سياسيون وعسكريون: أمريكا صانعة الإرهاب والشعب اليمني كلّه أنصار الله
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
وإلى جانبِ العدوان الأمريكي البريطاني، ومحاولة حشد العالم ضد اليمن، رمت واشنطن بإحدى أوراقها القديمة الجديدة وهي تصنيفُ "أنصار الله" "بالإرهاب"، معتقدةً أن هذا الإجراءَ سيُخيفُ اليمنَ، ويمنعُها من مواصَلَةِ مساندة الشعب الفلسطيني في البحرَينِ الأحمر والعربي، لكن النتائجَ كانت عكسيةً.
ويؤكّـد عددٌ من الكُتَّاب والمحلِّلين السياسيين والعسكريين أن "قرارَ التصنيف الأمريكي ليس بالجديدِ؛ فهو محاولةٌ مكشوفةٌ لحمايةِ الكيان الصهيوني، تتزامَنُ مع فشلهم في إضعافِ القدرات اليمنية العسكرية عبر عدوانِهم العسكري المباشر والذي فشل قبل أن يبدأ".
ويوضح الكاتبُ والمحلِّلُ السياسي عبدُ السلام النهاري، أن "هذا التصنيفَ قرارٌ سياسيٌّ، وانحيازٌ فاضحٌ للاحتلال الصهيوني ومحاولة مكشوفة؛ لحمايتِه ومنحِه الغطاءَ لاستكمال عدوانه الوحشي والإبادة الجماعية التي يرتكبُها بحق إخوتنا الشعب الفلسطيني في قطاع غزةَ".
ويقولُ النهاري: إن "التصنيفَ الأمريكي في هذا التوقيت بالذات ينطلقُ من حساباتها الخاطئة والضيِّقة وغير الأخلاقية واللاإنسانية، وَتحاولُ أمريكا أن تستخدمَه للترهيبِ وكورقة ضغط على أنصار الله والشعب اليمني ككل بعد أن فشلت عبرَ الوسطاء الإقليميين ومن ثَمَّ مؤخّراً عبر تدخُّلها العدواني العسكري المباشر في إيقاف الإجراءات التي اتخذتها القواتُ المسلحة اليمنية بالوقوف مع غزة وفلسطين".
ويوضح أن "هذا ما أثارَ حفيظةَ واشنطن والتي سبق وقامت بتشكيل تحالف دولي بحري بقيادتها فشل قبل أن يبدأَ؛ لتضطرَّ مؤخّراً للتدخل العسكري بمعية البريطاني، وفشلا أَيْـضاً في إضعافِ القدرات العسكرية اليمنية؛ مما جعلهم يستخدمون ورقتَهم الأخيرة "التصنيفَ الإرهابي" والذي لن يقدِّمَ أَو يؤخِّر".
ويضيفُ أن "أمريكا أصبحت كمَن يطلقُ النارَ على قدمَيه؛ لأَنَّ مكونَ أنصار الله تحوّل بقراره الانتصارَ قولاً وفعلاً لغزة من قوة يمنية محلية إلى قوة رادعة ولاعب إقليمي مؤثر نكّس كبرياء الدول المتغطرسة والمجرمة كأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، وجعل من استعراض قوتهم في البحار لا قيمةَ لهُ إذَا لم يوقفوا الحربَ الهمجية على غزة".
ويلفت إلى أنه "في الوقت الذي لم يجفْ فيه حبرُ قرار التصنيف والتدخل العسكري على اليمن والذي قوبل بسخرية عالمية كبيرة، رَدَّ أنصار الله مباشرةً باستهداف سفن أمريكية، في رسالة مفادها أنهم لن يخضعوا للممارسات الأمريكية الاستفزازية والعدوانية ولن يتوقفوا أَيْـضاً عن استهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، وأن الردَّ سيكون حاسماً تجاه أية خطواتٍ أمريكية انتقامية تجاه الشعب اليمني نظيرَ مساندته لأشقائه الفلسطينيين في غزة"
ويتابع النهاري حديثه: "أما من ناحيةٍ سياسيةٍ؛ فمن المُثيرِ للسخرية أن يأتيَ تصنيفُك بالإرهابي من قبل دولة الإرهاب العالمي (أمريكا) التي دائماً ما تستخدمُ شماعة الإرهاب لقمع كُـلّ من يرفُضُ سياستَها وتوجُّهاتِها وتدخلاتِها المتغطرسة التوسعية والاستعمارية المعروفة، وهي ذاتها دولةٌ إرهابيةٌ، بل الراعية الكبرى للإرهاب العالمي؛ بدعمها المباشر بالسلاح الفتاك للكيان الصهيوني".
