بوابة الوفد:
2025-03-18@11:12:40 GMT

تكيّة «كل واشكر»!!

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

يبدو أن الإحجام عن انتقاد سياسات الدكتور مصطفى مدبولى وأعضاء حكومته خلال الفترات السابقة، كان سببًا رئيسيًا فيما وصلنا إليه وما نعانى منه فى متاهات الدولار والأسعار، وفى ظنى وبعض الظن إثم، أن هذا الإحجام كان نتاجًا لتجنب الوقوع فى دائرة شبهات الخيانة ومرمى نيرانها، وتفاديًا إلقاء من ينتقد فى سلة واحدة مع المتربصين بمصر وأمنها، فكان الاختفاء والاحتماء خلف ثكنات الصمت هو الخيار الأمثل والأفضل والآمن من تلك القذائف والاتهامات.

فأصبحنا أمام حوار لا يقبل القسمة أو المشاركة، حوار ذي اتجاه واحد وطرف واحد ومعنى واحد، حوار لا يعترف بالأخذ والرد وفتح آفاق جديدة وطرح رؤى متنوعة من أهل الخبرة والاختصاص، للوصول إلى نتائج وحلول مبتكرة للأزمات الآنية والمستقبلية.

سيقول البعض إن ما أشرت إليه فى الفقرات السابقة مجرد ادعاء كاذب وافتراء لا يعبر عن الواقع الملموس، وربما أواجه تأكيدات ممن يرقصون طربًا على نغمة الموجة الموحدة، بأن أبواب الحكومة مفتوحة دائمًا لأهل الخبرة والاختصاص، وهنا سأرفع الراية البيضاء أمام تلك العبارات التى تجعلنى من سكان العوالم الأخرى، وسأنتقل من تلك المنطقة الآمنة بالتسليم والاستسلام إلى افتراض آخر، بأن تلك الحوارات المفتوحة بين الحكومة وأهل الخبرة قد تم استبدال نتائجها وتغيير معالمها، مثلما حدث مع الكاتب الكبير أنيس منصور ومسرحيته «جمعية كل واشكر»، عندما قام الراحل الكبير عبدالمنعم مدبولى وكان مخرجًا للعرض، بتغيير نص المسرحية تمامًا فتبدلت معالمها.

يقول أنيس منصور: «فوجئت بأن السيدة ميرفت أمين هى بطلة المسرحية، ولم تكن ميرفت أمين التى تصورت أنها تقوم بدور البطولة، تصورت السيدة عقيلة راتب أو السيدة ميمى جمال، ولم تكن ميرفت أمين هى المفاجأة وإنما المسرحية كلها مفاجأة، فلا علاقة لها مطلقًا بما كتبت، وأدهشنى جدًا أن يكون اسمى على المسرحية الكاتب الكبير، مع أن النص الذى أمامى من تأليف «عبدالمنعم مدبولى» وهذه هى «المدبولية» أو«المدبوليزم»، التى كان يوصف بها كل مخترع أو كل ممثل يخرج عن النص، ويضيف إلى النص من عنده عبارات كثيرة، ولكن عبدالمنعم مدبولى أضاف اسمى فقط إلى النص الذى اخترعه من أوله إلى آخره! وتضايقت جدًا وعدت إلى «ثروت عكاشة» فأصدر قرارًا فريدًا من نوعه بوقف عرض المسرحية وأن تعاد إلى المؤلف الذى يختار لها المخرج والممثلين».

ربما يكون هذا ما حدث لمناقشات الحكومة مع أهل الخبرة والاختصاص، لنصل إلى نفس النتيجة وكأن الحوار لم يكن! وهنا قد أواجه جرعة مكثفة من الاتهامات بالجهل والافتراء، وسيرفع البعض صوتًا عاليًا ويلفت انتباهى إلى عدد التكليفات والتوجهات والخطط للسادة الوزراء كل فى قطاعه، تلك الخطط والتوجهات قادرة على تغيير المسار، وكافية لحل أزمات الأسعار والخروج من متاهات الدولار، فقط نحتاج إلى الصبر الجميل لجنى الثمار.

