«غزة».. هولوكوست فلسطيني بيد إسرائيلية
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
«العام الأكثر دموية فى تاريخ الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى»، لقب مؤلم منحته الأمم المتحدة لعام 2023، ففى آخر حصيلة لضحايا القصف الإسرائيلى الوحشى على قطاع غزة، قبل أيام قليلة، أعلنت وزارة الصحة فى القطاع عن ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 25490، والجرحى إلى 63354، وذلك منذ 7 أكتوبر الماضى، وقبل أن ينتهى العام الماضى، وبينما لم يكن مر على بداية العدوان الإسرائيلى ثلاثة أشهر، اعتبر الجهاز المركزى للإحصاء، أن حصيلة الشهداء هذا العام أكبر حصيلة شهدتها فلسطين منذ نكبة 1948، وكان من اللافت أن أغلب هؤلاء الشهداء من النساء والأطفال.
وطبقاً للإحصائية نفسها، فإنه بينما سقط 263 شهيداً فلسطينياً فقط قبل السابع من أكتوبر، فقد سقط الغالبية العظمى من الشهداء، وكان 98% منهم فى قطاع غزة، منهم نحو 9 آلاف طفل و6٫450 امرأة، فى حين بلغ عدد الشهداء فى الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر 319 شهيداً، منهم 111 طفلاً و4 نساء، كما استُشهد أكثر من 100 صحفى، وفقاً لسجلات وزارة الصحة.
أما عن عدد المفقودين الذين تم التبليغ عنهم، فقد بلغ فى قطاع غزة أكثر من 7 آلاف مفقود، منهم 67% من الأطفال والنساء، كما نزح ما يقارب 1٫900٫000 مواطن داخل القطاع، بعيداً عن أماكن سكنهم، حسبما أكد الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى، فى ظروف تنتهك إنسانيتهم وتعرّض حياتهم للخطر، فى مخيمات تخلو من المرافق والخدمات الأساسية، وتمثل بيئة مناسبة لانتشار الأمراض والأوبئة.
جاءت هذه الحصيلة غير المسبوقة، عبر حرب غير مسبوقة أيضاً من جانب الاحتلال، واعتبر مراقبون أنه كان من المقصود أن تكون «بلا قيود» بغرض تنفيذ مخططه فى الإبادة والتهجير وتصفية القضية، حيث استباح فيها كل شىء، من مساكن المدنيين للمستشفيات وسيارات الإسعاف والكنائس والجوامع والمخابز وحتى مقرات الأمم المتحدة، ومن بينها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
وكانت آخر هذه الجرائم، قبل أيام، على سبيل المثال، حين تم استهداف ملجأ تابع لوكالة «الأونروا» فى خان يونس بجنوب قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد عشرات المواطنين النازحين، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، وأصيب آخرون، إثر قصف مدفعى للاحتلال الإسرائيلى، وهو ما وصفه المفوض العام للوكالة، فيليب لازارينى، قائلاً: «مرة أخرى، انتهاك صارخ للقواعد الأساسية للحرب».
مؤرخ فلسطينى: نحن أمام عصابة إرهابية إسرائيليةبدوره، اعتبر الباحث والمؤرخ الفلسطينى عبدالقادر ياسين، أن ما يمكن وصفه بالهولوكوست الجديد الذى يتم ارتكابه الآن ضد الفلسطينيين أزاح الهولوكوست السابق، باعتباره مزحة، على حد تعبيره، معتبراً أن المذبحة الأخيرة التى ارتكبتها إسرائيل فى أعقاب عملية طوفان الأقصى، سقط فيها أكثر مما سقط فى مجموع الحروب الماضية مع إسرائيل منذ 1948 حتى الآن.
وأشار «ياسين» لـ«الوطن» إلى أن الإسرائيليين فى حرب 48 كانوا يحاصرون المدن والقرى الفلسطينية فى شكل «حدوة حصان»، بمعنى أنهم كانوا يتركون جهة ليخرج منها سكان هذه القرى، أما فى الحرب الحالية فلا يوجد ذلك، حيث حدث تطور بشع يشير إلى أنهم لا يريدون أن يتركوا أحداً يخرج حياً. ولفت إلى أن التحيّز الأوروبى والأمريكى لإسرائيل يظهر فى أنه كلما نظم الإسرائيليون مذبحة للعرب، فلسطينيين أو غير فلسطينيين، تعرض وسائل إعلامهم مواد عن «الهولوكوست»، الذى تعرّض له اليهود، لكى تحرف الأنظار عن الإسرائيليين وجرائمهم، أو على الأقل للإشارة إلى أن لديهم عقدة، ولكن السؤال هو هل نحن الفلسطينيين والعرب، الذين تسبّبنا لهم بهذه العقدة؟
لا ينفى الباحث والمؤرخ الفلسطينى إذن أنه كان هناك «هولوكوست» ضد اليهود بالفعل، لكنه يعتقد أن هناك مبالغات كبيرة بشأنه، كما أنه لا يعرف رقماً دقيقاً بشأن الضحايا، وذلك نظراً لأن الموضوع أصبح البحث والحديث فيه من المحرّمات الدولية، بدليل أن الفيلسوف الفرنسى روجيه جارودى، عندما قال إن هناك «مبالغات بشأن الهولوكوست» شيطنوه، وحكموا عليه بغرامة كبيرة.