ويوضح أن "تأثيراتِ القراراتِ الاقتصادية لن تضيفَ جديدًا؛ فهي عمليًّا تحصيلُ حاصل وتمديدٌ للحصار الاقتصادي الأمريكي المفروض على اليمن منذ تسع سنوات بنقلِ البنك المركزي اليمني من صنعاءَ وتعطيل النظام المصرفي وإغلاق السويفت"، منوِّهًا إلى أن "ذلك فعلاً سبَّبَ صعوبةً في عمليات نقل الأموال، وحَـاليًّا ربما تتأثر بهذا القرار بعض المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، وبذلك فالمستهدَفُ هو الشعبُ اليمني المعتمد على مساعدات بعض المنظمات في حالة لم تستثنَ من تداعيات قرار التصنيف".
وَيؤكّـد أنه "لا تأثيرَ لهذا التصنيف على الشعب اليمني الصامد في مواجهته طيلةَ السنوات التسع الماضية ولن يخضعَ للأمريكي بتصنيف أَو بدون تصنيف؛ لأَنَّه لا خيارَ أمام الشعب اليمني إلا التمسُّكُ بموقفه المتضامن والداعم لغزة ولن يتراجَعَ عن ذلك مهما بلغ الثمن".
تصنيفٌ لا يقدِّمُ ولا يؤخّر:
وعلى صعيدٍ متصلٍ، يرى الكاتبُ والمحلل السياسي صقر أبو حسن، أن "هذا الإعلانَ ليس بالجديد، بل هو تهديدٌ قديمٌ وسلاحٌ لم يعد مُجدياً لكسر إرادَة اليمنيين وغيرهم في طريق مناصَرتِهم للقضية الفلسطينية".
ويعتقد أبو حسن في تصريح خاص لصحيفة "المسيرة" أن "أنصارَ الله تجاوزوا ذلك ولم يَعُدْ لمثل هذه التهديدات أيُّ سبيل إلى الروح الوقَّادة لليمنيين، بل تزيدُ من السخرية على الإدارة الأمريكية"، مؤكّـداً أن "هذه سياسة أمريكا؛ فمن يناقض الاستكبار العالمي ومن يدور في فلك الحرية والاستقلال ولا يسبِّح بحمد أمريكا و"إسرائيل" ليلَ نهارَ، من الطبيعي أن يكون إرهابياً؛ فالإرهاب بالنسبة لقوى العدوان من يقف في صف الحق الفلسطيني".
ويكرّر التأكيد أن "هذا الإعلان لن يُقَدِّمَ ولن يُؤَخِّرَ شيئاً، بل يكشفُ الوجوهَ القبيحةَ التي هَلَّلت لهذا الإعلان من دول العدوان وجموع المرتزِقة". ويتفق المحلل السياسي والخبير الأمني العميد ركن محمد شنظور، مع أبو حسن بأن "أمريكا هي الشيطان الأكبر ومعها بريطانيا و"إسرائيل"، ومن تحالف معها من الدول الأُورُوبية، وأن الإعلانَ الأمريكي بتصنيف أنصار الله منظمةً إرهابية عالمية ليس بجديدٍ"، موضحًا أن "من لا يقف مع أمريكا ويدور في فلكها يصبح عدوَّها وتتهمه بالإرهاب".
ويؤكِّـدُ شنظور في تصريح خاص لصحية "المسيرة" أن "الشعب اليمني كله أنصار الله، وأن أمريكا هي صانعة الإرهاب وهي الإرهاب الحقيقي في هذا العالم، كما قال السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي".
ويضيف أن "القيادة الثورية والسياسية والعسكرية قد حدّدت المسارَ والمبادئَ التي لا تنازُلَ عنها، اليمنُ -قيادةً وشعباً- مع الحق ومع نصرة إخواننا في فلسطين؛ فمهما كان حجم التهديدات أَو كانت النتيجة ستستمر قواتنا المسلحة في منع دخول السفن الإسرائيلية وكلّ السفن الأُخرى التي تتجهُ لـ "إسرائيل".
