علوم بمثابة حكم بالإعدام على البشرية والبيئة.. بالتزامن مع درجات الحرارة الحارقة.. لماذا ينتشر إنكار تغير المناخ على منصات التواصل كالنار في الهشيم؟
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
علوم، بمثابة حكم بالإعدام على البشرية والبيئة بالتزامن مع درجات الحرارة الحارقة لماذا ينتشر إنكار تغير المناخ على منصات التواصل كالنار في الهشيم؟،شهدت الأيام والأسابيع الأخيرة ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة في مناطق .،عبر صحافة الصحافة العربية، حيث يهتم الكثير من الناس بمشاهدة ومتابعه الاخبار، وتصدر خبر بمثابة حكم بالإعدام على البشرية والبيئة.
شهدت الأيام والأسابيع الأخيرة ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة في مناطق مختلفة حول العالم، حيث كانت درجة الحرارة عالمياً في الثالث من يوليو/تموز 2023 هي الأعلى على الإطلاق، فيما قال فريدريك أوتو، عالم المناخ في معهد جرانثام لتغير المناخ في إمبريال كوليدج لندن، إن ارتفاع درجات الحرارة إلى هذا المستوى يعد بمثابة "صدور حكم بالإعدام بحق الناس والنظم البيئية".
لكن رغم ذلك، كتبت إيزابيل أوكشوت، الصحافية البريطانية المتخصصة في الشؤون السياسية، تغريدة جاء فيها: "يتعين على قادة تغير المناخ الذين يشعرون بالذعر بسبب الأيام الحارة القليلة في الشهر الماضي، الهدوء.. درجة الحرارة وصلت إلى 13 درجة وآخذة في الانخفاض. أنا على وشك إشعال بعض الحطب". وفي أقل من يوم، حصدت التغريدة أكثر من 2.2 مليون مشاهدة، وهي مجرد مثال واحد لآلاف الحالات والتعليقات المشابهة على توتير وغيره.
ويأتي ذلك وسط إجماع علمي على أن البشر وراء تسخين كوكب الأرض إلى حد كبير بسبب الوقود الأحفوري. ورغم ذلك، يقول تقرير لوكالة دويتشه فيله الألمانية إن حالة إنكار لهذه الوقائع ما زالت منتشرة، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي. فما سبب ذلك؟
لماذا لا يزال كثيرون ينكرون التغير المناخي؟
في عام 2021، تم إجراء استطلاع عالمي حول الآراء بشأن تغير المناخ؛ إذ كشف عن أن قرابة 65٪ من الأشخاص الذين تم استطلاع آرائهم من أعمار مختلفة على نطاق أكثر من 50 دولة اعتبروا تغير المناخ "حالة طوارئ عالمية"، لكن الباحثين رصدوا مؤخراً تزايداً في التشكيك وإنكارات للظاهرة.
وعبر قناة "بلانيت إيه" التابعة لمؤسسة دويتشه فيله على منصة "تيك توك"، تظهر التعليقات وجود حالة من الإنكار، فيما يشكك البعض في الحلول الرامية إلى مواجهة ظاهرة التغير المناخ مثل الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة. على سبيل المثال، وعقب نشر DW مقطع مصور يُظهر ناشطين يقاضون ولاية مونتانا الأمريكية بسبب التقاعس عن مواجهة أزمة المناخ، كتب أحد المستخدمين: "ظاهرة تغير المناخ ليست حقيقية؛ إذ يتعلق الأمر بالمال. هذا محزن لأنكم تثيرون الذعر بين الأطفال، لذا يجب أن تشعروا بالخجل".
وكتب آخر: "كيف سيتم شحن السيارات الكهربائية عندما ينقطع التيار الكهربائي؟"، زاعماً أن الطاقة المتجددة ليست مصدراً موثوقاً فيه رغم أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية تعد من أرخص مصادر الطاقة وأسرعها نمواً. ويبدو أن إنكار ظاهرة تغير المناخ لم يعد يقتصر على نفيها، بل تجاوز إلى التشكيك في حلول مواجهتها، وفقاً لما أشار إليه جون كوك، عالم المناخ وكبير الباحثين في جامعة ملبورن الأسترالية.