ويعتقد «ياسين» أن «الهولوكوست» الذى تم ارتكابه ضد اليهود من جانب ألمانيا النازية، يتضاءل أمام ما ترتكبه إسرائيل فى قطاع غزة اليوم، حيث هناك أكثر من 25 ألف قتيل، و60 ألف جريح ومعاق، مع ملاحظة أن المعاق هذا أصبح «نصف ميت»، حسب تعبيره، ناهيك عن الأطفال الذين تيتموا والأسر التى فقدت أولادها، ونحو 2 مليون نزحوا من بيوتهم إلى العراء أو أماكن إيواء غير مجهّزة لاستقبالهم، قائلاً: «لا أظن أن الألمان قاموا بمثل ذلك».
يستنتج «ياسين» من ذلك أننا أمام عصابة إرهابية إسرائيلية تخوض معركتها فى فلسطين، باعتبارها «معركة صفرية»، أى إما هم وإما نحن، فى ظل ميزان قوى مختل، علماً بأن القاعدة تقول إنه «لا يمكن أن تأخذ على مائدة المفاوضات أكثر مما تساوى فى ميدان القتال»، معتقداً أن الحل بالتالى هو أن ينتبه الفلسطينيون والعرب لتعديل ميزان القوى المختل هذا، ليس فقط من الناحية العسكرية ولكن من ناحية التعليم أيضاً، وبناء قوتهم من أجل الحصول على حقوقهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة إسرائيل قطاع غزة أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترقب لتسليم 6 رهائن إسرائيليين في غزة مقابل الإفراج عن 602 أسير فلسطيني في الدفعة السابعة من التبادل
تتجه الأنظار إلى قطاع غزة اليوم السبت مع بدء الاستعدادات لتسليم ستة رهائن إسرائيليين محتجزين لدى حركة حماس، في إطار الدفعة السابعة من اتفاق وقف إطلاق النار. وتشهد منطقتا رفح والنصيرات انتشارًا مكثفًا لمقاتلي القسام، تمهيدًا لعملية التسليم التي ستجري عبر الصليب الأحمر الدولي وسط إجراءات أمنية مشددة.
في السياق ذاته، أعلن المتحدث العسكري باسم القسام، أبو عبيدة، أسماء الرهائن الإسرائيليين الذين سيتم الإفراج عنهم، وهم إيليا كوهن، عمر شيم توف، عومر فنكرت، تال شوهام، أفيرا منغستو، وهشام السيد.
التزامن مع ذلك، تستعد إسرائيل لإطلاق سراح 602 من الأسرى الفلسطينيين في سجونها ، حيث تضم هذه الدفعة 50 أسيرًا محكومًا بالمؤبد، و60 آخرين يقضون أحكامًا عالية.
كما يشمل الإفراج 47 أسيرًا من محرري صفقة "شاليط" الذين أعاد الجيش اعتقالهم، بالإضافة إلى 445 أسيرًا من قطاع غزة تم اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر الماضي.
في تطور آخر، أعلنت إسرائيل أنها تسلمت جثمان الإسرائيلية شيري بيباس، التي كانت محتجزة في قطاع غزة. من جهتها، نفت حركة حماس مسؤوليتها عن وفاتها، مؤكدة التزامها بتسليم الجثث وفقًا للاتفاق المبرم.
في الوقت ذاته، تحقق السلطات الإسرائيلية في هوية الجثث التي تم تسليمها، بعدما ادعت استلام جثمان لمواطنة فلسطينية بالخطأ في وقت سابق من يوم الخميس.
فيما يتعلق بالمفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل تطالب بالإفراج عن 22 أسيرًا من الأحياء، وسط جهود أميركية مكثفة للتوصل إلى اتفاق جديد خلال الأسبوعين المقبلين.
وفي هذا السياق، عقد المبعوث الأميركي لقاءات مع وزير الخارجية القطري لمناقشة تفاصيل المرحلة المقبلة، في وقت تواصل فيه حماس الضغط باتجاه تنفيذ المرحلة الثانية وفقًا للاتفاق المبرم.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية وزير الدفاع الإسرائيلي يزور مخيم طولكرم ويتعهد بتصعيد العمليات العسكرية في الضفة الغربية مقتل مواطن جراء استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارته في عيتا الشعب جنوبي لبنان لقطات جوية تُظهر حجم الدمار في جباليا بشمال غزة بعد 16 شهراً من العمليات العسكرية الإسرائيلية قطاع غزةمحادثات - مفاوضاتحركة حماسإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني إطلاق سراح