قال الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والاختلالات السياسية للتغول الأغلبي، باتت تدفعه لكي يتحين كل الفرص ليلجأ إلى كل الأساليب، بما فيها ما وصفه الحزب ب”التحايل على القانون من أجل المس بالتوازن المؤسساتي الضامن لتطور المسلسل الديمقراطي”، ومنه محاولة حكومة أخنوش، إخضاع كل ما له تأثير اجتماعي لوصايتها وسلطتها، مما يهدد الديمقراطية بالبلاد يعلن حزب الوردة

وأوضح الحزب في تقريره السياسي تقدم به إدريس لشگر، كاتبه الأول أثناء انعقاد المجلس الوطني، أنه أمام ضعف مبادرات المعارضة المؤسساتية في مجلسي البرلمان، خاصة مجلس المستشارين حيث النقابات والفاعلون الاجتماعيون التي اختفت أية مبادرات تنسيقية بين أطرافها، ونفس الشيء بالنسبة لأطراف المعارضة في مجلس النواب والذي أضعفت تصريحات أحد أطرافها ومواقفه من التنسيق بين أطرافها مما أدى إلى تعطيل عملها خلال هذه السنة تفاديا لكل رد فعل سلبي لدى متتبعي الحياة السياسية والذين لا يمكنهم نسيان الاتهامات التي كالها حزب معين لكافة مكوناتها، حرصنا يضيف الحزب  على تعويض هذا التنسيق المباشر بتنسيق حول المبادرات التي يقع بشأنها التوافق”.

ومن هذا المنطلق، وفي إطار المبادرات التي نقترح العمل عليها مستقبلا هي المتعلقة بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشعب المغربي، خاصة الفئات المسحوقة والمتوسطة والتي تضررت كثيرا من سياسة هذه الحكومة، هذا إلى جانب المبادرات السياسية التي نقترح أن يتم الاشتغال عليها والتي تهم الإصلاح المؤسساتي والسياسي.

وعلاقة بالدعم المباشر، ورغم الدعوة الملكية إلى الحكومة بضرورة تفعيله بشكل منصف وشفاف ومتضامن، وفق تصور شامل وفي إطار مبادئ القانون، فقد اعتبر الاتحاد الاشتراكي أن “الحكومة الحالية فشلت في تنزيله منذ البداية، حيث لا وقع له في الحياة المعيشية للأسر المغربية، وخصوصا وأن هذا الدعم المباشر بدأ يتبخر بفعل اشتعال لهيب الأسعار، الذي يحرق ويدمر القدرة الشرائية للأسر المغربية”.

وإذا كان هذا الفشل الحكومي يشكل المخاطر الفورية في تنزيلها السيء للدعم المباشر، فإن له حسب حزب الوردة ” مخاطر كبرى على المديين القريب والمتوسط، حيث سيقوض كل التوجهات السياسية والدستورية التي اختارتها بلادنا على مستوى حماية الديمقراطية وصيانة التعددية السياسية؛ إذ أبانت الأغلبية الحالية عن استغلالها لكل آليات تدبير الشأن العام من أجل تكريس وفرض سياسة التغول، خاصة وأن هناك معالم على استغلال الدعم المباشر للتحضير للاستحقاقات المقبلة، بل واستعماله كوسيلة للتأثير منذ اليوم في نزاهة هذه الأخيرة؛ وهو الأمر الذي تؤكده عدة قرائن منها أن الحزب الذي يقود الحكومة الحالية كان يعترض كل الاعتراض على تدبير هذا الدعم الاجتماعي من طرف الحكومة السابقة، فأصبح ما كان عندها ممنوعا في الماضي، مباحا عندما تولت هذه الأغلبية تدبير الشأن العام”.

ويزيد الاقتناع بمخاطر التدبير الحكومي للدعم المباشر على التعددية والديمقراطية بالبلاد، مع استحضار ما وصفه الحزب ب” التغول الذي مارسته هذه الأغلبية عند إعدادها للقوانين المنظمة للدعم الاجتماعي، خاصة القانون رقم 59.23 المتعلق بإحداث الوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي؛ إذ أحدثت هذه الوكالة، كمؤسسة عمومية، في إطار الفصل 71 من دستور المملكة المغربية الذي يعطي صلاحية إحداث المؤسسات العمومية للسلطة التشريعية، سواء من جانب مهامها أو من جانب تأليفها”.

