أستاذ «اجتماع سياسي»: «تل أبيب» كتبت التاريخ وفقا للرؤى الصهيونية الهادفة للسيطرة على العالم
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
أكدت د. هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى، أنّ إسرائيل كتبت التاريخ وفقاً للرؤية الصهيونية للسيطرة على العالم، فالهولوكوست استهدف 50 ألفاً من يهود ألمانيا وليس 6 ملايين كما تدّعى الرواية الإسرائيلية، وكراهية «بلفور» ليهود أوروبا ورغبته فى التخلص منهم سبب وعده لهم بإقامة وطن فى فلسطين.
وقالت «زكريا»، خلال حوارها لـ«الوطن»، إن إسرائيل تستهدف قيام دويلة بأفريقيا، وإن الفلسطينيين يتعرضون لخطة تهجير ممنهجة من أراضيهم لصالح التوسع الاستيطانى، فما يحدث بغزة هو هولوكوست يفوق روايتهم عن الهولوكوست، وهو إبادة جماعية حقيقية.
فى ذكرى الهولوكوست.. كيف تتابعين ما يحدث فى غزة؟
- ما يحدث فى غزة إبادة جماعية حقيقية تفوق روايات الإسرائيليين عن الهولوكوست، فمن المتعارف عليه أن الحركة الصهيونية قامت على تعزيز الشعور بـ«المظلومية»، كما تعمدوا تزييف الأحداث والوقائع وحرصوا على كتابة تاريخ العالم أجمع وفقاً للرؤية الصهيونية.
وإسرائيل لديها معتقد راسخ بأن السيطرة على التاريخ وذاكرة الشعوب تمنحهم السيطرة على الأرض، وهذه السيطرة مثَّلت الأداة التى مكَّنت الاحتلال من الاستيلاء على أرض فلسطين التاريخية، بعد أن غزت السردية الإسرائيلية عن أرض الميعاد، باستخدام مصطلح «دياسبورا» أو الشتات، وبأنهم شُرِّدوا من أرضهم منذ أكثر من 2000 عام أركان العالم أجمع.
هل هناك أسباب حقيقية للهولوكوست؟
- يهود أوروبا عمدوا، كعادة اليهود، إلى السيطرة على الاقتصاد، وهو ما دفعهم إلى إقراض الفلاحين الفقراء فى أوروبا بفوائد كبيرة، ما نتج عنه فقدان المزارعين أراضيهم وممتلكاتهم لعدم تمكنهم من سداد الديون العالية نتيجة الفوائد المرتفعة من المرابين اليهود، ما جعلهم فى مرمى استهداف الشعوب الأوروبية، وفقاً لرواية المؤلف الإنجليزى الشهير شكسبير «تاجر البندقية».
كما أن الطبقة البورجوازية الصاعدة بعد الثورة الصناعية شعرت بخطر اليهود على التجارة والصناعة، وهو ما دفعهم لحصارهم والتخلص منهم، خاصة مع تزايد الازدراء الدينى من مسيحيى أوروبا لليهود، الأمر الذى عزَّز الرغبة فى التخلص من اليهود وغرسهم كشوكة فى ظهر العرب.
هل استهدف الهولوكوست 6 ملايين يهودى كما تدّعى الرواية الإسرائيلية؟
- وعد بلفور الذى بموجبه بدأت هجرة اليهود لفلسطين لإقامة وطن قومى، قال عنه جمال عبدالناصر: وعد من لا يملك لمن لا يستحق، كما أن كراهية هتلر لليهود وعداوته الشديدة لهم نتجت عن معاصرته لجرائمهم، وهو ما ولّد لديه الرغبة فى التخلص من 50 ألف يهودى بالقتل والحرق وليس 6 ملايين كما تدّعى الرواية الإسرائيلية، إذ إن تعدادهم لم يتخطّ وقتها 4 ملايين يهودى، لكن المبالغة فى السردية الإسرائيلية تجنى ثمارها تل أبيب فى صورة تعويض سنوى من ألمانيا لكل مواطن يعيش فى إسرائيل، كونهم يكذبون بصدق، ويروّجون للأساطير بكل مصادر المعرفة باعتبارها الطريقة المثلى لكسب المعركة دون الحاجة للعنف.
