رفع الدعم عن المحروقات يزيد اوجاع الليبيين في ليبيا
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
يعيش الليبيون في حالة غضب شديدة نتيجة سلطة تنفيذية موقتة منتهية الشرعية قررت القفز مباشرة إلى جيوب المواطنين بالاتجاه نحو التخلي عن الدعم السلعي دون تهيئة المواطن لهذه الخطوة الحساسة وربما في غياب دراسات عميقة مسبقة، وفي المقابل سلطة تشريعية تفضِّل حسم قانون السحر على حل الخلافات القائمة مع المجلس الأعلى للدولة حول القوانين الانتخابية، وبين الأمرين وُضعت مداخل ليبيا من النفط والغاز على المحك على إثر ما يجري في حقل الشرارة وفي مليتة وفزان.
وأشارت وسائل اعلام ليبية منها الفجر والعهد الجديد أن هذا الغضب تسبب فيه رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الشرعية، عبد الحميد الدبيبة، عندما أقر الأخير قانون لرفع الدعم عن المحروقات، ما أثار سخطًا شعبيًا كبيرًا، فوجد الدبيبة ضالته في هذا الملف، وقرر التراجع عن رفع الدعم، وإجراء استفتاء عن طريق الهاتف في خطوة قد يظن البعض بأن الهدف منها وضع حدّ للجدل المثار حول هذا الملف والخروج بقرار نهائي ونافذ، ليتضح فيما بعد بأن الإستفتاء نفسه يحمل أبعادًا سياسية ولا يتعلق بالمحروقات فقط.
وفي منتصف شهر يناير بدأت حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، في إستفتاء الليبيين حول إلغاء الدعم عن المحروقات، في خطوة للوصول إلى وضع حدّ للجدل المثار حول هذا الملف والخروج بقرار نهائي ونافذ. هذا التحرك السريع من جانب حكومة الدبيبة دفع الشعب الليبي للتلهف ومعرفة اسباب رد الفعل السريع من جانب الحكومة على رفضهم لهذا القرار، كونهم إعتادوا على مدار السنين الماضية أن الدبيبة دائماً يُماطل ولا يستمع.
وأشارت التقارير الاعلامية الليبية أن الهدف من الإستفتاء إنكشف بعد تسجيل مسرب لمكالمة بين مواطن ليبي وموظف بمكتب الإحصاء الذي أوكلت له مهمة الإستفتاء ضمن أجندة محددة وهي تحريض الشعب للإنقلاب في المنطقة الشرقية وعلى المرشح الأول لرئاسة البلاد حال إجراء إنتخابات القائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر.
حيث أنه ووفقاً لما تداوله مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي، فإن المكالمة المسربة جاء بها سؤال واحد فقط حول قرار رفع الدعم عن المحروقات والتركيز الأكبر كان على تبرير إتخاذ القرار والمتمثلة في مكافحة تهريب الوقود على يد الميليشيات في المنطقة الشرقية، وهو ما إعتبره الجميع على أنه إتهام باطل للجيش الوطني الليبي شرق البلاد بقيادة المشير خليفة حفتر.
وقبل الشروع في إجراء الإستفتاء وتسريب المكالمة، قال عضو المجلس الأعلى للدولة، سعد بن شرادة، في تصريحات صحفية، إن نتيجة أي إستفتاء حقيقي حول رفع الدعم عن المحروقات ستكون الرفض، معتبراً الإستفتاء الشعبي الذي تعتزم الحكومة منتهية الولاية إجراءه محاولة للالتفاف على الرفض القاطع، وله أهداف خفية عن العين في الوقت الحالي.
هذه المكالمة تقود إلى شكوك عديدة حول ما اذا كان الدبيبة فعلاً إستجاب لمطالب الشعب وقرر إجراء إستفتاء للإستماع لوجهات النظر المختلفة أم خطة جديدة للترويج لنفسه وتشويه صورة منافسيه في المشهد السياسي الليبي.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
الدبيبة يحذر من صراعات في ليبيا وسط تقارير عن نقل أسلحة روسية
حذر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، الخميس، من مخاطر تحول بلاده إلى ساحة للصراعات الدولية، متطرقا إلى تقارير عن نقل روسيا معدات عسكرية من قواعدها في سوريا إلى ليبيا.
وأكد الدبيبة خلال كلمته في فعاليات منتدى الاتصال الحكومي ضمن أيام طرابلس الإعلامية، رفض حكومته القاطع لدخول أي قوات أجنبية إلى البلاد دون اتفاقات رسمية واضحة. وشدد على أنه "لا يمكن لأي شخص وطني أن يقبل بأن تفرض دولة أجنبية هيمنتها على ليبيا، نرفض تماما أن تصبح بلادنا ساحة حرب دولية".
وتأتي هذه التصريحات عقب انتشار أنباء عن عمليات نقل معدات عسكرية روسية متطورة، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي، من قاعدتي طرطوس البحرية وحميميم الجوية في سوريا إلى شرقي ليبيا. وقد أبدت روسيا منذ سنوات دعمها لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر القائد العسكري للمنطقة الشرقية، الذي شن هجوما فاشلا في عام 2019 للاستيلاء على طرابلس بمساندة عسكرية روسية.
وبينما لم يؤكد الدبيبة عمليات نقل الأسلحة، أشار وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروزيتو إلى أن موسكو تنقل مواردها من سوريا إلى ليبيا، واصفا السفن والغواصات الروسية في البحر المتوسط بأنها "مصدر قلق دائم خاصة عندما تكون على مقربة من أوروبا".
إعلانوتثير هذه التطورات قلقا دوليا بشأن احتمال أن تُستخدم ليبيا كساحة جديدة للتنافس الروسي الغربي بعد تراجع النفوذ الروسي في سوريا عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، الذي كان يعتبر حليفا رئيسيا لموسكو.
الدبيبة أكد أهمية التعاون الدولي في إطار اتفاقات رسمية لدعم مشاريع التنمية في ليبيا (الأوروبية) الأزمة السياسية في ليبياعلى الصعيد الداخلي، تطرق الدبيبة إلى العقبات التي تواجه العملية السياسية في ليبيا، متهما أعضاء مجلس النواب بمحاولة البقاء في السلطة على حساب الدستور. وقال "عندما رأى البرلمان أن الدستور لا يخدم مصالحه، قام بوضع مسودته في الأدراج. يجب علينا إخراج الدستور والتشاور بشأنه".
وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، أشار الدبيبة إلى ضرورة الاتفاق على قوانين انتخابية عادلة. وأضاف "الانتخابات ليست قضية خلاف بين الليبيين أنفسهم، بل بين الأطراف السياسية التي تسعى لتحقيق مصالحها".
وأكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية أهمية التعاون الدولي في إطار اتفاقات رسمية لدعم مشاريع التنمية في ليبيا، مشيرا إلى أن مشاريع الإعمار في غربي البلاد تسير بشكل جيد، في حين يشوب المشاريع في الشرق غياب الرقابة.
واختتم الدبيبة حديثه بالتأكيد على أن ليبيا قادرة على تجاوز أزمتها إذا تم التوصل إلى اتفاق شامل بين الأطراف السياسية، داعيا إلى تكاتف الجهود لتحقيق الاستقرار وإجراء الانتخابات التي طال انتظارها.