قامت قطر الخيرية ببناء 12 منزلا في منطقة خيربور بإقليم السند في باكستان للعائلات التي تضررت من الفيضانات التي ضربت البلاد عام 2022، حيث تم تسليم هذه البيوت للأسر التي كانت تعيش في الخيام بدون أدنى مقومات الحياة. 
يأتي ذلك في إطار جهودها المتواصلة في مجال الإيواء، خصوصا في المناطق المتأثرة بالكوارث والأزمات، وبدعم أهل الخير في قطر.


ويحتوي كل بيت من البيوت المشيدة على غرفتي نوم، ومطبخ، وحمام، وفناء، إضافة إلى توفير مصادر المياه والطاقة الشمسية ومرافق الصرف الصحي لهذه البيوت.
وتهدف قطر الخيرية، من خلال تشييد البيوت، إلى توفير مأوى آمن ومستدام للأسرة المتضررة التي كانت تواجه ظروفا مناخية قاسية وتعاني من مشاكل الحماية والخصوصية الأسرية. وتعكس هذه المبادرة التزام قطر الخيرية بتعزيز التنمية المستدامة وتقديم الدعم للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم، خصوصا لمتضرري الكوارث والأزمات.  
وأعرب السيد فياض حسين عباسي، المفوض الإداري لمنطقة سُكُّر التي تتبع لها منطقة خيربور، عن سعادة الجهات المحلية بتنفيذ المشروع لصالح المتضررين، مشيدا بجهود قطر الخيرية في توفير المأوى الدائم لهم، كما عبر عن امتنانه العميق للمتبرعين الذين قدموا الدعم لهم، مؤكدًا أن المنازل تم تسليمها للمستحقين.
كما عبر المستفيدون عن ارتياحهم باستلام البيوت، حيث قالت السيدة سعيدة خاتون، وهي أرملة وأم لسبعة أطفال: فقدت زوجي ومنزلي في الفيضانات؛ فاضطررنا أن نعيش في خيمة كان أطفالي يعانون فيها كثيرا في الصيف الحار والشتاء البارد، وأنا أعمل بأجر يومي ولا أستطيع تحمل تكاليف بناء منزل. ولكن كان لدي حلم أن يكون لنا منزل؛ فيسعدني جدا بأن أقول إنني استلمت منزلي الخاص من قطر الخيرية التي أصبحت مصدرا لتحقيق حلمي. 
وبدورها قالت السيدة عاليشا بيغم: «أعمل مع زوجي بأجر يومي، وبعد فقدان منزلنا في فيضانات 2022، كنا نعيش في خيمة تحت السماء بدون كهرباء أو مياه. واليوم أشعر بالسعادة الغامرة؛ لأنني استلمت منزلي الخاص المبني من الأسمنت. وأعبر عن امتناني لقطر الخيرية والمحسنين الذي جعلوا حياتنا أسهل.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر قطر الخيرية إقليم السند الفيضانات بباكستان قطر الخیریة

إقرأ أيضاً:

بحكم الجوار الجغرافي.. هل تونس في مأمن من الفيضانات في أوروبا؟

تثير الفيضانات التي تشهدها بعض المدن الأوروبية مؤخرا ومن ضمنها مدن إيطالية وإسبانية، مخاوف لدى التونسيين من إمكانية حدوثها في بلادهم بحكم القرب الجغرافي من أوروبا.

مخاوف تأتي عقب تسبب سوء الأحوال الجوية في جزيرة صقلية في جنوب إيطاليا الأربعاء، في فيضانات عارمة بمقاطعة كتانيا، إذ شهدت العديد من المناطق ارتفاعا سريعا لمنسوب المياه وغرق عدد من الشوارع والميادين، وسحب بعض السيارات إلى البحر بسبب قوة المياه.

وقبل ذلك بأيام، عاشت إسبانيا على وقع فيضانات جارفة تسببت في مقتل ما لا يقل عن 222 شخصا معظمهم حول مدينة فالنسيا شرقي البلاد، فضلا عن الخسائر المادية الفادحة.

