أكدت د. هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى، أنّ إسرائيل كتبت التاريخ وفقاً للرؤية الصهيونية للسيطرة على العالم، فالهولوكوست استهدف 50 ألفاً من يهود ألمانيا وليس 6 ملايين كما تدّعى الرواية الإسرائيلية، وكراهية «بلفور» ليهود أوروبا ورغبته فى التخلص منهم سبب وعده لهم بإقامة وطن فى فلسطين.

وقالت «زكريا»، خلال حوارها لـ«الوطن»، إن إسرائيل تستهدف قيام دويلة بأفريقيا، وإن الفلسطينيين يتعرضون لخطة تهجير ممنهجة من أراضيهم لصالح التوسع الاستيطانى، فما يحدث بغزة هو هولوكوست يفوق روايتهم عن الهولوكوست، وهو إبادة جماعية حقيقية.

. وإلى نص الحوار:

فى ذكرى الهولوكوست.. كيف تتابعين ما يحدث فى غزة؟

- ما يحدث فى غزة إبادة جماعية حقيقية تفوق روايات الإسرائيليين عن الهولوكوست، فمن المتعارف عليه أن الحركة الصهيونية قامت على تعزيز الشعور بـ«المظلومية»، كما تعمدوا تزييف الأحداث والوقائع وحرصوا على كتابة تاريخ العالم أجمع وفقاً للرؤية الصهيونية.

وإسرائيل لديها معتقد راسخ بأن السيطرة على التاريخ وذاكرة الشعوب تمنحهم السيطرة على الأرض، وهذه السيطرة مثَّلت الأداة التى مكَّنت الاحتلال من الاستيلاء على أرض فلسطين التاريخية، بعد أن غزت السردية الإسرائيلية عن أرض الميعاد، باستخدام مصطلح «دياسبورا» أو الشتات، وبأنهم شُرِّدوا من أرضهم منذ أكثر من 2000 عام أركان العالم أجمع.

هل هناك أسباب حقيقية للهولوكوست؟

- يهود أوروبا عمدوا، كعادة اليهود، إلى السيطرة على الاقتصاد، وهو ما دفعهم إلى إقراض الفلاحين الفقراء فى أوروبا بفوائد كبيرة، ما نتج عنه فقدان المزارعين أراضيهم وممتلكاتهم لعدم تمكنهم من سداد الديون العالية نتيجة الفوائد المرتفعة من المرابين اليهود، ما جعلهم فى مرمى استهداف الشعوب الأوروبية، وفقاً لرواية المؤلف الإنجليزى الشهير شكسبير «تاجر البندقية».

كما أن الطبقة البورجوازية الصاعدة بعد الثورة الصناعية شعرت بخطر اليهود على التجارة والصناعة، وهو ما دفعهم لحصارهم والتخلص منهم، خاصة مع تزايد الازدراء الدينى من مسيحيى أوروبا لليهود، الأمر الذى عزَّز الرغبة فى التخلص من اليهود وغرسهم كشوكة فى ظهر العرب.

هل استهدف الهولوكوست 6 ملايين يهودى كما تدّعى الرواية الإسرائيلية؟

- وعد بلفور الذى بموجبه بدأت هجرة اليهود لفلسطين لإقامة وطن قومى، قال عنه جمال عبدالناصر: وعد من لا يملك لمن لا يستحق، كما أن كراهية هتلر لليهود وعداوته الشديدة لهم نتجت عن معاصرته لجرائمهم، وهو ما ولّد لديه الرغبة فى التخلص من 50 ألف يهودى بالقتل والحرق وليس 6 ملايين كما تدّعى الرواية الإسرائيلية، إذ إن تعدادهم لم يتخطّ وقتها 4 ملايين يهودى، لكن المبالغة فى السردية الإسرائيلية تجنى ثمارها تل أبيب فى صورة تعويض سنوى من ألمانيا لكل مواطن يعيش فى إسرائيل، كونهم يكذبون بصدق، ويروّجون للأساطير بكل مصادر المعرفة باعتبارها الطريقة المثلى لكسب المعركة دون الحاجة للعنف.

حديثى عن المبالغة فى «الهولوكوست» كاد يتسبب فى سجنى داخل الولايات المتحدة الأمريكية

هل تسبب حديثك عن المبالغة فى «الهولوكوست» فى مشاكل شخصية؟

- تحول «الهولوكوست» والحديث عنه والتشكيك فى روايته إلى تهمة جاهزة لأصحاب الفكر، ومنهم المفكر الفرنسى المسلم روجيه جارودى الذى وصف الهولوكوست بالمبالغة فتعرّض للسجن، كما تعرضت لموقف مشابه فى الولايات المتحدة بعد أن طلبت منى صحفية يهودية كتابة رأيى عن الهولوكوست، وكدت أرسل لها رأيى قبل أن يصلنى تحذير أن الأمر يستهدف محاكمتى بتهمة معاداة السامية عام 2005، وبعد حديثى لفضائية مصرية شهيرة عن الهولوكوست، تم نشر صورى على موقع إسرائيلى بعد المداخلة بـ4 ساعات، وتصنيفى كمعادية للحركة الصهيونية.

