الإخوان الإرهابية ومسيرة التلون والتواطؤ (١٢٨)
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
نستكمل حديثنا اليوم عن عصام شرف عندما تولى رئاسة الوزراء، تم الترويج له على أنه ترضية للإخوان المسلمين، فيحيى الجمل الذى عمل نائبا لرئيس الوزراء فى حكومة أحمد شفيق ثم فى حكومة عصام شرف يجزم بأن الإخوان هم من أتوا بشرف للحكومة لأنه عضو سابق بالجماعة، لكن معتز عبدالفتاح والذى عملا مستشارا سياسيا لعصام شرف ينفى أن يكون اختياره كان لأسباب تتعلق بالإخوان المسلمين، أقول فى تقديرى إن المجلس العسكرى كان يرى فى عصام شرف بديلا مقبولا يطالب به الثوار، وله ملفات بالعمل الإدارى بحكم عمله كوزير سابق، والمشير كان يميل إلى الشخصيات اللينة لا الحادة، لقد تم رصد هذه الإشارات فى الشهور الأولى للثورة، ومن خلالها ذهب البعض إلى أن أحدا من الجانبين المجلس العسكرى والإخوان لا يستطيع أن ينكر أن هناك اتصالات وتفاهمات، لكنها لا تصل إلى حد الصفقة المحددة الواضحة التى يحصل كل طرف بمقتضاها على مكاسب معينة ويقوم بأدوار محددة، لكنها تجليات القوة التى يمتلكها المجلس العسكرى من جانب، والقوة التى أصبح الإخوان يتمعتون بها من جانب آخر، وكما كانت الصفقة بين الإخوان والمجلس العسكرى مجرد مظهر لممارسة القوة على الأرض، كان ما يمكن أن يعتبره البعض صداما بينهما أمرا طبيعيا ومنطقيا من باب تجلى القوة السياسية، فكل منهما كان يلوح بالقوة فى وجه الآخر، على سبيل المثال عندما نزل الإسلاميون إلى ميدان التحرير فى ٢٩ يوليو اعتراضا على المبادئ الحاكمة للدستور، ثم نزولهم مرة ثانية فى ١٨ نوفمبر احتجاجا على وثيقة السلمى، لم يكن النزول من باب الصدام المباشر والعداء الواضح، لكنه كان لتوصيل رسائل محددة بأن الجماعة ومن خلفها الإسلاميون يمكن أن يحشدوا الملايين ضد المجلس العسكرى لو اقترب مما يعتقد الإسلاميون أنه يمكن أن يكون ضد مصالحهم السياسية فى المستقبل.
هذا ما حدث مثلًا فى أزمة المجلس الاستشارى الذى شارك الإخوان فى الجلسات التحضيرية له، وكان ممثلهم فى ذلك الدكتور محمد مرسى، لكن عندما بدأ المجلس فعليا انسحب الإخوان منه، فقد أدرك الإخوان أن الاستشارى يمكن أن يكون بديلا للبرلمان الذى يضع الإخوان عليه كل آمالهم فى السيطرة والتحكم، ولذلك وقفوا موزعين الأدوار على أنفسهم، الحزب يمتنع عن المشاركة فى المجلس ويعلن التحدى للمجلس العسكرى وأعضائه، والجماعة تلعب دورا يشبه المطيباتى الذى يعلن امتنانه للمجلس العسكرى ويقدر دوره ويثمنه، والذى كان يحير فى علاقة المجلس العسكرى بالإخوان هو التصريحات الاستفزازية التى تصدر عن رجال الإخوان، ويكون من شأنها الإهانة أو التقليل من شأن المجلس العسكرى.
عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة والقيادى الإخوانى التاريخى والشهير، قال مثلا إن حزب الإخوان يمكن أن ينضم إلى المجلس الاستشارى بعد أن يراقب أداءه، وهو تصريح لا يأتى من باب الحنكة السياسية بقدر ما يأتى من فرط القوة، لقد أدرك الإخوان المسلمون ربما منذ الأيام الأخيرة للثورة، أن أوراق اللعبة كلها ستكون فى يد الجيش، ولذلك كان طبيعيًا أن يظهر الجيش فى البيانات الأولى والمبكرة للجماعة التى أصدرتها تعقيبا على أحداث الثورة ومجرياتها من خلال الثناء عليه والإشادة به، لم تحمل البيانات التحية للجيش فقط، ولكن كان فيها تأسيس للعلاقة بين الإخوان والمجلس العسكرى، فقد رسمت هذه البيانات السيناريوهات المستقبلية للعلاقة، حيث حدد الإخوان ما أرادوه من المجلس بوضوح، تسليم السلطة لأهل السياسة، ولأن الجماعة لا ترى من أهل السياسة إلا نفسها، فقد كانت تعنى تماما أنها تنتظر من المجلس العسكرى أن يسلمها السلطة، وكانت الرسالة الأكثر وضوحا هى أن الجماعة ستظل خلف مطالبها حتى تتحقق، وللحديث بقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإخوان الإرهابية للإخوان المسلمين معتز عبدالفتاح رئيس الوزراء عصام شرف یمکن أن
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري: الحوثيون أطلقوا 370 صاروخا ومسيرة على إسرائيل
قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن جماعة الحوثي أطلقت أكثر من 200 صاروخ وأكثر من 170 مسيرة متفجرة على إسرائيل منذ 7 أكتوبر2023.
وأضافت أن الولايات المتحدة والقوات الجوية والبحرية الإسرائيلية اعترضتا معظم الصواريخ والمسيّرات التي أُطلقت من اليمن.
ويوم أمس الأول، أعلنت جماعة الحوثي أنها نفذت عملية عسكرية بصاروخ فرط صوتي على تل أبيت، في الوقت الذي فشلت الدفاعات الإسرائيلية في اعتراضه.
وقال الجيش الإسرائيلي فجر يوم امس الأول، إن محاولات اعتراض صاروخ قادم من اليمن فشلت بعد فترة وجيزة من انطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل.
وأضاف أنه جرى رصد مقذوف سقط في المنطقة.
وأعلن الإسعاف الاسرائيلي إصابة 30 شخصا جراء سقوط صاروخ على تل أبيب أطلق من اليمن.
وكانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أعلنت تفعيل صافرات الإنذار في تل أبيب وسط إسرائيل.
وبثت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد قالت إنها تظهر لحظة سقوط الصاروخ دون أن تعترضه منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
و"تضامنا مع غزة" بمواجهة حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 152 ألف فلسطيني، باشرت "أنصار الله" منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، استهداف سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.
كما تشن جماعة الحوثي، بين الحين والآخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف تل أبيب، وتشترط لوقف هجماتها إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.