة القدس، وهذا يعني أن إسرائيل في دوافعها الإستراتيجية تريد الوصول إلى الديموغرافيا الفلسطينية في الضفة الغربية بهدف استرداد الضفة للمشروع الإسرائيلي بما يعنيه ذلك من شطب فعلي لاتفاقية أوسلو التي لا يتمسك بها إلا كبار موظفي سلطة أوسلو، وإحداث “إزاحة سكانية” ناعمة نحو الأردن، أو تهجير قسري في سيناريو آخر، بهدف التطابق مع هدف إعادة التشكيل السكاني الذي نراه في قطاع غزة بما يعد نكبة جديدة تضاف إلى نكبة 1948، وتجدد نتائج نكبة 1967.

إسرائيل التي تتوهم أنها ستنجح في ملف التخلص من الديموغرافيا الفلسطينية ستصل بالضرورة الى ملفين بالمحصلة أولهما القدس، والحرم القدسي وما يعنيه المسجد الأقصى هنا، وملف الفلسطينيين في فلسطين عام 1948 لتأكيد يهودية الدولة حيث لم يعد مستبعدا اليوم إي إجراءات ضد هذه الكتلة من سحب الجنسية الإسرائيلية وغير ذلك من مخططات.

يدخل المشروع الإسرائيلي مرحلة مختلفة، حتى لا نتشاغل فقط بالعمليات اليومية والجرائم التي تتنزل على الفلسطينيين، وهذا يعني أننا أمام حرب إسرائيلية تريد إعادة تشكيل الخريطة الفلسطينية بما يعنيه ذلك من ارتداد على كل الإقليم، ومن المؤكد هنا أن إعادة التشكيل لها كلفتها الإقليمية التي تتعامل معها إسرائيل والولايات المتحدة في لبنان، سورية، إيران، اليمن، البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وما يعنيه ذلك على أمن الملاحة والنفط وتأثر اقتصادات الاحتلال، ثم كل اقتصادات المنطقة في العقبة وقناة السويس، وصولا الى التوقعات الأخطر حول ما قد يقع في الخليج العربي ومضيق هرمز، ومنطقة سيناء التي تستهدفها إسرائيل من خلال مخططات محور فيلادلفيا، وتوقع إمكانات التهجير القسري إليها.

هذا يعني أن دافع الحرب الثالث يرتبط بكل الإقليم ودوله وشكله وموازين القوة فيه، ومن سيسود في الإقليم خلال الفترة المقبلة، سواء عبر سيناريوهات الحرب المتعددة الجبهات، أو سيناريوهات التسويات السياسية، وهذا يقول إن إسرائيل والمعسكر الغربي يريدان تحقيق عدة أهداف في المنطقة من خلال بوابة قطاع غزة، إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

غرق إسرائيل في غزة هو عنصر الحماية الوحيد لكل فلسطين ولكل المنطقة العربية، ولعمليات إعادة التشكيل التي لا يرفضها البعض على ما يبدو وهي عمليات إعادة تشكيل ألمح إليها رئيس حكومة الاحتلال بدايات الحرب حين قال إن هذه الحرب ستعيد صياغة الشرق الأوسط.

يقال هذا الكلام حتى لا يواصل البعض ممارسة الكبائر السياسية، أي الظن أن هذه الحرب ضد تنظيمات فقط. نحن أمام الحرب الأخطر، ضد المنطقة. أدرك ذلك البعض أو لم يدركوا.

هذه الحرب وما بعدها يعد الأخطر على كل المنطقة، والذين يظنون أنها حرب الفلسطينيين لوحدهم، سيدفعون الثمن أيضاً إذا واصلوا ذات القناعة البائسة.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ثمن الحرب الفلسطينيون یعنیه ذلک ذلک من

إقرأ أيضاً:

تركيا في النظام الإقليمي بين أمريكا و”إسرائيل”

 

 

