أكدت د. نعيمة أبومصطفى، المحللة السياسية الفلسطينية، أن الفلسطينيين يعيشون 75 عاماً من الهولوكوست الإسرائيلى، ويتم توثيق ما يحدث بالصوت والصورة، وكل عامين تستهدف إسرائيل قطاع غزة بحرب إبادة، فهناك أمراض مناعية مجهولة تصيب الفلسطينيين بسبب القنابل الفسفورية.

وأضافت «أبومصطفى»، فى حوارها لـ«الوطن»، أن أسطورة «الهولوكوست» المزعومة يعاد تنفيذها بـ«حذافيرها» فى أهالى فلسطين، لكن بأسلوب أكثر قسوة وبشاعة، حيث الحرق والقتل التدمير، ومؤخراً شاهد العالم كيف دُفن الفلسطينيون أحياء تحت أنقاض منازلهم، فضلاً عن مشاهد استهداف المنشآت الطبية فى غزة.

. وإلى نص الحوار:

فى ذكرى الهولوكوست.. كيف تتابعين ردود الفعل حول تلك الذكرى؟

- «الهولوكوست» أسطورة تناقلتها الروايات الإسرائيلية وتم استكمالها بشهادات من ادّعوا أنهم ناجون من المحرقة التى استمرت عدة أشهر، وحظيت تلك الأسطورة بالشهرة الأوسع وأصبح نقدها تهمة يدفع المرء ثمنها باهظاً، وتلتزم ألمانيا وأوروبا إلى اليوم بدفع تعويض سنوى لكل إسرائيلى.

«هولوكوست الشرق» جرائم إنسانية موثقة بالصوت والصورة.. و«تل أبيب» تستهدف القطاع بحرب كل عامين

وماذا عن مقارنتها بـ«هولوكوست الشرق» فى فلسطين؟

- هناك بالفعل «هولوكوست الشرق» ويذاع بالصوت والصورة، وهو أمر حقيقى وواقعى مستمر على مدار 75 عاماً وأمام أعين العالم، حيث تخطى القتل الرحيم بالحرق والرمى بالرصاص إلى دفن الفلسطينيين أحياء، وقتل الأطفال وشق بطون الحوامل وإلقاء أطنان من القنابل فوق رؤوسهم واستهداف الناجين بالاعتقال والقتل بالتجويع والتعطيش، والضحايا لا يجدون من يداوى جراحهم.

ما سيناريو «الهولوكوست» وفقاً للمزاعم الإسرائيلية؟

- تدّعى إسرائيل أن «هتلر» زج بضحاياه فى محرقة، وبعض الروايات تقول إنهم بالفعل تعرضوا للحرق والإبادة كعقاب من الغرب على سياساتهم الاقتصادية الفاسدة التى أضرت بالاقتصاد الأوروبى، إضافة إلى الجرائم المنظمة التى نفذتها العصابات اليهودية فى أوروبا، وهو ما دفع المجتمع الأوروبى لعزلهم فى «جيتات».

وهى أماكن مغلقة، بغرض إبعادهم عن السوق الأوروبية لتحقيق انتعاش اقتصادى، ومع ذلك فالهولوكوست مجموعة من الروايات الشفهية والمكتوبة وشهادات بعض شهود العيان، لكن هولوكوست الشرق الممتد عبر العقود يتم تسجيله صوتاً وصورة وتداولته وسائل الإعلام فى العالم أجمع، وسط صمت عالمى وتخاذل القانون الدولى ومنظمات حقوق الإنسان وتجاهل عربى وإسلامى غير مسبوق.

هل إسرائيل تنفذ ما حدث مع يهود ألمانيا فى قطاع غزة؟

- أسطورة «الهولوكوست» المزعومة يعاد تنفيذها بـ«حذافيرها» فى الفلسطينيين، لكن بأسلوب أكثر قسوة وبشاعة، حيث «المحرقة» أو القتل بالرصاص، كذلك تعذيب الفلسطينيين ودفنهم أحياء تحت الركام وتدمير المنظومة الصحية وتركهم فريسة للأمراض والتمثيل بالجثث والمرضى، وخطف المصابين لتعذيبهم، وهو ما سجلته عدسات وسائل الإعلام بربط مريض من قدميه وسحله فى الضفة بواسطة سيارة حتى لقى حتفه.

