على عكس الشائع، يشعر الكثير من الأشخاص بدرجات الحرارة شديدة الاختلاف في الجسم خلال فصل الشتاء، إذ يكون الجسم ساخنًا أو شديد البرودة، مما يدفعهم للقلق وترديد التساؤلات حول ما إذا كان هذا دليلًا على وجود بعض الأمراض، وهو ما سنوضحه من خلال السطور التالية.

علامات خطيرة في الشتاء تدل على أمراض الجسم

أوضح محمد عز العرب، استشاري الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، خلال حديثه لـ«الوطن»، أن هناك علامات خطيرة في الشتاء تدل على أمراض الجسم، منها شدة الحرارة وشدة البرودة والارتجاف الشديد.

 

هل الشعور بالحر في الشتاء دليل على الأمراض؟

وأكد «عز العرب»، أن الشعور بالحر خلال فصل الشتاء، قد يكون مؤشرًا على بعض الأمراض، ولكنه ليس بالضرورة، فهو قد يكون نابع من طبيعة الجسم والحالة الجلدية، وهو ما اتفقت معه إيمان سند، أخصائية الأمراض الجلدية، خلال حديثها، لـ«الوطن»، إذ أوضحت أن الشعور بالحرارة والبرودة حسب حالة الجسم، وفي فصل الشتاء شعور الشخص بالحرارة يكون ناتجًا عن خلل وظيفي ووجود مشاكل صحية.

هل الشعور بالبرودة الشديدة يدل على أمراض في الجسم؟

أوضحت هايدي فايز، أخصائي الباطنة، خلال حديثها، لـ«الوطن»، أن الشعور بالبرودة الشديدة قد تكون مؤشرًا على أعراض التهابات المعدة وفقر الدم: «نقص كمية الأكسجين التي تصل لخلايا الجسم، هي السبب الرئيسي في الشعور بالبرودة الشديدة خلال فصل الشتاء».

أسباب الشعور باختلاف درجات الحرارة في الشتاء

ما سبب الشعور باختلاف درجات الحرارة؟، رد «عز العرب»، على السؤال بأنه قد يكون الشعور بالحر أو البرودة الشديدة خلال فصل الشتاء، ناتجًا عن الخلل الوظيفي بوظائف الجسم: «أسباب اختلاف حرارة الجسم مع الشعور بالبرد، يكون من أمراض أو أعراض جانبية، أو الأمراض المرتبطة بالتعرض الطويل للحرارة».

وهناك أسباب أخرى مرتبطة الشعور بالحر في الشتاء، ومنها زيادة الوزن، تناول بعض الأدوية، قد يكون لها أعرض جانبية تشعر الجسم بالحرارة، منها: «مضادات الاكتئاب، وأدوية اضطراب فرط الحركة، والأمراض المزمنة، والأمراض المرتبطة بجهاز المناعة».

أمراض مرتبطة باختلاف الحرارة في الشتاء

يجب ملاحظة أن بعض الأمراض أو الحالات الصحية يمكن أن تؤثر على حرارة الجسم:

- الأمراض المرتبطة بجهاز المناعة، إذ أن الإنفلونزا تتسبب في زيادة الحرارة الجسدية، والإصابة بالالتهاب الرئوي والتنفسي.

- فرط نشاط الغدة الدرقية، يتسبب في الشعور بالتعب، وفقدان الوزن غير المقصود.

- مرض السكري، وتعد حرارة الجسم من العلامات المبكرة التي تنذر بخطر الإصابة به.

- التوتر والقلق، ينتج عن ذلك الشعور بحرارة زائدة.

- التهابات المعدة.

ونصح «عز العرب»، بعلاج تلك الأمراض، مؤكدًا أنها علامة خطيرة ومن الأفضل استشارة الطبيب لتقييم حالتك الصحية، وتوجيهك بشأن العلاج المناسب، حسب الحالة المرضية.

كيفية التخلص من الشعور بالحرارة المختلفة في الجسم بالشتاء؟

قدّم محمد الحوفي، أستاذ علوم الأغذية، خلال حديثه، لـ«الوطن»، نصائح للتخلص من الشعور بحرارة الجسم المختلفة خلال فصل الشتاء، تمثلت في التالي:

- شرب الكثير من الماء طوال اليوم.

- تناول المشروبات الباردة للشعور بالانتعاش والتخلص من الشعور بالحر.

