صحيفة الاتحاد:
2025-02-16@16:49:24 GMT

محمد كركوتي يكتب: الخوف من التضخم باقٍ

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

لا شيء يشغل المشرعين حول العالم سوى مسار التضخم. 
وسيبقى هذا «الهم» متصدراً الساحة إلى أن تتم السيطرة عليه فعلياً، على الرغم من تراجع أسعار المستهلكين بمعدلات لافتة خلال الأشهر القليلة الماضية. 
وهذا التراجع دفع البنوك المركزية الرئيسية إلى تجميد رفع الفائدة، وإبقائها عند حدودها الحالية التي تعد مرتفعة أصلاً.

 
ويبدو أن سياسة التشديد النقدي ستتواصل في الاقتصادات المتقدمة، بصرف النظر عن آثارها السلبية على مستويات النمو، فالهدف الأول يبقى خفض أسعار المستهلكين، بعد عامين تقريباً من معاناة اجتماعية حقيقية بفعل زيادات لم تتوقف لأسعار السلع، بما فيها تلك التي تعد أساسية، حتى أن بعض المجتمعات الغربية تعاني حالياً من اتساع دائرة الفقر، ما أدى إلى تدخلات حكومية وحتى خيرية للتخفيف عن شرائح بعينها، نال منها التضخم أكثر من غيرها.
المشكلة التي تتصاعد في هذا الميدان أن تفاقم الصراعات الجيوسياسية يزيد من مصاعب كبح جماح التضخم حتى في البلدان التي تمكنت من خفضه في الأشهر الماضية، وهذا ما يفسر تحذيرات مباشرة من رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، تحدثت فيها عن التهديدات على صعيد التضخم، من التوتر الحاصل في الشرق الأوسط، إلى جانب اضطرابات الملاحة في البحر الأحمر، بالإضافة إلى عوامل أخرى بما في ذلك الحرب الدائرة في أوكرانيا، التي اقتربت من عامها الثاني. 
هذا الوضع العالمي والإقليمي العام ينشر الخوف حقاً في أوساط المشرعين الذين يسعون بكل طاقاتهم لضمان مستوى مقبول للتضخم يقترب من 2% أو أعلى قليلاً، لبدء «الانفتاح» على خفض تدريجي للفائدة، فحتى الاقتصاد الأميركي الذي حقق قفزات نوعية على صعيد أسعار المستهلكين في الأشهر الماضية، لم يتمكن من الحفاظ على تضخم قريب من 2%.
في الفترة الماضية، ارتفعت بالفعل أسعار الطاقة إلى جانب تكاليف الشحن، في ظل عرقلة واضحة لحركة التجارة العالمية.
وتعاني شركات الشحن عموماً من مخاطر جمة، بما في ذلك ارتفاع رسوم التأمين التي بلغت مستويات كبيرة للغاية.
وسط هذا المشهد بدأت زيادات في أسعار السلع، في وقت تنكب الحكومات على خفضها، ولذلك فإن مخاطر عودة التضخم العالمي للارتفاع مجدداً صارت واردة اليوم، وبالتالي ستستمر سياسة التشديد النقدي باعتبارها الآلية الأكثر نجاعة في مواجهة ارتفاع أسعار المستهلكين عموماً. 
ما يحتاجه العالم اليوم رفع مستوى التمويل، وهذا لن يحدث في ظل معدلات عالية للفائدة، التي يبدو أنها ستبقى بحدوها الراهنة على الأقل في الربع الأول من العام الجاري.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: العيون على النمو الصيني محمد كركوتي يكتب: «دافوس».. سنة حرجة أخرى

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر أسعار المستهلکین

إقرأ أيضاً:

