نشرت شبكة "سي أن أن" الأمريكية تقريرا حول قرار عدد من الدول وقف دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بعد مزاعم إسرائيلية بشأن تورط عدد من موظفيها في غزة بالهجمات على مستوطنات إسرائيلية في الأراضي المحتلة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وتعيش وكالة الأمم المتحدة الرئيسية في غزة حالة من الاضطراب بعد أن اتهمت إسرائيل بعض موظفيها بالتورط في هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر.





وقامت وكالة الأمم المتحدة بطرد عدد من موظفيها في أعقاب هذه الاتهامات، التي لم يتم نشرها للعامة.

وتعد الولايات المتحدة، الجهة المانحة الرئيسية للأونروا، من بين عدة دول أوقفت تمويلها للمنظمة في أعقاب هذه الادعاءات، التي توظف حوالي 13,000 شخص في غزة، مع تصاعد الكارثة الإنسانية في القطاع الفلسطيني المحاصر.

ما هي الأونروا؟‏

تأسست الأونروا من قبل الأمم المتحدة بعد حرب عام 1948 لتقديم المساعدة الإنسانية للفلسطينيين النازحين.

وتصف المنظمة اللاجئين الفلسطينيين بأنهم "أي شخص كان مكان إقامته الطبيعي هو فلسطين خلال الفترة من 1 حزيران/يونيو 1946 إلى 15 أيار/مايو 1948، وفقد منزله وسبل عيشه نتيجة حرب 1948".

ويبلغ عدد أولئك الذين ينطبق عليهم هذا التعريف الآن 5.9 مليون شخص ويتكون معظمهم من أحفاد اللاجئين الأصليين.

وترفض إسرائيل إمكانية السماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم، بحجة أن هذه الخطوة من شأنها أن تغير الطابع اليهودي لدولة الاحتلال.

ومنذ تأسيسها، قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة - وهي هيئة التصويت لجميع الدول الأعضاء - بتجديد ولاية الأونروا بشكل متكرر.



وقد قدمت الوكالة المساعدة لأربعة أجيال من لاجئي فلسطين، وفقا لموقعها على الإنترنت، والتي تغطي التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية للمخيمات والخدمات الاجتماعية والمساعدة الطارئة، بما في ذلك في أوقات الصراع.

ما هي الادعاءات؟‏

التفاصيل لا تزال ضئيلة حول الموضوع، ولم تحدد إسرائيل ولا الأونروا طبيعة التورط المزعوم لموظفي الأونروا في أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر حتى الآن.

ونقلت الشبكة عن مسؤول إسرائيلي قوله الجمعة إن إسرائيل شاركت معلومات حول 12 موظفًا يُزعم تورطهم في هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر مع كل من الأونروا والولايات المتحدة.

وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إنه تلقى "معلومات حول تورط مزعوم لعدد من الموظفين". ولحماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدة الإنسانية في غزة، قررت الوكالة "إنهاء عقود هؤلاء الموظفين فورًا وفتح تحقيق لكشف الحقيقة"، بحسب بيان.

وأضاف أن أي موظف في الأونروا متورط في أعمال إرهابية "سيتم محاسبته، بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية".

وفي بيان صدر يوم الأحد، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن تسعة من موظفي الأونروا البالغ عددهم 12 موظفا الذين كانوا في قلب هذه المزاعم قد تم فصلهم من العمل. ولقي شخص آخر حتفه وما زالت هويات اثنين آخرين "قيد التوضيح".

وقال غوتيريش: "أي موظف في الأمم المتحدة متورط في أعمال إرهابية سيخضع للمحاسبة، بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية"، مضيفًا أن هناك مراجعة مستقلة وشيكة.

بالإضافة إلى تورط الموظفين المزعوم في 7 أكتوبر/تشرين الأول، زعم الجيش الإسرائيلي السبت أيضًا أن منشآت الأونروا استُخدمت "لأغراض إرهابية"، وذلك في بيان تلقت الشبكة نسخة منه.



