«الأكذوبة الكبرى».. الصهاينة رددوا «المظلومية» بالتواطؤ مع الغرب لالتهام أرض فلسطين
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
إن لم يكن الهولوكوست اليهودى أكذوبة كبرى فهو على الأقل معلومة مضللة مليئة بالأكاذيب، وهناك العديد من الوثائق والمستندات والأوراق الدالة على ذلك، كما أن هناك بعض الكتابات ذهبت إلى أن الهولوكوست هو مجرد مؤامرة بين الحركة الصهيونية وهتلر للدفع باليهود للهجرة إلى فلسطين، والتى شهدت 5 هجرات بدأت منذ عام 1882 وإلى بداية حقبة الأربعينات، وجميعها تمت كهجرات منظمة مع حوادث تاريخية مفتعلة، مثل واقعة ضابط المدفعية الفرنسية المتهم بالخيانة، واليهودى الروسى المتهم باغتيال القيصر، وغيرها من الوقائع التى أعقبتها موجات من الهجرة لأرض فلسطين التاريخية.
قتلى الحرب العالمية الثانية 60 مليون مواطن، كان نصيب «هتلر» من رواية الهولوكوست 6 ملايين يهودى بحسب الرواية الصهيونية، على الرغم من أن عدد اليهود بالقارتين الأوروبية والآسيوية بهذه الفترة لم يتجاوز 4 ملايين، وفقاً لكافة الإحصائيات والبيانات وهو ما يدحض رواية الهولوكوست، لكن بفرض تصديق الرواية الصهيونية فإن حصيلة اليهود من القتلى بالحرب العالمية 4 أو 6 ملايين، فإنه يقابلها 55 مليون مواطن مسيحى ومليون مواطن مسلم، وهو ما يؤكد أن هتلر لم يقصد استئصال شأفة اليهود، لكن الأمر من باب المصادفة كونها أرقاماً عادية ومنطقية بحروب عالمية بهذا الحجم من الدمار والقتل، حسب المؤرخ محمد الشافعى لـ«الوطن».
كما أشارت بعض الكتابات إلى أن «هتلر» كان يضع اليهود فى أفران «التبخير» للتنظيف، وهو ما شاهدناه بالفعل فى فلسطين نفسها عند قدومهم إليها، حيث استقبلوهم برش بعض الأشياء على أجسادهم بأفران للتبخير بسبب مستوى النظافة المتدنى لديهم.
وأوضح «الشافعى» أن الدول العربية والإسلامية هى الوحيدة التى احتضنت اليهود على مدار التاريخ، حيث تم طردهم ومطاردتهم وقتلهم بكل بقاع الأرض، وحُرّمت عليهم دولة مثل إنجلترا لـ300 سنة، وتعرضوا لأكثر من 60 مذبحة بتاريخهم وعانوا الاضطهاد بروسيا وإنجلترا وفرنسا وأوكرانيا والولايات المتحدة، بسبب الفساد والكراهية المتعلق بوجودهم أينما حلوا، ويبدو أنهم بإبادة الشعب الفلسطينى يردون الجميل.
وأضاف أن أصحاب الأديان السماوية تلقوا معاملة حسنة فى الإسلام كجزء من إيمانه بعقيدتهم، لكن الغرب الذى يتعامل وفقاً لمصالحه أراد التخلص من الوباء «اليهودى» فاخترعت الصهيونية المسيحية بالتآمر مع الصهيونية اليهودية، ما يسمى «أرض الميعاد» ودفعوا باليهود لأرض فلسطين على حساب دولة حقيقية موجودة على أرض الواقع اسمها فلسطين.
وتابع: «الغرب ما زال حتى الآن ينفخ فى نيران أكاذيب هولوكوست هتلر، بإدانتها ودفع تعويضات سنوية، وعلى جانب آخر يؤكد على لسان مسئوليه إصراره على إبقاء نيران هولوكوست غزة مشتعلة، وهى الهولوكوست الحقيقى الذى يتم على الهواء مباشرة على مدار 4 أشهر، وراح ضحيتها الأطفال والنساء والشيوخ، فضلاً عن التجويع والتعطيش ومنع مياه الشرب النظيفة، وضرب المنظومة الصحية والمستشفيات، واستهداف المدنيين بغزة بكمية من القنابل تفوق هيروشيما وناجازاكى عشرات المرات».
واستكمل: «التواطؤ الغربى مع اليهود يظهر بالعديد من الشواهد بداية من الترويج للهولوكوست الهتلرى للدفع ببقية اليهود للمجىء إلى أرض العرب واغتصاب أرض فلسطين التاريخية، وقيام الكيان الصهيونى، مروراً بتوفير ظهير سياسى وأمنى واقتصادى يحول دون التزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية، مثل قرار التقسيم الذى استهل بقرار استحواذ اليهود على 53% وإزاحة الفلسطينيين إلى 47% من أرضهم، لتتقلص بعدها نسبة الفلسطينيين لـ21% بقبولهم بدولة على حدود ما قبل عام 1967 من أرض فلسطين التاريخية، لتنكمش إلى 10% (غزة - الضفة الغربية)، بتوقيع الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1993 على معاهدة أوسلو، وأخيراً بتصريحات حكومة نتنياهو بعدم وجود دولة اسمها فلسطين».
