معرض الكتاب.. مبدعون يشيدون بترجمة ثقب المفتاح لا يرى: ابتعد عن الكلكعة
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
كتب- محمد شاكر:
تصوير- محمود بكار:
استضافت القاعة الدولية، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ55، مناقشة كتاب الدكتورة سارة حواس، "ثقب المفتاح لا يرى"، وهو ترجمة لـ20 قصيدة منتقاة لشاعرات أمريكيات حصلن على جائزتي نوبل وبوليتزر.
وأوضح الشاعر الكبير أحمد الشهاوي أن لديه مشكلة في التقعر الذي يلاقيه في بعض النصوص الشعرية المترجمة، متساءلًا: “لماذا يستخدم البعض مثلا بعض المفردات المتروكة والمهجورة ولا يلجأ للمفردات البسيطة مثلما وجدت في كتاب سارة"؟، فهي بعيدة عن التقعر وفي نفس الوقت أوضحت عمق المعاني، فجاءت حديثة بنصوص حديثة لم تتكلف في نقلها للعربية، وكنا نستخدم فيما مضى كلمة "تعريب" والآن نقول "ترجمة"، وهنا سارة حواس استطاعت أن تقوم بتعريب النصوص ببراعة وقدمت لكل شاعرة مقدمة، بالإضافة إلى المقدمة الرئيسية للكتاب وهو شيء شديد الأهمية، ثم نذهب لقدرتها على أن تترجم دون تأثرها بكونها أكاديمية وتحدثت عن الكاتبات وهن أكاديميات أيضا، حيث تحررت من كونها مدرسة في الأدب الإنجليزي، ليتضح للقارئ أنها تترجم لتمتع نفسها وتمتعنا، منوها بأن فكرة التحرر من الأعباء هي أهم ما يميز المترجم.
وحول سر تسمية الكتاب بهذا الاسم، قالت "حواس": ذات مرة كنت أترجم قصيدة لشاعرة، وكان من بين ما ترجمته جملة بهذا المعنى، وقد راقت لي لأنه يحمل أكثر من دلالة وأهمها هو أنه على الإنسان أن يسعى ويجتهد كي يصل.
وبالنسبة للتحرر من القولبة الأكاديمية، أوضحت “حواس” أن بداخلها إنسانة حرة فهي تحترم الصغير قبل الكبير ولكن مع مراعاة عدم تقيدها سواء بالألقاب أو غيرها من قيود تحد من حرية الكتابة والترجمة، حيث استغرقت 5 أشهر لم تخرج من حالة الترجمة حرفيا لهذا الكتاب، حتى روتين حياتها امتنعت عنه، فهن عشرون شاعرة ولكل واحدة مدرسة خاصة وخلفية ثقافية واجتماعية مختلفة، فكان لابد من دراسة الشخصية باستفاضة قبل قراءة قصائدها ثم اختيار ما يتناسب مع ذائقتها الشعرية.
وعن الأخطاء التي تلافتها المترجمة، يقول الدكتور محسن الشيمي: إن سارة لديها التحليل العلمي للغة وهي جزئية مهمة جدا، وقد أخذت على عاتقها مجازفة لإنجاز هذا العمل المميز ليس فقط في الترجمة، ولكن نجحت في أن تنقل لنا أزمات وحياة الشاعرات اللواتي ترجمت لهن، مشيرا إلى أن خلفية الدكتورة سارة كابنة للدكتور حامد حواس تؤهلها لأن تخرج بهذه المهارة التي استطاعت معها أن تتغلغل داخل ثقافة اللغة الخاصة بالكاتبات الأمريكيات.
وعن المقومات الواجب توافرها في مترجم الشعر، أوضح الشاعر والروائي علي عطا أن سارة حواس خاضت مغامرة بترجمتها لهذا العدد من المترجمات، حيث قامت بجهد بحثي كبير متكئة على خلفيتها الأكاديمية، موضحا أنها استطاعت أن تختار بعناية بين الحائزات على نوبل، كما أن الجوائز ليست مقياسا بالمرة لأهمية الكتاب حتى وإن كانت نوبل، ولذلك من الجيد أن استطاعت سارة اختيار الأفضل من بين الحائزات على الجوائز.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 ثقب المفتاح لا يرى معرض الكتاب سارة حواس طوفان الأقصى المزيد
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي بيغير كل حاجة .. مبدعون ومهنيون بيكشفون عن مخاوفهم
في السنوات الأخيرة، تسلل الذكاء الاصطناعي إلى مجالات لم يكن لأحد أن يتخيلها، وبدأت تأثيراته تظهر بقوة في المهن الإبداعية، ما أثار قلق الكثير من العاملين في هذه المجالات.
كان يتصفح أوليفر فيجل، مصور ألماني يبلغ من العمر 47 عامًا، إحدى الصحف الوطنية عندما لفت انتباهه صورة على الصفحة الأولى لصبي يركض خلف كرة قدم، بدا له أن هناك شيئًا خاطئًا في الصورة؛ الزهور البرية كانت تطفو بلا سيقان، وشبكة المرمى كانت غير مكتملة، ويدي الصبي مشوهتين.
الذكاء الاصطناعي مثل تسوناميبالنسبة لفيحل، لم تكن هذه مجرد صورة غريبة، بل رمز لتغير جذري في مهنته، حيث أثر "الذكاء الاصطناعي على الصناعة بشكل مدمر"، حيث قال لفيحل بعد 18 عامًا من العمل في التصوير، اضطر إلى البحث عن مصادر دخل أخرى، ويفكر حاليًا في افتتاح حانة للنبيذ.
فيما وجد كارل كيرنر، مترجم متخصص في النصوص العلمية، نفسه في مواجهة عاصفة من التغييرات بعد أن بدأت الشركات تعتمد على أدوات الترجمة الذكية، حيث قال "أنا الآن عمليًا بلا عمل، لقد جاء الذكاء الاصطناعي مثل تسونامي".
من جهة أخرى، يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا بل أداة يمكن الاستفادة منها، حيث سيتخدم ألكسندر كالفاي، طبيب بريطاني، الذكاء الاصطناعي في تسجيل الملاحظات الطبية، ما ساعده في توفير الوقت والتركيز أكثر على المرضى.
لكن هذه التطورات أثارت جدلًا كبيرًا حول مصير الوظائف الإبداعية، شعرت جيني تورنر، رسامة من شمال شرق إنجلترا، بإحباط شديد بعد أن بدأت ترى أعمالًا فنية مصنوعة بالذكاء الاصطناعي تُباع بأسعار زهيدة على الإنترنت، بينما كانت تقضي ساعات في رسم لوحاتها يدويًا.
دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعاتتشجع الحكومة البريطانية، مثل العديد من الدول الأخرى، على دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات لتعزيز الإنتاجية، لكن هناك دعوات متزايدة لوضع ضوابط تحمي العاملين في الصناعات الإبداعية من فقدان وظائفهم.
بات الذكاء الاصطناعي واقعًا يفرض نفسه على الجميع، بينما يرى البعض فيه فرصة لتطوير مهاراتهم والتكيف مع العصر الرقمي، يشعر آخرون أنه يهدد وجودهم المهني ويقلل من قيمة الإبداع البشري.