قد تكون تركيا ـــــ على غرار إيران و”إسرائيل” ـــــ إحدى القوى الإقليمية الثلاث في المنطقة، ذات الحضور الإقليمي، والتي لديها مشروع إقليمي، في مقابل بقيّة الفاعلين الدوليين والإقليميين، على امتداد الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا.
وتبقى تركيا وإيران، كما بلدان وشعوب المنطقة، بخلاف “إسرائيل”، في صلب التكوين أو التركيب السوسيولوجي والديموغرافي للإقليم. لكنّ أنقرة ليست مطلقة اليدين في مواجهة واشنطن و”تل أبيب”، ولا سيما بمسألة سوريا والمسألة الكردية. فماذا عن تركيا في النظام الإقليمي بين أمريكا و”إسرائيل”؟ وما هي آفاقها وحدودها؟
في التمدّد أو التوسّع التركي في المنطقة
مع اندلاع الأحداث في سوريا، في غمار ما بات يُصطلَح على تسميته بـ “الربيع العربي”، لم تكن تركيا بعيدة عن خلفيّات ومجريات تلك المستجدّات وتلك المتغيّرات. هي لم تكن البتة بمنأى عن تطوّرات المشهد السوري، وهي لم تنأَ بنفسها عن مسار العمليات الأمنية والعسكرية على الساحة السورية. فتركيا ترى أنّ إقليم سوريا الطبيعي والجغرافي هو جزء لا يتجزأ من المجال الحيوي، الذي يشكّل الامتداد الخارجي للأمن القومي التركي في عمقه الاستراتيجي ضمن النطاق الداخلي.
هذا ما يفسّر ـــــ من وجهة النظر التركية ـــــ الوجود العسكري والحضور الأمني في سوريا منذ وقت مبكر، ولا سيما بين أنصار ومناصري الرئيس التركي والحزب الحاكم التركي. إن سوريا، بالنسبة إلى تركيا، تمثّل الممر الإلزامي لمشروع التمدّد أو التوسّع باتجاه الجنوب، ضمن المشرق العربي ونحو الجزيرة العربية والخليج. وهي كانت، ولا تزال، حتى حينه، تتطلّع إلى المزيد من التسلّل والتوغّل داخل سوريا لإثبات حضورها ودورها مع العثمانيين الجدد في إطار النظام الإقليمي.
إنّ ضلوع تركيا في الكثير من التطوّرات السياسية وغير السياسية التي طرأت على سوريا لا ينفصل عن انخراطها مبكراً في الكثير من الأحداث التي اندلعت سابقاً في العراق بصورة عامّة وإقليم كردستان شمالي العراق بصورة خاصة. هنا بالتحديد تبرز هواجس الأتراك بشأن قضية الكرد وحراكهم وتحرّكهم بالتنسيق والتعاون مع الأمريكيين والإسرائيليين. ثم عمدت تركيا إلى المضي قدماً والذهاب بعيداً على امتداد الإقليم، من غربي آسيا إلى شمالي أفريقيا، وحتى ليبيا على حدود مصر!
في الحسابات والتقديرات العربية في المنطقة
أثار الاتجاه السياسي والاستراتيجي لدى أنقرة نحو التوسّع والتمدّد ضمن المنطقة العربية، والمتنامي والمتصاعد طيلة حقبة الرئيس رجب طيب إردوغان على رأس السلطة ونظام الحكم في تركيا، حفيظة العرب، في إشارة إلى الأنظمة العربية، ولا سيما في المشرق العربي والخليج، بصرف النظر عن الخلاف أو الاختلاف بين العرب حول الاتجاهات والتموضعات والاصطفافات الإقليمية، حتى إنه أثار الشعور بالريبة، وكذلك الشعور بالقلق. وقد أصبح هذا الشعور المركّب مفهوماً ومبرّراً أكثر، بل مضاعفاً، مع سقوط سوريا ودور تركيا بالمعطى المستجدّ.
كان الحضور التركي والدور التركي ذو الصلة على حساب المصالح والحقوق والأدوار العربية. ثم جاء التوسّع والتمدّد في النفوذ التركي على أنقاض المشاريع والطموحات والتطلّعات العربية. مما يفسّر ردود الأفعال العربية، من جانب كلّ من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، كما مصر، والتي بدأنا نرصد الإرهاصات والمؤشرات لها بالحراك والتحرّك العربيّين، على الصعيد الإقليمي، ولا سيما الأوساط العربية، وعلى الصعيد الدولي، ولا سيما الأوساط الغربية، في محاولة للحدّ من سطوة، أو لنقل صعود، النفوذ والدور التركيين الإقليميين.
في المشاريع الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة
لقد قامت “إسرائيل” بعجالة ـــــ فور سقوط النظام قبل الدولة ـــــ بتدمير قوة سوريا العسكرية والأمنية والاستراتيجية. وهي تمعن في عملية تفكيك الدولة السورية وفي عملية تمزيق الوحدة الوطنية السورية، السياسية والاجتماعية. هي تريد – ومعها أيضاً أمريكا – تقسيم سوريا، على أسس طائفية ومذهبية وإثنية، وتقاسم الحصص ومناطق النفوذ فيها. لم يعد هذا المسار أو هذا المسير خافيين على أحد- أيّ أحد- في الإقليم وفي العالم بأسره. كما قامت “إسرائيل” بتوسيع احتلالها جنوبي البلاد، بينما قامت أمريكا بتثبيت وتكريس احتلالها شمالي البلاد.
