الوطن:
2025-04-17@11:34:06 GMT

بنيامين أدولف هتلر!

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

بنيامين أدولف هتلر!

جلس الحاخام شموئيل إلياهو على كرسيه المرتفع يتلقى الأسئلة الدينية ليجيب عليها، وعلى الأرض من حوله جلس تلامذته ومريدوه من رجال دين وطلاب علم وجنود وضباط ومستوطنين. جلسوا جميعاً لا يحركون ساكناً، خاشعين كأن على رؤوسهم الطير، فهم يعتبرون الحاخام إلياهو مرجعية دينية عليا، وسلطة روحانية رفيعة، ويمتثلون لشرائع التلمود التى توصى كل يهودى بالوصية الذهبية: «اتخذ لنفسك حاخاماً تتبعه»!

تلقى الحاخام إلياهو فى هذا اليوم أسئلة متنوعة فى أحكام الصلوات، والطهارة، والمواريث، وغيرها، وكانت الأمور تسير على ما يرام حتى نهض شاب نحيف يرتدى زى الجيش الإسرائيلى، وطرح سؤالاً مثيراً.

قال الشاب بصوت متلعثم: «سيادة الحاخام، أثناء العمليات العسكرية يموت كثير من الأطفال الفلسطينيين نتيجة إطلاق النار العشوائى، هل نمتنع عن ضرب النار إذا كان بين التجمعات الفلسطينية أطفال صغار، أو إذا تأكدنا أننا قد نتسبب فى قتل أطفال فلسطينيين، لا ذنب لهم؟!».

انتهى الشاب من طرح سؤاله ثم جلس مرتبكاً، وتعلّقت الأنظار بالحاخام، فكل كلمة تخرج من فمه هى دستور يجب أن يسير عليه أتباعه ومريدوه، وأحكام التوراة سيف على رقاب الجميع، ومَن أفضل من الحاخام إلياهو للرد على مثل هذا السؤال؛ فهو رجل الدين المعروف، وابنه وزير التراث «عميخاى إلياهو»، صاحب الدعوة لضرب غزة بالقنبلة النووية، والحاخام إلياهو الأب هو المرجعية الدينية لأحزاب الصهيونية الدينية، ودعاة الاستيطان فى إسرائيل.

اعتدل «إلياهو» فى جلسته، ورمق الجالسين تحت قدميه بنظرة حادة متفحصة، ثم قال: «ورد فى التلمود: (من جاء لقتلك، اسبق أنت واقتله)، هذه هى القاعدة الفقهية فى الحروب التى نخوضها، ومن ثم، فإن ما ينطبق على الفلسطينيين فى أحكام القتال، ينطبق على أطفالهم أيضاً، فهؤلاء الأطفال الفلسطينيون قنابل موقوتة، غداً يكبرون، ويقفون على أقدامهم، ويصبحون مخربين يعتدون على اليهود. لذلك لا تخفض فوهة البندقية»!!

من هذا المعين المتطرف خرج وزير القنبلة النووية، ورئيس حزبه بن جفير الذى يوزع السلاح على الإسرائيليين فى الشوارع ويدعو لإبادة العرب! قتل الأطفال الفلسطينيين فتوى مشهورة لدى حاخامات إسرائيل على الرغم من أن «تل أبيب» بنت مظلومية الهولوكوست على قصة مجرم الحرب أدولف أيخمان، أحد كبار المسئولين عن أفران الغاز، الذى أجبر، بحسب الروايات الإسرائيلية، 4 آلاف طفل يهودى على دخول المحرقة أحياء. وعندما سرت قشعريرة فى ركبة مساعده «رودولوف هاس» من بشاعة المشهد المروع، وسأل «أيخمان»: لماذا نقتل الأطفال؟! جاءت إجابة «أيخمان» مطابقة لإجابة الحاخام شموئيل إلياهو. قال «أيخمان»، بحسب المصادر العبرية: «من أجل تدمير أمة يجب أولاً تدمير أطفالها؛ لأنهم سوف يكبرون يوماً وينتقمون لآبائهم وأجدادهم».

لقد ذاق اليهود مرارة جرائم الحرب على يد النازى أدولف هتلر وزبانيته، لكن هذه الجرائم، التى ملأوا الدنيا ضجيجاً وصراخاً بسببها، لم تحولهم إلى أمة رحيمة، بل إلى أمة توحدت فى المعتدى، وصارت نسخة منه، لكنها نسخة أكثر إجراماً ووحشية، نسخة قتلت منذ السابع من أكتوبر الماضى أكثر من 26 ألف فلسطينى، بينهم أكثر من 11 ألف طفل، بلا شفقة ولا رحمة. نسخة وحشية جديدة من النازية، تمارس الحصار والتجويع والقتل والتدمير والإبادة الجماعية، نسخة تقول للعالم بأعلى الصوت: «مات هتلر، وترك فى إسرائيل ألف هتلر وهتلر».

وعلى الرغم من أن الإسرائيليين يكرهون وصفهم بالنازية، ويعتبرون كل من ينكر المحرقة معادياً للسامية، فمن المؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إذا نظر اليوم فى المرآة سوف يرى بنيامين أدولف هتلر!!

* أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تسوي قرية فلسطينية بالأرض

#سواليف

ذكرت شبكة “آي بي سي” الأميركية أن تحليل صور أقمار صناعية أظهر أن #إسرائيل #سوت_بالأرض #قرية_أم_النصر شمالي #قطاع_غزة بين 29 و31 مارس/آذار الماضي.

مقالات مشابهة

  • ما علاقة إسرائيل بحظر فيلم "سنو وايت" في لبنان؟
  • المجاعة في غزة.. عمرو خليل: إسرائيل تواصل الإبادة الجماعية |فيديو
  • كيف تقاوم كذب طفلك؟ دليل عملي لكل الآباء
  • نجوا من القصف ويهددهم التجويع.. إسرائيل تخنق حديثي الولادة بغزة
  • «ماراثون دبي» يفتح باب التسجيل لـ «نسخة اليوبيل الفضي»
  • OpenAI تطلق أحدث نسخة من نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-4.1
  • دراسة صادمة: دمى الأطفال أكثر تلوثاً من المراحيض
  • مشاركون من 17 دولة عربية في جلسات «الشارقة القرائي للطفل»
  • إسرائيل تسوي قرية فلسطينية بالأرض
  • تسلا تطلق أرخص نسخة من سايبرتراك بمدى هو الأطول في فئتها