وقال كوك، وهو يمتلك مدونة تفضح المعلومات المضللة حول المناخ، إن السرد القائل بأن "الحلول المناخية ستكون ضارة" أو "أنها لن تنجح" ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى حقبة التسعينيات. بدوره، قال كالوم هود، رئيس الأبحاث في مركز مكافحة الكراهية الرقمية، إن الهدف من هذه المنشورات حول تصاعد إنكار ظاهرة تغير المناخ هو إثارة الشكوك بهدف تأخير التحول إلى الطاقة النظيفة في نهاية المطاف.
كيف يتم تضخيم المعلومات المضللة حول التغير المناخي؟
في هذا الصدد، قالت جيني كينج، رئيسة أبحاث وسياسات المناخ في معهد الحوار الاستراتيجي، وهي مجموعة بحث رقمية مقرها لندن معنية بالتطرف والمعلومات المضللة، لشبكة DW، إن "هناك نقاط ضعف جلية في طريقة تصميم منصات التواصل الاجتماعي وإدارتها في الوقت الحالي، ما يسمح بظهور مثل هذه المنشورات والتعليقات".
وأشارت كاثي ترين، الباحثة في جامعة إكستر والمشاركة في كتابة مقال نشر عام 2020 حول التضليل عبر الإنترنت وتغير المناخ، إلى أن منصات التواصل الاجتماعي جرى إنشاؤها باستخدام "تحيز خوارزمي" يعمل على خلق "غرف الصدى" لجعل المستخدمين "عرضة لاستهلاك المعلومات الخطأ وقبولها ونشرها". لكن ما هي مصادر مثل هذه المعلومات المضللة؟
حاول "مركز مكافحة الكراهية الرقمية" CCDH، الإجابة على هذا التساؤل؛ إذ كشف في دراسة أن هناك 10 مواقع مسؤولة عن هذه المعلومات المضللة، من بينها وسائل إعلام روسية حكومية وموقع "بريتبارت نيوز" الأمريكي الإخباري اليميني المتشدد، حيث تعد مسؤولة عن 69٪ من التفاعلات التي تتضمن تعليقات ومنشورات تنكر ظاهرة تغير المناخ على فيسبوك.
ووصفت الدراسة هذه المواقع بكونها منصات لنشر السموم، مضيفة أن تضخيم تعليقات إنكار تغير المناخ على فيسبوك "يرمي إلى منع الإجماع على الحقائق والحلول". ويعود ذلك بشكل جزئي إلى فشل إدارة موقع فيسبوك في الوفاء بتعهدها في تمييز المنشورات التي تنكر ظاهرة تغير المناخ، مع إلحاقها بروابط عن المعلومات الصحيحة، حسب ما قال كالوم هود، رئيس الأبحاث في مركز مكافحة الكراهية الرقمية وأحد المشاركين في الدراسة.
وأضاف أن "جوجل تعهدت بأنها لن تقدم أية أموال لصالح إنكار المناخ، لكنها دفعت 3.6 مليون دولار من عائدات الإعلانات إلى المواقع العشرة على مدى 6 أشهر، حيث روجت لإنكار ظاهرة المناخ". ولم يتوقف الأمر على ذلك إذ كشف باحثون عن أن كيانات مرتبطة بقطاع الوقود الأحفوري دفعت لشركة "ميتا" التي تملك فيسبوك وإنستغرام وواتساب، حوالي 4 ملايين دولار لتدشين حملات إعلانية في الفترة التي تسبق مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين بشأن المناخ.
وأشار تقرير صادر عن "العمل المناخي ضد المعلومات المضللة" إلى أن الهدف من هذه الحملات الإعلانية كان يتمثل "في نشر ادعاءات كاذبة ومضللة بشأن أزمة المناخ وأهداف الحياد الكربوني وحتمية الإبقاء على الوقود الأحفوري، وذلك قبل وأثناء مؤتمر (كوب 27)". وأضاف التقرير أن شركة "إنيرجي سيتزن" للعلاقات العامة التي تعمل لصالح شركات نفط، وأيضاً معهد البترول الأمريكي، يقفان وراء معظم هذه الحملات.