هذا الكلام ليس بالجديد على الإطلاق. وقد عمدنا سابقاً إلى الإدلاء به وتدوينه مرات عديدة. أمريكا و”إسرائيل” تريدان تفتيت إقليم الشرق الأوسط عموماً وإقليم المشرق العربي خصوصاً، بقصد التمكّن منهما وإحكام السيطرة والهيمنة عليهما. قد لا تكون بقية الحكومات والأنظمة والجيوش والدول والبلدان العربية بمنأى عن مخاض التدمير والتقسيم والتفتيت، ومن بينها الجيش المصري والعرش الأردني.
بعد النيل من الجيش العراقي أولاً، ومن ثم الجيش السوري ثانياً، ثمة تصريحات وتسريبات تفيدان بنية “إسرائيل” تدمير قوة مصر لاحقاً، بل قريباً.
في الخيارات والرهانات التركية في المنطقة
لا يمكن تركيا أن تنتهج سياسة وضع اليد على سوريا برمّتها، بالنظر إلى وجود كلّ من الأمريكيين في منطقة الكرد شمال شرقي البلاد والإسرائيليين في منطقة الدروز وغير منطقة جنوبي البلاد. ستشهد الخارطة السياسية لسوريا تغيّرات أو تغييرات دراماتيكية وتراجيدية، إن عاجلاً أم آجلاً. أمّا بعد دخول تركيا عمق وقلب سوريا، فهي لن تستطيع أن تستحوذ عليها كلّها، حتى وإن كانت المخابرات التركية تجوب الأرجاء والأنحاء كافة، بحيث ستحتفظ فقط بالمنطقة الممتدة من حلب إلى حماة شمالي البلاد.
ويبقى على الروزنامة التركية لدى أنقرة الأولوية المتصلة بتقويض المشروع والحراك الكرديّين، ومنع تصديرهما من شمالي شرقي سوريا وشمالي العراق إلى جنوبي تركيا. وهو ما يفسّر خطوة الأتراك الأخيرة على صعيد المفاوضات السياسية على خط زعيم الكرد عبد الله أوجلان في سجنه. إنّ الحكومة التركية تريد التخلّص من الحالة الكردية، الثائرة أو الثورية، المتمردة على القرار التركي بأيّ شكل من الأشكال. وهي لا تعير أيّ اهتمام أو انتباه لقضية الكرد وحقهم بتقرير المصير.
يبدو الأفق السياسي لوجود وبقاء تركيا في سوريا محدوداً بالزمان والمكان، إن في المدى الزماني أو في النطاق المكاني. هي مقيّدة بالحسابات المتقاطعة والمتداخلة أو المتشابكة. وعليها التعامل والتعاطي مع الأمريكيين والإسرائيليين بإيجابية، فيكون لها ويبقى لديها ما تريد، مع الإشارة إلى أنّ أمريكا و”إسرائيل” تبديان الحزم والحسم في سوريا، كما في لبنان وفلسطين، بل ربما في مصر. وقد لا تكتفيان بتدجين الموقف السياسي المصري، بل قد تقومان بضرب القوة العسكرية المصرية!
أنقرة والإدارة الأمريكية
قد يكون لتركيا دور ومكانة في النظام الإقليمي، بالنظر إلى حجمها ووزنها ضمن الإقليم بميزان الجيوبوليتيك. وهي تحتفظ لنفسها بهامش خاصّ بها، وتتمايز، بطريقة أو بأخرى، عن بقية اللاعبين الدوليين والإقليميين في المنطقة، من حيث التموضع أو الاصطفاف السياسيان والاستراتيجيّان.
لكنّ أنقرة لا تستطيع الخروج عن الإرادة الأمريكية، الضابطة والناظمة لإيقاع الترتيبات الإقليمية، ولا تستطيع بالتبعية تحدّي الإرادة الإسرائيلية، ولا حتى استفزازها.
هكذا تغدو أنقرة محكومة، أو لنقل ملزمة، بهذه السقوف والضوابط في حراكها أو تحرّكها الإقليمي.
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية.

مقالات مشابهة

  • هل بدأت إسرائيل بمخطط تقسيم دول المنطقة؟
  • الحرب كلّفت 14 مليار دولار و11 ملياراً للإعمار
  • اجتماع دول الجوار: أمن سوريا ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة
  • يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
  • إسرائيل تدمّر "وسائل قتالية" في المنطقة العازلة بجنوب سوريا
  • مسؤول سوداني: النساء يمثلن 98% من الأسر التي تعاني أوضاعًا قاسية
  • مقتل عنصر في حزب الله جرّاء قصف إسرائيلي على جنوب لبنان
  • تركيا في النظام الإقليمي بين أمريكا و”إسرائيل”
  • رئيس حزب الاتحاد: مواقف السيسي تؤكد أن مصر صمام أمان للمنطقة
  • سوقٌ وسط الركام.. كيف يواجه الفلسطينيون في مخيم جباليا الحصار وغياب المساعدات؟