"قولوا لأمي ابنك مات راجل".. والدة الشهيد عمر القاضي تكشف عن كواليس اللقاء الأخير
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
"يا جدعان والنبي قولوا لأمي ابنك مات راجل وخلي بالكوا منها.. ومتنسونيش يا جدعان وادعولي ربنا يسامحني.. أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله"، بهذه الكلمات استشهد البطل "عمر القاضي"، ابن محافظة المنوفية الذي طلب الشهادة ونالها.
الشهيد الملازم أول عمر إبراهيم كمال القاضي، صاحب الـ 24 عاما، ابن محافظة المنوفية، استشهد في عملية إرهابية أول أيام عيد الفطر المبارك مع مجموعة من الأبطال فى هجوم إرهابي على كمين البطل 14 بمدينة العريش، شمال محافظة سيناء، بعد رفضه طلب والدته بالمكوث صحبتها، لخوفها عليه.
داخل منزل العائلة بقرية ساقية المنقدي التابعة لمركز أشمون، بمحافظة المنوفية، جلست راندا محمود والدة الشهيد "عمر القاضي"، التي بدأت حديثها عن تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لها في حفل تكريم أسر الشهداء.
عبرت والدة الشهيد عن سعادتها بذلك التكريم: "سعيدة إن الرئيس عبد الفتاح السيسي فاكر ابني عمر رغم انشغاله بمسئولية البلد، وتكريمه له بإطلاق اسمه على دفعة أكاديمية الشرطة 2019، متابعة: الرئيس قال لي إحنا متشكرين ليكي على تربية عمر، وأنا متشكر ليكي على تربيته، أنت زعلانه فقلت له: "أنا فخورة بيه"، فرد الرئيس: "إحنا كلنا فخورين بيه"، مشيرة إلى أن ابنها كان أول من أصيبوا في الكمين 14، وظل يقاتل بعد إصابته في "رجله" حتى استشهد كآخر مقاتل.
وعن التحاقه بـ "أكاديمية الشرطة" قالت والدة الشهيد: عمر من صغره كان بيطلع الأول على دفعته في المدرسة، وكان عنده إصرار أنه يلتحق بأكاديمية الشرطة قدوة لشقيقه كمال، والتحق بالكلية عام 2013، وقت تخرج دفعة شقيقه كمال، وتوفي والدهما عام 2015، وتخرج من أكاديمية الشرطة عام 2017، وعمل بالعمليات الخاصة، بقطاع الأمن المركزي، وكان "الشهيد أحمد الكبير" قدوته، وأستشهد في حادث الواحات الإرهابي بعد تخرجه بـ 3 شهور.
وتابعت: "كان من أبرز الحوادث التي أثرت فيه حادث استشهاد اللواء نبيل فراج، وحادث الواحات الإرهابي، وفور تخرجه عمل بمحافظتي القاهرة والجيزة، وفي شهر سبتمبر من العام الماضي انتقل إلى العمل بمدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، وشارك في العملية الشاملة سيناء 2018، وأصيب بقطع بعقلة أحد أصبع يده اليسرى، وشظية بذراعه، إلا أنه أصر على استكمال مأمورياته في سيناء".
وأضافت أم الشهيد، أنه قبل السفر في مارس الماضي طلبت منه أن يأخذ إجازة بسبب إصابته لكنه رفض: "لما أخد إجازة وغيري يأخذ إجازة مين اللي هيحمي البلد"، وسافر بعدها، وكانت المرة الثالثة والأخيرة في شهر رمضان: "كنت حاسة أنه هيستشهد لكن مش بالسرعة دي".
واستكملت: "الحمد لله قدر ربنا، عمر دائما كان يناديني بأم الشهيد، وحينها كنت أخاف من الكلمة؛ لأنه كان أقرب لي من شقيقه كمال وكان ابني الصغير، فعلى الرغم منه أنه كان صغير لكنه كان راجل وجدع مع أصحابه وبار بأهله، بيصلي كل الصلوات، وعمره ما شرب سيجاره وكان بيروح مستشفي 57 ومستشفي أبو الريش، وبيعمل خير هو وشقيقه، كنت لهما الأم والأب بسبب ظروف عمل والدهما وتأخره خارج البيت.
وأوضحت: "كان بيقولي أنت هتدخلي الجنة، لو استشهدت"، وكنت أرد عليه: "ملكش دعوة في واحد هيدخلني الجنة قبلك" وهو كان ابني الرضيع الذي توفي وعمره عدة أشهر، لكنه كان يرد: "الشهيد حاجة تانية" وكنت أحزن من الكلمة وأقول له: "كل الدنيا إلا أنت يا عمر".
