هذا ما تفعله نكهات الدخان بجسمك.. 5 نصائح لتجنب المخاطر الصحية
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، انتشر بين المتابعين أكياس الدخان البودرة، التي تستخدم في الطهي، لإضافة نكهة التدخين، وهي إحدى مكسبات الطعم.
وبين المخاطر والفوائد تشتت معرفة الأمهات، بهل هناك مخاطر بوجود هذا العنصر في الطعام، أو قد يشكل تهديدًا على الجسم؟ وهو ما نقدمه لكم من خلال «الوطن».
ما هي نكهة الدخان؟بحسب خبراء الطهي، والموقع الرسمي للطهي «the food network»، فإن الدخان البودر من المواد الصناعية ذات الطعم المدخن الذي يستخدم في طهي المواد الغذائية المختلفة.
وأوضح محمد الحوفي، أستاذ علوم الأغذية خلال حديثه لـ«الوطن»، أن الدخان البودر أحد مكسبات الطعم، الذي يعطي طعمًا للأكلات كأنها مدخنة.
أضرار الدخان البودروأضاف أن بعض من هذه الأكياس تحتوي على المكونات الغذائية من البودرة المصرح بها من قبل المنظمات المحلية والدولية، فهو غير ضار: «بيبقى معروف تركيبها وغير مؤثرة، ولكن بعض أكياس الدخان البودر به مكسبات بتسبب أمراض فعلًا، لأنه بيكون في مواد ضارة بتستخدم في تدخين الأغذية، ودي كلها مواد كيميائية مصنعة لإعطاء الطعم والريحة»، قد تشكل تهديدًا غير صحي علي جسمك عند الإكثار منه.
كيف نتخلص من آثار مكسبات الطعم على الصحة؟وهو ما أتفق معه عمر ناجي، أخصائي التغذية العلاجية، خلال حديثه لـ«الوطن»، إذ أوضح أنه إحدى طرق تدخين الطعام وإضافة النكهات: «به جلوتومات أحادي الصوديم تضاف إلى الأطعمة، والإكثار منه يضر بالجسم، ويؤثر على الجهاز الهضمي»، وعن كيفية التخلص من آثارها، يحب إتباع الآتي:
- شرب الماء 3 لترات ماء في اليوم، لتنقية الجسم.
- تناول الخضروات والفاكهة الطازجة والعصائر الطازجة.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة والأوميجا 3، يساعد على تخليص الجسم من المواد الحافظة ومكسبات اللون والطعم.
- تناول المأكولات التي تحتوي على فيتامين سي، لتعويض الجسم عن السموم التي تحدثها المواد الحافظة.
- غسل الأطعمة قبل طهيها، لمنع تراكم المواد الضارة داخل الجسم.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
حين يرتفع الدخان وتبقى الأسئلة..
حينما أمسكتُ رواية ثرثرة من دخان للكاتب العماني علي المقبالي، وجدتُ نفسي وكأنني أعود بذاكرتي إلى إحدى روائع الأدب العربي، ثرثرة فوق النيل لنجيب محفوظ.
ثمة خيط خفي يربط بين العنوانين، ليس فقط في الكلمات، بل في الروح التي تسري بين السطور، تلك التي تحمل في طياتها تأملات عميقة وثرثرة تفيض بالمعاني.
ومع ذلك، فإن العملين يسلكان مسارين دراميين مختلفين، حيث يغوص كل منهما في عوالمه الخاصة، ناقلًا رؤى اجتماعية وسياسية متباينة.
في ثرثرة فوق النيل، يجمع نجيب محفوظ شخصيات مهمشة فوق عوامة على ضفاف النهر، حيث تدور بينهم نقاشات فلسفية وسياسية تتسم بالسخرية والعبثية، بينما تنبعث من الجوزة أدخنة الحشيش التي تغلف الأجواء بضباب من اللامبالاة والضياع. هؤلاء المثقفون، رغم تباين آرائهم، يظلون أسرى لحالة من العبثية والتشتت، التي تقودهم في النهاية إلى الضياع، وكأن العوامة ليست مجرد مكان، بل رمز لحالة وجودية غارقة في اللايقين.
أما في ثرثرة من دخان، فنجد أنفسنا أمام بيئة مختلفة تمامًا، حيث لا تدور الأحداث بين المهمشين، بل بين شخصيات من الطبقة البرجوازية، أولئك الذين يملكون المال والسلطة، لكنهم، رغم ذلك، غارقون في جدليات وأسئلة لا تنتهي عن الحياة والمجتمع والسياسة، بينما يجتمعون حول طاولات فاخرة يدخنون الشيشة، وسط دخان كثيف لا يلبث أن يتلاشى، كما تتلاشى أفكارهم في جدالات لا تنتهي.