- الحصول على فترات راحة.

- تناول الأطعمة المقاومة للحرارة.

- الاستحمام بماء بارد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فصل الشتاء عضة البرد خلال فصل الشتاء الشعور بالحر على أمراض فی الشتاء فی الجسم عز العرب لـ الوطن قد یکون

إقرأ أيضاً:

الجرذان والبكتيريا من المسببات.. أمراض جلدية نادرة تظهر في غزة

أمام غرفة صغيرة داخل العيادة الخارجية في مجمع ناصر الطبي بجنوب قطاع غزة، يحتشد مئات الأطفال المصابين بأمراض جلدية منتشرة في أجسادهم، ينتظرون الدخول إلى طبيب للكشف عليهم وكتابة العلاج لهم وطمأنة مرافقيهم.

من بين هؤلاء الأطفال، كانت الحالة الأبرز للطفل محمد داود الذي تنتشر في كل أنحاء جسده حبوب تظهر كأنها حروق، وكان الجميع يبتعد عنه خشية انتقال العدوى لهم منه. دخل داود بعد انتظار دام أكثر من ساعة إلى غرفة استشاري الأمراض الجلدية الطبيب عامر المصري الذي وقف مصدومًا حين شاهد الالتهابات الجلدية المنتشرة على جسد الطفل من أسفل قدمه حتى رقبته.

أخرج الطبيب المصري جميع مرضاه من الغرفة، وبدأ بفحص الطفل داود وهو بحالة صدمة لأن هذه الحالة لم تمر به في مسيرته الطبية المهنية بهذا الشكل من قبل.

أظهر تشخيص الطبيب المصري أن الطفل يعاني من التهاب جلد فقاعي بكتيري معدٍ، وهو من أصعب الالتهابات لأنه ينتشر في كل أنحاء الجسم من رأسه حتى أخمص قدميه، ويحتاج إلى دخول المستشفى وتلقي العلاجات عن طريق الوريد.

في خارج الغرفة، التقى مراسل الجزيرة نت بسليمان، والد الطفل داود، ليعرف منه الأسباب التي أوصلت الحالة الصحية لابنه إلى هذه الخطورة.

يقول والد داود "نزحنا من شمال قطاع غزة في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى الجنوب وتحديدًا منطقة المواصي في خان يونس، وعشنا في خيمة من النايلون والبلاستيك، وحولنا آلاف الخيام للنازحين".

بعد شهر واحد من نزوح عائلة داود، بدأت مياه الصرف الصحي تتدفق أمام خيمتهم لعدم وجود منطقة مؤهلة للسكن وغياب أي مظاهر للبنية التحتية في المواصي غربي خان يونس.

منظمة الصحة العالمية دقت ناقوس الخطر بشأن الانتشار السريع للأمراض المعدية مع تعطل المرافق الصحية وشبكات المياه والصرف الصحي (الجزيرة)

 

انتشار الأمراض بين النازحين

يفتقد سليمان وأطفاله الستة أي أنواع من المنظفات والمياه النظيفة من أجل الاستحمام والنظافة ووقاية أنفسهم من انتشار الأمراض التي بدأت تظهر بين النازحين بسبب غياب أدوات النظافة، ووجود مياه الصرف الصحي في كل مكان.

يعد الطفل داود واحدًا من آلاف الأطفال بقطاع غزة الذين أصيبوا بأمراض جلدية معدية، نتيجة الانتشار السريع لمياه الصرف الصحي، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب، وارتفاع أسعار المنظفات في حالة توفرها في القطاع.

إلى جانب الطفل داود، تعاني الطفلة روزان الهسي من انتشار مرض جلدي نادر في أنحاء جسدها ورأسها منذ أكثر من 4 أشهر، دون تمكن عائلتها من الحصول على تشخيص دقيق لحالتها أو علاج مناسب.

تعيش الهسي (12 عامًا) في خيمة بمنطقة دير البلح وسط قطاع غزة بعد نزوح عائلتها من مدينة غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومع استمرار الحرب وتكدّس آلاف النازحين في المنطقة التي شيدوا خيمتهم بها.

أمام خيمة الهسي المهترئة تتدفق مياه الصرف الصحي صباح مساء بسبب عدم وجود أي بنى تحتية للمنطقة التي نزحت عائلتها إليها، ووجود آلاف الخيام والنازحين الذين شيدوا أيضًا حمامات من البلاستيك، وأطلقوا تصريف مياهها إلى الشوارع.

