صحيفة الاتحاد:
2024-10-02@01:38:51 GMT

محمد كركوتي يكتب: الخوف من التضخم باقٍ

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

لا شيء يشغل المشرعين حول العالم سوى مسار التضخم. 
وسيبقى هذا «الهم» متصدراً الساحة إلى أن تتم السيطرة عليه فعلياً، على الرغم من تراجع أسعار المستهلكين بمعدلات لافتة خلال الأشهر القليلة الماضية. 
وهذا التراجع دفع البنوك المركزية الرئيسية إلى تجميد رفع الفائدة، وإبقائها عند حدودها الحالية التي تعد مرتفعة أصلاً.

 
ويبدو أن سياسة التشديد النقدي ستتواصل في الاقتصادات المتقدمة، بصرف النظر عن آثارها السلبية على مستويات النمو، فالهدف الأول يبقى خفض أسعار المستهلكين، بعد عامين تقريباً من معاناة اجتماعية حقيقية بفعل زيادات لم تتوقف لأسعار السلع، بما فيها تلك التي تعد أساسية، حتى أن بعض المجتمعات الغربية تعاني حالياً من اتساع دائرة الفقر، ما أدى إلى تدخلات حكومية وحتى خيرية للتخفيف عن شرائح بعينها، نال منها التضخم أكثر من غيرها.
المشكلة التي تتصاعد في هذا الميدان أن تفاقم الصراعات الجيوسياسية يزيد من مصاعب كبح جماح التضخم حتى في البلدان التي تمكنت من خفضه في الأشهر الماضية، وهذا ما يفسر تحذيرات مباشرة من رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، تحدثت فيها عن التهديدات على صعيد التضخم، من التوتر الحاصل في الشرق الأوسط، إلى جانب اضطرابات الملاحة في البحر الأحمر، بالإضافة إلى عوامل أخرى بما في ذلك الحرب الدائرة في أوكرانيا، التي اقتربت من عامها الثاني. 
هذا الوضع العالمي والإقليمي العام ينشر الخوف حقاً في أوساط المشرعين الذين يسعون بكل طاقاتهم لضمان مستوى مقبول للتضخم يقترب من 2% أو أعلى قليلاً، لبدء «الانفتاح» على خفض تدريجي للفائدة، فحتى الاقتصاد الأميركي الذي حقق قفزات نوعية على صعيد أسعار المستهلكين في الأشهر الماضية، لم يتمكن من الحفاظ على تضخم قريب من 2%.
في الفترة الماضية، ارتفعت بالفعل أسعار الطاقة إلى جانب تكاليف الشحن، في ظل عرقلة واضحة لحركة التجارة العالمية.
وتعاني شركات الشحن عموماً من مخاطر جمة، بما في ذلك ارتفاع رسوم التأمين التي بلغت مستويات كبيرة للغاية.
وسط هذا المشهد بدأت زيادات في أسعار السلع، في وقت تنكب الحكومات على خفضها، ولذلك فإن مخاطر عودة التضخم العالمي للارتفاع مجدداً صارت واردة اليوم، وبالتالي ستستمر سياسة التشديد النقدي باعتبارها الآلية الأكثر نجاعة في مواجهة ارتفاع أسعار المستهلكين عموماً. 
ما يحتاجه العالم اليوم رفع مستوى التمويل، وهذا لن يحدث في ظل معدلات عالية للفائدة، التي يبدو أنها ستبقى بحدوها الراهنة على الأقل في الربع الأول من العام الجاري.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: العيون على النمو الصيني محمد كركوتي يكتب: «دافوس».. سنة حرجة أخرى

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر أسعار المستهلکین

إقرأ أيضاً:

التضخم في منطقة اليورو يهبط إلى 1.8% خلال سبتمبر

انخفض التضخم في منطقة اليورو إلى 1.8% في سبتمبر، وهو أقل من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%، وفقاً لبيانات أولية من وكالة الإحصاء الأوروبية يوروستات.

 

التضخم في منطقة اليورو

 

وجاءت القراءة متوافقة مع توقعات خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراءهم، بعد أن بلغ التضخم السنوي أدنى مستوى له في 3 سنوات عند 2.2% في أغسطس.

