«قتل وحصار وتنكيل».. أساليب الاحتلال الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
اتهام اليهود بالخيانة والفساد كان العامل الرئيسى وراء اضطهادهم لعقود طويلة فى الغرب، واستهدافهم خاصة بألمانيا النازية، وفقاً للرواية اليهودية، بالتعرية والخنق بالغاز والحرمان من وظائف معينة، مثل المحاماة والمنع من تملك البيوت والأراضى الزراعية وسحب الجنسية وبطاقات الهوية، والمنع كذلك من التعليم بمدارس الحكومة والحق بالانتخاب وحصارهم من خلال «الغيتو»، وأخيراً بالإبادة الجماعية «الهولوكوست».
هذا السيناريو الذى قد يتضمن جزءاً من الحقيقة، جرى نسجه بأفكار وروايات من الخيال، يطبقه الإسرائيليون بحق الفلسطينيين على مدار 75 عاماً، ليسطروا فصلاً دموياً جديداً ووحشياً من التاريخ بأيادى قادة إسرائيليين صنفوا كأباطرة شر، كافرين بضمائرهم إرهابيين بأفكارهم، يسعون لتكبيد من حولهم المعاناة والموت.
«يوسف»: الإسرائيليون «كذبوا الكذبة وصدقوها» وزرعوا الشر فى نفوس الأجيال الجديدة«ضحايا دائمون» كان المفهوم الذى استهدف اليهود ترويجه كحقيقة عنهم بين شعوب العالم ليكون الستار الذى يمكن من خلاله تمرير ممارسات الشر والعدوان، بحسب ما أكده دكتور وائل يوسف أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، لافتاً إلى أن تفسير الأمر جاء منطوقاً على لسان حنة آرنت المنظرة السياسية والباحثة اليهودية من أصل ألمانى، التى ادعت أنها أحد الناجين الهاربين من الاضطهاد بألمانيا، عندما قالت إن اليهود يستخدمون الهولوكوست أداة سياسية للحصول على مكاسب من بينها التعويضات من ألمانيا.
وقالت «آرنت» بعد تغطيتها محاكمة أدولف أيخمان المسئول عن ترحيل وإعدام اليهود فى ألمانيا النازية، لحساب مجلة النيويوركر، إنه شخص عادى حاول اليهود كالعادة تجريده من إنسانيته، كاشفة دور المجالس اليهودية فى التعاون و«العمالة» مع النظام النازى، بما أثار الشك فى الادعاء الصهيونى بكون اليهود ضحايا دائمين كما يروجون دائماً، وهو ما عرّضها للانتقادات الشرسة واتهامها بمعاداة السامية، وفقاً لـ«يوسف».
وتفسر أسباباً سيكولوجية متشابكة ومعقدة وتربية فكرية ممنهجة للممارسات العدوانية الوحشية من الإسرائيليين بحق الفلسطينيين، وفقاً للدراسة التى أعدها أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، لافتاً إلى أن رغبة الصهاينة الساحقة بالتدمير، ليس لها ما يبررها، حتى وإن كانوا تعرضوا لنوع من الاضطهاد وفقاً لروايتهم، مشيراً إلى أن الإسرائيليين تبنوا الشر كمعتقد راسخ زرعوه فى نفوس الأجيال الجديدة، جنباً إلى جنب مع استخدام الذلة والمسكنة لكسب التعاطف العالمى، كضحايا يحق لهم الدفاع عن أنفسهم طوال الوقت من مخاطر تحيط بهم وهو نوع من التنفيس الانفعالى.
يقول «يوسف» إن أهم أسباب العنف والوحشية التى يتبعها جنود الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى الأعزل ادعاؤهم المستمر بالاضطهاد «كذبوا الكذبة وصدقوها»، مؤكداً أنهم على إدراك كامل بأنهم يفعلون الشر، لكن تم برمجتهم سيكولوجياً على ارتكاب المجازر واستخدام العنف، بالتزامن مع البكاء والنحيب لكسب مزيد من التعاطف والشفقة والرثاء، باعتبارهم أصحاب مظلومية تاريخية مستمرة على مر الزمان.
«الحرازين»: يحاولون الهروب من فشلهم بتعذيب المعتقلينوقال دكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية الفلسطينى، القيادى بحركة فتح، إن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لعمليات قمع واقتحامات متكررة وضرب بالهراوات، فضلاً عن سياسة الإهمال الطبى التى تعرضهم للأمراض والأوبئة القاتلة، والتى أدت إلى استشهاد الكثير منهم، موضحاً أن فى سجون الاحتلال مصابين بأمراض خطيرة كالسرطان ومنهم من ترفض إدارة السجون علاجه.
وأضاف «الحرازين» لـ«الوطن»، أن الأسرى يتعرضون للاعتداء والتنكيل منذ 7 أكتوبر الماضى، بالضرب والغاز المسيل للدموع وتقليل كميات الطعام، ومصادرة ملابسهم والأجهزة الكهربائية مثل الراديو وحرمانهم من أبسط حقوقهم وهى الاستحمام، علاوة على منعهم من الخروج، وحرمانهم بين الحين والآخر من مياه الشرب، «هناك جوع حقيقى داخل المعتقلات».
وتابع: «الاعتقالات المتزايدة منذ 7 أكتوبر تفاقمت، فالاحتلال يسعى للانتقام من الفلسطينيين بالعقاب الجماعى، وأكثر من نصف المعتقلين يحولون للاعتقال الإدارى، أى يحتجزون دون أى تهم أو محاكمات»، قائلاً: «الاحتلال يحاول دائماً الهروب من فشله وانكساره من خلال تكثيف الهجوم على الشعب الفلسطينى وأسراه داخل السجون».
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
مئات الفلسطينيين ينزحون قسرًا من حي الشجاعية شرق مدينة غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اضطر مئات الفلسطينيين، أمس السبت، للنزوح قسرا من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، باتجاه مناطق أخرى جنوب ووسط المدينة، عقب إصدار الاحتلال الإسرائيلي "أوامر إخلاء" جديدة وتهديدات باستهداف الحي بالقصف. وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية وفا.
ونزحت عشرات العائلات من الحي، سيرًا على الأقدام تاركين منازلهم أو ما تبقى منها، متجهين إلى مناطق جنوب ووسط مدينة غزة، حاملين على ظهورهم بعض الأمتعة والأغطية، وفقا للمصادر المحلية.
ويعتمد المواطنون على السير في تنقلاتهم، بسبب ندرة وسائل النقل والمواصلات، في ظل شح الوقود وتدمير الاحتلال الإسرائيلي لآلاف المركبات المدنية أثناء اجتياحاته البرية في مختلف المناطق.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يواجه المواطنون معاناة النزوح، حيث يأمر الاحتلال الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.
وتؤكد التقارير الأممية أن قطاع غزة لا يوجد به مكان آمن، في ظل استهداف الاحتلال لأنحاء القطاع كافة، حتى المناطق التي ادعى بأنها "آمنة أو إنسانية". ورغم ذلك، أضطر المواطنون إلى النزوح عدة مرات منذ بداية العدوان بحثا عن الأمان الذي لم يجدوه أبدا بما في ذلك في ملاجئ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ويواصل الاحتلال مجازره متجاهلا قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
والخميس، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال دوليتين بحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الإبادة في غزة.