أعلنت الإدارة العسكرية بولاية تكساس عن دعوة متطوعين للقيام بدوريات على الحدود مع المكسيك في المناطق شديدة الخطورة لمنع العصابات الإجرامية من تهريب المهاجرين والمخدرات إلى الولاية.
وقالت الإدارة العسكرية في بيان: "في إطار عملية لون ستار (Lone Star)، تتعاون الإدارة العسكرية في تكساس وإدارة السلامة العامة لنشر عملاء حرس الحدود في المناطق شديدة الخطورة لعرقلة قدرة المنظمات الإجرامية على تهريب المهاجرين والمخدرات إلى تكساس".


وكجزء من توظيف المتطوعين، فتح منظمو المهمة وظائف جديدة، وأعلنوا أيضا عن "تقديم عدد من المزايا للمتطوعين والاستعداد لتغطية تكاليف إقامتهم وطعامهم".

ودخلت سلطات تكساس في صراع مع السلطات الفيدرالية بشأن إجراءات أمن الحدود. كما تصر سلطات الولاية على أن الحدود ليست مؤمنة بشكل صحيح، مما أدى إلى تسلل أعداد قياسية من المهاجرين غير الشرعيين.

وتصف الإدارة الأمريكية الإجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية بأنها "غير دستورية وغير أمنة".

واتهمت قيادة 25 ولاية أمريكية الرئيس جو بايدن بعدم الرغبة في مكافحة الهجرة غير الشرعية، كما أوضح حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت أنه مستعد لصراع محتمل مع الحكومة الفيدرالية.

هذا وقال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يوم أمس إن مقترحات الإدارة الحالية بقيادة جو بايدن لتأمين الحدود لا تساعد في وقف تدفق المهاجرين، في حين يرسل مليارات الدولارات إلى كييف دون جدوى. معتبرا الوضع على الحدود الأمريكية كسلاح دمار شامل يهدد أمن البلاد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السلامة شديدة الخطورة المهاجرين غير الشرعيين دونالد ترامب متطوع العسكرية مخدرات الهجرة غير الشرعية

إقرأ أيضاً:

أهداف ترامب الحقيقية من التصعيد ضد المكسيك

في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك، لكنها سرعان ما تراجعت جزئيًا عن القرار.

ففي 6 مارس/ آذار، أعلن ترامب استثناء جميع المنتجات التي تندرج ضمن اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة، والمكسيك، وكندا (USMCA) لمدة شهر.

في الوقت نفسه، واصلت وزارة الدفاع الأميركية تعزيزاتها العسكرية على الحدود الجنوبية، حيث نشرت 3.000 جندي إضافي.

أهداف ترامب الحقيقية من التصعيد ضد المكسيك

يدّعي ترامب أن هذه الإجراءات ضرورية لوقف تدفق مادة الفنتانيل والمهاجرين غير النظاميين عبر الحدود مع المكسيك. ومع ذلك، تُظهر البيانات انخفاضًا كبيرًا في عدد الوفيات بسبب الفنتانيل خلال العام الماضي، كما تراجعت أعداد العابرين للحدود.

إذن، ما هو الدافع الحقيقي وراء هذه التحركات؟ أولًا، يسعى ترامب إلى تشتيت الانتباه عن الفوضى الاقتصادية الداخلية التي تسبب بها. فعلى الرغم من وعوده بـ"إصلاح" الاقتصاد الأميركي، ارتفع معدل التضخم إلى 3%، وظلت ثقة المستهلكين متزعزعة، واستمرت أسعار الوقود في الارتفاع، بينما تم تسريح آلاف الموظفين الفدراليين. ثانيًا، والأهم، يحاول ترامب إعادة إحياء "مبدأ مونرو" بأسلوب جديد، حيث يمارس ضغوطًا على المكسيك، ومن خلالها على بقية دول أميركا اللاتينية، لفرض هيمنته باستخدام "دبلوماسية السفن الحربية"، دون خوف من أي رد فعل مضاد. إعلان مؤشرات خطيرة على تصعيد عسكري محتمل

تشير عدة دلائل إلى تصعيد إستراتيجي وعسكري أميركي ضد المكسيك، منها:

إعادة تسمية خليج المكسيك بـ"خليج أميركا". تصنيف ثماني كارتلات مكسيكية على أنها "منظمات إرهابية". تكثيف عمليات الطائرات المسيرة السرية التابعة لوكالة المخابرات المركزية داخل الأراضي المكسيكية. نشر لواء قتالي من القوات الأميركية على الحدود. تصريح وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث بأن "جميع الخيارات مطروحة".

إن تصاعد هذه الخطوات واللغة العدائية يمهد الطريق لتدخل عسكري أميركي في المكسيك، وهو ما سيكون امتدادًا لسجل طويل من العدوان الأميركي على جارتها الجنوبية وأميركا اللاتينية ككل، وهو سجل يعود إلى مبدأ مونرو الذي أعلنه الرئيس جيمس مونرو عام 1823.