محمد وداعة يكتب: صمود .. وبرضو الطرفين

*كان يتوقع ان تنتهز ( صمود ) حل ( تقدم ) للتخلص من حمولات و اخطاء فترة تقدم*
*شكوك حول الاسباب الحقيقية لحل تقدم*
*يعتقد على نطاق واسع ان الطريق الصحيح ان يتم حل تقدم عبر الجمعية العمومية لمؤتمر التاسيس*
*مكونات عديدة كانت فى ( تقدم ) نفت ان تكون فى صمود ، او فى اى من الطرفين*
*هل اذا لم تعلن الحكومة الموازية لاى سبب من الاسباب ، يكون الخلاف قد انتهى و يمكن العودة الى تقدم*
أعلنت تنسيقية تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية السودانية (تقدم) عن حل نفسها وانقسامها إلى مجموعتين بعد خلافات بين مكوناتها على تشكيل حكومة موازية، واتفقت على أن تعمل كل مجموعة تحت منصة منفصلة سياسيا وتنظيميا باسمين جديدين مختلفين ، و بينما اعلنت احدى المجموعات ( مجموعة بكرى الجاك ) عن نفسها و تسمت باسم صمود (التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة ) ، وهى المجموعة التى ترفض الحكومة الموازية ، فان المجموعة الاخرى ( مجموعة الحكومة ) لم تعلن موقفها او اسمها حتى الان ، جاء ذلك عقب اجتماع للهيئة القيادية لتنسيقية تقدم برئاسة حمدوك ، أعلنت التنسيقية (فك الارتباط بين المجموعة الداعية إلى قيام حكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، وبين المتمسكين بعدم تشكيلها، على أن يعمل كل منهما تحت منصة منفصلة سياسيا وتنظيميا باسمين جديدين مختلفين )
وقال بيان للهيئة (بهذا القرار سيعمل كل طرف اعتبارا من تاريخه حسب ما يراه مناسبا ومتوافقا مع رؤيته حول الحرب وسبل وقفها وتحقيق السلام الشامل الدائم وتأسيس الحكم المدني الديمقراطي المستدام والتصدي لمخططات النظام السابق وحزبه المحلول وواجهاته ، وأعلنت قوى سياسية ومكونات مهنية واجتماعية وشخصيات سودانية رافضة لمقترح تشكيل حكومة موازية ، عن تشكيل التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) عبر هياكل مؤقتة، يرأسها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك ، واعتبرت القوى التي شكلت تحالف (صمود)، في بيانها التأسيسي، أن هذه الخطوة تأتي (إيمانا والتزاما بأهمية اختيار والتزام القوى المدنية، بالديمقراطية طريقا مستقلا لا ينحاز لأي من أطراف الحرب، ولا ينخرط فيها بأي شكل من الأشكال، وأن تتصدى لكل فعل أو قول يهدد وحدة البلاد، ويمزق نسيجها الاجتماعي ،
و يبدو ان حالة من الاستعجال واكبت هذه القرارات ، و ان (الكلفتة) كانت واضحة لدرجة ادراج اسماء بعض القوى السياسية باعتبارها من مكونات تقدم ( المحلولة ) وهى لم تكن يومآ من اعضاء تقدم(الوطنى الاتحادى ) ،و بعضها نفى ان يكون عضوآ فى التحالف الجديد ( صمود ) ، كما ان البعض نفى ان يكون من قعوا باسمه يمثلونه، و البعض وجدها فرصة للاعلان عن مفارقة الاثنين مثل الحزب الجمهورى ، هذا فضلآ عن شكوك حول شرعية حل ( تقدم) من الناحية الاجرائية و القانونية حيث ان تقدم تم تاسيسها و اعتمادها عبرمؤتمر تأسيسى ، حضره 700 مندوب من جميع انحاء العالم و سبقته مشاورات استمرت سبعة اشهر، و صرفت عليه بضعة عشر مليون دولار ، و لذلك يعتقد على نطاق واسع ان الصحيح ان يتم حل تقدم عبر الجمعية العمومية لمؤتمر التاسيس ،
جاء بيان الاعلان عن صمود غير مختلفآ كثيرآ عن بيانات و مواقف تقدم ، لا سيما استمرار د. حمدوك رئيسآ لصمود ، و جاء متطابقآ فى الحديث عن الطرفين مرددآ نفس مستهلكات تقدم فى وصف الحرب و تداعياتها ، و بلا شك جاء هذا الموقف مخيبآ لامال المراقبين و المحللين ، اذ ان البعض كان يتوقع ان تنتهز ( صمود ) حل ( تقدم ) للتخلص من حمولات و اخطاء فترة تقدم ، وهذا ما يبعث الشكوك حول الدوافع و الاسباب الحقيقية لحل (تقدم )، و ان ما اعلن من اسباب ليس هو كل الاسباب ، و لعل ما خفى اعظم ، و لربما يكون كل الامر فى قميص عثمان ، و هل اذا لم تعلن الحكومة الموازية لاى سبب من الاسباب يكون الخلاف قد انتهى و يمكن العودة الى تقدم ، هذا النهج قضى على تقدم ، و يهدد بقاء صمود ، قبل نشر المقال بلغ عدد الذين نفوا صلتهم بصمود ١٣ جهة ،

محمد وداعة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بنسبة 2%.. توقعات بقرب تخفيض الفائدة في اجتماع البنك المركزي المصري القادم
  • التضخم يسجل 2% خلال يناير 2025
  • التضخم في المملكة يصل إلى 2.0% خلال شهر يناير
  • ضمن أقل المعدلات بين دول الـ20.. 2 % نسبة التضخم السنوي بالمملكة خلال يناير 2025
  • تداعيات العدوان على غزة تقفز بالتضخم في كيان العدو لمستوى مرتفع
  • التضخم في إسرائيل يقفز لأعلى مستوى بسبب حرب غزة
  • التضخم في إسرائيل يقفز إلى أعلى مستوى منذ 2023
  • الذهب يواصل مكاسبه للأسبوع السابع وسط توقعات بتأجيل خفض الفائدة
  • الذهب يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع السابع على التوالي
  • محمد وداعة يكتب: صمود .. وبرضو الطرفين