وبدورها شهدت تونس في الأسابيع الأخيرة موجة تقلبات جوية أدت لهطول كميات كبيرة من الأمطار في عدة محافظات خاصة بالمناطق الساحلية ومن ضمنها سوسة والمنستير، حيث جرفت المياه عددا من السيارات كما تسبب سيول الأودية في وفاة نحو 5 تونسيين.

وجددت التقلبات الجوية التي تعيش على وقعها مدن أوروبية الجدل في تونس بشأن احتمال انتقالها إلى هذا البلد المغاربي ومدى قدرته على احتواء مخاطرها.

استقرار نسبي

في تعليقه على مخاوف التونسيين من تبعات التقلبات الجوية الأخيرة، يؤكد الخبير في المناخ ورئيس المرصد التونسي للطقس والمناخ عامر بحبة، أن تونس ستكون بمنأى عما حدث في مدن أوروبية من ظواهر مناخية قوية، مستبعدا أن تشمل المنخفضات الجوية الحالية هذا البلد.

ويوضح بحبة لـ"الحرة" أنه بحسب النموذج الأوروبي للطقس فإنه يوجد منخفضان جويان بالبحر المتوسط أحدهما شمل تونس في الأسابيع الأخيرة ثم انتقل إلى جنوب إيطاليا قبل أن يعود للمتوسط ويتجه نحو اليونان ثم دول البلقان، ومنخفض جوي آخر تركز أساسا بين المغرب و إسبانيا وتسبب في حدوث فيضانات في عدة مدن إسبانية.

ويضيف في السياق ذاته، أن مقاطعة كتانيا في صقلية سجلت نزول كميات كبيرة من الأمطار تجاوزت في بعض المناطق 511 مم خلال ثماني ساعات أي ما يعادل 500 لتر في المتر مربع، وهو نفس المنخفض الجوي الذي كان في تونس لكن خطورته كانت متفاوتة من بلد إلى آخر.

من جانب آخر يتوقع المتحدث عودة التقلبات الجوية إلى تونس في العشرية الثالثة من شهر نوفمبر حيث تشير نماذج الطقس الدولية إلى أنها لا تكتسي أي خطورة وبالتالي ستعيش تونس استقرارا نسبيا في الطقس لافتا إلى أن بلدان المتوسط تبقى دائما عرضة للظواهر المناخية المتطرفة.

وعرفت تونس منذ الاستقلال في 1956 فيضانات خطيرة أبرزها ما حدث في 1969 وهي الفيضانات الأكثر دمارا في تاريخ البلاد، إذ تسببت في وفاة 542 تونسيًا على الأقل، وتدمير 70 ألف مسكن، كما عاشت محافظة نابل شمال شرق تونس فيضانات في 2018 أدت لوفاة 6 أشخاص وخسائر مادية فادحة.

 

تونس في مهب التطرف المناخي

"من المظاهر القصوى للتحولات المناخية حدوث ارتفاع قياسي في درجات الحرارة وتتالي مواسم الجفاف وحدوث تساقطات مطرية قوية في حيز زمني قصير وهذا ما يجعل تونس من بين أبرز الدول عرضة للتطرف المناخي الذي تكون انعكاساته وخيمة على البنى التحتية واقتصاديات الدول"، هذا ما يراه الباحث والأكاديمي المتخصّص في مسائل التنمية والتصرّف في الموارد، حسين الرحيلي.

ويضيف الرحيلي في حديثه لـ"الحرة" بأنه بعد 7 سنوات من الجفاف، تشهد تونس توزعا في تساقط الأمطار وهو تغيير كبير  حيث كانت في السابق تشمل محافظات الشمال، فأصبحت في الأعوام الأخيرة تكاد تقتصر على المحافظات الساحلية و الوسط والجنوب التونسي مما انعكس سلبا على مخزون السدود التي تبلغ نسبة امتلائها 21 بالمائة.

ويشدد على أن التهيئة الترابية التي كرستها تونس على امتداد نحو 100 عام لم تعد قادرة على مجابهة التغيرات المناخية مشيرا إلى أن أغلب المدن التونسية يطغى عليها البناء الفوضوي وتشييد المباني فوق السباخ وتقطعها الأودية مما يجعلها عرضة لتهديدات الفيضانات.