عودة "مبدأ مونرو"

في عام 1823، طرح الرئيس مونرو مبدأً ظاهره مقاومة الاستعمار الأوروبي في نصف الكرة الغربي، لكنه في الواقع كان يهدف إلى ترسيخ الهيمنة الأميركية على المنطقة.

وكان هذا المبدأ هو الأساس الذي استندت إليه الولايات المتحدة في توسيع نفوذها على حساب الأراضي المكسيكية خلال الحرب الأميركية- المكسيكية (1846-1848)، حيث استولت على مساحات واسعة أصبحت اليوم جزءًا من ولايات كاليفورنيا، نيفادا، يوتا، أريزونا، نيو مكسيكو، أوكلاهوما، كولورادو، ووايومنغ.

لماذا المكسيك الآن؟

تحتل المكسيك موقعًا إستراتيجيًا مهمًا، حيث تشترك في حدود طولها 3.000 كيلومتر مع الولايات المتحدة، كما أنها ثاني أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، حيث بلغ ناتجها المحلي الإجمالي 1.79 تريليون دولار.

وعلى الرغم من ارتباط اقتصادها القوي بالولايات المتحدة، فقد وسعت المكسيك نطاق علاقاتها التجارية، وأصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري لها بحجم تبادل بلغ 100 مليار دولار.

في عام 2024، بلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة الصينية في المكسيك 477 مليون دولار، ارتفاعًا من 13.6 مليون دولار فقط في عام 2008.

إعلان

كما أُثيرت تكهنات عام 2023 حول رغبة المكسيك في الانضمام إلى مجموعة "بريكس" التي تقودها الصين، رغم نفي الرئيس المكسيكي آنذاك، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، هذه المزاعم.

ومع ذلك، دعا الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا هذا العام كلًا من المكسيك وأوروغواي وكولومبيا لحضور قمة بريكس في يوليو/ تموز المقبل في ريو دي جانيرو.

رئيسة المكسيك الجديدة أمام اختبار صعب

تتولى الآن السلطة في المكسيك الرئيسة اليسارية كلوديا شينباوم برادو، وهي سياسية قوية وصاحبة رؤية واضحة تحظى بتقدير نظرائها. وتحظى بشعبية كبيرة، حيث تبلغ نسبة تأييدها 80%، وقد أكدت مرارًا أنها ستدافع عن سيادة المكسيك.

وفي محاولة لإظهار حسن النية والتعاون، اتخذت حكومتها إجراءات قوية ضد تجارة المخدرات، حيث سلمت 29 من قادة الكارتلات إلى الولايات المتحدة، وأعلنت عن عدد قياسي من الاعتقالات ومصادرات للفنتانيل والمخدرات غير المشروعة خلال الشهر الماضي.

لكن الحقيقة أن ترامب لا يهتم بحل أزمة تهريب المخدرات والهجرة التي خلقتها الولايات المتحدة نتيجة إدمانها على المخدرات وسعيها للعمالة الرخيصة، بل يريد استخدام التعزيزات العسكرية على الحدود لإرهاب الرئيسة المكسيكية، والحد من النفوذ الصيني المتزايد في المكسيك.

هل ستخضع المكسيك لتهديدات ترامب؟

يبقى السؤال: هل ستخضع شينباوم للضغوط الأميركية أم ستواصل سياسة الدفاع عن استقلال المكسيك؟ في الوقت نفسه، يواصل ترامب استغلال ذريعة الحرب على المخدرات والهجرة لإحياء "مبدأ مونرو" وفرض هيمنة أميركية جديدة على المكسيك وأميركا اللاتينية، مما يهدد بإعادة القارة 200 عام إلى الوراء.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • أمير منطقة الحدود الشمالية يستلم التقرير السنوي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي
  • أمير جازان يتسلم التقريرين السنويين لقيادة حرس الحدود وفرع الإدارة العامة للمجاهدين بالمنطقة للعام 2024
  • مجلس النواب الأمريكي يقر مشروع قانون لتمويل الوكالات الفيدرالية حتى سبتمبر
  • إطلاق «روبوتات» للقيام بمهام العالم الحقيقي!
  • القبي: أدعم أي مظاهرة تدعو لوضع حد لتدفق المهاجرين نحو ليبيا
  • وزيرة الداخلية الألمانية تدعو لسياسة لجوء موحدة
  • أهداف ترامب الحقيقية من التصعيد ضد المكسيك
  • للإفلات من الاعتقال والاحتجاز..إدارة ترامب تطلق تطبيقاً لرحيل المهاجرين طوعاً
  • انتهاء العمليات العسكرية في الساحل السوري وإجراءات حاسمة لتعزيز السلم الأهلي
  • هل تمثل التدريبات العسكرية “الفرنسية – المغربية” تهديدات للجزائر؟