من خلال هذا الفارق الجوهري، يكشف لنا الكاتب علي المقبالي كيف أن المال والنجاح المادي، رغم أهميتهما في حياة الشخصيات، لا يمنحانهم الإجابة عن الأسئلة الكبرى التي يطرحها المجتمع. في ثرثرة من دخان، يتناول الكاتب حالة غريبة من الانفصال بين الثروة والسعادة. حيث يظل الشخصيات، رغم امتلاكهم لكل ما قد يحلم به الإنسان العادي، في حالة بحث مستمر عن معنى حقيقي لحياتهم. يتبادلون أطراف الحديث حول قضايا اجتماعية معقدة مثل الزواج وتعدده، وهو موضوع يثير حفيظة النساء في الرواية، ويكشف عن هواجس متأصلة في نظرة المجتمع إلى العلاقات الزوجية. ولكن، رغم كل هذا، تظل أسئلتهم معلقة في الهواء مثل الدخان الذي يتصاعد من الشيشة ويختفي.
بينما يتعمق النقاش بين الشخصيات، يظهر دور العامل البسيط في المزرعة الذي يراقبهم من بعيد، هو شخص لا يملك رفاهية الثروات التي يمتلكها الآخرون، لكنه يجد نفسه في حالة من الذهول أمام حواراتهم المتكررة، متسائلًا: لماذا يثرثر هؤلاء حول قضايا سياسية رغم أنهم يملكون كل شيء؟ لديهم المال والأمان، فما الذي ينقصهم إذن؟ هذا التساؤل يعكس واقعًا اجتماعيًا حقيقيًا، حيث يظل الإنسان، بغض النظر عن مكانته الاجتماعية، في حالة من البحث الدائم عن شيء مفقود ،هذا العامل البسيط ليس مجرد شخصية هامشية في الرواية، بل هو بمثابة عين القارئ على عالم الشخصيات الأخرى، التي تبدو مرتبكة رغم امتلاكها كل أسباب الرفاهية.
في الرواية، نجد أن الكاتب علي المقبالي لا يكتفي فقط برصد الثرثرات التي تملأ الفراغات، بل يعمق الحديث حول انعكاسات هذه الحوارات على حياة الشخصيات من خلال شخصية سامي، الشاب الذي يفضل الانغماس في حياة الاستعراض بسيارته الرياضية، يسلط الضوء على مشكلة عزوف الشباب عن الزواج سامي يمثل النموذج المثالي للشاب العصري الذي يبحث عن التسلية والمتعة اللحظية، لكنه لا يضع في اعتباره الأبعاد النفسية والاجتماعية للعلاقات العاطفية، وعندما يواجه سامي حدثًا غير متوقع يغير مجرى حياته، يظهر لنا الكاتب كيف أن الانفصال عن الواقع، سواء كان في الزواج أو العلاقات الاجتماعية، لا يضمن لك حياة خالية من الألم أو التحديات، من خلال هذا التحول، يظهر لنا الكاتب أن الحياة الحقيقية تتطلب من الفرد مواجهة تحدياته بدلاً من الهروب منها.
ومن الجوانب التي أضافت للبعد الاجتماعي في الرواية هو الحديث عن البيئة التي تجري فيها الأحداث في رواية ثرثرة من دخان، تتصاعد الثرثرة بين الشخصيات في أماكن مغلقة تعكس حالة من العزلة الاجتماعية التي تعيشها الطبقات العليا، لكن هذه العزلة ليست عزلة جغرافية بل نفسية، إذ إن الشخصيات تحيا في فقاعة من الانفصال عن الواقع المحيط بها، وهذا التفاوت الطبقي بين الشخصيات التي تنتمي إلى الطبقة البرجوازية والعامل البسيط في المزرعة هو ما يثير بعض الأسئلة حول معايير النجاح في المجتمع، وما إذا كانت المال والسلطة وحدهما كافيين لإيجاد السعادة الحقيقية.
وتظهر الرواية أيضًا صورة لفاعلية القانون في المجتمع العماني، وكيف أن القانون هو رأس الهرم وهو سيد الموقف والعادل لكل من تسوّل له نفسه ظلم البشر من خلال تشريعاته، ففي إحدى الوقائع التي تتناولها الرواية، نجد جزاء المستعرضين بسياراتهم الرياضية، حيث يقدم الكاتب صورة عن كيفية تجريم القانون العماني لمرتكب هذه الفعلة الشنيعة ،بذلك يسلط الضوء على دور القانون في ردع الفوضى والتجاوزات، ويؤكد على أن العدالة يجب أن تسود في جميع جوانب الحياة، سواء كانت في قضايا كبيرة أو صغيرة، وأن القانون هو أداة لحماية المجتمع من التفلتات الأخلاقية.
إن ثرثرة من دخان هي رواية تعكس الكثير من جوانب الواقع الاجتماعي في المجتمع المعاصر، وتطرح تساؤلات حول معنى الحياة في عالم يبتعد عن جوهر الإنسانية في البحث عن السعادة.
من خلال هذا العمل، يقدم علي المقبالي صورة عن شخصيات تسعى لإيجاد إجابات لكنها في النهاية تبقى ضائعة في بحر من الأسئلة قد تبدو هذه الثرثرة مجرد حديث عابر، ولكن في واقع الأمر، هي صورة حية لمجتمع بأسره يظل في حالة صراع داخلي بين واقعه المادي وما يطمح إليه من راحة نفسية ووجود هادف.
بهذه التساؤلات، يختتم علي المقبالي روايته، تاركًا للقارئ فرصة التأمل في أصداء الثرثرة التي لم تكن مجرد دخان عابر، بل نافذة على مجتمع يعيش صراعًا داخليًا بين الواقع والمأمول.