لأدخل مرة أخرى طوعًا إلى دائرة الاستسلام والتسليم، وأحكى قصة ناسك كان ينال رزقًا من السمن والعسل من بيت رجل من التجار، وكان الناسك يدخر قدرًا من هذا السمن والعسل فى «كوز» حتى امتلأ هذا «الكوز»، ووافق ذلك غلاء فى أسعار السمن والعسل، فقال الناسك: «أنا بائع ما فى هذه الجرة بدينار، فأشترى بالدينار عشرة أعنز فيحملن ويلدن لخمسة أشهر، وصار يحسب النتيجة السابقة لخمس سنوات قادمة، فوجد أكثر من أربعمائة عنزة فى حسابه، ثم قال فأشترى مئة من البقر، بكل أربع أعنز ثورًا وبقرة، فأصيب بذرًا فأزرع على الثيران، وانتفع ببطون الإناث وألبانها، فلا يأتى عليَّ خمس سنين إلا وقد أصبت منها ومن الزرع مالًا كثيرًا، فأبنى بيتًا فاخرًا وأشترى عبيدًا ورياشًا ومتاعًا، فإذا فرغت من ذلك تزوجت امرأة ذات حسب ونسب تلد لى ابنًا سويًا مباركًا مصلحًا، ثم أؤدبه أدبًا حسنًا وأشد عليه فى الأدب، فإن رأيته عقوقًا ضربت رأسه بهذه العصا هكذا، ورفع عصاه يشير بها، فأصابت «الكوز» فانكسر وانصب السمن والعسل على رأسه، وذهب تدبيره وكل أمانيه باطلًا!

فهل هذا ما حدث فضرب أحدهم تلك الخطط مثلما فعل الناسك؟! فإذا كانت الإجابة بالنفى فليقدم لنا أحد تفسيرًا عن تفاقم أزمة ارتفاعات الأسعار، واتساع رقعة متاهة الدولار وتوحشه دون رادع! وإن كانت الأحداث الخارجية المشتعلة فى العالم هى المتسبب فى ضرب تلك الحسابات فى مقتل، فأين كنا وأين كانت خطط الطوارئ لمواجهة تلك الصدمات؟

فى النهاية.. تتساوى الأسباب إذا كانت النتائج واحدة، والخلاصة: نريد حلًا سريعًا ناجزًا لأزمة الأسعار والخروج من متاهات الدولار، قبل أن تعود أيام «التكايا» ونجد الكثير منا جالسًا أمام تكية «كل واشكر»، فى انتظار ما يسد جوعه، بعد أن أعيته الإجابة عن السؤال ماذا نأكل وكيف نأكل؟

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب الدكتور مصطفى مدبولي وأعضاء حكومته الدولار والأسعار

إقرأ أيضاً:

واشنطن: الطبيبة المرحلة إلى لبنان كانت متعاطفة مع حزب الله

قالت السلطات الأمريكية، اليوم الاثنين، إنها رحلت طبيبة من رود آيلاند إلى لبنان الأسبوع الماضي بعد اكتشاف "صور ومقاطع فيديو متعاطفة" مع الزعيم السابق لحزب الله، حسن نصر الله، ومسلحين تابعين للحزب على ملف العناصر المحذوفة في هاتفها الخلوي.

الدفاع السورية: بدء تطهير الحدود مع لبنان من عناصر حزب اللهإصابة عنصرين من حزب الله في غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان

وأوضحت الدكتورة رشا علاوية أثناء التحقيق أنها حضرت في لبنان جنازة زعيم حزب الله المغتال حسن نصر الله، والذي تدعمه من "منظور ديني" كمسلمة شيعية.

وكانت وزارة العدل الأمريكية قدمت هذه التفاصيل لأنها سعت إلى طمأنة قاضٍ فيدرالي في بوسطن بأن الجمارك وحماية الحدود الأمريكية لم تخالف عمدًا أمرًا أصدرته يوم الجمعة كان ينبغي أن يوقف علاوية على الفور.

وتم اعتقال المواطنة اللبنانية البالغة من العمر 34 عامًا، يوم الخميس في مطار لوجان الدولي في بوسطن بعد عودتها من رحلة إلى لبنان لرؤية أسرتها. فيما رفع ابن عمها دعوى قضائية لوقف ترحيلها.

وفي أول تفسير علني لإبعادها، قالت وزارة العدل إن علاوية، أخصائية الكلى والأستاذة المساعدة في جامعة براون، مُنعت من العودة إلى الولايات المتحدة بناءًا على ما وجده مكتب الجمارك وحماية الحدود على هاتفها والتصريحات التي أدلت بها خلال مقابلة بالمطار.