وعن ظرف استشهاده قالت: "في شهر رمضان قبل استشهاده بأيام كان عمر في إجازته، وكان ما شاء الله شكله أحلى رغم أنه كان وسيم، كنت حاسة بحاجة غريبة وقتها، وطلبت منه ميسافرش العريش وقولت له قولهم ماما تعبانة.. ماما بتموت.. ماما ماتت، لكنه رفض وضحك وقال لي مينفعش والله أنت كويسة أهو، واستكمل مازحا أنت لو عايزاني هتعملي إيه"، فقلت له: "بدخل غرفتك" فرد: "لو دخلتي لقتيني ميت هتعملي إيه"، وقتها سكت وقولت له بعد الشر متقولش كده لا حول ولا قوة إلا بالله ودعيت له.
وأردفت: "فجر يوم 25 مايو، كان مسافر العريش، وكنت حاسة وقتها إنها آخر مرة أشوفه، وعايزه أطلب منه ميسافرش، لكن الحمد لله قدره، وكنت بكلمه كل يوم، ويوم القبض على هشام العشماوي، قولتله: "قبضوا على هشام العشماوي، ربنا يحفظك، الإرهابيين أكيد هيعملوا عمليات إرهابية".
وعن يوم استشهاد البطل عمر القاضي قالت والدته: "على غير عادتي، لم أهنئ أحد بعيد الفطر المبارك، وتلقيت مكالمة من شقيقتي قبل يوم العيد لتقل لي كل سنة وأنت طبية، فلم أستطع الرد عليها: "قولت لها الله يكرمك"، وفي يوم استشهاده اتصلت به الساعة 5 فجرا، لكنه لم يرد، ونحو الساعة 7 صباحا شعرت إن الأجواء غريبة.
واستكملت: "محدش طلع يقول لى كل سنة وأنت طيبة، وحد قطع كابل الانترنت علشان معرفش، والتلفزيون مقفول ونزلت لشقة عمة عمر وجدتهم كلهم لابسين أسود، شعرت إنه مات، ومحدش منهم قالي لأنهم عارفين غلاوته عندي، متابعة: "ربنا يرحمه قدره، قدمت له في النيابة الإدارية؛ علشان كنت خايفة عليه وبلغته بميعاد المقابلة، لكنه لم يحضر المقابلة ورفض ترك عمله بالعمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزي".
واختتمت والدة الشهيد، بعد مراسم العزاء: أخبرني سمير زميله، بأن عمر قال له قبل استشهاده بيوم خلي بالك من ماما، أنا هستشهد الصبح، قولها متزعليش، وقول لكمال خلي بالك منها، وأنا كلمت كمال وقولت له إشمعنا الصبح، رد عليه أنا حاسس كده".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عمر القاضي الشهيد عمر القاضي والدة الشهید عمر القاضی
إقرأ أيضاً:
ألفييري: البابا يستجيب للعلاج لكنه لم يخرج بعد من دائرة الخطر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفاد تحديث صادر عن دار الصحافة الفاتيكانية في ٢٢ فبراير بأن "البابا فرنسيس قد نام جيدًا"، وأوضح الأطباء، خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس في مستشفى جيميلي، أن البابا يستجيب للعلاجات المكثفة، إلا أن “أي اضطراب بسيط جدًا قد يؤدي إلى اختلال الوضع”، وقد طمأن الدكتور كاربوني بأن قلب البابا قوي.
فشهد مساء أمس الجمعة مؤتمر صحفي بعد مرور أسبوع على دخول البابا إلى مستشفى جيميلي، حيث تم دحض جميع الأخبار الزائفة التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول حالته الصحية. وقد تم التأكيد بوضوح على أن جميع البيانات الصادرة حتى الآن عن دار الصحافة الفاتيكانية أُعدّت بالتنسيق مع الأطباء المشرفين على علاج البابا، ولم يتم إخفاء أي معلومات، لأن هذه هي رغبة البابا فرنسيس نفسه.
وشارك في المؤتمر البروفيسور سيرجيو ألفييري، مدير قسم الجراحة الطبية في المستشفى والمسؤول عن الفريق الطبي في جيميلي، والدكتور لويجي كاربوني، نائب مدير إدارة الصحة والنظافة في دولة حاضرة الفاتيكان والطبيب المشرف على البابا. وقد شدّد المتحدثون على التعاون الوثيق بين مختلف الفرق الطبية للعناية بالبابا. كما أشاد أطباء المستشفى بالممرض ماسيميليانو سترابّيتي، واصفين إياه بأنه "شخص استثنائي يعتني بالبابا منذ سنوات عديدة".