وبخصوص سياسات السلطات التونسية في التعامل مع التغيرات المناخية، يؤكد الخبير الرحيلي أنها تستوجب استراتيجية تقوم على التكيف الاستباقي مع هذه التحولات وإعادة النظر في طرق البناء وحسن التصرف في الموارد المائية وإعادة تهيئة قنوات تصريف مياه الأمطار.

وكان تقرير صادر عن مجموعة البنك الدولي في نوفمبر 2023 قد أشار إلى أن التحديات المناخية الأكثر إلحاحا في تونس تتمثل في شح المياه وتآكل السواحل وزيادة تواتر الفيضانات.

وفي خطوة لمواجهة هذه التحديات، أطلقت السلطات التونسية، العديد من المشاريع لتوفير المزيد من المياه والحد من تداعيات وآثار الجفاف.

وتشمل المشاريع التي بدأ بعضها بالاشتغال، إنشاء السدود وتشييد محطات تحلية مياه البحر وتركيز محطات لمعالجة المياه.

تشوه في خريطة استقرار المجتمعات

وفي ما تحذر المنظمات الأممية والدولية من تبعات التغيرات المناخية السريعة التي بات يشهدها العالم، يقول الخبير في المناخ حمدي حشاد لـ "الحرة": إن تداعيات هذه الظواهر المناخية المتطرفة ستحدث تشوها في خريطة استقرار المجتمعات حيث تتنامى ظواهر اللجوء المناخي وتغير الشعوب طبيعة أنشطتها خاصة في الجانب الزراعي الذي يتأثر بشكل مباشر بالجفاف.

ويرى حشاد أن كل السيناريوهات المتعلقة بالمناخ باتت ممكنة في ظل موجات الاحتباس الحراري الناجمة عن تنامي الأنشطة الصناعية التي تبعث الغازات الدفيئة وتسهم في ارتفاع غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

ويتابع بأن من مظاهر التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، ارتفاع درجة حرارة الكوكب والتدهور المستمر للغطاء النباتي والتنوع البيولوجي فضلا عن البراكين والفيضانات والأعاصير، مشددا على أنها ستؤدي إلى أزمات غذائية وصحية وانتشار المجاعات والكوارث.

ويطالب المتحدث المجتمع الدولي بضرورة التحرك لوضع حد للمخاطر التي تهدد شعوب العالم نتيجة الظواهر الطبيعية المتطرفة.

يشار إلى أن تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الصادر في مارس 2024، أفاد بأن حالة المناخ عام 2023 تخطت كل التوقعات بشكل ينذر بالسوء، حيث تحطمت الأرقام القياسية المتعلقة بمستويات غازات الاحتباس الحراري ودرجات حرارة سطح الأرض، وحرارة المحيطات وتحمضها وارتفاع مستوى سطح البحر وذوبان الجليد.

المصدر: الحرة

مقالات مشابهة

  • مشاركات في «ميدام 2024»: طبيبات الجلدية قدمن مساهمات ملحوظة
  • الزادمة: إجراء الانتخابات ليس بالأمر الصعب في ظل توفر الأمن
  • نفسي أعمل عمرة.. حكاية أم باسم أقدم بائعة خضار في الجيزة |فيديو
  • «حياة كريمة»: مشروع «سكر البيوت» يهدف إلى تمكين السيدات المعيلات اقتصاديا
  • شراكة قطرية صينية لإنشاء مجمع صناعي عالمي ضمن مبادرة الحزام والطريق
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 1100 سلة غذائية و1100 حقيبة صحية لمتضرري الزلزال بمحافظة الرقة السورية
  • لو بصلي ونسيت أنا في الركعة الكام.. أعمل إيه؟
  • جهاز الحرس البلدي بسرت يغلق 4 مخابز مخالفة
  • بحكم الجوار الجغرافي.. هل تونس في مأمن من الفيضانات في أوروبا؟
  • التضامن لحقوق الإنسان تدين استمرار “الإخلاء القسري” وهدم البيوت في بنغازي