مساعى إسرائيل

 أرض فلسطين التاريخية ليست نهاية المطاف، فهناك رغبة إسرائيلية لتدشين دويلة إسرائيلية ناحية كينيا ومنابع النيل، كشف عنها فيلم تسجيلى على قناة «هستورى»، حيث صور وجود مئات الآلاف من اليهود فى حاجة لوطن، لتكون هناك إسرائيل شمالية وأخرى جنوبية على غرار باكستان الغربية وباكستان الشرقية، باعتبارها الدول الوحيدة فى العالم التى تقوم على أساس دينى، وهو أمر بالغ الخطورة يتم التخطيط له على المدى البعيد ويجب الانتباه له.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة إسرائيل عن الهولوکوست

إقرأ أيضاً:

أستاذ اجتماع: ثقافة التريند تتعارض مع القيم الأخلاقية وهدفها الشهرة والربح السريع

أكد الدكتور وليد رشاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن التغيير هو سنة الحياة، ولكنه قد يكون إيجابيًا أو سلبيًا، مشددا على أهمية التمسك بالقيم والأخلاق في المجتمع مهما كانت الظروف.

خلال لقائه مع الإعلامية فاتن عبد المعبود في برنامج "صالة التحرير" على قناة صدى البلد، أشار رشاد إلى أن السمة السائدة حاليًا في المجتمع هي العنف، حيث شهدت العديد من المحافظات جرائم قتل بشعة، مثل حادثة قتل طالبة المنصورة وطالب بورسعيد وابنة قتلت والدتها.

عمرو يوسف ومي عز الدين في المركز الثالث عالميا في تريند تويتر والثاني سعوديًا ب"قلبي وأشباحه" محمد منير تريند "جوجل" وعشاقه يتمنون له السلامة والصحة

وأضاف وليد رشاد أن العلاقات الاجتماعية تعاني من التفكك في الوقت الراهن، ما أسهم في زيادة الجرائم، إضافة إلى تراجع المسؤوليات الاجتماعية بين الأفراد وانتشار الفردية والأنانية.

وأوضح رشاد أن التطور الكبير في التكنولوجيا أسهم في انتشار العنف في المجتمع، وأن فقدان الأمان أدى إلى فقدان الثقة، ما زاد من حدة هذه الظاهرة.

كما أكد وليد رشاد أن الأسرة تتحمل المسؤولية الأساسية عن جرائم القتل التي يرتكبها الأطفال أو الطلاب، مشيرًا إلى أن غياب التربية السليمة والمسؤولية، إضافة إلى نقص الحوار الفعّال، أدى إلى توجه الأبناء نحو التكنولوجيا واستكشاف محتوى عنيف.

ونوه وليد رشاد إلى أن ثقافة التريند التي أصبحت شائعة في مجتمعنا تتعارض مع المعايير والقيم الأخلاقية التي نشأنا عليها، كما أن الدافع الرئيسي وراء هذه الثقافة هو الرغبة في الشهرة والربح السريع. 

 

مقالات مشابهة

  • 2024.. عام تجاوز فيه كوكب الأرض عتبة الخطر المناخي وفقاً للعلماء
  • انفجارات قوية تهز تل أبيب وسط تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
  • الشمال يحترق.. إسرائيل تدفع بـ15 فرقة إطفاء للسيطرة على حرائق مستوطنة أفيفيم
  • أستاذ قانون دولي: حزب الله وجه رسالة لإسرائيل بقدرته على استهداف أي مكان في تل أبيب
  • نائب:السوداني جعل أجواء العراق تحت السيطرة الإسرائيلية باتفاقه مع مؤسسة التمويل الدولية
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: اندلاع مواجهات بين محتجين والشرطة في شارع أيالون بتل أبيب
  • أول قمر صناعي خشبي في العالم توجه إلى الفضاء على متن صاروخ "سبيس إكس"
  • محلل سياسي: الضربة الإسرائيلية الأخيرة أرجعت إيران 20 عامًا إلى الوراء
  • إسرائيل تصادق على إصدار 7000 أمر تجنيد إضافي بحق اليهود الحريديم
  • أستاذ اجتماع: ثقافة التريند تتعارض مع القيم الأخلاقية وهدفها الشهرة والربح السريع