حديثى عن المبالغة فى «الهولوكوست» كاد يتسبب فى سجنى داخل الولايات المتحدة الأمريكيةهل تسبب حديثك عن المبالغة فى «الهولوكوست» فى مشاكل شخصية؟
- تحول «الهولوكوست» والحديث عنه والتشكيك فى روايته إلى تهمة جاهزة لأصحاب الفكر، ومنهم المفكر الفرنسى المسلم روجيه جارودى الذى وصف الهولوكوست بالمبالغة فتعرّض للسجن، كما تعرضت لموقف مشابه فى الولايات المتحدة بعد أن طلبت منى صحفية يهودية كتابة رأيى عن الهولوكوست، وكدت أرسل لها رأيى قبل أن يصلنى تحذير أن الأمر يستهدف محاكمتى بتهمة معاداة السامية عام 2005، وبعد حديثى لفضائية مصرية شهيرة عن الهولوكوست، تم نشر صورى على موقع إسرائيلى بعد المداخلة بـ4 ساعات، وتصنيفى كمعادية للحركة الصهيونية.
مساعى إسرائيلأرض فلسطين التاريخية ليست نهاية المطاف، فهناك رغبة إسرائيلية لتدشين دويلة إسرائيلية ناحية كينيا ومنابع النيل، كشف عنها فيلم تسجيلى على قناة «هستورى»، حيث صور وجود مئات الآلاف من اليهود فى حاجة لوطن، لتكون هناك إسرائيل شمالية وأخرى جنوبية على غرار باكستان الغربية وباكستان الشرقية، باعتبارها الدول الوحيدة فى العالم التى تقوم على أساس دينى، وهو أمر بالغ الخطورة يتم التخطيط له على المدى البعيد ويجب الانتباه له.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة إسرائيل عن الهولوکوست
إقرأ أيضاً:
عنصريةُ الصهـــيونية اليهـــودية وإرهابُهم سببُ هلاكهم وزوالهم
مما لا ريب فيه أن من غالب الله غُلب، ومن حارب شريعته هلك ونُكِب، فمن تعدى طوره كَثُرَ جَوره، ومن جمح به العدوان لم يساعده الزمان؛ فمداهنةُ الفجار إقرارٌ لفجورهم، ومخالطة الأشرار توقع في شرورهم.
وهذه الحركة الصهــ.ـيونية العنصرية المرتبطة نشأة، وواقعاً، ومصيراً، بالإمبريالية العالمية؛ والتي سعت إلى توطين اليهود وتجميعهم، وإقامة دولة خَاصَّة بهم، في فلسطين، بواسطة الهجرة، والغزو، والعنف، تتحول بممارساتها العنصرية الإرهابية إلى مشكلة لليهود وليست حلاً، فقد أصبحت فاجعة، وكارثة، وليست أمنًا وسلامًا، وهذا ما يشاهده العالم اليوم بأم عينيه.
فممارساتها العدائية ضد العرب والمسلمين للإرهاب بصفة رسمية منذ نشأتها عام ٤٨ وبعد إعلان الكيان الصهـ.ـيوني للدولة اليهــ.ـودية أضحى الإرهاب الصهـ.ـيوني يتميز بكونه الإرهــاب الرسمي الوحيد في العالم، والذي تخطط له وتنفذه أجهزة رسمية للدولة.
وقد راح ضحية ذلك الإرهــاب عشرات الآلاف من النساء والأطفال، بل إن المراقبين الدوليين عام ١٩٦٧م أفادوا بأنهم شاهدوا بأم العين الإعدام الجماعي، والقبور الجماعية، والاغتيالات، وما يزال الإرهاب ماثلاً للعيان إلى يومنا هذا ويشاهده العالم عبر شاشات التلفزة ومراكز التواصل الاجتماعي، رغم أن الديانة اليهودية تمنع من ذلك كما أخبر عنها الحق سبحانه وتعالى في القرآن (مِنْ أجل ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إسرائيل أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَو فَسادٍ فِي الأرض فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً).
ولكن اليــهــود والحركة الصهـ.ـيونية لا تعبأ بذلك، بل إنها تمارس أشكالاً شتى، من القمع، والتعذيب، والقتل والتهجير والاعتقالات، وَنسف المنازل بسكانها، وَمصادرة الأراضي والاستيلاء عليها بالقوة.