وردا على سؤال حول الادعاء بشأن مرافق الأونروا، قالت الوكالة لـ"سي أن أن": "ليس لدينا المزيد من المعلومات حول هذا الأمر في هذه المرحلة. وسيقوم مكتب خدمات الرقابة الداخلية بالنظر في جميع هذه الادعاءات كجزء من التحقيق الذي طلب منهم المفوض العام للأونروا إجراءه".

وانتقدت حركة حماس، في بيان رسمي أصدرته السبت، قرار إنهاء عقود موظفيها، واتهمت إسرائيل بمحاولة تقويض الأونروا وغيرها من المنظمات التي تقدم الإغاثة الإنسانية في غزة.

ما هي العلاقة الحالية بين إسرائيل والأمم المتحدة؟

تدهورت علاقات إسرائيل مع الأمم المتحدة إلى أدنى مستوى تاريخي في الأشهر الأخيرة.

وانتقد مسؤولون كبار في الأمم المتحدة بشدة سلوك إسرائيل الحربي في غزة، والذي أودى بحياة أكثر من 26 ألف فلسطيني، وفقا للهيئة الصحية التي تديرها حماس في القطاع. في هذه الأثناء، أعرب الدبلوماسيون الإسرائيليون عن غضبهم من دعوات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار

في ديسمبر/كانون الأول، انتقد دبلوماسيون إسرائيليون استخدام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أداة دبلوماسية نادرًا ما تُستخدم لعرض الصراع على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وفي رسالة إلى المجلس المؤلف من 15 عضوا، حث غوتيريش المجلس على "الضغط لتجنب كارثة إنسانية" والتوحد في الدعوة إلى وقف إنساني كامل لإطلاق النار.

السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، الذي قال إن وقف إطلاق النار "يعزز سيطرة حماس على غزة"، انتقد غوتيريش على هذه الخطوة.

وجاءت مزاعم الأونروا يوم الجمعة في نفس اليوم الذي أمرت فيه المحكمة العليا للأمم المتحدة إسرائيل بالتحرك الفوري لمنع الإبادة الجماعية في غزة، على الرغم من أنها لم تصل إلى حد الدعوة إلى وقف إطلاق النار.

ولطالما كانت الأونروا هدفا للانتقادات الإسرائيلية. واتهمت إسرائيل الوكالة التابعة للأمم المتحدة بالتحريض ضد إسرائيل، وهو ما تنفيه الأونروا.

في عام 2017، سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تفكيك هيئة الأمم المتحدة، قائلاً إنه يجب دمجها مع وكالة اللاجئين الرئيسية التابعة للأمم المتحدة.

في نوفمبر/تشرين الثاني، ادعى صحفي إسرائيلي أن أحد محتجزي الرهائن في غزة كان مدرسا في مدرسة تديرها الأونروا. التقطت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذا التقرير مما دفع وكالة الأمم المتحدة إلى إصدار بيان يدعو إلى "وقف فوري" لانتشار "ادعاءات لا أساس لها" حول المنظمة، معتبرين أنها ترقى إلى "معلومات مضللة".‏

وقد نفت الأونروا مراراً وتكراراً هذه الاتهامات وأن مساعداتها يتم تحويلها إلى حماس أو أنها تقوم بتدريس الكراهية في مدارسها، وشككت في "دوافع أولئك الذين يطلقون مثل هذه الادعاءات". وأدانت الوكالة هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر ووصفته بأنه "بغيض".

كيف كان رد فعل العالم؟‏

وأعلنت عدة دول غربية تعليق تمويل الأونروا في أعقاب هذه الاتهامات. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إنها "أوقفت مؤقتا التمويل الإضافي" للوكالة.

وحذت حذوها أستراليا وكندا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا وسويسرا وفنلندا وهولندا.

لكن دولًا أخرى أعلنت أنها تخطط لمواصلة التمويل.

وقالت الحكومة النرويجية، في تفسير قرارها، يوم السبت، إن "الوضع في غزة كارثي، والأونروا هي أهم منظمة إنسانية هناك... هناك حاجة إلى الدعم الدولي لفلسطين الآن أكثر من أي وقت مضى".