لكن، عند الرجوع إلى المادتين 15 و17 من هذا القانون، يتضح للجميع يضيف الحزب حجم التغول الذي تمارسه الأغلبية الحالية، ليس فقط على المعارضة، وإنما أيضا على البرلمان كسلطة تشريعية، حيث سيحد دور هذه السلطة في ممارسة وظائفها على مستوى تأليف أجهزة هذه الوكالة خاصة فيما يتعلق بممثلي الإدارة ورئاسة مجلسها الإداري، إذ قامت يدعي الحزب، بتهريب هذه الصلاحية لفائدتها؛ وهو الأمر الذي يتجلى من خلال المرسوم 2.23.1069 المتعلق بتطبيق القانون رقم 59.23، حيث أسندت رئاسة المجلس الإداري للوكالة لرئيس الحكومة؛ والحال أنه كان عليها، يؤكد الاتحاد تنزيهها للدعم المباشر من كل استغلال يقوض الديمقراطية والتعددية السياسية بالبلاد، إحداث هذه الوكالة، ليس في إطار الفصل 71 من الدستور، وإنما في إطار الفصل 159 من الدستور الذي ينص في بنده الثاني: “ويمكن للقانون أن يحدث عند الضرورة، علاوة على المؤسسات والهيئات المذكورة بعده، هيئات أخرى للضبط والحكامة الجيدة”.

وتبعا لذلك، يكشف الحزب أنه كان عليها عوض أن تحدث وكالة تخضع لوصايتها، إحداث هيئة مستقلة لضبط الدعم المباشر، على غرار إحداث الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء؛ وهو الأمر الذي يدل على أن الحكومة الحالية تحاول إخضاع كل ما له تأثير اجتماعي لوصايتها وسلطتها، مما يهدد الديمقراطية بالبلاد.

كلمات دلالية إدريس لشگر اخنوش الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الحكومة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: اخنوش الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الحكومة الاتحاد الاشتراکی الدعم المباشر فی إطار

إقرأ أيضاً:

هل بدأت النهاية السياسية لأولاف شولتز؟

في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني)، بلغت الخلافات الطويلة الأمد في الائتلاف الحكومي الألماني المكون من ثلاثة أحزاب ذروتها، عندما أقال المستشار الديمقراطي الاجتماعي أولاف شولتس وزير ماليته كريستيان ليندنر، زعيم الديمقراطيين الليبراليين، بسبب خلاف حول السياسة الاقتصادية والمالية.

قدم تبادل حاد للآراء في البوندستاغ في الثالث عشر من نوفمبر لمحة عامة عن معالمها

وفي ذلك المساء، وبعد أن وصف ليندنر بأنه "أناني"، اقترح شولتس التصويت على الثقة بحكومته في يناير (كانون الثاني)، وتقديم موعد الانتخابات المقررة في سبتمبر (أيلول) المقبل إلى أواخر مارس (آذار). 

Chancellor Scholz's government coalition on the verge of collapse. He's isolated not just in Europe, but also in Berlin! The man is unfit for leadership pic.twitter.com/hnJpYIAqou

— Mariska den Eelden ???????????????? (@eeldenden) October 30, 2024

ولكن مجلة "إيكونوميست" تقول إن اقتراح شولتس السخيف لم يصمد أمام الضغوط الشديدة من حزب الديمقراطيين المسيحيين المعارض من يمين الوسط وآخرين، وبعد ستة أيام رضخ للأمر المحتوم.

والآن سيتم التصويت على الثقة، وهو الأول منذ عقدين من الزمان والسادس فقط في تاريخ ألمانيا بعد الحرب، في 16 ديسمبر (كانون الأول).

وبصفته رئيساً لحكومة أقلية مع حزب الخضر، يتوقع شولتس أن يخسرها، وهذا من شأنه أن يمهد الطريق أمام رئيس ألمانيا لحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات قريبة.

تمرير قوانين

ويقول كاي ويتاكر، أحد نواب الحزب، إن الحزب قد يساعد في تمرير عدد قليل من القوانين في غضون ذلك.

رسمياً، سوف تنطلق الحملة في العام الجديد، ولكنها في الواقع بدأت بالفعل. فقد قدم تبادل حاد للآراء في البوندستاغ في 13 من نوفمبر (تشرين الثاني) لمحة عامة عن معالمها.