ويجدد التأكيد أن "النصرَ حليفُنا وأن قيادتِنا الثوريةَ وشعبَنا اليمني لا يخافون أمريكا وبريطانيا وتهديداتِها ولا أيةَ قرارات تتناقَضُ مع السنن الإلهية التي سَنَّها اللهُ -سبحانَه وتعالى-"،
مضيفاً: "نحن جندُ الله في القولِ، وسنضرب هذه الإمبراطوريات الشيطانية التي تجرِّمُ الشعوبَ وقياداتِها وأحرارَها
المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الشعب الیمنی أنصار الله
إقرأ أيضاً:
من مخدر في العمليات الجراحية إلى مادة محظورة.. تفاصيل ضبط أكبر شحنة من «GHP»
ضربة أمنية قاصمة وجهتها وزارة الداخلية لمهربي المخدرات مؤخرًا، عقب نجاح الوزارة فى ضبط 180 لترًا من مادة GHP أو (جاما هيدروكسي بيوتيريت) أثناء محاولة تهريبها إلى داخل البلاد، بمعرفة صانعة محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي ووجه إعلامي معروف، وأحد الأجانب، حيث تبين أن المتهمة وتدعى «د.ف» قامت بادخال الصفقة بمعاونة شريكها الأجنبي، والبالغ قيمتها 145 مليون جنيه، ضمن شحنة مواد نظافة، وداخل عبوات عليها «استيكرات» مواد تنظيف.
ووفقا للتحريات فإن المادة المضبوطة هي «جاما هيدروسكي بيوتيريت»، وتُختصر بـ«GHP» وهي مادة شديدة الخطورة، كانت تستخدم في الستينيات كمخدر أثناء إجراء العمليات الجراحية كما تُستخدم بشكل سيء، لغير الغرض المخصص لها، فهي مصنوعة من مادة كيميائية، وتُصنف من العقاقير النفسية، وتُستخدم في التخدير، كما تُستخدم مع مرضى النوم القهري، لكن تم حظرها في معظم دول العالم، وأصبحت ضمن المخدرات شديدة الخطورة، وتُستخدم بشكل واسع في ارتكاب بعض الجرائم، مثل حالات الاعتداء الجنسي والاغتصاب لتخدير الضحايا وشل حركتهم.
وحسب اللواء عبد الوهاب الراعي الخبير الأمني، يتسبب المخدر المضبوط في وقوع جرائم الاغتصاب حيث تدخل الضحية بمرحلة من الغيبوبة الحسية، وفقدان التركيز والسيطرة على أفعالها، وبعد الاستيقاظ من هذه الحالة تفقد الفتاة أيضًا القدرة على تذكر ما حدث، ولذلك يصعب حتى إثبات تناولها لهذا المخدر دون علمها، وبالتالي لا تستطيع تحرير محضر بقسم الشرطة بالواقعة، كما أن الضحية قد تتناول «مخدر الاغتصاب» عن طيب خاطر لأغراض ترفيهية، أو قد يتم تقديمه بطريقة سرية، إذ عادة ما تتم إذابته في عصير مركز أو مشروب كحولي.
وكانت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية قد كشفت عن تفاصيل القبض على إعلامية صانعة محتوى ومتهم أجنبي الجنسية، وبحوزتهما أكثر من 180 لترًا من «مخدر اغتصاب الفتيات GHP» بالقاهرة، وقدرت القيمة المالية للمواد المخدرة بـ145 مليون جنيه.
وأكدت تحريات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات استيراد المتهم للمخدر عبر مواقع إلكترونية دولية وتهريبه إلى مصر مخفيًا داخل عبوات تابعة لشركات النظافة بغرض التمويه، بهدف ترويجه بين فئات الشباب وتحقيق أرباح غير مشروعة.
وحسب التحريات فان المتهم الأجنبي مقيم بدائرة قسم شرطة التجمع الخامس، ويتاجر في مخدر GHP المعروف بمخدر اغتصاب الفتيات عبر شرائه من أحد المواقع الإلكترونية بإحدى الدول، ثم شحنه لدولة أخرى تمهيداً لتهريبه إلى داخل البلاد داخل عبوات مثبت عليها ملصق لإحدى شركات النظافة، إمعاناً منه في عمليات التمويه لترويجه بين أوساط الشباب، وتحقيق أرباح مالية غير مشروعة، واعترف المتهم في التحقيقات بنشاطه الإجرامي، وتم ضبط إحدى المتعاملات معه «صانعة محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي»، ولها معلومات جنائية، لقيامها بترويج المخدر بين أوساط الشباب نظير مقابل مادى، وعُثر بحوزتها على زجاجة تحتوى بداخلها كمية من مادة «GHP» المخدرة، وعدد من الأقراص المخدرة، وأحيل المتهمان إلى النيابة التي تولت التحقيق، بينما تواصل الأجهزة الأمنية تحريات حول الواقعة.