ووصف المدير العام للأونروا لازاريني تعليق التمويل بأنه "صادم" وحثهم على إعادة النظر. وحذر من أن مثل هذه القرارات تهدد الإغاثة الإنسانية التي تقدمها المنظمة لملايين الأشخاص.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية أونروا إسرائيلية غزة الاحتلال إسرائيل احتلال غزة أونروا طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة للأمم المتحدة تشرین الأول فی الأونروا عدد من فی غزة

إقرأ أيضاً:

مشرعون أمريكيون يهددون الأمم المتحدة بعقوبات إذا فتحت تحقيقًا ضد إسرائيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وجه مشرعون أمريكيون تهديدات بفرض عقوبات على مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في حال تشكيل لجنة تحقيق خاصة للنظر في الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

وجاء ذلك في رسالة بعثها السيناتور جيم ريتش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والنائب بريان ماست، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

وأكد المشرعان أن مجلس حقوق الإنسان يركز بشكل "غير متناسب" على إسرائيل، متهمين الأمم المتحدة بتبني "مواقف معادية لتل أبيب". كما أشارا إلى العقوبات الأمريكية السابقة ضد المحكمة الجنائية الدولية بعد إصدارها مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وحذر المسؤولان من أن أي دولة أو مؤسسة تدعم إنشاء آلية تحقيق ضد إسرائيل ستواجه عقوبات مماثلة، مطالبين غوتيريش بـ رفض أي تحركات من هذا النوع.

في غضون ذلك، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن ما لا يقل عن 322 طفلًا فلسطينيًا قُتلوا في غزة خلال الأيام العشرة الماضية، منذ استئناف إسرائيل قصفها للقطاع بعد انتهاء هدنة استمرت شهرين.

وأفادت المنظمة بأن 609 أطفال آخرين أصيبوا بجروح، بمعدل يتجاوز 100 طفل يقتلون أو يصابون يوميًا، مشيرة إلى أن معظمهم كانوا نازحين لجأوا إلى مخيمات مؤقتة أو مبانٍ متضررة.

ووفق البيان، ارتفع عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة خلال الأشهر الـ18 الأخيرة إلى أكثر من 15 ألف طفل، فيما أصيب 34 ألفًا آخرون، ونزح مليون طفل يفتقدون أبسط الاحتياجات الأساسية.

منذ استئناف إسرائيل هجماتها على غزة في 18 مارس، قتلت أكثر من 1001 شخص وأصابت 2359 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.

وبحسب الإحصائيات، أسفرت الحرب التي اندلعت منذ 7 أكتوبر 2023 عن سقوط أكثر من 164 ألف قتيل وجريح، إضافة إلى 11 ألف مفقود، وسط تدهور غير مسبوق للوضع الإنساني.

وفي ظل التصعيد المستمر، أكدت يونيسف أنها ستواصل تقديم المساعدات العاجلة للأطفال رغم المخاطر، مطالبة المجتمع الدولي بـ الإجلاء الفوري للأطفال المصابين والمرضى لتلقي العلاج اللازم.

مقالات مشابهة

  • مشرعون أمريكيون يهددون الأمم المتحدة بعقوبات إذا فتحت تحقيقًا ضد إسرائيل
  • مفوض حقوق الإنسان يدين الهجوم الإسرائيلي على سيارات إسعاف في غزة
  • مشرعون أمريكيون يهددون الأمم المتحدة بعقوبات في حال التحقيق مع إسرائيل
  • أعضاء في الكونجرس الأمريكي يهددون بعقوبات ضد الأمم المتحدة من أجل “إسرائيل”
  • مسؤولان بارزان بالكونغرس يهددان بعقوبات ضد الأمم المتحدة حال التحقيق مع إسرائيل
  • “أونروا”: تعمد إضرام النار بمقرنا في القدس يأتي ضمن تحريض مستمر
  • عضوان بالكونغرس يهددان الأمم المتحدة بعقوبات حال التحقيق مع إسرائيل
  • أونروا تندد بـالحريق المتعمد لمقرها في القدس
  • مغامرة عسكرية.. إيران تشكو للأمم المتحدة بسبب تصريحات ترامب
  • «الأونروا»: 8000 أسرة تعرضت للتهجير في شمال الضفة