وفي دفاعه عن سجله، وخاصة موقفه الدقيق بشأن أوكرانيا (نعم للدعم "الثابت"، لا لتسليم صواريخ توروس كروز)، تعهد شولتس بالحفاظ على تماسك بلد كان يخشى أن يخاطر باستقطاب على الطريقة الأمريكية، كما هاجم أولئك الذين زعم أنهم يضعون المساعدات لأوكرانيا في مواجهة الإنفاق الاجتماعي، وهو ما كان بمثابة سخرية من هؤلاء السياسيين، ومن بينهم ليندنر، الذين يرفضون النظر في تخفيف قواعد العجز الصارمة في ألمانيا للمساعدة في تمويل أوكرانيا.

ورداً على ذلك، اتهم فريدريش ميرز، رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي، خصمه "الخفيف الوزن" بـ "العيش في فلكه الخاص" وإصدار "نصف الحقائق". وعرض قائمة من المقترحات المصممة لرفع ألمانيا من حالة الركود الاقتصادي، بما في ذلك إصلاحات قواعد سوق العمل، ومدفوعات الرعاية الاجتماعية، والالتزامات المناخية. ومن جانبه، أعلن ليندنر أن إقالته كانت بمثابة "تحرير"، قبل أن يشرع في مهاجمة الحكومة التي خدم فيها حتى قبل أسبوع واحد فقط.

استطلاعات

ويتصدر حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحليفه البافاري حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي استطلاعات الرأي بنحو 33%، وهو ما يزيد قليلاً عن النتيجة المجمعة للأحزاب الثلاثة في الائتلاف السابق.

واعتماداً على نتيجة الانتخابات، وخاصة على ما إذا كان الحزب الديمقراطي الحر سيضمن نسبة 5% اللازمة للاحتفاظ بحضوره في البوندستاغ، ينبغي للمحافظين أن يختاروا شركاءهم في الائتلاف.

ويتساءل البعض في صفوفهم بهدوء عما إذا كان تحقيق أغلبية مطلقة غير مسبوقة في متناول اليد. 

Scholz’ swansong as chancellor in parliament was a campaign speech for his unlikely reelection in February.
Stresses will not send long range weapons to Ukraine - his only winning topic in otherwise low polls.
Government bench behind him still reflect shock of coalition breakup. pic.twitter.com/wW0t6h3DI2

— Michaela Kuefner (@MKuefner) November 13, 2024

ولم يفز ميرز نفسه بأصوات الناخبين الألمان، لكنه متقدم بشكل كبير على منافسه الذي لا يحظى بشعبية كبيرة في المواجهات المباشرة.

وباستثناء مفاجأة ضخمة، فإنه سيضمن أن يصبح شولتس أحد أقصر المستشارين خدمة في تاريخ ألمانيا الديمقراطي.

ولكن هناك أيضاً أسباب تدعو إلى الشك في أن الحملة المقبلة ستواجه بشكل مباشر التحديات الخطيرة لألمانيا. ففي البوندستاغ، لم يكن لدى شولتس ولا ميرز الكثير ليقولاه عن التهديد الذي يفرضه عودة دونالد ترامب على الرخاء الألماني والسياسة الخارجية، بخلاف الهراء الذي دار في عام 2016 حول ضمان قيام أوروبا بالمزيد من أجل أمنها.

وتُرك الأمر للبنك المركزي الألماني ليحذر من أن الرسوم الجمركية التي هدد بها ترامب قد تؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي الألماني بنسبة مئوية كاملة. فهل ألمانيا مستعدة لذلك؟

مقالات مشابهة

  • الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني يُحذّر من إثارة الجدل حول تغيير المرشح لمنصب المستشار
  • السعدي : حكومة أخنوش تحملت كلفة الإصلاح بعدما تهربت منه الحكومات السابقة
  • السعدي: حكومة أخنوش تستمد شرعيتها من تصويت 5 ملايين مواطن في انتخابات نزيهة
  • ‏زيلينسكي يقول إنه سيلتقي ترامب بعد تنصيبه
  • الوزير السعدي: حكومة أخنوش أكبر حكومة اجتماعية في التاريخ و تملك تفويض 5 ملايين مغربي
  • هل بدأت النهاية السياسية لأولاف شولتز؟
  • البام يشيد بقطع حكومة أخنوش مع التدبير السابق لبرامج الدعم الإجتماعي
  • الإستقلال يستحضر انتخابات 2026 و يشيد بتدابير حكومة أخنوش لتعزيز ركائز الدولة الإجتماعية
  • الإتحاد الدستوري: ميزانية الإستثمار التي جاءت بها حكومة أخنوش رافعة للإقتصاد الوطني
  • السعيد عن الاتحاد الاشتراكي يفوز برئاسة جماعة القصيبة بعد التحالف مع البام