هل يحدث ذلك بسبب تأثير جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا؟
من جانبها، سلطت الباحثة جيني كينج الضوء على تأثير الأزمات الصحية وارتفاع تكلفة المعيشة وأسعار الطاقة ومعدلات التضخم خلال السنوات الأخيرة على انتشار ظاهرة إنكار تغير المناخ.
وأضافت: "تزدهر المعلومات المضللة خلال الأزمات. تفاقم الهيكل العالمي للتضليل بسبب عدم المساواة التاريخية في الثروة، والتآكل التاريخي للثقة في المؤسسات"، مشيرة إلى أن الأمر تجلى خلال بداية وباء كورونا؛ إذ ظهر مصطلح "تأمين المناخ" عبر منصات التواصل الاجتماعي مع الزعم بأن الإغلاقات التي أقدمت عليها حكومات العالم لوقف تفشي الفيروس لم تكن سوى تجربة لما قِيل إنه موجة قادمة من "الطغيان الأخضر".
كذلك استغل البعض ارتفاع تكلفة المعيشة وأزمة الطاقة جراء الحرب الروسية في أوكرانيا للتقليل من خطورة ظاهرة أزمة المناخ، خاصة من قبل الأحزاب السياسية المؤيدة للوقود الأحفوري، مثل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي.
وفي سياق ذلك، قالت أليس فايديل، الرئيسة المشاركة للحزب، في الثالث من يوليو/تموز، إن خطط الحكومة الألمانية للانتقال إلى الطاقة النظيفة ستؤدي إلى انتشار الفقر على نطاق واسع، فيما زعمت أن التحول من الغاز إلى الطاقة المتجددة لتدفئة المنازل يعد بمثابة "مذبحة".
التصدي لظاهرة إنكار تغير المناخ
وعلى غرار فيسبوك، تعهد موقع "تيك توك"، في أبريل/نيسان الماضي، بحظر أي محتوى ينكر ظاهرة تغير المناخ، لكن جيني كينج قالت إن الأمر غير قابل للتنفيذ، مشيرة إلى أن "إنكار تغير المناخ ليس جريمة".
من جانبه، دعا عالم المناخ جون كوك منذ فترة طويلة إلى تدشين ما يسميه "حملات التحصين الوقائية"، أي تصوير المعلومات المضللة على أنها مرض ينتشر بين السكان، لذا يتعين احتواؤها بين السكان عن طريق تحصينهم كما الحال مع اللقاحات ضد الأوبئة، مضيفاً أن هذه الحملات ترمي إلى تحييد "إنكار تغير المناخ" من خلال دحض المعلومات المضللة، وهو ما يعزز الإجماع العلمي بشأن تغير المناخ.
وقالت كاثي ترين، الباحثة في جامعة إكستر، إنه "لا يوجد حل سحري لمكافحة حملات التضليل بشأن تغير المناخ، مع ضرورة الخروج بنهج متعدد الأوجه، بما في ذلك التعليم والتحصين والتصحيح والإجراءات التي تتخذها منصات التواصل الاجتماعي".
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس منصات التواصل الاجتماعی على منصات التواصل درجات الحرارة إلى أن
إقرأ أيضاً:
جدل واسع على منصات التواصل بعد ظهور الشرع ممتطيا حصانا أسود.. ما القصة؟
أثار الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي عقب تداول مشاهد يظهر فيها ممتطيا حصانا أسود في أحد أندية الفروسية.
وتداولت منصات على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الأربعاء، لقطات مصورة يظهر فيها الشرع على ظهر حصان أسود من سلالة فريزيان، التي تعد واحدة من أقدم سلالات الخيول في أوروبا.
كبير pic.twitter.com/LIW5qX7Ww5 — موسى العمر (@MousaAlomar) February 19, 2025
وأظهرت اللقطات المتداولة على نطاق واسع الشرع في ظهور نادر خارج الإطار الرسمي مرتديا سترة جلدية وهو على ظهر الحصان الأسود.
ولم يعرف ما إذا كانت اللقطات التي نشرها الصحفي السوري موسى العمر لأول مرة من أحد أندية الفروسية في سوريا وما إذا كانت التقطت قبل تنصيب الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية.
وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.
وفي 29 كانون الثاني/ يناير، أعلنت الإدارة السورية الجديدة تعيين الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية بجانب العديد من القرارات الثورية التي قضت بحل حزب البعث العربي الاشتراكي ودستور عام 2012 والبرلمان التابع للنظام المخلوع.
وتسببت اللقطات المصورة في موجة واسعة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي حيث انقسم المعلقون بين مشيد بظهور الشرع على صهوة الحصان لما يحمل ذلك من رسائل على "القوة والانتصار" بعد سقوط النظام، في حين اعتبر آخرون أن الصور تظهر "بذخا" في ظل معاناة معظم السوريين من الفقر وفقدانهم للأساسيات المعيشة من كهرباء وخدمات وبنى تحتية.
كما قام معلقون بالتذكير بمشاهد مماثلة تظهر أفراد من عائلة الأسد على صهوة الخيول، معتبرين أن مشهد الشرع أعاد إلى الأذهان هذه اللقطات.
وتاليا مشاهد من التفاعل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي:
في لقطة متداولةالرئيس السوري حفظه الله و هو على حصان عربي أصيل من مزرعة ماهر الأسد شقيق الرئيس السابق بشار الأسد..؟!
الشرع بعد ما ركب بشار وماهر الأسد ركب حصانهم ، أكيد إذا شافوا
هاي الصورة راح يطكو???? pic.twitter.com/RTIUKR0dxF — د.دارك (@dr_daark) February 20, 2025
المبالغة في تداول السوريين لصورة الرئيس أحمد الشرع على ظهر الخيل ليست تطبيلاً بالمعنى التقليدي، ولا هي محاولة لصناعة طاغية جديد، بقدر ماهي تعبيراً عن تعطشهم لشخصية قيادية يلتفون حولها لبناء دولتهم التي دمرها آل الأسد وداعميه، وتمثلهم في المحافل الدولية بعد سنوات من الشعور بالعار… pic.twitter.com/9k9wDc32eP — حاتم قشوع (@mhthtmst) February 20, 2025 مشهد كأنه طالع من فيلم ملحمي! ???? الزعيم أحمد الشرع… الهيبة على صهوة حصان! ???? pic.twitter.com/a6PdFoAigK — OSAMA.ALHARIRI (@Osama__Ha) February 20, 2025 ظهور الرئيس أحمد الشرع على حصان فريزيان أسود يحمل رمزية سياسية واضحة: القوة، السيطرة، والشرعية. اختيار هذه السلالة النبيلة يشير إلى الهيبة والقيادة، بينما اللون الأسود يرمز للحزم والغموض. قد يكون ذلك رسالة لمرحلة جديدة من الحكم والاستقرار في سوريا.#سوريا#أحمد_الشرع pic.twitter.com/c8Vgs6nVfa — جعفر البرغش || Jaafar Albarghash (@mjsy92) February 20, 2025
في استعراض مذهل للقوة والسلطة
ظهر الرئيس #أحمد_الشرع ممتطيا حصانا فريزي أسود فخم وهو رمزا خالدا للقوة والانتصار والقيادة، حيث يمثل عبر التاريخ النصر في المعارك
والحكم بانضباط لا يتزعزع
واحتضان الهيبة المرافقة للقيادة
لحظة انتصار ورمز:
قائد يمضي قدمًا، حاملا معه إرث التاريخ وثقله https://t.co/GMgOYPB8S0 pic.twitter.com/6FJ9z3QZWF — Roa'a Khalid (@RMSyria) February 20, 2025
'رياضة #الفروسية في #سوريا خلال طغيان #نظام_صيدنايا، كانت تعاني من #الفساد الشديد وتخضع لسيطرة أبناء المسؤولين و مافيا #الأسد.
فقد مُنع أي شخص من المنافسة أو الظهور في البطولات، ما لم يكن محسوباً على النظام أو موالياً له.'#ماهر_الاسد #حصان_شام_الاسد #أحمد_الشرع — Rana Kabbani (@RanaKabbani54) February 20, 2025