بوابة الوفد:
2024-09-19@09:56:32 GMT

الإخوان الإرهابية ومسيرة التلون والتواطؤ (١٢٨)

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

نستكمل حديثنا اليوم عن عصام شرف عندما تولى رئاسة الوزراء، تم الترويج له على أنه ترضية للإخوان المسلمين، فيحيى الجمل الذى عمل نائبا لرئيس الوزراء فى حكومة أحمد شفيق ثم فى حكومة عصام شرف يجزم بأن الإخوان هم من أتوا بشرف للحكومة لأنه عضو سابق بالجماعة، لكن معتز عبدالفتاح والذى عملا مستشارا سياسيا لعصام شرف ينفى أن يكون اختياره كان لأسباب تتعلق بالإخوان المسلمين، أقول فى تقديرى إن المجلس العسكرى كان يرى فى عصام شرف بديلا مقبولا يطالب به الثوار، وله ملفات بالعمل الإدارى بحكم عمله كوزير سابق، والمشير كان يميل إلى الشخصيات اللينة لا الحادة، لقد تم رصد هذه الإشارات فى الشهور الأولى للثورة، ومن خلالها ذهب البعض إلى أن أحدا من الجانبين المجلس العسكرى والإخوان لا يستطيع أن ينكر أن هناك اتصالات وتفاهمات، لكنها لا تصل إلى حد الصفقة المحددة الواضحة التى يحصل كل طرف بمقتضاها على مكاسب معينة ويقوم بأدوار محددة، لكنها تجليات القوة التى يمتلكها المجلس العسكرى من جانب، والقوة التى أصبح الإخوان يتمعتون بها من جانب آخر، وكما كانت الصفقة بين الإخوان والمجلس العسكرى مجرد مظهر لممارسة القوة على الأرض، كان ما يمكن أن يعتبره البعض صداما بينهما أمرا طبيعيا ومنطقيا من باب تجلى القوة السياسية، فكل منهما كان يلوح بالقوة فى وجه الآخر، على سبيل المثال عندما نزل الإسلاميون إلى ميدان التحرير فى ٢٩ يوليو اعتراضا على المبادئ الحاكمة للدستور، ثم نزولهم مرة ثانية فى ١٨ نوفمبر احتجاجا على وثيقة السلمى، لم يكن النزول من باب الصدام المباشر والعداء الواضح، لكنه كان لتوصيل رسائل محددة بأن الجماعة ومن خلفها الإسلاميون يمكن أن يحشدوا الملايين ضد المجلس العسكرى لو اقترب مما يعتقد الإسلاميون أنه يمكن أن يكون ضد مصالحهم السياسية فى المستقبل.

هذا ما حدث مثلًا فى أزمة المجلس الاستشارى الذى شارك الإخوان فى الجلسات التحضيرية له، وكان ممثلهم فى ذلك الدكتور محمد مرسى، لكن عندما بدأ المجلس فعليا انسحب الإخوان منه، فقد أدرك الإخوان أن الاستشارى يمكن أن يكون بديلا للبرلمان الذى يضع الإخوان عليه كل آمالهم فى السيطرة والتحكم، ولذلك وقفوا موزعين الأدوار على أنفسهم، الحزب يمتنع عن المشاركة فى المجلس ويعلن التحدى للمجلس العسكرى وأعضائه، والجماعة تلعب دورا يشبه المطيباتى الذى يعلن امتنانه للمجلس العسكرى ويقدر دوره ويثمنه، والذى كان يحير فى علاقة المجلس العسكرى بالإخوان هو التصريحات الاستفزازية التى تصدر عن رجال الإخوان، ويكون من شأنها الإهانة أو التقليل من شأن المجلس العسكرى.

عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة والقيادى الإخوانى التاريخى والشهير، قال مثلا إن حزب الإخوان يمكن أن ينضم إلى المجلس الاستشارى بعد أن يراقب أداءه، وهو تصريح لا يأتى من باب الحنكة السياسية بقدر ما يأتى من فرط القوة، لقد أدرك الإخوان المسلمون ربما منذ الأيام الأخيرة للثورة، أن أوراق اللعبة كلها ستكون فى يد الجيش، ولذلك كان طبيعيًا أن يظهر الجيش فى البيانات الأولى والمبكرة للجماعة التى أصدرتها تعقيبا على أحداث الثورة ومجرياتها من خلال الثناء عليه والإشادة به، لم تحمل البيانات التحية للجيش فقط، ولكن كان فيها تأسيس للعلاقة بين الإخوان والمجلس العسكرى، فقد رسمت هذه البيانات السيناريوهات المستقبلية للعلاقة، حيث حدد الإخوان ما أرادوه من المجلس بوضوح، تسليم السلطة لأهل السياسة، ولأن الجماعة لا ترى من أهل السياسة إلا نفسها، فقد كانت تعنى تماما أنها تنتظر من المجلس العسكرى أن يسلمها السلطة، وكانت الرسالة الأكثر وضوحا هى أن الجماعة ستظل خلف مطالبها حتى تتحقق، وللحديث بقية.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإخوان الإرهابية للإخوان المسلمين معتز عبدالفتاح رئيس الوزراء عصام شرف یمکن أن

إقرأ أيضاً:

عصام عبدالفتاح: ما حدث في التحكيم المصري إهانة ولا أنوي العودة 

أكد عصام عبدالفتاح رئيس لجنة الحكام السابق والمحاضر الدولي، أن موقفه ثابت ولن يتواجد في أي منصب داخل لجنة الحكام بالكرة المصرية.

إقرأ أيضاً..

ثروت سويلم: سيتم الإعلان عن شكل الدوري الجديد يوم إلاربع وهناك مفاجأه

وتابع عبدالفتاح خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أمير هشام عبر برنامجه "+90" على قناة النهار: "الأمل ضعيف في تغيير منظومة التحكيم في مصر، وبالتالي لا أنوي التواجد في الكرة المصرية، وما يحدث إهانة للتحكيم المصري، بسبب الرؤوساء الأجانب".

وأضاف عصام عبدالفتاح: "اتحاد الكرة تعاقد مع أسماء ليست خبراء واللوم على الاتحاد المصري في التعاقد مع أسماء ليس لها أي خبرات أو قدرة في التطوير".

واستطرد المحاضر الدولي: "العنصر المصري مُستباح وحزين لما يحدث في التحكيم المصري، ولا بد من احترام الأسماء المصرية، والله يكون في عون من يتولى المهمة بالفترة المقبلة".

وقال: "لا بد من التعاقد مع اسم يستمر لفترة طويلة من أجل تطوير الحكام، وليس شهرين فقط وتتم إقالته، أي مصري يتفوق على الأجانب 5 مرات".

وأردف عصام عبدالفتاح: "هناك أكثر من اسم قادر على رئاسة لجنة الحكام، وأتمنى أن يكون هناك لجنة من أصحاب الخبرات والوجوه الجديدة ويتم إعدادهم للمستقبل".

واختتم: "هناك عدة أسماء قادرة على قيادة لجنة الحكام، أبرزهم جمال الغندور وسمير محمود عثمان وأحمد عودة ووجيه أحمد، ولم يتحدث معي أي شخص للترشح في انتخابات اتحاد الكرة المقبلة، ولو شعرت بتغيير للأفضل سوف أترشح ولكن الأمور صعبة".

مقالات مشابهة

  • الجنائية المركزية: الإعدام بحق ثلاثة مجرمين ينتمون لعصابات داعش الإرهابية
  • مصدر أمني ينفي مزاعم جماعة الإخوان الإرهابية بانقطاع الكهرباء بمراكز الإصلاح والتأهيل
  • شقيق عصام صاصا يستأنف على حكم حبسه بتهمة التزوير
  • طرح أحدث أعمال عصام صاصا "أنا مش غايب عشان أعود"
  • في ذكرى 30 يونيو | مصطفى بكري يرصد أسرارَ أخطر عشرة أيام في تاريخ مصر (12).. لحظة الحقيقة
  • حجي: ليبيا بحاجة ماسة إلى منظومة رصد شاملة للتغيرات المناخية
  • عصام عبدالفتاح: ما حدث في التحكيم المصري إهانة ولا أنوي العودة 
  • حقيقة تعرض أسرتي نزيلين من عناصر الجماعة الإرهابية لانتهاكات بأحد مراكز الإصلاح والتأهيل
  • التعدي على أسرتي نزيلين من عناصر الجماعة الإرهابية.. مصدر أمني يكشف الحقيقة
  • سارة عصام تروج للجزء الجديد من "البحث عن علا": "سهى عائدة بمفاجآت جديدة"