وقال ألفييري: "لقد تم علاج البابا من عدوى وضيق تنفس في المنزل، كما هو الحال مع أي مريض يبلغ من العمر ٨٨ عامًا يعاني من الإنفلونزا في هذا الموسم" وأوضح أيضًا أن البابا لطالما أراد أن تُقال الحقيقة بشأن وضعه الصحي، مضيفًا: "لنضع حدًا لأي شكوك أو غموض: كل ما قرأتموه هو الحقيقة". وأشار الطبيب إلى أن البابا يعاني من مرض مزمن يتمثل في توسّع القصبات الهوائية مصحوبًا بالتهاب الشعب الهوائية الربوي، وهو ما قد يؤدي إلى نوبات حادة بين الحين والآخر. وأوضح أن هذه الحالة تجعله بطبيعته مريضًا هشًّا في هذا العمر. وأضاف أن الفحوصات كشفت عن وجود ميكروبات في الرئتين، تشمل فيروسات وفطريات وبكتيريا، وأن الأمراض المزمنة لا تُشفى تمامًا بل يمكن السيطرة عليها. كما أكّد الأطباء أن البابا خضع منذ البداية لعلاج مناسب وفعّال، لكن تم اللجوء الآن إلى الكورتيزون، الذي يُضعف المناعة ويرفع نسبة السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى مزيد من الالتهابات.
وأوضحوا أن إدارة العلاج هي عملية معقدة تتطلب تعديل الأدوية بحذر، ولهذا، عند سؤاله عما إذا كان البابا قد خرج من دائرة الخطر، أجاب ألفييري: "لا".
وأضاف الطبيب أن الفحوصات الصباحية أظهرت تحسّنًا في حالته، قائلاً: "مقارنة بوضعه عند وصوله إلى المستشفى، هو الآن في حالٍ أفضل بكثير، لكن الوضع قد يتغير".
كما أكد الدكتور كاربوني أن البابا يستجيب للعلاج، الذي لم يُغيَّر بل تم تعزيزه، إلا أن أي تغيير طفيف قد يخلّ بالتوازن. وشدّد على أن "قلب البابا قوي"، مضيفًا: "عندما نقول إنه مريض هشّ، فإننا في الوقت ذاته نشير إلى أنه مريض قوي للغاية، ويحظى برعاية دقيقة".
وأردف “ألفييري” أن البابا يعاني أحيانًا من ضيق في التنفس، وهي حالة غير مريحة. لكنه أشار مازحًا إلى أن "عقله لا يزال كعقل شخص في الستين"، في إشارة إلى شخصيته النشطة وحبه الكبير للكنيسة، إذ إنه لا يتوقف عن العمل، يقرأ، يوقّع الوثائق، ويدلي بتعليقات طريفة. وأضاف أنه، رغم وضعه الصحي، لم يتوقف عن تقديم الأولوية للكنيسة، لكنه في الوقت عينه تلقّى علاجه بهدوء في مقر إقامته في سانتا مارتا.
ستستمر فترة الإقامة في المستشفى للمدة اللازمة، أي حتى لا يعود هناك حاجة لتلقي علاجات داخل المستشفى. وبالتالي، لن تكون مجرد أسبوع واحد، كما أوضح ألفييري مجددًا، مشددًا على أن الالتهاب الرئوي يتطلب عادة وقتًا طويلاً للتعافي: "على الأقل طوال الأسبوع المقبل. يجب أن يخرج عندما يكون بحالة جيدة!".
وبناءً على نصيحة الطاقم الطبي، لا يلتقي البابا بأي شخص من خارج المستشفى خلال فترة علاجه، باستثناء اثنين أو ثلاثة من أقرب معاونيه. كما أنه لا يخضع لأي أجهزة طبية، بل هو يتنفس بشكل طبيعي، ويتناول الطعام. وتم التأكيد على أن الأب الأقدس يحافظ على معنوياته الجيدة وليس طريح الفراش. كما تمّت مشاركة موقف طريف حدث عند دخول الطبيب إلى الشقة البابوية، حيث قال له البابا: "صباح الخير أيها الأب الأقدس"، فردّ الطبيب مبتسمًا: "صباح الخير أيها الابن القديس".
وخلال المؤتمر الصحفي، تمّت الإشادة بالطاقم التمريضي، كما تمّ التذكير بمساهمات الأطباء المختصين في الأمراض المعدية، وعلى رأسهم البروفيسور كارلو تورتي، وكذلك أطباء الرئة بقيادة البروفيسور ريشيلدي، رئيس قسم أمراض الرئة، إضافة إلى أطباء الجهاز الهضمي الداخليين بقيادة البروفيسور غاسباريني.
ولكن إذا ظهرت حالة تعفن الدم، فقد يكون من الصعب للغاية السيطرة عليها في عمر البابا ومع مشاكله التنفسية، وهذه هي المخاوف التي عبّر عنها الأطباء خلال إجابتهم على أسئلة الصحفيين.
فالمشكلة تكمن في احتمال دخول بكتيريا إلى مجرى الدم، مما قد يؤدي إلى انتشارها في أعضاء أخرى. ومع ذلك، أكد الأطباء أن هذا السيناريو غير قائم حاليًا.