أصيبت الهسي، كما تؤكد والدتها أم يحيى، للجزيرة نت، بمرض جلدي انتشر في جميع أنحاء جسدها، ولم يستطع أي طبيب تشخيص طبيعة ما ينتشر في جسد ابنتها.

لم تحصل الهسي على العلاج المناسب لعدم قدرة الأطباء على تشخيص مرضها، وبسبب نفاذ كثير من الأدوية في صيدليات قطاع غزة والمستشفيات.

تقول أم يحيى "لا تنام ابنتي من شدة الهيجان في جسدها، وخاصة رأسها خلال الليل. أضع لها زيت الزيتون، ولكن لا جدوى ولا تحسّن في حالتها".

اليونيسف أكدت أن أطفال قطاع غزة يواجهون ظروفًا صعبة وسط الأمراض الجلدية والبيئة غير الصحية والأعمال العدائية التي لا تنتهي (الأناضول) بيئة غير صحية

منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أكدت أن أطفال قطاع غزة يواجهون ظروفًا صعبة وسط الأمراض الجلدية والبيئة غير الصحية والأعمال العدائية التي لا تنتهي.

وبينت المنظمة الأممية، في منشور على حسابها عبر منصة "إكس"، أن أطفال غزة يواجهون ظروفًا صعبة، منها الأمراض الجلدية والبيئة غير الصحية.

تؤكد الأمم المتحدة أن أسواق قطاع غزة تفتقر إلى المعقمات ومواد وأدوات النظافة الشخصية في ظل العوائق أمام دخول الإمدادات إلى غزة.

كما يشتكي النازحون من عدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم المتعلقة بالنظافة الشخصية، واستمرار تفشي الأمراض المعدية، وتلوث المياه وغياب خدمات الصرف الصحي، وفقا للأمم المتحدة.

منظمة الصحة العالمية دقت أيضًا ناقوس الخطر بشأن الانتشار السريع للأمراض المعدية في غزة مع تعطل المرافق الصحية وشبكات المياه والصرف الصحي، ودعت إلى تعجيل وصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء القطاع، بما في ذلك الوقود والمياه والغذاء والمستلزمات الطبية.

وحذرت المنظمة من أن الأضرار التي لحقت بشبكات المياه والصرف الصحي وتناقص مستلزمات التنظيف أدت إلى استحالة الالتزام بالتدابير الأساسية للوقاية من العدوى ومكافحتها داخل المرافق الصحية، بما في ذلك بين العاملين الصحيين.

يوجد -حسب المنظمة- خطر ناجم عن توقف أعمال التطعيم الروتيني ونقص الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض السارية ومحدودية الاتصالات التي بدورها تقيد القدرة على الكشف المبكر عن الأوبئة المحتملة.

وأكدت المنظمة أنه حتى 30 يونيو/حزيران الماضي كان في القطاع ما يزيد على 100 ألف حالة من الجرب والقمل، و60 ألف حالة من الطفح الجلدي، و11 ألف حالة من جدري الماء.

وحسب المنظمة، أُبلغ عن 8944 حالة إصابة بالجرب والقمل، وأكثر من ألف إصابة بجدري الماء، و13 ألف حالة طفح جلدي، و55 ألف حالة إصابة بعدوى في الجهاز التنفسي العلوي.

كارثة وبائية

يؤكد المصري أن هناك انتشارا غير مسبوق للأمراض الجلدية في قطاع غزة، ويعود ذلك إلى الازدحام السكاني والحر الشديد خلال فصل الصيف، وقلة مواد التنظيف، وانتشار مياه الصرف الصحي بين الناس وفي الأماكن العامة، خاصة بين الخيام.

يقول المصري للجزيرة نت "هناك أنواع من الأمراض الجلدية بين النازحين والسكان في قطاع غزة، وتعد عنيدة ولا تتجاوب مع العلاج بسرعة، ومنها الالتهابات البكتيرية والفيروسية والفطرية بجميع أنواعها".

ويبين المصري أن أكثر أنواع الأمراض الجلدية انتشارًا هي الالتهابات البكتيرية خاصة بين الأطفال.