وأشار إلى أن اندلاع «طوفان الأقصى» يوم 7 أكتوبر الماضى يتفق مع القوانين والوثائق الدولية لأن قامت على جزء من أرض محتلة، طبقاً لكافة التصنيفات الدولية، سواء فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر، أو وفقاً لقرار التقسيم 1984، أو فلسطين ما قبل 1967، أو فلسطين وفقاً لمعاهدة أوسلو 1993، لذا فإن مقاومة المحتل تعد أمراً شرعياً وقانونياً فى كل بقاع الدنيا.
وأضاف «الشافعى»: «مؤازرة فلسطين فى محنتها المستمرة على مدار 4 أشهر واجب عربى، فى ظل تواطؤ الغرب بالسلاح والتصريحات، لا يمحيه التلويح بين الحين والآخر عن حل الدولتين، وحق العودتين الحل السحرى لإنهاء الصراع، العودة الأولى هى عودة اليهود لأوطانهم قبل الاحتلال، كالحبشة واليمن وكافة البلاد التى قدموا منها، والعودة الثانية هى عودة الفلسطينيين لأرضهم بفلسطين التاريخية ولا حل آخر للسلام».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة إسرائيل فلسطین التاریخیة أرض فلسطین
إقرأ أيضاً:
سوريا بين الشرق والغرب
كُسرت سوريا خلال العقد الماضي، وكُسر دورها الإقليمي مع تحول أرضها إلى ساحة يتصارع فيها الخصوم الإقليميين والدوليين.. هرب الأسد وطويت معه تحالفات ظلت راسخة لعقود خلت.. لم تعد رياح الشرق تهب وحدها اليوم على سوريا، بل رياح دافئة آتية من الخليج العربي وأخرى أقل دفئا تأتي من الضفة المتوسطية الأخرى.
وإذا كانت القطيعة من الشرق القريب (إيران) تمثل هدفا استراتيجيا لسوريا الجديدة، فإن القطيعة مع الشرق البعيد (روسيا، الصين) ليست كذلك.
روسيا، الصين
ليست العلاقة السورية ـ الروسية مجرد علاقة محصورة ببعد اقتصادي فقط أو سياسي ـ دبلوماسي فقط، بل هي علاقة استراتيجية عميقة منذ الاتحاد السوفيتي وحتى الآن، باستثناء تسعينيات القرن الماضي، حين كانت موسكو مشغولة بترتيب بيتها الداخلي.
علاقة سوريا مع الغرب لا يمكن عزلها عن إسرائيل، وهنا تبدو الصعوبة على المستوى البعيد وليس القريب، إذ كما يبدو يتجاهل الشرع وإدارته أي حديث عن التوغل الإسرائيلي في عمق الأراضي السورية وقصفها لقواعد الجيش السوري، ضمن براغماتية سياسية لا تريد خلق مخاوف مع الولايات المتحدة، وفي ظل أوضاع لا تسمح لسوريا بفعل أي شيء حيال التوغلات الإسرائيلية.وبهذا المعنى، لم يكن التدخل العسكري الروسي عام 1016 في سوريا، نابعا من منافع اقتصادية قد تحصل عليها روسيا، بقدر ما كانت نابعة من مصلحة استراتيجية كبيرة في الحفاظ على بلد ما يزال جزءا من الفلك الروسي بمعايير الحاضر، وليس بمعايير الحرب الباردة السابقة.
مع هروب الأسد وسقوط النظام، تغير وجه سوريا وتغير معها خطابها وتوجهها السياسي، بطريقة تشكل قطعا تاريخيا مع المراحل السابقة.
غير أن علاقة سوريا الجديدة مع روسيا ليست محكومة بصراع طائفي مغلفُ بغطاء أيديولوجي حدي كما هول الحال مع إيران، فما يربط دمشق بموسكو محصور بالبعد الجغرافي السياسي ليس إلا، لا توجد فيه خلفيات أيديولوجية أو طائفية، ولا توجد فيه أثقال شخصية، على الرغم من دعم بوتين القوي لنظام الأسد.
في ممارسة البراغماتية السياسية تحضر الجغرافية السياسية دائما إذا ما كانت معزولة أو خالية من أية ممارسات إثنية أو طائفية تهدد المصال المباشرة بين الطرفين.
في ضوء هذه الخلفية، يمكن قراءة زيارة الوفد الروسي برئاسة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف إلى دمشق، كانعكاس لمصالح استراتيجية محضة تُعبر عن رغبة صناع القرار في الكرملين في عدم خسارة سوريا نهائيا.