إن العقيدة الصهــ.ـيونية التيوقراطية، والتاريخية، وقاعدة الارتكاز في إسرائيل، بدأ من الناحية التشريعية، وإصدار قانون العودة عام ١٩٥٠م الذي يقضي بحق كُـلّ يهودي في الجنسية الإسرائيلية، مُرورًا بالقول: إن فلسطين هي موطن يهود العالم، وإن اليهود يشكلون قومية منذ زمن يمتد إلى آلاف السنين، ومحاولة إقناع الجالية اليهودية في العالم بالعودة إلى فلسطين، وتوسيع الكيان الإسرائيلي الصهيوني عدوانه ليقيم إسرائيل الكبرى، من النيل إلى الفرات رغم ذلك، فإن فشل الصهيونية في جعل فلسطين وطناً لكل يهود العالم واضحٌ فغالبية يهود العالم لم تأخذ بهذا، لما ترى فيه من المخاطر، والظلم، بدليل وجود أكثر من ثلثي اليهود خارج إسرائيل. والبعض منهم يتظاهر ضد الصهيونية الإسرائيلية كما هو مشاهد من التلفزيون، بمعنى أن الصهيونية فشلت فشلًا ذريعًا في إقناع عقلاء اليهود أنفسهم؛ نظرًا لما تمارسه الصهيونية من الإرهاب والعنصرية الذي كُـلّ العالم يشهده.
فهذه الأمم المتحدة تتخذ قراراً في خريف ١٩٧٥م باعتبار الصهيونية حركة عنصرية، وطالبت معاملتها على هذا الأَسَاس، كما أن ناحوم غولدمان أحد زعماء الصهيونية دعا في نهاية السبعينيات إلى التخلي عن الصهيونية كحل للمشكلة الإسرائيلية.
فبينما أراد الصهـ.ـاينة أن تكون الدولة الصهــ.ــيونية حلاً لمشكلة اليــهــود في العالم فإن زرع اليهود في فلسطين أصبح مشكلة ليهود العالم بحد ذاتها.
وبينما أرادوها أن تكون الدولة الصهـ.ـيونية اليهـ.ـودية في فلسطين حامية لليهود، ومركزاً روحياً مشعاً صارت مصدر إحراج، وسوء سُمعة ليهود العالم، نتيجة لطبيعة الإرهاب غير المشروع، وسفك الدماء، ومناصبة العرب والمسلمين العداء الدائم، والسعي إلى اغتيال زعماء العرب والمسلمين وعلمائهم وساستهم وقادتهم على مرأى ومسمع من العالم.
لقد أرد الصهـ.ـاينة أن تكون إسرائيل مركزاً صحياً لليــهود يمارسون فيه الحياة الطبيعية، ونتيجة للإرهاب والعنف الصهـ.ـيوني، صارت إسرائيل عبارة عن وحش كبير يمارس الاضطهاد، ضد العرب والمسلمين، وحتى ضد الغالبية اليهــودية من اليهود الشرقيين.
فقد أضحت الصهـ.ـيونية في فلسطين أدَاة عدوان، ودمار، وموت.
فمتى يراجع عقلاء الناس، وساستهم في العالم الغربي المؤيد لهذه الفئة الضالة أنفسهم؟ ويوقفون هذا العدوان قبل أن يحل بهم الهلاك والدمار، وقبل أن تزول دولتهم، ويصبحوا أثرا بعد عين.
فقد أهلك الله من هو أكثر منهم قوة، وأكثر جمعاً، ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون.
إن مشكلة اليهود هي مع الله أولاً، الذي أمرهم بالإيمان، بما نزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أول كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قليلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ، وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
لقد لعن اليــهــود على لسان داوود وعيسى ابن مريم -عليهم السلام- لعصيانهم، ولعدوانهم، (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إسرائيل عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ).
فهل يعي اليــهــود، وهل تعي الصهـ.ـيونية سوء فعالها، أم أنها ماضية في سكرتها، مصرة على سفك الدماء، وقتل النساء والأطفال والشيوخ؟
فإن اعتداءها وإرهابها سيكون حتمًا سببًا في زوالها، وسينتصر الشعب العربي الفلسطيني واللبناني والسوري وكلّ المجاهدين في محور المقاومة، لأن الله معهم وناصرهم، وهو القائل: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ).
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة للكـ.ـافرين والمنــافقين، ولا نامت أعين الجبناء.