لماذا يعد الإعدام بالنيتروجين مثيرا للجدل؟
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
أصبحت ألاباما أول ولاية أميركية تنفذ حكم الإعدام باستخدام غاز النيتروجين الخميس الماضي، ما أثار كثيرا من الجدل حول هذه الطريقة التي يصفها البعض بأنها بمثابة تعذيب للمحكوم عليه.
ونفذت الولاية الإعدام بطريقة نقص الأكسجة في النيتروجين على كينيث يوغين سميث (58 عاما) الذي أدين عام 1989 بقتل إليزابيث سينيت، بناء على أوامر زوجها الواعظ في ألاباما.
وكانت الولاية قد حاولت إعدام سميث باستخدام الحقنة المميتة في 2022 لكن الإجراءات فشلت حيث وجد الموظفون صعوبة في إيجاد خط وريدي في ذراعه.
وبينما تزعم ولاية ألاباما أن استخدام غاز النيتروجين طريقة للموت السريع وغير مؤلمة، فإن العديد من الخبراء الطبيين يختلفون مع هذا الرأي، بحسب مجلة "إيكونوميست".
يشكل النيتروجين 78 في المئة من الهواء. ولكن من الآمن استنشاقه فقط عند مزجه بالأكسجين.
وأثناء الإعدام، يتنفس السجين النيتروجين النقي من خلال قناع، مما يؤدي إلى استبدال الأكسجين من الجسم ويسبب الاختناق ومن ثم الوفاة.
وتشير بعض الدراسات إلى أن الحرمان من الأكسجين يمكن أن يسبب ألما مشابها لألم النوبة القلبية.
وذكرت الجمعية الطبية البيطرية الأميركية في إرشاداتها الخاصة بالقتل الرحيم في عام 2020 أن نقص الأكسجة في النيتروجين ليس طريقة مقبولة للقتل الرحيم بالنسبة لمعظم الثدييات، ووصفته بأنه "مؤلم".
بالإضافة إلى ذلك، إذا لم يتم وضع القناع على السجين بشكل صحيح، فقد يتسرب النيتروجين، مما يعرض الأشخاص الآخرين في الغرفة، للخطر.
وقبل عدة أسابيع من إعدام سميث، حذر مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فولكر تورك، من أن هذا الإجراء قد يصل إلى حد التعذيب.
لكن المحكمة العليا في الولايات المتحدة رفضت طلبا في اللحظة الأخيرة قدمه الفريق القانوني للسجين لوقف إعدامه.
ووفقا للشهود، ظل سميث واعيا لعدة دقائق بعد بدء العملية، وبدا أنه يعاني من ألم بالغ. وقال القس جيف هود، الذي كان موجودا خلال هذه اللحظات: "ما رأيناه كان دقائق من شخص يكافح من أجل حياته".
وبحسب ما نقلت المجلة فإن وفاة سميث استغرقت 22 دقيقة.
وذكرت منصة "أل.كوم" AL.com الإخبارية المحلية نقلا عن شهود من الإعلاميين أن المحكوم "بدأ يتلوى ويتخبط لنحو دقيقتين إلى أربع، أعقبتها حوالي خمس دقائق من اللهثان".
ورغم أنه لم يسبق استخدام غاز النيتروجين لإعدام البشر في الولايات المتحدة، إلا أنه يستخدم أحيانا في قتل الحيوانات.
لكن مكتب تورك أشار إلى أن حتى الجمعية الأميركية للطب البيطري توصي بتخدير الحيوانات الكبيرة قبل إعدامها بهذه الطريقة.
ولا ينص قانون ألاباما بشأن الإعدام بالنيتروجين على التخدير.
من جانبه، أكد ناطق باسم الاتحاد الأوروبي المناهض لعقوبة الإعدام أن التكتل المكوّن من 27 دولة يشعر "بأسف عميق" لعملية الإعدام هذه.
وقال في بيان "بحسب كبار الخبراء، فإن هذه الطريقة على وجه الخصوص قاسية وهي عقوبة غير عادية".
لكن ولاية ألاباما دافعت عن هذه الوسيلة معتبرة أنها "قد تكون وسيلة الإعدام الأكثر إنسانية التي تم استخدامها على الإطلاق".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
سجين يطلب وجبة دسمة قبل لحظات من الإعدام
خاص
في ولاية فلوريدا الأمريكية، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق أحد النزلاء، بعد أكثر من عقدين على ارتكابه جريمة هزت الرأي العام، فيما لفتت وجبته الأخيرة الانتباه بسبب كميتها الكبيرة.
ووفقًا لصحيفة “ديلي ستار، فقبل ساعات من موعد التنفيذ، تناول النزيل وجبة أخيرة مكونة من شريحة لحم خنزير مقلية، بطاطا مشوية، لحم مقدد، ذرة، آيس كريم، شوكولاتة، ومشروب غازي، وسط إجراءات مشددة داخل السجن.
وكان السجين، البالغ من العمر 48 عامًا، قد أُدين في جريمة اغتصاب وقتل تعود إلى عام 2000، حيث تم الحكم عليه بالإعدام عام 2003 بعد محاكمة استمرت أشهر، إلا أن تنفيذ العقوبة تأخر بسبب طعون قانونية متكررة.
المحامون دافعوا عن موكلهم بحجة أن السمنة المفرطة التي يعاني منها تجعله غير مؤهل للإعدام، معتبرين أن تنفيذ العقوبة سيكون بمثابة معاناة غير ضرورية تتعارض مع المعايير الإنسانية، في ظل مشكلات صحية معقدة تؤثر على فعالية بروتوكولات الحقن القاتلة.
في كلمته الأخيرة، وجه السجين اعتذاره إلى عائلة الضحية، وتلا آية من الكتاب المقدس، قبل أن تبدأ عملية الإعدام بحقنه ثلاثية المراحل، وبعد نحو ثلاث دقائق من بدء الإجراء، توقف قلبه، ليُعلن الأطباء وفاته رسميًا.
وأفادت تقارير بأن أحد الحراس تأكد من وفاته عبر مناداته بصوت عالٍ مرتين دون استجابة، ليتم لاحقًا توثيق لحظة الوفاة ضمن سجلات السجن.