كيف بدأ «هولوكوست الشرق» فى فلسطين؟

- الهولوكوست الصهيونى بدأ عام 1948 بتدمير كامل لـ52 قرية فلسطينية وتهجير سكانها وإبادة أهلها، وتضمن نفس الجرائم من شق بطون الحوامل وخطف وقتل الصغار والمتاجرة بالجثث، وإسرائيل رقم 4 على مستوى العالم فى تجارة الأعضاء، حيث اعتاد الجنود والمستوطنون على نبش القبور وأخذ الجثث للاستيلاء على أعضائها ومعاودة دفنها أو إلقائها بالطرقات، والاحتلال نفذ على مدار 4 أشهر مجازر يومية خلّفت وراءها آلاف الشهداء، إضافة لمن ما زالوا تحت الأنقاض أو المفقودين.

وماذا عن حجم الضحايا فى الحرب الأخيرة؟

- هناك 100 ألف شهيد وجريح وأكثر من 50 ألف مفقود وفقاً للإحصائيات الرسمية منذ بدء العدوان الإسرائيلى على غزة، وإسرائيل تستهدف غزة بحرب كل عامين، منذ أن تولت الحكم نتيجة لانتخابات رسمية تحت إشراف أوروبى عام 2007، مخلّفة وراءها آلاف الضحايا وتدمير ربع البنية التحتية لغزة فى حروب (2008 و2009، و2012 و2014)، فضلاً عن أمراض مناعية مجهولة تصيب الفلسطينيين بسبب القنابل الفسفورية، لا يتعرف عليها الأطباء ولم يتمكن الأطباء بالدول التى استضافت الجرحى والمرضى الفلسطينيين من تشخيصها حتى وفاتهم.

مخططات الاحتلال

إظهار مخططات الاحتلال والقوى الدولية الداعمة يعد من أبرز نجاحات «طوفان الأقصى»، بعدما تخلى مسئولو الاحتلال عن تحفظهم وأفصحوا عن حقيقة رفضهم إقامة دولة فلسطينية ضمن مجموعة من التصريحات الفجة، وهو ما يؤكد أن كل ممارساتهم كانت ضمن مخطط إبادة الشعب الفلسطينى، كذلك هناك صعوبة فى أن يعيد الاحتلال والغرب على العرب أكذوبة استهدافهم للسلام بعبارات مثل الفرص الضائعة، وغيرها من العبارات الاستهلاكية، ودعوتهم للمؤتمرات هنا وهناك.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

"الانتهاكات المستمرة في غزة".. مجازر الاحتلال وآثارها على المدنيين

تستمر الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة في ظل القصف العنيف الذي يستهدف المدنيين، حيث أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد 4 مواطنين على الأقل، بالإضافة إلى إصابة آخرين، جراء قصف الاحتلال لعدة مناطق في القطاع صباح الخميس. 

وتأتي هذه المجازر بعد ساعات من استشهاد نحو 50 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، في قصف مكثف على حي الشجاعية شرق مدينة غزة، في واحدة من أفظع المجازر التي يرتكبها الاحتلال في الفترة الأخيرة.

عاجل:- قائد سلاح الجو الإسرائيلي يهدد جنود الاحتياط الموقعين على رسالة رفض استمرار الحرب في غزة ‏مصادر طبية في غزة: 40 قتيلًا و146 إصابة في مختلف أرجاء قطاع غزة خلال آخر 24 ساعة المجازر في غزة

وأكدت وزارة الصحة أن من بين الشهداء الذين سقطوا في قصف الاحتلال، اثنان استشهدا في قصف استهدف خيمة نازحين في شارع الطينة جنوب بلدة القرارة شمال غرب خان يونس، بينما استشهد طفل في قصف مدفعي على حي العمور ببلدة الفخاري شرق القطاع. 

كما سقط شهيد آخر نتيجة قصف خيمة نازحين شمال غرب مدينة الزهراء وسط غزة.