 

وبلغ معدل التضخم الأساسي، الذي يستبعد أسعار الطاقة والأغذية والكحول والتبغ الأكثر تقلبا، 2.7%. وكان من المتوقع أن يظل دون تغيير عن قراءة أغسطس البالغة 2.8%، وفقاً لما ذكرته "CNBC"، واطلعت عليه "العربية Business".

 

وتأتي هذه الأرقام بعد أن تراجع التضخم في سبتمبر إلى ما دون هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2% في العديد من اقتصادات منطقة اليورو الرئيسية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا. وأظهرت بيانات أولية يوم الاثنين أن معدل التضخم الموحد في الاقتصاد الرائد في أوروبا انخفض بأكثر من المتوقع إلى 1.8% على أساس سنوي.

 

وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد يوم الاثنين إن صناع السياسات أصبحوا أكثر ثقة بشأن عودة التضخم إلى هدف 2%.

 

وقالت في جلسة استماع للجنة الشؤون الاقتصادية والنقدية في البرلمان الأوروبي: "بالنظر إلى المستقبل، قد يرتفع التضخم مؤقتاً في الربع الرابع من هذا العام مع انخفاض الانخفاضات الحادة السابقة في أسعار الطاقة عن المعدلات السنوية، لكن التطورات الأخيرة تعزز ثقتنا في أن التضخم سيعود إلى الهدف في الوقت المناسب".

 

وأضافت لاغارد: "سنأخذ ذلك في الاعتبار في اجتماعنا المقبل للسياسة النقدية في أكتوبر".

 

البنك المركزي الأسترالي يحظر بنك كندي لمدة عام بسبب تسريبات مصر ترحب بالاتفاق بين مجلسي النواب والدولة الليبيين بشأن حل أزمة مصرف ليبيا المركزي مصر ترحب بالاتفاق بين مجلسي النواب والدولة الليبيين بشأن حل أزمة مصرف ليبيا المركزي

 

الخطوات التالية للبنك المركزي الأوروبي

 

منطقة اليورو

 

غير خبراء الاقتصاد في بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش توقعاتهم بشأن المسار المستقبلي لخفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي بعد تعليقاتها، مشيرين إلى أنهم يتوقعون الآن خفض أسعار الفائدة في أكتوبر.

 

كان خبراء الاقتصاد يتوقعون سابقاً أن يبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة ثابتة هذا الشهر، لكنهم قالوا الآن إن تعليقات لاغارد "هي نفس التبرير الذي استخدمته لخفض سبتمبر"، مما يشير إلى "احتمالية واضحة تقريباً لشهر أكتوبر".

 

كما رفع خبراء الاقتصاد في دويتشه بنك يوم الثلاثاء توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة القادم من جانب البنك المركزي الأوروبي من ديسمبر إلى أكتوبر.

 

وأظهرت بيانات مجموعة لندن للأوراق المالية أن الأسواق كانت تتوقع على نطاق واسع خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر في وقت مبكر من يوم الثلاثاء.

 

مقالات مشابهة

  • التضخم في منطقة اليورو يهبط إلى 1.8% خلال سبتمبر
  • تراجع التضخم في منطقة اليورو إلى 1.8% خلال سبتمبر
  • ارتفاع أسعار الأغذية بالأردن 2.8%
  • أسعار الدواجن في مصر: تراجع ملحوظ يدعو للتفاؤل بين المستهلكين
  • باول يتوقع مزيدًا من انخفاض التضخم في الاقتصاد
  • توقعات بتراجع التضخم في تركيا لأقل من سعر الفائدة في أيلول
  • الدكتور سلطان القاسمي يكتب: مختارات من «جِرون نَامَه»
  • محمد كركوتي يكتب: الديون تتراجع والقلق باق
  • بعد موجة الارتفاعات.. لماذا تراجعت أسعار الذهب في مصر خلال الساعات الماضية؟
  • 1.1% ارتفاعا في معدل التضخم بنهاية أغسطس