ويصف استشاري الأمراض الجلدية الوضع الصحي للنازحين بالكارثة الوبائية، خاصة مع تكاثر الحالات بشكل يومي والنقص الحاد في الأدوية، وعدم قدرة النقاط الطبية المنتشرة على تشخيص تلك الحالات. ويؤدي عدم توفر الأدوية في وزارة الصحة وعجز الناس عن شراء الأدوية إلى انتشار الأمراض، حسب الطبيب المصري.

القوارض والجرذان

تنتشر الحشرات والقوارض بكثافة داخل خيام النازحين وبين المنازل المدمرة في قطاع غزة، وهو ما يعد أحد مسببات إصابات الآلاف من السكان بالأمراض الجلدية، وفقًا لمختصين.

ففي وسط حي مدمر بمدينة خان يونس، اضطرت عائلة حمدان إلى العيش بجانب منزلها الذي تعرض للقصف الإسرائيلي في ديسمبر/كانون الأول 2024.

يقول رب الأسرة محمد حمدان "توجد كميات هائلة من الركام حولنا، وهذا جعل الفئران تنتشر بكثافة، وأصبحت تشاركنا كل شيء، حتى الطعام، وتمشي فوق أجسادنا خلال النوم، وتضع برازها في كل مكان في الخيمة".

لم يسلم أبناء حمدان الأربعة من الإصابة بأمراض جلدية بسبب انتشار الفئران في خيمتهم، إذ أصيب أحمد (15 عامًا) بالتهابات بكتيرية في ظهره وبطنه وقدميه.

شخّص الأطباء سبب الالتهاب البكتيري الذي أصيب به أحمد بأنه نتيجة انتقال عدوى من أحد الحيوانات، وفقًا لتأكيدات والده. لم يحصل أحمد على العلاج المناسب من المضادات الحيوية للقضاء على الالتهابات البكتيرية المنتشرة في جسده لعدم توفرها بسبب نفادها من مخازن الأدوية في قطاع غزة بفعل الحرب المستمرة.

الطبيب البيطري سعود الشوا أكد وجود انتشار رهيب للقوارض في قطاع غزة بسبب ظروف الحرب (الجزيرة)

ويؤكد استشاري الطب البيطري الدكتور سعود الشوا وجود انتشار رهيب للقوارض مثل الجرذان والفئران في قطاع غزة بسبب ظروف الحرب.

وتعد الجرذان والفئران، حسب حديث الشوا للجزيرة نت، من نواقل الأمراض المعدية، بالإضافة إلى الأذى الكبير الذي تحدثه هذه الكائنات بالبشر في حال تكاثرها في مكان واحد.

تتسبب الفئران بتلويث طعام النازحين والسكان بالبراز والبول، وهو ما قد يتسبب في نقل بعض الأمراض إلى الإنسان كالطاعون الذي ينتقل عبر لدغات البراغيث التي تعيش على القوارض المصابة.

تسبب الجرذان أيضًا، وفقًا للشوا، بالإصابة ببكتيريا السالمونيلا التي تتسبب في التسمم الغذائي، وفيروس هانتا الذي ينتقل عن طريق استنشاق الجسيمات الدقيقة المتطايرة من بول القوارض المصابة أو برازها، وداء اللولبيات الذي ينتقل عبر ملامسة المياه أو التربة الملوثة ببول القوارض، وحمى عضة الجرذ التي تنتقل عبر بكتيريا موجودة في لعاب الجرذان التي يمكن أن تصيب الإنسان عبر عضة الجرذ وتؤدي إلى طفح جلدي.

مقالات مشابهة

  • مع دخول الشتاء.. مشروبات ساخنة تساعدك على الشعور بالدفء
  • الجرذان والبكتيريا من المسببات.. أمراض جلدية نادرة تظهر في غزة
  • انتبه.. علامات مبكرة غير شائعة تنذرك بإصابتك بالسكر
  • د. ولاء محمد تقدم عدة نصائح للحفاظ على صحة العين
  • كوب من الكاكاو قد يحميك من آثار الأطعمة الدهنية الخطيرة!
  • تعرف على التغذية وتأثيرها على الصحة العامة
  • مشروبات تساعدك على التدفئة وتقوية المناعة خلال الشتاء.. اشربها باستمرار
  • انتبهوا.. أمراض صحية خطيرة تنتج عن التغيرات المناخية
  • الدايت في الشتاء.. أسهل مع اتباع هذه العادات
  • “متوقفيش الصن بلوك”.. 5 خطوات لحماية بشرتك خلال الشتاء