منذ بداية هذا الأسبوع، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات القصف على مناطق مختلفة من قطاع غزة، حيث استشهد أكثر من 30 شخصًا في مجزرة حي الشجاعية، التي خلفت العديد من الجرحى من بينهم نساء وأطفال.

الوضع في الضفة الغربية

في الضفة الغربية، تزايد الدمار الناتج عن هجمات الاحتلال، حيث أظهرت صور الأقمار الاصطناعية دمارًا واسعًا في مخيمات اللاجئين في جنين ونور شمس وطولكرم نتيجة للغارات الجوية والمداهمات العسكرية.

وتفيد التقارير بأن قوات الاحتلال ستظل في هذه المناطق حتى أوائل عام 2026، بينما يُمنع الفلسطينيون من العودة إلى مناطقهم.

وفي هذا السياق، أكد زيد تيم، أمين سر حركة فتح، أن هناك ضرورة ملحة لتحقيق وحدة وطنية حقيقية بين الضفة الغربية وغزة والقدس، محذرًا من أن ما يحدث في قطاع غزة يعد حرب إبادة جماعية، يستهدف فيها الاحتلال تدمير البنية التحتية للقطاع ومحاولة جعلها غير صالحة للحياة.

"الانتهاكات المستمرة في غزة".. مجازر الاحتلال وآثارها على المدنيينالضغط الدولي والإنسانية

من جانبه، عبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني في غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تمنع حاليًا دخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع، مما يزيد من معاناة سكان غزة، الذين يقدر عددهم بحوالى 2.1 مليون نسمة.

وأضاف جوتيريش في تغريدة له أن "إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، تتحمل التزامات واضحة بموجب القانون الدولي بما في ذلك القوانين الإنسانية وحقوق الإنسان".

سياسة الاحتلال ورفض المساعدات

على الرغم من المناشدات الدولية، صرح المسؤولون الإسرائيليون بأنهم لن يسمحوا بدخول أي مساعدات إلى غزة إلا بعد إطلاق سراح جميع الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس. 

هذه السياسات تزيد من معاناة السكان المدنيين في القطاع وتضاعف من الضغوط على المجتمع الدولي لإيجاد حلول عاجلة.

ردود الفعل الداخلية في إسرائيل

في إسرائيل، تزايدت الضغوط الداخلية على حكومة بنيامين نتنياهو لوقف القتال. حيث نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر إسرائيلية أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منح نتنياهو مزيدًا من الوقت لمواصلة العمليات العسكرية في غزة، ولكن مع تكهنات بأن ترامب قد يطلب منه إنهاء الحرب قريبًا.

في الوقت نفسه، شهدت إسرائيل جدلًا داخليًا بسبب احتجاجات من جنود احتياط نشطين، حيث وقعوا عريضة تطالب بوقف الحرب، وهو ما دفع رئيس الأركان الإسرائيلي إلى اتخاذ قرار بفصل هؤلاء الجنود.

مقالات مشابهة

  • حماس تعقب على العملية الإسرائيلية في رفح ومحور فيلادلفيا 2
  • الاعتقال في زمن الإبادة.. 800 معتقل في مارس وتصاعد الجرائم بحق الأسرى الفلسطينيين
  • "الانتهاكات المستمرة في غزة".. مجازر الاحتلال وآثارها على المدنيين
  • قوات الاحتلال تهدم منازل فلسطينية في مخيم جنين
  • فصائل فلسطينية تُعقّب على مجزرة الشجاعية
  • خبير هولوكوست إسرائيلي: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ممنهجة في غزة بدعم أمريكي
  • هكذا تؤثر الإبادة الإسرائيلية بغزة على أصوات الناخبين في أستراليا
  • خبراء أمميون: الممارسات “الإسرائيلية” تؤدي إلى مذبحة بحق الفلسطينيين
  • مصر تؤكد لأميركا رفضها تهجير الفلسطينيين من أرضهم
  • مجلة أمريكية: هكذا استخدمت إسرائيل والغرب الهولوكوست لتبرير إبادة غزة