الجيش السوري يقصف تجمعات حزب الله في القلمون بالمدفعية الثقيلةمصرع عنصر من الجيش السوري بصاروخ أطلقه حزب الله

وقالت علاوية عن حضورها الجنازة، بحسب نص المقابلة وفقًا رويترز: "إنه أمر ديني بحت"، وأضافت "إنه شخصية كبيرة جدًا في مجتمعنا. بالنسبة لي هذا ليس سياسيًا."

وتصنف الحكومات الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة، حزب الله كجماعة إرهابية. واستنادًا إلى تلك التصريحات واكتشاف صور على هاتفها لنصر الله وآية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، قالت وزارة العدل إن مكتب الجمارك وحماية الحدود خلص إلى أن "نواياها الحقيقية في الولايات المتحدة لا يمكن تحديدها".

وفي ملف قدمته يوم الاثنين، دافعت وزارة العدل أيضًا عن مسؤولي الجمارك وحماية الحدود ضد مزاعم الفريق القانوني لعلاوية بأنها قد نُقتل جواً خارج البلاد مساء الجمعة في انتهاك لأمر صادر عن قاضي المقاطعة الأمريكية ليو سوروكين في ذلك اليوم. وكان القاضي قد أصدر أمرا يمنع من إبعاد علاوية عن ماساتشوستس دون إشعار قبل 48 ساعة. إلا أنه تم وضعها في رحلة إلى ترانزيت نحو فرنسا في تلك الليلة وعادت منها مباشرة إلى لبنان.

وكان القاضي قد وجه الحكومة يوم الأحد بمعالجة "مزاعم خطيرة" بأن أمر المحكمة قد انتهك عمدًا قبل جلسة استماع كان من المقرر عقدها يوم الاثنين. فيما تم إلغاء تلك الجلسة يوم الاثنين بناءً على طلب المحامي الوحيد المتبقي لعلاوية، بعد انسحاب محاميو شركة المحاماة "أرنولد أند بورتار"، والذين كانوا يمثلونها مجانًا، مشيرين إلى مزيد من التروي بشأن القضية سريعة التحريك.

وقالت محامية في الشركة إنها ذهبت إلى المطار يوم الجمعة وأظهرت لضابط الجمارك وحماية الحدود نسخة من أمر القاضي سوروكين على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها قبل مغادرة رحلة الخطوط الجوية الفرنسية لعلاوية، فيما أكد مسؤول آخر في مكتب الجمارك وحماية الحدود في تصريح يوم الاثنين إنه تم إبلاغه بذلك قبل اصطحاب علاوية إلى منطقة الصعود.
إلا أن وزارة العدل قالت إن الإخطار يجب أن يتم تلقيه من خلال القنوات الرسمية بشكل مباشر وأن يتلقاه المستشار القانوني للوكالة لمراجعته وتوجيهه، وهو ما لم يحدث.

وكتب محامو وزارة العدل: "يأخذ مكتب الجمارك وحماية الحدود أوامر المحكمة على محمل الجد ويسعى جاهدًا للالتزام دائمًا بأمر المحكمة".
وكان قد تم إغلاق ملف وزارة العدل لاحقًا من قبل سوروكين بناءًا على طلب محامي علاوية وابن عمها.

مقالات مشابهة

  • مهرجان الفضاءات المسرحية يكرّم أشرف زكي في دورته الأولى
  • حنان شومان عن شباب امرأة: تحية كاريوكا لو عايشة كانت ماتت
  • «قضاء أبوظبي» تعزز كفاءة الخبرة والوساطة في المنازعات
  • واشنطن: الطبيبة المرحلة إلى لبنان كانت متعاطفة مع حزب الله
  • نهيان بن مبارك يشيد بالقيم الإنسانية في ختام المسرحية العالمية "راجاديراج"
  • لصوص دقلو في كرب شديد، أياً كانت جحورهم
  • مسرح الفجيرة يستضيف عروض المسرحية “الكرة بملعبكم” خلال العيد
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: إعادة بناء الجيش العربي السوري تعتمد على مزيج من الخبرة والتحديث
  • البعاتي كانت عيناه تتحركان بشكل آلي (ومخيف نوعا ما)
  • خطوة بخطوة .. طريقة عمل الكحك الناعم