مصالح بدت مفهومة عن حكام سوريا الجديدة الذين أكدوا لـ بوغدانوف على ضرورة احترام روسيا سيادة سوريا وسلامة أراضيها، ودور روسيا في إعادة بناء الثقة مع الشعب السوري، من خلال تدابير ملموسة، مثل التعويضات وإعادة الإعمار والتعافي.
يخطئ البعض حين يتصور أن سوريا يمكن أن تدير ظهرها بالكامل إلى روسيا كما هو الحال مع إيران، فطبيعة موقع سوريا المحاذي لإسرائيل، وطبيعة الشعب السوري المفعم بالقومية والمسكون بهاجس القضية الفلسطينية، لا يسمح لها أن تكون جزءا من الفلك الأميركي على الطريقة السعودية والمصرية والأردنية، وهذا ما تدركه المؤسسة السياسية الأميركية.
لسوريا مصلحة في إعادة ترتيب علاقتها بروسيا والصين للاستفادة منهما في موازنة علاقاتها الدولية أولا، وللاستفادة منهما في الدعم الاقتصادي، خصوصا إعادة الإعمار، ناهيك أن المؤسسة العسكرية السورية تاريخيا وإلى الآن ذات عقيدة روسية، ومعداتها روسية، وتدريب ضباطها على الخبرة الروسية، وبالتالي، فإن عملية التوجه العسكري نحو الغرب ستكون مكلفة جدا، وذات أمد طويل حتى تُقطف ثمارها.
الولايات المتحدة وأوروبا
إذا كان إعادة ترتيب العلاقة بين سوريا وروسيا مسألة غير ملحة بالنسبة لدمشق، فإن إعادة ترتيب العلاقة مع الغرب الأميركي والأوروبي تبدو مسألة ملحة جدا، بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة، وبسبب الحصول على الشرعية الدولية لحكام سوريا الجدد، وبسبب الاستفادة من الغرب في بناء سوريا جديدة اقتصاديا وسياسيا.
لكن علاقة سوريا مع الغرب لا يمكن عزلها عن إسرائيل، وهنا تبدو الصعوبة على المستوى البعيد وليس القريب، إذ كما يبدو يتجاهل الشرع وإدارته أي حديث عن التوغل الإسرائيلي في عمق الأراضي السورية وقصفها لقواعد الجيش السوري، ضمن براغماتية سياسية لا تريد خلق مخاوف مع الولايات المتحدة، وفي ظل أوضاع لا تسمح لسوريا بفعل أي شيء حيال التوغلات الإسرائيلية.
ما يهم الحكم الجديد في سوريا، هو تقديم خطاب مطمئن للغرب على ثلاثة مستويات:
الأول، سوريا لن تكون منصة عداء لكل الدول الإقليمية بما فيها إسرائيل (على الأقل نظريا في هذه المرحلة)، باستثناء إيران التي ستكون خارج المشهد السوري.
إذا كانت لسوريا الجديدة مصلحة استراتيجية في الانفتاح على الغرب، وفي المقدمة الولايات المتحدة، فإن من مصلحتها أيضا أن تواظب على علاقات قوية مع روسيا والصين، كتوازن بين الشرق والغرب، تفرضه طبيعة الصراع العربي ـ الإسرائيلي من جهة، ومقتضيات المصالح السورية من جهة أخرى.ثانيا، حكم داخلي رشيد، يسمح لجميع المكونات بالمشاركة السياسية دون إقصاء لأحد، مع حريات سياسية واقتصادية، وتحقيق مستوى معيشي معقول.
ثالثا، لا مكان في سوريا الجديدة للتيارات الإسلامية الراديكالية، وإنما تقديم خطاب إسلامي معتدل متصالح مع قيم الديمقراطية والليبرالية السياسية والاقتصادية، مع ضوابط لليبرالية اجتماعية لا تؤدي إلى استياء مجتمعي لدى الأقليات.
وإذا كانت لسوريا الجديدة مصلحة استراتيجية في الانفتاح على الغرب، وفي المقدمة الولايات المتحدة، فإن من مصلحتها أيضا أن تواظب على علاقات قوية مع روسيا والصين، كتوازن بين الشرق والغرب، تفرضه طبيعة الصراع العربي ـ الإسرائيلي من جهة، ومقتضيات المصالح السورية من جهة أخرى.
وضمن هذه المعادلة بين الشرق والغرب، تجد دمشق أولويتها وامتداها الطبيعي ضمن محيطها العربي، ليس في البحث عن شرعية عربية فحسب، بل أيضا من أجل الحصول على دعم مالي واقتصادي وسياسي عربي يسمح لها بإعادة بناء نفسها داخليا.
وليس صدفة أن يكون الحضور السعودي والقطري والتركي هو الأكثر قوة في المشهد السوري الجديد.